جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 26-04-2015
• أفردت صحيفة الإندبندنت البريطانية مساحة كبيرة نسبيا لآخر التطورات في سوريا ونشرت موضوعا لمراسلتها ليزي ديردين تحت عنوان "جبهة النصرة تسيطر على أحد أهم معاقل النظام في سوريا"، وتقول ديردين إن سيطرة "جيش الفتح" وهو تحالف إسلامي تقوده "جبهة النصرة" على مدينة جسر الشغور أكمل السيطرة على محافظة إدلب بعدما سيطر على مدينة إدلب الشهر المنصرم، وتوضح أن القوات النظامية والميليشيات المتحالفة معها هربوا من المدينة بسبب الهجوم المكثف والذي استمر عدة أيام واستخدمت فيه قذائف الهاون، وتضيف أن مقاطع مصورة أظهرت عناصر من الفرقة 13 التابعة للجيش السوري الحر تتجول في الميدان الرئيسي في جسر الشغورحيث تحالفوا مع جبهة النصرة بعدما قاتلوا في السابق "الدولة الإسلامية"، وتؤكد ديردين أن القتال بدأ الأربعاء واستمر حتى الجمعة حين تم الهجوم على حاجز لقوات النظام في ضواحي المدينة الجنوبية وبدأت مقاتلات الأسد في قصف المنطقة، وتوضح أن جسر الشغور تقع على الطريق الرئيسية التى تربط حلب بمحافظة اللاذقية الساحلية والتى تقطنها أغلبية علوية، وتعتبر ديردين أن السيطرة على جسر الشغور سيمنح "جيش الفتح" المقدرة على قطع طرق الإمداد التى تستخدمها قوات النظام والميليشيات المتحالفة معها بين اللاذقية وبقية المحافظات التى تتواجد فيها، وتقول إن مدينة جسر الشغور لها تاريخ من العداء للنظام في سوريا وهو ما جعل الجيش النظامي يشن هجوما عليها في بداية الحرب الأهلية كما استهدفت المدينة عدة مرات خلال المعارك المستمرة منذ نحو 4 أعوام.
• في صحيفة الشرق الأوسط نقرأ مقالا لفايز سارة تحت عنوان "«عاصفة الحزم» والتحدي السوري"، قال فيه إن الحالة السورية تمثل نموذجًا خاصًا في حالة دول المنطقة في موضوعي انتشار التطرف المسلح والتمدد الإيراني؛ مبينا أن التطرف المذهبي الإيراني غدا قوة الحسم في قرار نظام الأسد من خلال شبكة معقدة التأثير في النظام، تمتد من الرعاية السياسية إلى المساعدات الاقتصادية والأمنية، وصولاً إلى إرسال الخبراء المتعددي الاختصاصات وجنود الحرس الثوري للقتال إلى جانبه، ولفت الكاتب إلى أن تعميم التطرف والإرهاب من جانب نظام الأسد وحلفائه الإيرانيين وميليشياتهم، فتح أبواب سوريا أمام وجود متطرفين آخرين، كانوا من حيث الشكل في الموقع الطائفي الآخر من أدوات الصراع، وفي الواقع كانوا في موقع النظام من حيث المهمة والممارسة، موضحا أن هذا ما يفسر المعلومات المتداولة عن العلاقات المباشرة وغير المباشرة، التي تربطهم مع أجهزة النظام وأجهزة إيران والعراق الاستخبارية، وقد نظموا انتقال عشرات آلاف من أفراد وقيادات تنظيمات التطرف والإرهاب القاعدي، ومساعدتهم بأشكال مختلفة، ليقيموا تنظيماتهم في سوريا، مما جعل الأخيرة ساحة تنظيم وقتال للمتطرفين الإرهابيين من "الشيعة" و"السنة" على السواء الذين جعلوا - كما النظام - السوريين هدفًا لهم، ورأى كاتب المقال أن الوضع السوري من حيث تمركز التطرف المسلح، ومن حيث التمدد الإيراني، هو الأخطر في المنطقة، مشددا على أنه وبعد اليمن لابد أن يكون هدف "عاصمة الحزم" سوريا، على أن يركز المسار السوري لـ"عاصفة الحزم" على السياسي أكثر من العسكري، مبرزا أن المجتمع الدولي قد رسم طريقًا لحل سياسي للقضية السورية، يتمثل في مسار بيان جنيف لعام 2012 ومؤتمر "جنيف 2" لعام 2014، لكنه لم يوفر قوة سياسية وعسكرية تدعم تطبيقهما، وخلص الكاتب إلى أن "عاصفة الحزم"، بما هي عليه، يمكن أن تكون قوة دعم وتطبيق لمسار الحل السياسي في سوريا.
• نطالع في صحيفة الحياة اللندنية مقالا لحسام عيتاني بعنوان "جسر الشغور: تغيُر الرياح؟"، رأى فيه أن خسارة "النظام السوري" مدينة جسر الشغور وفشله قبل ذلك في هجومه على بلدة بصر الحرير، يسلطان الضوء على جملة حقائق تتعلق بالتطورات الميدانية واستطراداً بمستقبل النظام وإمكان التسوية السياسية، واعتبر أن حدث تحرير جسر الشغور ينبغي أن يُقرأ من اللاذقية، "عاصمة" الساحل السوري وليس من إدلب أو المناطق التي تسيطر المعارضة المسلحة عليها، موضحا أن المعركة يتعين فهمها، من وجهة نظر تقول بنضوب الخزان البشري الذي كان يغذي الجيش وقوات الدفاع الوطني الموالين للنظام إضافة إلى تعرض القاعدة الاجتماعية المؤيدة لبشار الأسد إلى رضة خطيرة قد لا تشفى منها في المستقبل المنظور، مقابل قدرة المعارضة، مهما كان اسم التشكيل المقاتل الذي يتصدرها، على تعويض خسائرها بالاستناد إلى كتلة بشرية ضخمة استوعبت مجازر النظام وبادرت إلى التحرك العسكري برؤية استراتيجية جديدة، ولفت الكاتب إلى أن تفسير النظام وأتباعه للأحداث الممتدة من خساراته في درعا وحلب ومعبر نصيب (ذي الدلالة الرمزية) ووصولاً إلى إدلب وجسر الشغور والمعسكرات والحواجز المحيطة بهم، يقوم على وصول إمدادات كبيرة من تركيا والسعودية وقطر لإضعاف موقف حكومة الأسد في أي مفاوضات سياسية مقبلة، وخلص الكاتب إلى أن معركة جسر الشغور ستليها معارك مقبلة أشد خطراً على النظام وأتباعه، ولا يبدو أن إمكاناته كافية لتغيير اتجاه الرياح هذه المرة.
• تحت عنوان "عاصفة التحرير في سوريا..." أشار علي حمادة في صحيفة النهار اللبنانية إلى أن التحالف العربي – الإسلامي في عملية "عاصفة الحزم" سحب البساط من تحت النفوذ الإيراني المتعاظم في جنوب الجزيرة العربية، ولا عودة للإيرانيين إلى اليمن كما كانوا يخططون، ورأى أنه لا بد من التفكير الآن في الجبهة الأخرى التي يفترض في التحالف العربي – الإسلامي العمل على قلب موازين القوى فيها من أجل تدمير "الجسر" الإيراني إلى قلب المشرق العربي: وهي سوريا، موضحا أنه قد لاحت في أفق العلاقات السعودية التركية إيجابيات عدة منذ القمة الأخيرة التي جمعت بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الرياض، والتي قيل إنها أرست قواعد علاقات جديدة، واتفاقاً على التعاون بين البلدين لتغيير موازين القوى في سوريا عبر دعم المعارضة بشكل مكثّف في قتالها ضد نظام بشار الأسد والميليشيات الشيعية التابعة لإيران، وفي مقدمها "حزب الله"، ولفت الكاتب إلى أن ثمة بدايات مشجعة لهذا التعاون في الجنوب، حيث امتلكت المعارضة المبادرة في العديد من مناطق درعا وسيطرت على كل النقاط الحدودية مع الأردن، أما في الشمال، فإن تحرير إدلب وقرب تحرير جسر الشغور تطهيراً لكامل الشمال المحاذي لتركيا، هما نقطة تضاف إلى رصيد العلاقات المستجدة بين الرياض وأنقرة، ومعهما الدوحة، ودعا الكاتب التحالف العربي – الإسلامي إلى عدم تفويت الفرصة من أجل إطلاق عملية "عاصفة التحرير" في سوريا، ليكون هدفها قلب الطاولة على إيران، وإلحاق هزيمة نهائية بها وبميليشياتها على الأرض، وخصوصاً مع قرب استكمال الجهود الجدية التي تقوم بها الدول الثلاث لتوحيد فصائل المعارضة، وإدخال "جبهة النصرة" من ضمن التحالف بعد جملة توافقات تنهي ارتباطها بـ"القاعدة"، باعتبار أن الغالبية الساحقة من "جبهة النصرة" سوريون يقاتلون لأسباب سورية بحتة.
• أشارت عكاظ السعودية تحت عنوان "ماذا تحمل «مشاورات جنيف»؟"، إلى أن الأمم المتحدة أعلنت أن مبعوثها الدولي دي ميستورا سيبدأ في الرابع من الشهر المقبل بجنيف مشاورات منفصلة مع مختلف أطراف النزاع السوري، وأن الهدف من هذه المشاورات هو اختبار نوايا الأطراف واستطلاع آرائهم حول إمكانية الشروع في مفاوضات جادة على طريق الحل السياسي، ورأت الصحيفة أن تحديد أهداف هذه المشاورات في استطلاع الرأي يضيق مساحة الأمل في نتائجها، لكن انعقادها بإشراف الأمم المتحدة يفتح الباب على إمكانية تحقيق تقدم على هذا المسار إذا توفرت إرادة دولية بأن مأساة الشعب السوري تستحق من المجتمع الدولي العمل لإنهائها، لافتة إلى أنه ومع هذا الأمل يظل السؤال مشروعا حول ماذا يمكن أن تحمله هذه المشاورات للمعارضة السورية في هذا التوقيت!، وهل هناك صفات للجهات التي ستوجه لها الدعوة واعتبارها لاعبا في العملية السياسية؟، وأضافت الصحيفة أننا نذكر بأن تجربة التحاور بين المعارضة ونظام بشار في لقاءي جنيف الأول والثاني فشلت لأن نظام دمشق جاء إلى الحوار وهو يراهن على قوته العسكرية وحماية حلفائه من الإيرانيين والروس، فهل تغير موقف النظام وحلفائه؟.
• تطرقت صحيفة الراية القطرية للشأن السوري، وكتبت، في افتتاحيتها، أنه بات من المهم أن يدرك مجلس الأمن الدولي، أن مطالبته الخجولة لـ"النظام السوري" بالتنفيذ الفوري لجميع قراراته السابقة المتعلقة بحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية لن تجدي نفعا بل تجعل النظام يتعنت أكثر في ممارسة سياسة التقتيل والتنكيل والتشريد والتجويع ضد الشعب السوري"، مشددة على أن المطلوب "ليس المطالبات والمناشدات وإنما قرارات وإجراءات واضحة تردع نظام الأسد وتلزمه بالتنفيذ الفوري للقرارات الدولية كما أن المطلوب التحرك الفوري والفاعل لمواجهة الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه، وشددت الصحيفة على أنه على الأمم المتحدة، أن تدرك أن المحادثات المنفصلة التي أعلنت رعايتها مع ممثلين لـ"النظام السوري" والفصائل المعارضة خلال الشهر المقبل في مسعى لاستئناف المفاوضات التي دخلت في طريق مسدود بعد مؤتمر جنيف الثاني العام الماضي بسبب مواقف النظام لن تنجح إلا إذا اتخذ المجتمع الدولي إجراءات شجاعة ضد النظام تلزمه بتنفيذ جميع قراراته وتلزمه أيضا بالعودة للحوار وفقا لمقررات "جنيف 1".
• تطرقت الدستور الأردنية لأزمة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا، فتساءلت بهذا الخصوص: أنه إذا كانت وفود السلطة الوطنية الفلسطينية قد نجحت في الوصول إلى نوع من التفاهمات مع "النظام السوري" حول المخيم ومشكلاته المتشابكة والمتعددة، فهل كان بمقدورها أن تصل إلى تفاهمات مماثلة مع القوى المسلحة المسيطرة على المخيم أو على أجزاء كبيرة منه، واعتبرت، الصحيفة، في مقال لها، أن استمرار التشدق بشعار (النأي بالنفس) لم يعد مقبولا أبدا، مشيرة إلى أنه من أجل النأي بالمخيم عن الصراع السوري، يجب أن يكون هناك مخيم في الأصل، وأن يكون عامرا بسكانه، هذا هو هدف الشعار ومرماه الأساسي، أما أن يكون المخيم قد استشهد وبات أثرا بعد عين إثر رحيل أهله عنه، فإن من البلاهة الاستمرار في ترديد هذا الشعار، وشددت الصحيفة على أنه يجب استعادة المخيم أولا وإعادة أهله إليه ثانيا، وبعد ذلك، وبعد ذلك فقط، يمكن أن نتحدث عن النأي بالنفس والمخيم على حد سواء.
• أبرزت صحيفة البيان الإماراتية، في افتتاحيتها، أن المنطقة تموج بالاضطراب في كل أركانها تقريبا، وتظل سوريا رأس الرمح بأربع سنوات يزدن قليلا وضحايا اقتربوا من ربع المليون سوري فيما فاضت معسكرات اللجوء في الجوار بالملايين، فيما المثير للقلق حقا أن ليس من أفق لحل هذه الأزمة التي تشابكت خيوطها وبشكل دراماتيكي بعد ظهور تنظيم (داعش) الإرهابي ودخوله قلب المعادلة، وشددت الصحيفة على أن أمن العالم، وليس المنطقة وحدها، أصبح في مهب الريح، فليس من جزء منه في مأمن من التهديد، مضيفة أن دائرة الإرهابيين تتسع كل يوم، فليس أكثر من سيطرتهم على مساحات شاسعة ليس في سوريا وحدها بل والعراق وليبيا ويتهدد خطرهم دولا أخرى وربما يصل اللهب إلى أوروبا وأمريكا، الأمر الذي يجعل من حل أزمة سوريا وفي أقرب وقت ممكن ضرورة ملحة تعيد ولو بعض التوازن إلى منظومة الأمن العالمي.