جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 26-01-2016
• في صحيفة الإندبندنت البريطانية نطالع تقريرا أعده روبرت فيركايك عن نصيحة أسداها محمد إموازي، المعروف بالجهادي جون، والذي قتل مؤخرا في سوريا، لشقيقه بأن لا يتبعه إلى هناك ولا ينضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية، وقال محمد لشقيقه عمر البالغ من العمر 22 عاما، حسب التقرير، إن تجربته مع أجهزة الأمن البريطانية قد دمرت حياته في بريطانيا وقضت على مخططاته للاستقرار في الكويت وتكوين أسرة، وقال عمر للإندبندنت إن شقيقه كان ينصحه بأن يتعلم من أخطاء الآخرين ثم يقول له: أنظر أين أنا الآن، لا أستطيع أن أجد عملا ولا أستطيع أن أسافر أو أتزوج، وأكد أن شقيقه قام بعدة محاولات للسفر إلى الكويت لكن أجهزة الأمن البريطانية وقفت في طريقه في كل مرة، إلى أن تمكن من المغادرة أخيرا عام 2012 عن طريق ميناء دوفر، حيث توجه إلى تركيا ومنها إلى سوريا، حيث التحق بتنظيم مرتبط بالقاعدة، ومن ثم انتقل إلى تنظيم "الدولة الإسلامية"، وفي عامي 2014 و 2015 شارك إموازي في 7 عمليات قطع رؤوس رهائن على الأقل، بينهم بريطانيان وثلاثة أمريكيين، حسب الصحيفة، ويرى عمر أن شقيقه الذي كان يبلغ السابعة والعشرين حين قتل يتحمل مسؤولية ما قام به، لكنه يعتقد أن الأمن البريطاني وأجهزة أمنية أخرى لعبت دورا في منعه من السفر إلى الكويت والاستقرار هناك، وهو ما ساهم في توجهه إلى التطرف.
• كتب الباحث الإسرائيلي في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، نداف فولك، مقالا في صحيفة يديعوت أحرونوت، حذر فيه من تراجع تأثير الولايات المتحدة على مستقبل سوريا ومصير بشار الأسد، واعتبر فولك أن واشنطن تفقد بسرعة ملحوظة تأثيرها في تصميم مستقبل سوريا، في ظل التقارب الأميركي الروسي، وهو ما قد يؤثر على المصالح الإسرائيلية، وتحدث الكاتب عن رغبة أميركية بأن تتورط روسيا أكثر فأكثر في الحرب السورية، كي تجبي منها خسائر باهظة، وتطرق فولك إلى التعاون العسكري الجديد بين روسيا والأردن، من خلال غرفة عمليات مشتركة بينهما في عمان، موضحاً طبيعة المصالح الإسرائيلية من التطورات الحاصلة في سوريا، وتتمثل أهمها في عدم وصول أسلحة متقدمة إلى حزب الله، وإحباط تنفيذ عمليات مسلحة من هضبة الجولان، ومنع إقامة قواعد عسكرية لـ إيران وحزب الله على الحدود السورية الإسرائيلية، واعتبر الكاتب أن إسرائيل تملك الإمكانيات العسكرية التي تكفل لها تحقيق الهدفين الأوليين، بينما تواجه مشكلة لتحقيق الهدف الثالث، وخلص إلى القول إنه وفي ظل عدم معرفة إسرائيل بحجم الوقت المتاح لمعرفة مصير الأسد ومستقبل سوريا، وتراجع الموقف الأميركي، فإن هناك من ينصح تل أبيب بالاعتماد على موسكو، لكن المشكلة التي تواجهها أن السياسة الروسية تضع نصب عينيها تثبيت النظام السوري قبل كل شيء، وهي في سبيل ذلك مستعدة لإبقاء تحالفها مع إيران وحزب الله.
• صحيفة الحياة اللندنية نشرت مقالا لغازي دحمان بعنوان "الدور الروسي في سورية فرصة ذهبية لإيران"، أشار فيه إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتّبع في معالجته للأزمة السورية تكتيكات صلبة يحاول فرضها كقواعد تعامل مكتملة الشروط ومغلقة على أي إمكان للتعديل أو التطوير، منوها إلى أن ثمة محفّزات تدفع بوتين بهذا الاتجاه مثل تراخي إدارة أوباما وتناقض توجهات الأجهزة الأميركية تجاه الأزمة السورية، وكذلك عدم وضوح موقف حلف شمال الأطلسي (ناتو) من التحرك الروسي على حدوده الجنوبية، وبين الكاتب أن منهجية بوتين، في بداية انخراطه في الأزمة، كانت تتّبع سياسة «الاكتفاء المعقول» والتي على أساسها تحقق روسيا أهدافها من دون الاضطرار إلى عبور النقطة الحرجة للمهمّة والذي قد يدفعها إلى الزج بالمزيد من القوة العسكرية، مبرزا أنه وفي سبيل تلافي الوقوع في هذا الخطر يضطر بوتين إلى صناعة تحالف عسكري تقوده إيران برياً وتكون المساهمة الروسية فيه على شكل مشاركة في التخطيط التشغيلي وتبادل المعلومات والإشارات الاستخباراتية وتحديد الأهداف، ونوه الكاتب إلى أنه وفيما تتركز الأنظار على التدخل الروسي وتسلط الأضواء عليه بدرجة كبيرة يتحوّل التدخّل الإيراني إلى عنصر غير مرئي لكنه يعمل بفعالية وراحة أكبر في تنفيذ أهداف المشروع الإيراني، والتي يأتي على رأسها ليس الحفاظ على بشار الأسد بل إعادة صياغة الواقع الديموغرافي في سورية والعراق، بحيث تشكّل الحرب على «داعش» والتوترات الإقليمية بخاصة مع تركيا قنابل دخانية للتغطية على المشهد الحقيقي والتفاصيل الكارثية التي تشكّلها إيران في المشرق العربي.
• تحت عنوان "الامتحان الأصعب" كتب علي نون مقاله في صحيفة المستقبل اللبنانية، ورأى أن ما تسرّب ونُشر عن موقف الإدارة الأميركية من قصة التحضير لبدء مفاوضات جنيف لا يخرج، لا في الشكل ولا في المضمون، عن السياق المركزي للسياسات التي اعتمدتها إزاء النكبة السورية، واعتبر أنه من المفروض عملياً ومنطقياً وواقعياً، عدم الاستغراب أولاً، وعدم اعتماد السلبية ثانياً، مبرزا أن ذلك ينطلق من حقيقة قائمة وأخرى افتراضية، وأوضح الكاتب أن الحقيقة القائمة هي أن المعارضة برغم الموقف الأميركي، بقيت خلال الفترة التي تلت التراجع عن محاسبة الأسد على جريمة الكيماوي في الغوطة الدمشقية، سائرة في مسار تصاعدي وليس تراجعياً، وأمكنها مدّ سيطرتها وصولاً إلى تخوم المعقل الأخير لبشار الأسد في ريف اللاذقية.. وإلى تأكيد عجز بقايا السلطة وكل ملحقاتها الإيرانية عن وقف ذلك المنحى الانحداري، أما الحقيقة الافتراضية، فأشار الكاتب إلى أنها تتعلق بالمرحلة الراهنة والمستقبل القريب، وبالمسار العام للوضع السوري وليس بالمعارضة فقط، مبينا أن هذه الحقيقة تقول أن هناك حتميّتين لا بد منهما قبل الوصول إلى الهدف المعلن بـ"الحل السياسي"، الأولى: هزيمة "داعش" فعلياً، أو على الأقل، كسره في مناطق سيطرته الرئيسية، في سوريا والعراق معاً، والثانية الانتهاء إلى الأبد من سلطة الأسد، ولفت الكاتب إلى أن الترابط بين الأمرين والشأنين لا مفر منه ولا مهرب، حتى لو بدت الصورة قاتمة راهناً وتُظهر ميلاً الى المنطق المضاد الذي تقوده موسكو وترعاه بالقصف والنار وارتكاب المجازر.
• قالت صحيفة الجريدة الكويتية، إنها حصلت على معلومات شديدة السرية بأن إسرائيل وسوريا توصلتا إلى تفاهمات بعد لقاءات مكثفة ما بين 2009 و2011، كان أبرزها الاتفاق على بقاء الجولان تحت السيادة الإسرائيلية وتسليم القرى الدرزية الأربع إلى النظام في دمشق، وفي المقابل تتوسط إسرائيل لدى الأمريكيين لشطب اسم بشار الأسد من قائمة المتهمين باغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، وتضمن الاتفاق مساعدة إسرائيل للنظام السوري في استعادة موارد المياه من تركيا، مقابل تعهد الأخير عبر سفيره في واشنطن آنذاك، عماد مصطفى، بتحجيم حزب الله اللبناني وإنهاء قوته الصاروخية في لبنان، إضافة إلى إخراج إيران من اللعبة في المنطقة، وقالت الصحيفة، إن التفاهمات التي بحثها السوريون والإسرائيليون كانت بوساطة رجل الأعمال الأمريكي المقرب من رئيس الحكومة الإسرائيلية، رون لاودر، وشريكه مالكوم هونلاين، وتم التوصل إليها بعد عدة أيام في قصر رئيس النظام السوري باللاذقية، وأشارت إلى أن مستشار الأمن القومي في إسرائيل، عوزي أراد، كان حينئذ الشخص المكلف من بنيامين نتنياهو بمتابعة الأمر مع كل الأطراف، في حين كان السفير السوري بواشنطن الشخصية التي نسقت اللقاءات، إضافة إلى نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، وبعض كبار الموظفين من الجانبين، وقالت الصحيفة نقلا عن مصادرها إن الولايات المتحدة أوعزت إلى إسرائيل بأنها لن توافق على الاتفاق، وستعمل لدى أصدقائها لعرقلته، ما حدا بنتنياهو إلى تجميد الأمر ريثما يتم التنسيق مع واشنطن، إلا أن اندلاع الثورة السورية نسف كافة التفاهمات وعطل الملف.
• نوهت صحيفة الوطن القطرية في افتتاحيتها بالدعم الإنساني الذي تقدمه قطر عبر مؤسساتها الخيرية للشعب السوري، مبرزة أنه بالتوازي مع موقف قطر السياسي الثابت، بدعم حق الشعب السوري، يبرز الدور الإنساني لقطر، في التخفيف من معاناة السوريين، سواء الذين أرغمهم اجرام النظام، على الخروج من ديارهم ووطنهم، واللجوء في العديد من الدول، أو أولئك الذين يحاصر النظام مدنهم وقراهم، بهدف كسر ارادتهم، بسلاح التجويع اللاإنساني، واستمرارا لهذا الدور القطري، تضيف الصحيفة، قام الهلال الأحمر القطري، وعبر مكتبه الدائم في تركيا، بتدخل إنساني عاجل، لتوفير الاحتياجات الغذائية الأساسية للأهالي في مدينة (معضمية الشام) بضواحي العاصمة السورية دمشق، التي تعاني من الحصار منذ ما يقرب من 3 سنوات، مما يعرضها لما يشبه المجاعة.