جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 19-06-2015
• في صحيفة الغارديان البريطانية نطالع مقالا لإيان بلاك بعنوان "إسرائيل ترقب عن بعد تفكك سوريا"، ويقول بلاك إن قمة جبل الشيخ تعج بأبراج المراقبة والهوائيات والغرف المحصنة التي تشكل القاعدة الاستخباراتية لأقصى شمال إسرائيل، ومن هناك لا يمكن رؤية دمشق بوضوح ولكن يمكن رؤية القرى الواقعة على حافة هضبة الجولان بوضوح، ويضيف بلاك أنه من هذا الموقع المرتفع، يرقب الجيش الإسرائيلي عن بعد تفكك سوريا، حيث سقطت قرية حضر الدرزية الموالية للنظام في أيدي مسلحي المعارضة يوم الأربعاء كما تحرز جبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة تقدما في المنطقة، ويذكر بلاك إن موشيه يعلون وزير الدفاع الإسرائيلي أعلن الأسبوع الماضي أن سوريا ماتت، والأسد يتقاضى راتب الرئيس ولكنه لا يسيطر إلا على ربع مساحة البلاد...إنه في طريقه للرحيل، ويقول بلاك إن الدروز، الذين يمثلون 5 في المئة من تعداد سكان سوريا، ينقسمون بين مؤيد ومعارض للأسد، ولكنهم نجحوا إلى درجة كبيرة حتى الآن في البقاء بعيدا عن الحرب، ولكن الآن يواجه الدروز في سوريا تهديدا من جبهة النصرة ومن تنظيم "الدولة الإسلامية"، مما أثار قلق الدروز في لبنان وفي الجولان المحتل وفي داخل إسرائيل، حيث، على النقيض من العرب، تخدم الأقلية الدرزية في الجيش، وتقول الصحيفة إنه في العلن تؤكد إسرائيل أنها بعيدة عن الصراع الدائر في سوريا، وإيهود ياري، محلل شؤون الشرق الأوسط واسع الصلات، كتب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إن بعض جماعات المعارضة المسلحة "على اتصال دائم" بالجيش الإسرائيلي، كما أن تقارير الأمم المتحدة تشير إلى أن القوات الإسرائيلية كانت تسلم صناديق للسوريين المسلحين.
• صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية نشرت مقال لإيريكا سولومون بعنوان "تنظيم الدولة الإسلامية يستخدم الحصار النفطي كسلاح ضد المعارضة المسلحة، وتقول سولومون إن تنظيم الدولة الإسلامية يحظر بيع النفط إلى شمال سوريا، حسبما يقول نشطاء، مستخدما النفط كسلاح اقتصادي قد يتسبب في نقص في الغذاء وفي إغلاق المستشفيات وقد يقوض قتال المعارضة المسلحة ضد الجهاديين، وقال الناشط طارق عبد الحق من محافظة إدلب شمال سوريا إننا نواجه خطر المجاعة إذا استمر انقطاع إمدادات الوقود، فالكهرباء والمياه والمزارع كلها تحصل على الطاقة الآن من المولدات، وتضيف الصحيفة أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يسيطر الآن على المناطق الغنية بالنفط شرقي سوريا وتقول المعارضة المسلحة إن التنظيم يستخدم النفط لإضعاف قدرتها على قتال التنظيم والحد من تقدمه في حلب.
• ذكرت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية أن أكثر من 14 ترليون دولار قد تم انفاقها على الصراعات المسلحة في العالم خلال العام المنصرم، وقالت إن هذا المبلغ يمثل نسبة 13% من الناتج الإجمالي العام في العالم، ونقلت الصحيفة عن تقرير نشره معهد الشؤون الاقتصادية والسلام (آي إي بي) أن سوريا والعراق وأفغانستان مسؤولة عن الزيادة في أعداد القتلى جراء الحروب العام الماضي، وأضاف التقرير أن التكلفة المذكورة تساوي تقريبا مجموع قيمة اقتصادات المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وكندا وإسبانيا والبرازيل، ونسبت الصحيفة لمدير معهد الشؤون الاقتصادية والسلام استيف كليليا قوله إن خفض النزاعات يُعتبر أحد وسائل مساعدة الاقتصاد العالمي على استعادة حيويته، موضحا أنه إذا انخفض مستوى العنف على مستوى العالم بنسبة 10%، فإن ذلك سيساهم في إضافة 1.43 ترليون دولار للاقتصاد العالمي، وأشارت الصحيفة إلى أن مؤشر السلام العالمي الذي يصدره المعهد سنويا منذ 2008 يستخدم 23 مؤشرا وثلاثة محاور رئيسية وهي "مستوى السلامة والأمن في المجتمع"، و"حجم النزاع المحلي والعالمي"، وأخيرا "درجة التسلح"، وقالت إن هذا العام يشهد ثبات المستويات العامة، لكن الصورة ليست متساوية على مستوى العالم، حيث تشهد 86 دولة انخفاضا في مؤشر السلام، بينما تتمتع 76 دولة بارتفاع في مؤشر السلام، وأوضحت الصحيفة أن التدهور يتركز بشكل رئيسي في الشرق الأوسط وأفريقيا، إذ نجد أن سوريا هي الدولة الأكثر خطورة في العالم تليها العراق وأفغانستان، أما ليبيا، فقد كانت أسرع دول العالم تدهورا إذ سقطت 13 مرتبة وأصبحت في المرتبة 149 أي الدولة الـ14 في الدول الأقل سلاما.
• تورد صحيفة "يني شفق" التركية بأن تنظيم الدولة هاجم مدينة عزيز السورية، والهدف من الهجوم أخذ مدينة العزيز من أيدي الجيش الحر وتسليمها لحزب "بي يي دي" الكردي، وهذا سيفتح الباب أمام هجرة الملايين من سوريا إلى تركيا، مبرزة أن تنظيم الدولة والأسد تجنبا مهاجمة قوات البي يي دي، وسمحا له للسيطرة على مساحات واسعة من الأرضي السورية، وهو ما يبين الاتفاق بين الجبهات الثلاثة، وبحسب الصحيفة، فإن تنظيم الدولة الذي استولى على مدينة تل أبيض، ولم يبدي "البي يي دي" أي مقاومة، في مهاجمة مدينة العزيز الواقعة تحت سيطرة الجيش الحر والقريبة من الحدود التركية وبالتحديد مدينة كيليس، وتذكر الصحيفة أن حزب "بي يي دي" يعمل في الفترة الأخيرة ويبذل قصاري جهده لتحقيق هدفه من بناء دولة إقليمية خاصة به تسمى باسمه التاريخي "روجوا"، وما يوضح هدفه هذا هو دخوله لمدينة تل أبيض، وضمه لمدينة الجزيرة تحت لواء ضاحية كوباني، ونقلت الصحيفة عن أحد القادة الميدانيين للجيش الحر، قوله: أعتقد بأن تنظيم الدولة إذا نجح في أخذ مدينة العزيز وباب السلام الحدودي من تحت سيطرتنا؛ فإنه سيسلمها لـ"بي يي دي"، كما حدث تماما قبل ذلك في مدينة تل أبيض، وبحسب الصحيفة، فإن الأيام القليلة الماضية تم طرد حوالي ما يقارب 38 ألف لاجئ عربي وتركماني كانوا يقطنون مدينة تل أبيض، ويتوقع أن تتضاعف هذه الأعداد إذا استطاعت داعش السيطرة على مدينة العزيز، وتشير الصحيفة إلى أن الكثير من المحللين يعتقدون بأن الهدف من التحالف الدولي و"داعش" هو خلق تغير ديموغرافي في المنطقة لتأسيس دولة كردية في شمال سورية، وهذا سيتسبب في تدفق الملايين من اللاجئين العرب والتركمان إلى تركيا، وتذكر الصحيفة أنه لدى تنظيم الدولة شبه هدف لإرساء خطة الدولة الكردية، وهو ما يقوم به منذ تأسيسه وحتى الأن، من خلال إضعاف الجيش الحر في جميع المناطق المسطر عليها في الشمال، الأمر الذي يؤكد دور التنظيم بجانب حزب الـ"بي يي دي" والأسد.
• نطالع في صحيفة الحياة اللندنية مقالا لمحمد برهومة بعنوان "دروز السويداء من الحياد إلى الانخراط"، اعتبر فيه أنه إذا صحّتْ الأنباء التي تحدّثت عن أن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، طلب من الأردن تسليح الدروز في السويداء لحماية أنفسهم من أخطار وجودية تتهدّدهم، فهذا يعيد تأكيد ما أصبح مؤكداً في الآونة الأخيرة، أيْ انتقال الدروز من مرحلة الحياد إلى مرحلة الانخراط، وإنْ في شكل محسوب بشدة ومحدود المدى والدرجة، وأشار الكاتب إلى أن هذا الانتقال النوعي، في المقياس الدرزي بخاصة، قد بدأ منذ فرّغ الأمن العسكري السوري وقوات النظام محافظة السويداء من الأسلحة الثقيلة ونقلها إلى خارج المحافظة، لغايات استراتيجية فُهم منها في شكل واضح من جانب الدروز وغيرهم، أن النظام يتخلى عن السويداء وأهلها، ويتخلى تالياً عن أن يكون حامياً للدروز، ورأى الكاتب أن هذا قد كان فكّ ارتباط، من طرف النظام، بالدروز، الذين أُريد لهم الانخراط بقتال مذهبي مع محيطهم، كي يستثمره النظام في تحسين صورته عبر سياسة اختيار الأقل شراً، وأنّ الشيطان الذي تعرفه خير من الذي لا تعرفه، مبرزا أن القيمة الاستراتيجية للحكمة الدرزية، وانتقالها من الحياد إلى الانخراط الوطني المحسوب، هي رفع منسوب إمكانية التمييز بين "النظام السوري" والدولة السورية، وكشف عورة خيار إيران و "حزب الله" في "سورية المفيدة"، وممارسة شيء من الضغط الأخلاقي على الطرف الروسي الذي أفضل ما قد يبديه حتى اللحظة هو القبول بسيناريو سقوط رأس النظام لا النظام، إذا ما تمّ تأمين الأسد وضمن عدم ملاحقته دولياً، في حال خروجه من السلطة.
• تحت عنوان "ابحث عن الجيش في سورية والعراق" كتب محمد علي فرحات مقاله في صحيفة الحياة اللندنية، الكاتب أشار إلى أن واشنطن تشكو من عدم إقبال الشبّان السوريين على التطوُّع في جيش يجري تدريبه في الأردن، قوامه المبدئي خمسة آلاف، بعدما اكتملت موازنة إعداده وتسليحه ليكون نواة عسكرية معتدلة تحاول كسر الاستقطاب الحاد بين جيش بشار الأسد والمعارضين المسلحين ذوي الأيديولوجيات الإسلامية المتطرفة، كما نوه الكاتب إلى أن الشباب العراقي يمتنع هو الآخر عن التطوع في جيش دولته، فيما يقبل بحماسة على الاندراج في الجماعات المسلّحة الكردية ذات الروح القومية، وتلك العربية (السنّية والشيعية) ذات الروح المذهبية، ورأى الكاتب أن ما سبق يعني تراجع اعتقاد كثيرين من السوريين والعراقيين بجدوى الجيش الوطني، وبالتالي الدولة الوطنية التي يُعتبر الجيش أداتها لحفظ أمن الحدود أساساً، والعمل خلف الشرطة لتطبيق القانون، والمحافظة على المجتمع المدني بدعم حقوق المواطنين ودفعهم إلى أداء الواجب، واعتبر الكاتب ان ما يُبقي على جيش النظام كنواة صلبة، على رغم تراجعاته الكثيرة، على امتداد الخريطة السورية، هو محافظته على القيادة والسيطرة، إذ قلما تجد فِرَقاً أو كتائب أو مجموعات من هذا الجيش معزولة عن أوامر القيادة، حتى أثناء تلقّي الضربات المفاجئة والأكثر صعوبة، مبرزا أن هذه الحقيقة لفتت وتلفت أنظار المعنيين في الشأن السوري إقليمياً ودولياً، وهي واردة في التداول داخل الغرف المغلقة حول مستقبل سورية، إذ يلحظ الجميع دوراً ما، محدوداً أو واسعاً، لهذا الجيش ما بعد الأسد، إذا استطاع السوريون التضامن لحفظ وحدة دولتهم أو تعرّضوا لضغوط الكبار من أجل حفظها.
• نقلت صحيفة المستقبل اللبنانية عن مصادر ديبلوماسية بارزة أنّ روسيا الاتحادية تقوم بتحرّكات مكثّفة مع الولايات المتحدة الأميركية، للعمل على تسويات معينة في ملفات المنطقة، لا سيما حول سوريا، وهي أزمة ضاغطة على كل محيط سوريا وعلى المجتمع الدولي، ووفقا للصحيفة، تؤكد هذه المصادر القريبة من موسكو أن المسؤولين الروس باتوا أكثر انفتاحا على البحث في حلول للوضع السوري، بعدما كانوا في السابق يرفضون أي حديث عن بديل للنظام ولرئيسه بشار الأسد، مبرزة أن هذا المنحى الجديد ينطلق من عناصر لعل أبرزها، أنّ الوضع السوري لم يعد يحتمل المزيد من القتل والعنف والدمار، وأنّ هناك خوفاً من سقوط الدولة، ومن تحوُّل سوريا إلى الفلتان الذي لا يعود بالإمكان ضبطه، بحيث يصبح الوضع السوري شبيهاً بوضع ليبيا والعراق وغيرهما من دول المنطقة، فضلاً عن أنّ القلق البالغ من التطرّف الإسلامي والذي لم يعد ينحصر في سوريا والعراق إنّما بات يؤثّر في الاستقرار الأمني في المنطقة وصولاً إلى روسيا، كما أضافت هذه المصادر انّ الوضع العسكري في سوريا بات يُضعف النظام ويقوّي "داعش" والتطرّف، لذلك تكثّف روسيا جهودها، مع الولايات المتحدة، اللاعب الأساسي في العالم، للقيام بشيء ما لتغيير الأمور في سوريا، كما أنّها تجري اتصالات مع الأتراك لهذه الغاية، وكان آخرها مباحثات القمة الروسية التركية حول الأزمة السورية، كما تجري روسيا اتصالات مع إيران في ما خصّ الوضع السوري وضرورة السعي إلى حل ما.
• في مقال بعنوان "اقتصاديات اللجوء السوري"، اعتبرت صحيفة الرأي الأردنية أن الإحصائيات الاقتصادية حول اللجوء السوري في الأردن تثير من الأسئلة أكثر مما تعطي من الحقائق، وإذا صح أن الأردن استقبل أكثر من مليون لاجئ سوري يعيش نصفهم في مخيمات خاصة، فإن الإحصائيات الاقتصادية لم تعكس أي أثر إيجابي أو سلبي، وكأنهم غير موجودين على أرض الأردن، وأشار كاتب المقال إلى أن معدل النمو الاقتصادي مستقر حول 3 بالمائة ومعدل البطالة بقي على حاله (12 بالمائة)، ونسبة الفقر لم تتأثر (14 بالمائة)، والواردات لم ترتفع، ولم يحدث أي تغيير غير عادي في المؤشرات الاقتصادية المنشورة يدل على الأثر الاقتصادي لارتفاع عدد السكان بنسبة 20 بالمائة، واصفا ذلك بأنه "لغز ما زال يبحث عن حل".