جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 18-11-2014
• اهتمت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية بموقف الدروز اللبنانيين من الحرب الأهلية الجارية في سوريا، وقالت الصحيفة إن الاشتباكات الدامية بين الجهاديين السوريين والمسلحين الدروز المواليين لبشار الأسد قد كشفت عن انقسامات داخل تلك الطائفة الصغيرة التي تمتد عبر الحدود اللبنانية السورية، وأضافت الصحيفة قائلة، إن الحروب الدموية التي تؤرق الشرق الأوسط من لبنان إلى الحدود العراقية مع إيران هي بالأساس صراعات سياسية على السلطة، إلا أن الخصمين الرئيسيين هما السنة والشيعة، وهو ما يجعل الأقليات الدينية الأخرى مثل الدروز، وعددهم مليون فقط في الشرق الأوسط، يواجهون قرارا مؤلما وقد يكون وجوديا بشأن من يدعموه من أجل ضمان بقاء طائفتهم، إلا أن الوقوف مع طرف يحمل مخاطر بتحويل الآخر إلى عدو، ونقلت الصحيفة عن كمال ناجى، عمدة بلدة درزية تقع على سفح المنحدرات الغربية لجبل الشيخ قوله: إننا نريد أن يتركونا وشأننا، لكن ماذا سنفعل لو أن أي من الأطراف لا يرغب في ذلك، ومن المعروف أن جبل الشيخ يشطر الحدود اللبنانية السورية، وتحدثت الصحيفة عن القتال بين الدروز الموالين للأسد وجماعة جبهة النصرة التابعة للقاعدة، وقالت إن سكان بلدة الراشاية وشخصيات الدروز البارزة في لبنان قالوا إن "الجيش السوري" هو من بدأ القتال، حيث أطلق الجيش هجوما على جبهة النصرة التي تسيطر على قرية بين جنين، وعندما بدأ القتال انسحبت القوات السورية وتركت المسلحين الدروز يواجهون المسلحين الإسلاميين.
• من صحيفة التايمز البريطانية التي جاءت افتتاحيتها بعنوان "التصدي للبربرية: وحشية تنظيم الدولة لا إنسانية ولكنها ليست اعتباطا"، وتقول الصحيفة إنه يصعب إيجاد منطق إنساني لأفعال غير إنسانية، ففي يوم الأحد أصدر تنظيم "الدولة الإسلامية" فيديو يظهر إعدام 12 جنديا سوريا وعرض رأس عامل الإغاثة الأمريكي بيتر كاسيغ الذي أعدمه، وتضيف الصحيفة إنه بينما يمثل إعدام الجنود وحشية تامة، فإن إعدام مدني يحاول تخفيف معاناة المدنيين أمر لا يمكن فهمه، وتستدرك الصحيفة قائلة إنه على الرغم من ذلك فإن وحشية تنظيم "الدولة الإسلامية" لها مبررها الخاص بالنسبة لهم، حيث أن التنظيم يدير حملة دعاية واعية وذكية، ويدرك أن إعداما بالغ الوحشية سيرسل موجات من الفزع في شتى بقاع العالم، وترى الصحيفة أن مقتل الجنود السوريين بطعنات بالسكاكين على يد مسلحين غير ملثمين، يبدو على النقيض من الأسلوب السابق للتنظيم في إخفاء وجوه مسلحيه، والهدف الرئيسي من تغيير سياسة التنظيم فيما يتعلق بإظهار وجوه المسلحين هو إثارة الرعب والفزع، حسبما تقول الصحيفة، وتخلص الصحيفة إلى أن هذه الأعمال الوحشية تهدف إلى إثارة فزع خصوم التنظيم، ولكنه فزع بقدر محسوب، لأن التنظيم لا يرغب في إبعاد خصومه بصورة تامة، بل استدراجهم للقتال على الأرض، وتضيف أن قادة التنظيم يودون استدراج الدول الغربية إلى حرب على الأرض في سوريا والعراق، لاعتقادهم أنه في حال حدوث ذلك، ستنفد طاقة الغرب سريعا مثلما حدث في العراق وأفغانستان، وسيكون النصر معقودا لتنظيم "الدولة الإسلامية".
• أشارت مصادر متطابقة لصحيفة الحياة اللندنية إلى أن الخطة التي تبناها المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا لحل الأزمة السورية هي انقلاب على صيغة جنيف التي ترتكز على تشكيل جسم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة، بين ممثلي النظام والمعارضة، لافتةً إلى أنه تبنى مقترحاً ينادي بأن الحل ليس مرحلة انتقالية ولا محاصصة سياسية، بل تجميد للحرب واعتراف بأن سوريا أصبحت لامركزية، وأن رحيل الأسد ليس شرطاً مسبقاً بل ضمن عملية سياسية وآمنة تحت رقابة دولية وضمانات دولية، ولفتت معلومات للحياة إلى أن الخطة تحمل بعداً تضمن خطوات ضمن برنامج زمني في حدود سنتين، يبدأ باتفاقات لوقف النار مربوطة بمقاربة لامركزية مقابل توسيع الإدارات المحلية تعقبها انتخابات محلية وأخرى برلمانية وصولاً إلى نظام برلماني وليس رئاسياً يتمتع فيه رئيس الوزراء الذي تختاره الغالبية البرلمانية بـ"صلاحيات واسعة" إلى جانب رئيس الجمهورية الذي يتمتع أيضاً بصلاحيات، وأكد مسؤول في الخارجية الأميركية لصحيفة الحياة أن الولايات المتحدة تدعم اتفاقات وقف إطلاق النار التي تقدم إغاثة فعلية للمدنيين وتتطابق مع المبادئ الإنسانية، لكنها تحذر في الوقت نفسه من أن اتفاقات وقف إطلاق النار التي أبرمتها "الحكومة السورية" هي أقرب للاستسلام وليس اتفاقات حقيقية ومستدامة، مشيراً إلى أن أميركا تدعم جهود دي ميستورا وأولوية الوصول إلى حل سياسي.
• "ماذا فعلتَ في سورية؟" كان هذا السؤال عنوانا لمقال كتبه غسان شربل ونشرته صحيفة الحياة اللندنية، تطرق فيه إلى قمة العشرين في بريزبن حيث جلس القيصر (الرئيس الروسي) مجروحاً، موضحا أن موقع الرجل قد تغير، وتغيّرت صورته، واستقبله الزعماء الغربيون بالشكوك، وأجلسوه في موقع المتهم، ولولا اللياقات الديبلوماسية لقالوا له: انظر دم الأوكرانيين على أصابعك، ولدى هؤلاء دم الأوكرانيين شيء ودم السوريين شيء آخر، وهو معني بالوليمتين، ورأى شربل أن روسيا نجحت في منع أميركا من التستر بقرار دولي لإطاحة "النظام السوري"، وأظهرت قدرتها على العرقلة، لكنها أضاعت فرصة إظهار قدرتها على الحل، لافتا إلى أنها أعطت "النظام السوري" مزيداً من الوقت، وبراعات لافروف ساهمت في توفير فرصة إطلالة "داعش"، وعمّقت النزاع السوري والحرب المذهبية وهزّت الوضع العراقي إلى حد الاستغاثة بالأميركيين، حيث ولد المشهد الحالي: طائرة أميركية في الفضاء والجنرال سليماني على الأرض، ولمح شربل إلى أن روسيا تعاطت مع الأزمة السورية بوصفها فرصة لاستنزاف هيبة الولايات المتحدة، وفرصة لغسل الإهانة التي لحقت بروسيا وسلاحها في ليبيا، كما اعتبرتها أيضاً فرصة لاستنزاف "المجاهدين" ليذهبوا للموت في سورية بدل أن يتخندقوا في الشيشان وداغستان، لكن اللعبة أفلتت من الأيدي الروسية بعد ظهور "داعش" وأخواته، وخلص شربل قائلا إن الحريق السوري شهد رقماً قياسياً من الأخطاء المكلفة في القراءة والتقدير، واستمرار الأخطاء لا ينذر فقط بقتل مزيد من السوريين، بل يُنذِر أيضاً بقتل سورية مع كل ما يعنيه ذلك لحلفائها وللمنطقة.
• في مقاله بصحيفة القدس العربي والذي جاء تحت عنوان "نون الرقة"، أشار الياس خوري إلى أنه كما تعامل نظام الاستبداد مع الشعب السوري بالقهر والقمع كذلك فعلت "داعش"، وصارت أول مدينة سورية تتحرر من قبضة الاستبداد الأسدي هي المدينة الأولى التي تسقط في يد الاستبداد الداعشي، موضحا أن أهل الرقة يعانقون مأساتهم ويشعرون بأنهم صاروا الأقرب إلى الناصريّ الذي وُلد غريباً وعاش غريباً وارتفع غريباً على الصليب، ولفت الكاتب إلى أن أهل المدينة يعيشون غربتهم ولا يريدون شفقة من أحد، بل الأرجح انهم يشفقون علينا نحن عرب هذه النهايات الوحشية، وينظرون بأسى الى الكيفية التي يكرر فيها هولاكو جريمته في بغداد، وينقض تيمورلنك على مدن الشام، جاعلاً من رؤوس الرجال المقطوعة تلالاً للرعب والتسلط والهمجية، منوها إلى أن نصارى الرقة كمسلميها صاروا اليوم في ذمة الوحش، وكل العرب صاروا أهل ذمة لمن لا ذمة له، ينتقلون من تحت براميل الأسد وأسلحته الكيماوية إلى تحت الرجم الداعشي، ورأى الكاتب أنه حين تُضطهد نون الرقة وتُذلّ، تُضطهد نون فلسطين ويُذلّ العرب ويموت الإنسان، قائلا إن أهل الرقة من نصارى ومسلمين لا يطلبون منكم شيئاً أيها العرب، ينظرون إليكم بعيون مشفقة ويسيرون في طريق غربتهم في بلادهم.
• كتبت الغد الأردنية، في مقال بعنوان "نظرية الوسائد الأردنية في مواجهة المخاطر الأمنية"، أن البناء على التوقعات هو المقاربة التي اعتمدها الأردن في مواجهة التداعيات المحتملة للأزمتين في سورية والعراق على الأمن الوطني الأردني، موضحة أن صانع القرار الأردني شرع، عند المرحلة التي شعر فيها بأن الصراع في البلدين المجاورين يكاد يفيض خارج حدودهما، في تنفيذ سلسلة من التدابير لمنع انتقال الفوضى إلى الأردن، وإبعاد الجماعات الإرهابية عن حدوده، والتخفيف من عبء اللاجئين، وأضافت الصحيفة أن صانع القرار الأردني، اعتمد في ذلك نظرية "الوسائد"، لامتصاص الصدمات خارج أراضيه، والتي تقوم على نسج التحالفات مع قوى فاعلة في الجوار العراقي أولا، ومن ثم السوري، معتبرة أن هذه النظرية أثبتت نجاعتها، إذ خففت العبء على وحدات الجيش الأردني المرابطة على الحدود، وحالت دون تمتع الجماعات الإرهابية بحضور قوي في المناطق القريبة من الحدود الأردنية، كما شكلت قوة فصل بين القوات الأردنية وما تبقى من وحدات للجيش السوري في المناطق الجنوبية.