جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 15-07-2015
• قالت صحيفة ناشيونال إنتيريست الأمريكية إن الحرب في سوريا لن تنتهي قريباً، خاصة بعد الاتفاق النووي مع إيران، الذي سيؤدي إلى تدفق المزيد من الأسلحة والأموال إلى نظام الأسد، وإن الكثير مما يدعو للتفاؤل في سوريا، لا سيما دوامة شائعات التدخلات التركية والأردنية، لن يجدي نفعاً، ونقلت الصحيفة عن فيتالي نومكين، مدير معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية قوله: إن هناك حالياً ثلاث قوى رئيسية تخوض الصراع السوري؛ وهي: الحكومة، وتنظيم "الدولة الإسلامية"، والمعارضة المعتدلة، التي تربطها علاقة ودية مع تنظيم القاعدة، وكلهم مصممون على مواصلة القتال، ولديهم رغبة كبيرة في الحصول على امتيازات، كما يأملون بالسيادة في ساحة المعركة، ونقلت الصحيفة عن محللين في شؤون الإرهاب، قولهم إن هناك العديد من الأسباب في الوقت الحاضر تدعو للاعتقاد بأن الحرب في سوريا لن تنتهي قريباً، ومن هذه الأسباب: أولاً، أن الصراع ليس له اتجاه واضح نحو الحل، ويبدو الأمر وكأنه وصل إلى نقطة اللاعودة، وثانياً، أن الحرب متعددة الأطراف، وهذا يعني أنه لا يوجد فصيل واحد لديه فرصة جيدة لحشد أغلبية القوة والدعم، وحتى لو تمكن فصيل واحد من هذا، فإنه من المرجح أن يستمر هذا الصراع، وتابعت الصحيفة تذكر السبب الثالث وهو أنه من غير المحتمل أن يكون هناك أي نوع من أنواع التسوية، فالنظام ومؤيدوه يرون أنفسهم يخوضون حرب وجود، في حين يكمن السبب الرابع في كون الداعمين الخارجيين لا يعرفون أي جهة يدعمون على وجه التحديد، إذا ما وضعنا تنظيم "الدولة الإسلامية" جانباً، وبشأن برنامج تدريب الولايات المتحدة للمعارضة المعتدلة، فلم يتم تدريب سوى ستين عنصراً، وفقاً لوزير الدفاع، الذي دعا إلى الاسترخاء والتدقيق في معايير الدعم من قبل الولايات المتحدة، والتأكد تماماً من ميول الأشخاص الذين يتم تدريبهم، وفقاً لما أوردته الصحيفة.
• في صحيفة التايمز البريطانية نطالع تقريرا بعنوان "حملة وايدنفلد لإنقاذ المسيحيين في سوريا"، كتبه للصحيفة توم كوغلان، مراسلها في بيروت، ويستهل الكاتب تقريره بالقول إن كرم المسيحيين البريطانيين الذي أنقذ فتى يهوديا فقيرا من النمسا الواقعة تحت الاحتلال النازي دفعهم لتنظيم حملة من أجل إنقاذ مسيحيي سوريا من الموت على أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية"، ووصل اللورد وايدنفيلد إلى بريطانيا على متن قطار للأطفال عام 1938، وكان لا يملك سوى بضع شلنات، والآن، ومع بلوغه الرابعة والتسعين فإنه يمول منظمة تهدف لإنقاذ ألفي عائلة مسيحية سورية وعراقية ومساعدتها على الاستقرار في مكان آخر، حسب التقرير، وفي المرحلة الأولى من العملية نقل 150 مسيحيا سوريا بطريق الجو إلى وارسو، وتواجه الحملة انتقادات لاقتصارها على المسيحيين دون المسلمين، وتتهم بالعنصرية بسبب ذلك، ورفضت بعض البلدان كالولايات المتحدة المشاركة فيها، ويقول وايدنفيلد إنه مدين للمسيحيين ويحاول تسديد الدين، فقد أنقذته منظمات مسيحية وأطفالا يهود آخرين عام 1938، وقد أخفى اللاجئون الذين استقلوا الطائرة من بيروت وجوههم خوفا من أن يتعرض أقرباؤهم الذين بقوا في سوريا للانتقام، وقد تعرض مسيحيون وايزيديون وشيعة ودروز للقتل على أيدي مسلحي تنظيم الدولة، وقد غادر سوريا 700 ألف مسيحي منذ بدء النزاع، حسب تقرير صادر عن البرلمان الأوروبي، وكان عددهم يبلغ 1.1 مليون حتى عام 2011.
• أشارت صحيفة صباح التركية إلى أن الولايات المتحدة الأميركية وتركيا تواصلان مباحثاتهما المكثفة لدراسة مختلف الخيارات في مجال التعاون ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم (داعش)، وذلك بعد الغضب التركي الشديد من تقدم قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الجناح السوري لتنظيم "بي كا كا" وسيطرته على تل أبيض شمال سورية، ولفتت الصحيفة إلى أن أنقرة اشترطت على قوى التحالف عدة شروط من أجل فتح قاعدة انجيرليك العسكرية أمام طائرات التحالف من أهمها: المحافظة على وحدة الأراضي السورية وأن يتم مواجهة تنظيم "داعش" وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي إضافة الى "النظام السوري", كما اشترطت أنقرة استمرار فتح الطريق بين تركيا وحلب, إضافة إلى تمثيل المعارضة السورية المعتدلة في عمليات التحالف.
• في صحيفة الحياة اللندنية نقرأ مقالا لغسان شربل بعنوان "مواسم السمّ"، الكاتب اعتبر أنه لا يحق للعربي أن يقول إنه فوجئ بالإعلان عن الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى، فقد كانت الإرادة في إنجاز الاتفاق واضحة، مبينا أن باراك أوباما يتشوّق إلى لحظة ولادته، وإيران لن تضيِّع فرصة اسمها باراك أوباما، وأبرز الكاتب أن ثمة رجل ثالث ساهم في إنجاز الاتفاق من دون أن يُدعى أو يحضُر، اسمه أبوبكر البغدادي، وأوضح أن ظهور "داعش" على الخريطتين العراقية والسورية وفر فرصة جديدة للقاء الإيراني- الأميركي، وأعطى إيران وأذرعها في المنطقة فرصة لخوض حرب وجودية مديدة، بعيداً من تهديد أمن إسرائيل، مؤكدا أن هذه الحرب البديلة شرط لا بد منه لتمرير الاتفاق في امتحان الكونغرس الأميركي، ورأى الكاتب أن الحيلولة دون قيام نظام إقليمي جديد استناداً إلى الاتفاق النووي الذي أُعلِن أمس تستلزم سياسة نشطة لإعادة التوازن في الإقليم، ترتكز إلى تفاهم سعودي - مصري - تركي على رغم ما يشوب العلاقات بين أنقرة والقاهرة حالياً، مشددا على أنه من دون هذا الثقل الثلاثي قد تضطر شعوب المنطقة إلى تجرُّع بعض سموم الاتفاق.
• تحت عنوان "تقسيم سورية" كتب برهان غليون مقاله في صحيفة العربي الجديد، الكاتب أشار إلى أنه في الأشهر الأخيرة كثر الحديث عن تقسيم سورية، وأوضح أن بعض القائلين به يفعل ذلك إقراراً بأمر واقع، بعد انحسار سلطة الدولة، وسيطرة المليشيات المسلحة المتعادية على مناطق مختلفة منها، وبعضهم الآخر اعتقاداً بأن المكونات الطائفية والقومية السورية لن تستطيع أن تتعايش، بعد سنين طويلة من الحرب الدموية، وأن الاعتراف لكل منها بدويلة خاصة مستقلة، أو تابعة لفدرالية واهية، هو أقصر طريق لوضع حد للحرب، بعد أن فشلت كل الجهود السياسية في إيجاد حل يضمن بقاء الدولة السورية الراهنة، ووحدة أراضيها واستمرارها، وأضاف أن بعضا ثالثا يريد التقسيم، من باب الأمل بإنهاء سورية كقوة ومحوها من الخارطة، أو بهدف الحصول على حصة من اقتسامها، ورأى الكاتب أن شبه "الكانتونات"، القائمة هنا وهناك بالقوة، ليست ثابتة، ولا تترجم، في معظمها، حقائق قومية أو مذهبية، بمقدار ما تعبر عن معطيات عسكرية متحولة، وأن قادة هذه المليشيات أبعد ما يكونون عن تمثيل الجماعات المنحدرين منها، وأن جميع السياسات والخطط التي طبقها النظام وطهران، لتفجير النزاعات الطائفية والإثنية وتغذية غول الإرهاب لم تجعل أغلبية السوريين يشيحون بنظرهم عن أهداف ثورتهم الحقيقية، وهي إسقاط الأسد، والخلاص من كابوس الاستبداد وجميع الاحتلالات الداخلية والخارجية التي ارتبطت به، وأصبحت جزءاً منه، ولفت الكاتب إلى أنه لا يزال هناك أغلبية ساحقة من السوريين، من كل الطوائف والقوميات، متمسكة بتراث سورية الحديثة وهويتها، وأن مطالب الدولة والحرية والكرامة التي كانت وراء ثورة آذار لا تزال محرك كفاح السوريين على اختلاف تياراتهم، مؤكدا أن أي طرف لن يستفيد من هذا التهديم والإعدام السوري، لا محلياً ولا إقليمياً، بما في ذلك طهران، وإنما سيكون الرابح الأكبر "داعش" وأخواتها، أي روح الضغينة والحقد والانتقام والعنف والفوضى.