جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 28-03-2015
• يطرح سورين سيلو في تقرير في صحيفة لوموند الفرنسية معضلة ارتفاع نسبة التحاق الفرنسيين بالجماعات المتطرفة، وينوه التقرير إلى نجاح المعلومات التي تم الحصول عليها في تغيير نظرة السلطات الفرنسية للإرهاب، الذي يعرفه الوزير في دليل توجيه يخص موظفي الدولة، بأنه كل خطاب يوظف التعاليم الدينية وينسبها للإسلام بهدف دفع شاب للنأي بنفسه ورفض الآخر، ويشير سيلو إلى انتماء جل هؤلاء الشباب إلى أحياء يتسم الوضع فيها بالحرج والدقة، مما يفسر شعور الاغتراب الذي يدفعهم للبحث عن غطاء انتمائي يمكنهم من المجاهرة بهوية معينة، الأمر الذي توفره الجماعات المتطرفة، ويتجلى التعبير عن الهوية، حسب بيار نغاهان، في الهيئة الخارجية والنمط الملبسي، ويحيل التقرير إلى انقسام المختصين بين مؤيد ورافض لهذه المقاربة النفسية، حيث يعتبر بيار كونيسا، المسؤول السابق في وزارة الدفاع الفرنسية في تقرير قُدِّمَ لمؤسسة دعم ضحايا الإرهاب، أن البعد الجيوسياسي للدعاية المتطرفة تتغذى أساساً من الأخطاء الدبلوماسية للغرب في سوريا والشرق الأوسط، كما يدعو إلى دراسة الخطاب السلفي وتفكيكه، وتتحدث الصحيفة عن انتشار هذا الخطاب في فرنسا، واعتماده على قراءة حرفية راديكالية للنصوص الدينية تضفي مشروعية للعنف، وينوه التقرير إلى تصريح بيار نغاهان بالخطر الذي يمثله صعود السلفية الجهادية، ومناقشته للمبادئ اللائكية على حد سواء، إذ ينفي المسؤول عن الهيئة الوقائية للجهاز الأمني الفرنسي الخاص بالخطة الوطنية لمقاومة التطرف؛ تمحور مهمته حول "تمييز المسلم الجيد من ذاك السيئ" مؤكداً اقتصار هدف الجهاز على مقاومة كل أشكال التطرف والراديكالية، التي تتهدد الفرد والمجتمع في إطار مقاومة هذه الظواهر، وأخيراً يطرح التقرير إشكالية أخرى تتعلق بكيفية استقبال الفرنسيين العائدين من سوريا، حيث لم يتم إلى الآن إنشاء مراكز تعنى بإعادة تأهيلهم وإدماجهم في المجتمع، وهو مشروع مستقبلي لا تزال الحكومة الفرنسية تبحث سبل تحقيقه جهوياً أو وطنياً.
• "لماذا لا تتعلم إيران من الاتحاد السوفييتي البائد؟" بهذا السؤال عنون فيصل القاسم مقاله في صحيفة القدس العربي، شبه فيه إيران بالسوفييت الذين استخدمو أسطورة الشيوعية لخلق قوة عالمية، بينما إيران تستغل الأيديولوجية الدينية المذهبية للتمدد في أكثر من مكان في هذا العالم، موضحا أنها لا تكتفي بتطبيق نظرية ولاية الفقيه داخل البلاد والحكم بموجبها، بل تحاول تصدير ثورتها التي لطالما هددت الجيران بها، بطرق جديدة تقوم على دعم المذهب الشيعي هنا وهناك واستخدام الشيعة خارج حدودها في معاركها وحروبها التوسعية، وإذا لزم الأمر لا بأس في تشييع الآخرين، تماماً كما كان يفعل السوفييت الذين جندوا ملايين الأشخاص في العالم تحت راية المطرقة والمنجل، ورأى القاسم أن التجربة الإيرانية مقارنة بالتجربة السوفيتية في التمدد خارج البلاد عبر الأساطير الأيديولوجية والروحية تعتبر أكثر خطورة، لافتا إلى أن الانتماء العقائدي السياسي السوفييتي انتهى في كل أنحاء العالم تقريباً بسقوط الاتحاد السوفييتي، بينما الانتماء المذهبي والتشييع الذي تعتمد عليه إيران في المنطقة لتوطيد نفوذها سيكون شرارة قد تشعل حروباً مذهبية لا تبقي ولا تذر، وتتجلى ملامح هذه الحروب في رد الفعل العربي والإسلامي على التورط الإيراني الفاضح في سوريا والعراق ولبنان واليمن، وأكد القاسم أن إيران تلعب لعبة خطيرة للغاية سيذهب جراءها ضحايا كثيرون من السنة والشيعة على حد سواء، مبرزا أن اليمن يشتعل على أساس مذهبي، وكذلك العراق وسوريا ولبنان، وكذلك إيران نفسها بدأت تدفع أثماناُ باهظة جداً لحروبها التوسعية، ليس فقط من ثرواتها، بل أيضاً من أشلاء أبنائها، خاصة بعد أن بدأت مئات الجثامين تصل طهران من ساحة الحرب السورية والعراقية واليمنية، وختم القاسم مقاله متسائلا: هل تعلم إيران أن القوى الكبرى سمحت لها أن تتمدد كي تتبدد؟ لماذا لا تتعلم إيران من الاتحاد السوفييتي الذي كان من الخارج رُخاماً، ومن الداخل سُخاماً؟.
• في صحيفة الحياة اللندنية نقرأ مقالا لغسان شربل تحت عنوان "قمة الهجوم المضاد"، أشار فيه إلى أنه حين يفتح القادة العرب، في شرم الشيخ اليوم، خريطة العالم الذي ينتمون إليه ستفوح رائحة الدم: الدم السوري. والعراقي. واليمني. والليبي. والصومالي. فضلاً عن دم القضية المركزية أو التي كانت تحظى بهذا الوصف، موضحا أنهم إذا أمعنوا النظر استقبلتهم الأهوال: خرائط ممزقة. وشعوب تائهة. ودول مفككة. وحدود منتهكة. وجيوش متهالكة. وأسراب من الظلاميين. وميليشيات عابرة للحدود. وسكاكين مذهبية. وحدها مصانع الجثث والأرامل والأيتام تعمل بكامل طاقتها، وبعد أن لفت إلى أن تطورات اليمن وباب المندب أدت إلى قيام تحالف مؤثر أطلق عملية "عاصفة الحزم" وهي عاصفة لم يتوقع كثيرون إمكان هبوبها، رأى الكاتب أن التحالف الجديد المنطلق من تحالف سعودي-مصري، شكل أول محاولة عربية جدية لتعويض غياب الدورين العراقي والسوري معاً، وأكد الكاتب أن أن ولادة نواة عربية مؤثرة ستمكن العرب من التحدث إلى القوى الإقليمية والدولية من موقع آخر، وستعطيهم أيضاً حق التقدم لمعالجة الملفات العربية الساخنة أو على الأقل حق الحضور في هذه المعالجات، مشددا على أنه حين يسترجع العرب قدرتهم على تقديم أنفسهم لاعباً مقنعاً على أرض المنطقة ستتراجع شهية الآخرين في تسجيل الاختراقات داخل الملعب العربي.
• تحت عنوان "أميركا والعباءة الايرانية الجديدة"، أشارت سميرة مسالمة في صحيفة إيلاف الصادرة من لندن إلى أن أميركا تراهن اليوم على قدرتها في كسب معركتها في منطقة الشرق دبلوماسياً، دون زج جيشها في أي معركة تعتبر نفسها بها خاسرة سلفاً أمام الرأي العام الأمريكي، الذي يطالبها فعلياً بترك ساحات القتال المشتعلة في أكثر من مكان، وتوفير عامل الأمان لجندها الذين يعتبرهم الشعب ضحية سياسات فاشلة للإدارات الأمريكية، ولفتت الكاتبة إلى أن تقدم قوى المعارضة في سورية وانتصاراتها في أكثر من مكان من درعا إلى ادلب قد لايكون بإرادة أميركية، لكنها لن تتورع هذه الأخيرة على اعتباره نقطة قوة لها في معركتها التفاوضية مع إيران، موضحة أن ذلك يجعل المسؤولية أكبر على قوى المعارضة السياسية الممثلة بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة بتحصين هذه الانتصارات، والزام حلفائهم من دول خليجية وغربية بالإضافة إلى تركيا بمساندة الفصائل وتثبيت تقدمها، كورقة أخيرة للائتلاف بتثبيت وجوده كممثل شرعي للشعب السوري حسب مقررات الجامعة العربية في الثالث من شهر آذار لعام 2013، وأصدقاء الشعب السوري، وأبرزت الكاتبة أن انجاز الاتفاق الأميركي الإيراني الذي سيغير وجه المنطقة عموماً، يثير ريبة الدول الإقليمية جميعها بما فيها الحليف الإستراتيجي لأميركا، إسرائيل، منوهة إلى أن تركيا ليست بعيدة عن شعورها الذي تجاوز القلق إلى مرحلة الحذر المتأهب.
• صحيفة الغد الأردنية نشرت مقالا لجمانة غنيمان بعنوان "القمة العربية: ما الهدف؟"، تطرقت فيه إلى انطلاق اجتماعات القمة العربية اليوم في شرم الشيخ بمصر، والدول العربية تمر بأزمة على مستوى الدول، كما على مستوى التحالفات، مشيرة إلى أنه مع تعمق حالة الوهن العربي، وغياب الرؤية العربية المشتركة في مواجهة التحديات، يبدو المد الإيراني -مدفوعا بدعم أميركي كبير- في ذروته، ساعياً إلى السطو على باقي المنطقة العربية، وأبرت الكاتبة أنه على الرغم من التهديدات التي تطل برأسها من كل صوب وفي كل دولة، تغيب مع ذلك الرؤية الجامعة والقواسم المشتركة بين الدول العربية، لاسيما في مواجهة أكبر تحديين، وهما: التنظيمات الإرهابية التي تسطو على أكثر من دولة، فيما تختبئ خلاياها النائمة في دول أخرى؛ والتهديد الإيراني الآخذ بالاتساع مقابل انحسار الدور العربي، وغياب الإرادة لمواجهة هذا التحدي وتبعاته، ورأت الكاتبة أن هذه القمة ستمر على الأغلب وفق سيناريو سابقاتها، وإن كان الملف الأكثر سخونة الذي يتصدرها هو الحرب التي أعلنتها السعودية على الحوثيين في اليمن، ضمن تحالف عريض يدعم المملكة، في رسالة ربما تمثل لأول مرة منذ سنوات، "فعلاً" وليس "رد فعل"، متسائلة: لكن ماذا غير ذلك؟