باراك في بيروت لتطويق الحرب وتفعيل التنسيق مع دمشق
باراك في بيروت لتطويق الحرب وتفعيل التنسيق مع دمشق
● أخبار سورية ٢٠ يونيو ٢٠٢٥

باراك في بيروت لتطويق الحرب وتفعيل التنسيق مع دمشق

زار المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا والسفير في أنقرة، توماس باراك، العاصمة اللبنانية بيروت، في مهمة سياسية طارئة تهدف إلى تحييد لبنان عن المواجهة الإقليمية المشتعلة، وإطلاق مسار تنسيقي جديد بين بيروت ودمشق، وسط تحذيرات واضحة من أي تدخل لحزب الله في الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران.

في زيارة وُصفت بالحاسمة، حطّ باراك، في بيروت حاملاً رسائل مباشرة من الرئيس دونالد ترامب، تدعو إلى تحييد لبنان عن الصراع الإيراني – الإسرائيلي، وتفعيل التعاون الأمني مع دمشق لضبط الحدود البرية، في خطوة تعكس اتجاهاً أميركياً لتجنيب الساحة اللبنانية أي تورط في الحرب، وتثبيت الاستقرار على الجبهة السورية اللبنانية.

باراك بدأ زيارته من قصر بعبدا، حيث أبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن الولايات المتحدة تدعم مسار النهوض اللبناني، مشدداً على ضرورة تسريع العمل لتحقيق “حصرية السلاح بيد الدولة”، وضبط الحدود الجنوبية والشرقية، لا سيما مع سوريا. كما طلب باراك تعزيز التنسيق الأمني بين بيروت ودمشق، بما يشمل ملف الترسيم وضبط المعابر.

الرئيس عون بدوره شدد على أن “الاتصالات قائمة لتحقيق مبدأ حصرية السلاح على الصعيدين اللبناني والفلسطيني”، لكنه ربط أي خطوات عملية بـ”استقرار الوضع الإقليمي”، في إشارة إلى تداعيات التصعيد الإيراني – الإسرائيلي. ولفت إلى أن “لبنان اقترح على دمشق تشكيل لجان مشتركة للتنسيق في الملفات الأمنية والحدودية، بما يشمل ترسيم الحدود البرية والبحرية ومزارع شبعا”.

كما جدّد عون موقف لبنان الداعي إلى “عودة النازحين السوريين بعد زوال أسباب نزوحهم”، مؤكداً على أهمية الدعم الأميركي في هذا المسار.

ملف الحدود مع سوريا تحت الضوء

مصادر سياسية مطّلعة أكدت لـ”الصحافة اللبنانية” أن باراك طرح مع المسؤولين اللبنانيين فكرة تعزيز التنسيق الأمني الحدودي مع الجانب السوري، وإمكانية إشراك بعثات دولية في مراقبة المعابر لمنع التهريب والحد من تحرك أي مجموعات مسلحة مرتبطة بمحور طهران.

وفي السراي الحكومي، شدد رئيس الحكومة نواف سلام خلال لقائه باراك على “أهمية الوصول إلى ترسيم واضح للحدود مع سوريا”، كجزء من خطة الحكومة لتثبيت سيادة الدولة وضمان الأمن في كامل الأراضي اللبنانية.

تحذير من تدخل حزب الله ودعم الجيش اللبناني

وحذر باراك خلال لقاءاته من أن “أي تدخل من حزب الله في الحرب الجارية سيكون قراراً سيئاً جداً”، مضيفاً أن الرئيس ترامب “أعطى تعليماته الواضحة بضرورة تحييد لبنان ومنع تكرار سيناريوهات الحرب السابقة”.

كما أعرب المبعوث الأميركي عن دعم بلاده للجيش اللبناني، مثنياً على التزامه بتطبيق القرار الدولي 1701، خصوصاً جنوب الليطاني. وأكد الرئيس اللبناني أن الجيش رفع عديده في الجنوب إلى 10 آلاف جندي، وأنه يواصل إزالة المظاهر المسلحة رغم عراقيل الاحتلال الإسرائيلي المستمر للتلال الخمس الحدودية.

في ملف الإصلاح، شدد باراك على أن واشنطن “ترى في مسيرة الإصلاح المالي ومحاربة الفساد نافذة لتثبيت استقرار طويل الأمد”، واعداً باستمرار الدعم الأميركي لهذا المسار.

ويحمل الحراك الأميركي إشارات واضحة على تغير في طريقة التعامل مع الملف اللبناني – السوري، إذ لم تَعُد واشنطن تمانع من فتح قنوات تنسيق محددة بين بيروت ودمشق، خاصة لضبط الحدود ومنع توسع رقعة الحرب.

وفي ظل تصاعد المواجهة الإقليمية، يبدو أن الإدارة الأميركية تراهن على إغلاق الثغرات بين الجبهات، وتثبيت لبنان ضمن معادلة الحياد الآمن… عبر دمشق.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ