جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 14-02-2015
• أفردت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية صفحة كاملة للمقابلة التي أجراها جيرمي بوين محرر شؤون الشرق الأوسط في "بي بي سي" مع بشار الأسد، وفي مقال بعنوان "يوم أمضيته مع الديكتاتور" يقول بوين إن الأسد عادة ما يستقبل ضيوفه في قصر للضيافة في ملحق بمجمع القصر الرئاسي، ويصف بوين موقع المجمع الرئاسي قائلا إنه شيد في قمة تل في دمشق في معزل عما يجري في المدينة ذاتها، ويقول إنه نظرا لأنه مر في طريقه بمناطق تسيطر عليها المعارضة ولا تبعد أكثر من خمسة أميال عن القصر الرئاسي، يعلم أن هذه العزلة التي يوحي بها القصر ليست حقيقية، ويصف بوين أيضا استقبال الأسد له قائلا أنه بدا له دمثا للغاية. ويقول إنه من الصعب التحدث إلى الأسد بصورة غير ودية، إذ يكثر من الابتسام الهادئ عند الحديث كما أنه دائما ما ينتحي جانبا ليسمح لضيوفه بالمرور قبله، أما عن تأثير السنين وما دار في سوريا في الأعوام الأربعة السابقة على ملامح الأسد ووجهه، فيقول بوين إن وجه الأسد (49 عاما) لم تكسه التجاعيد أو مظاهر القلق والفكر رغم ما يحدث في سوريا، ويقول بوين إنه عندما ذكر الأسد بواجبه، وفقا لقوانين الحرب، بحماية المدنيين، دافع الأسد باستماتة عما قامت به القوات المسلحة السورية وعما قام به هو شخصيا طوال الحرب التي قتل فيها نحو 200 ألف شخص وشرد عدة ملايين، ويضيف بوين أن الأسد رفض الأدلة التي تشير إلى حدوث مظاهرات سلمية في ربيع 2011 وأصر على أن المتظاهرين استخدموا العنف القاتل منذ البداية، أما برهانه على ذلك فهو ما وصفه بالأعداد الكبيرة من القتلى في صفوف الشرطة، ويقول بوين إن أكثر تصريحات الأسد إثارة للجدل كانت نفيه القاطع لاستخدام القوات السورية للبراميل المتفجرة ضد المدنيين وفي المناطق المدنية، كما وصف الأسد تصريحات الأمم المتحدة بأن قواته تعوق وصول مواد الإغاثة إلى المناطق المحاصرة بأنه "دعاية" تروجها الأمم المتحدة ضده، ويقول بوين إن الأسد بدا مقتنعا للغاية بما يقوله، أما عن موقف الأسد مما يحدث في بلاده، فيقول بوين إنه يصر على أنه يحارب الإرهاب الذي تموله جهات أجنبية وتدفعه الأيدولوجيا الدينية المتطرفة، ويصر على أن العالم بأسره يجب أن يقتنع برؤيته للأمر.
• في صحيفة الغارديان البريطانية نطالع مقالا بعنوان "صورة ليبرالي يحمل السلاح يكره كل الأديان"، ويقول المقال، الذي كتبه نيكي وولف من تشابل هيل في ولاية نورث كارولينا ولورين غامبينو في نيويورك، إن الصدمة تحولت إلى حزن عميق في نورث كارولينا، حيث قتل ثلاثة طلبة مسلمين بالرصاص، ولم تتضح بعد دوافع قاتلهم أو الكثير من التفاصيل عن شخصيته، وكان طالب طب الأسنان، ضياء شادي بركات، الذي يبلغ 23 عاما، وزوجته يسر البالغة 21 عاما والتي لم يمض على زواجها إلا ستة أسابيع، وشقيقتها الصغرى رزان، قد تعرضوا لإطلاق النار مساء الثلاثاء، ويقول المقال إن المعلومات المعروفة حتى الآن عن كريغ ستيفن هيكس، 46 عاما، المتهم بقتل الثلاثة، تشير إلى أنه من مؤيدي حمل السلاح وأنه كان يحمل سلاحا مرخصا وكان دائم الشجار والخلاف مع الجيران بسبب أماكن اصطفاف السيارات والضجيج، وتضيف الصحيفة أنه نشر تعليقا على الانترنت عن احتقاره لكل الأديان وأنه شاهد مرارا وتكرارا فيلما عن رجل غاضب يطلق النار على عدد كبير من الناس، وفي صفحته على فيسبوك وفي الجزء الذي يتعلق بالديانة كتب هيكس "اعطي دينكم من الاحترام ما يعطيه لي، لا يوجد أي تعقيد بشأن ذلك، ولكن لي كل الحق في تحقير كل دين يحتقرني ويحكم علي ويديني ويصفني بالنقص - وهو ما يقوم به دينكم"، ولكن زوجة هيكس قالت لوكالات الأنباء إن الدين ليس دافع جريمة زوجها، وأشار محاميه أن الدافع قد يكون مرضا عقليا.
• تحت عنوان "في قوّة «داعش»" أشار حازم صاغية في صحيفة الحياة اللندنية إلى أنه مقابل توقّع قاسم سليماني نهاية "داعش" الحتميّة، طلب باراك أوباما تفويضاً تشريعيّاً من الكونغرس مدّته ثلاث سنوات، لمحاربة ذاك التنظيم في العراق وسوريّة وفي مناطق تتعدّاهما، ورأى كاتب المقال أن توقّع أوباما أدقّ من توقّع سليماني، موضحا أنه لم يعد من الهرطقة أن يقال إنّ "داعش" يستند إلى دعم أهليّ في العراق كما في سوريّة، وإنّ الدعم هذا مصدره طائفيّ ومناطقيّ، ومحطّاته الكبرى تمرّ في استبداد النظامين الصدّاميّ البائد والأسديّ الحاليّ، وإهمال الأسدين لمناطق الشرق والشمال الشرقيّ في سوريّة، والعداء للسنّة بعد سقوط صدّام في العراق، ودمويّة المواجهات الأميركيّة - السنّيّة في "المثلّث السنّيّ" العراقيّ بعد 2003، ولفت الكاتب إلى أننا إذا اعتمدنا سوريّة نقطة انطلاق، وجدنا أنّ النظام الذي يخوض حرب البقاء والفناء، بالبراميل وبالكيماويّ وبما تيسّر من أدوات قتل، نظامُ طغمة أمنيّة وعسكريّة ذات مصالح اقتصاديّة فاقعة، معتبرا أنه أوّلاً وأساساً، وقبل أيّ تحديد اجتماعيّ آخر، نظام جماعة أقلّيّة مذهبيّاً، ليست كلّها بطبيعة الحال مؤيّدة له، ولا مستفيدة منه، إلاّ أنّ رعونة السلطة وقسوتها في مقاومة التغيير تعكسان خوفاً لم يوجد مثله في إيران وتونس ومصر، وهي كلّها بلدان أعلى من سوريّة في درجة انسجامها الطائفيّ.
• "هل دخلت إيران بلداً عربياً إلا وكان مصيره الخراب والضياع؟" بهذا السؤال عنون فيصل القاسم مقاله في صحيفة القدس العربي، أشار فيه إلى أن السيناريو الإيراني في العراق يتكرر في سوريا بحذافيره، وأوضح أن سوريا قد تحولت بسبب التدخل الإيراني وغير الإيراني إلى ساحة للصراع المذهبي والطائفي البغيض، ورأى القاسم أنه بسبب التغول الإيراني في سوريا يتدفق على هذا البلد المنكوب عشرات الجماعات السنية المتطرفة لمحاربة ما تسميه الاستعمار الصفوي، مبينا أنك لو زرت دمشق هذه الأيام لوجدت أنها تحولت إلى مستعمرة إيرانية مفضوحة، حيث يقال إن أكثر من أربعين بالمائة من المدينة اشترته إيران لتحوله إلى ما يشبه دويلتها في لبنان، وبعد أن لفت إلى أن البعض يتحدث الآن عن ضاحية جنوبية في جنوب دمشق على طراز ضاحية "حزب الله في بيروت"، أكد القاسم أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتوقع الخير لسوريا تحت السيطرة الإيرانية على هذا الحال، والمثال العراقي أمامنا يصدمنا كل يوم، مبرزا أن الصراع في سوريا ضد إيران سيكون أكثر حدة، خاصة وأن الكثير من المسلمين السنة يعتبرون إيران عدواً مذهبياً صارخاً، وأنهى القاسم مقاله متسائلا: ماذا جنى العراق وسوريا ولبنان واليمن من التدخل الإيراني غير الخراب والدمار والانهيار والضياع، وربما قريباً التشرذم والتفكك على أسس مذهبية وطائفية وعرقية قاتلة؟
• طالعتنا صحيفة الوطن السعودية بعنوان "دي ميستورا داخل حلقة مفرغة والحل في جنيف1"، وأسردت أنه على الرغم من أنه التقى بشار الأسد في ختام زيارته الحالية إلى دمشق، إلا أن جميع المؤشرات تقول إن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لن يطرح جديدا في الجلسة التي سيتحدث خلالها أمام مجلس الأمن الثلاثاء المقبل، وتقريره سيدور ضمن الحلقة المفرغة ذاتها، حول وقف إطلاق النار في حلب التي تنقسم إلى قسمين أحدهما تحت سيطرة النظام والآخر تحت سيطرة المعارضة، واعتبرت الصحيفة أن موضوع التجميد الجزئي للقتال في مناطق دون أخرى ليس حلا للأزمة السورية، وخطة دي ميستورا التي ينادي بها منذ أكتوبر الماضي وضح أنها فاشلة منذ اللحظات الأولى، لعدم قابلية "النظام السوري" على التجاوب مع أي مبادرة إيجابية لإنهاء الصراع، فهو يعتمد في استمراره على الفوضى والادعاء بوجود إرهابيين، متناسيا عدد المنتمين إلى التنظيمات المتطرفة الذين أطلقهم من سجونه، ليصبح بعضهم زعماء في مجموعات قتالية متشددة، ورأت الصحيفة أنه حين يقول المبعوث الدولي إن التركيز في مهمته على أهمية خفض معدلات العنف لمصلحة الشعب السوري، ووصول المساعدات الإنسانية بشكل غير مشروط وبشكل متزايد إلى جميع السوريين، فإن الواقع يقول إن شيئا من ذلك لم يحدث، فالنظام الذي يمنع وصول المساعدات إلى المناطق المتضررة، وزاد من جرعة القصف على المناطق الخارجة عن سيطرته، وما مئات القتلى في منطقة الغوطة قرب دمشق خلال أيام زيارة دي ميستورا الأخيرة إلا دليل واضح على أن "النظام السوري" لا يكترث بالجهود الدولية الرامية إلى السلام.
• كتبت صحيفة الشرق السعودية تحت عنوان "سوريا.. بين الثابت والمتحول"، أنه بعد ما يقارب الأربع سنوات على اندلاع الثورة السورية كل شيء في سوريا تغير، وتحولت معظم المناطق السورية إلى خراب، والشعب السوري تحول إلى نازحين ولاجئين في بقاع الأرض، انهارت العملة السورية وفقد الناس المتبقون كل ضرورات الحياة، في حين يعيش الملايين من الناس تحت القصف اليومي والحصار، ولفتت الصحيفة إلى أن سوريا فقدت جميع ملامحها ووجهها الحضاري وباتت عرضة لانتهاكات المليشيات والتنظيمات الإرهابية، مع صمت دولي لا يمكن لأحد إدراك معناه، مشيرة إلى أن تطورات كبيرة وكثيرة مرت على السوريين طوال هذه السنوات، فالسوريون من حلم بتغيير النظام وإصلاح ما أفسده طيلة أربعين عاما إلى تنظيم "داعش" الذي ضاعف من مآسيهم، وباتت المعاناة مزدوجة والضريبة التي يدفعونها اليوم أصبحت أكبر، وأبرزت الصحيفة أن السوريون باتوا بين مطرقة النظام وسندان "داعش" والطرفان يمارسان أبشع أنواع القتل، والتهجير حتى بات أكثر من نصف السوريين خارج بيوتهم، فيما يجلب "داعش" الأجانب لاحتلالها، وخلصت الصحيفة إلى أن الثابت الوحيد هو استمرار جرائم الأسد وإنكاره لما يجري في سوريا، والثابت أيضا أنه كان عرضة للسخرية منذ البداية وإلى الآن، والثابت أيضا أنه ليس هو من يحكم سوريا، والثابت أيضا أنه لولا إسرائيل وإيران لما استمر الأسد إلى الآن وهذا ما يكرره المسؤولون في كلا البلدين باستمرار.
• كتبت صحيفة الغد الأردنية، في مقال بعنوان "العلاقة بين هجومين"، أنه برغم الجدل والنفي المتبادل عن تعاون أمريكي، في حدود معينة، مع "النظام السوري" في ما يتعلق بعمليات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، فإن الضجة التي ثارت حول هذه المسألة تكشف عن أن "النظام السوري" يضع اليوم على رأس أولوياته هدف استعادة التواصل مع الولايات المتحدة، ومحاولة إقناعها بأن ثمة جدوى من الإبقاء على تواصل مع هذا النظام، في حال توسيع الحملة الدولية والإقليمية على إرهاب "داعش"، مشيرة إلى أن ثمة مصادر عراقية قوية تروج لضرورة إشراك "النظام السوري" في أي نوايا أو خطط جديدة، لاسيما برية، قد تقودها واشنطن في العراق وسورية، وبعد أن رجحت الصحيفة ألا تمد الولايات المتحدة يدها إلى الأسد بهذه السهولة، وأنها ستبقى تطالبه بشروط لا يلبيها حتى الآن، سجلت أن اللافت هو أن الحملة المغرضة التي يقودها الإعلام المؤيد للنظام في سورية وإيران على الأردن، واتهامه باحتضان أو دعم جماعات إرهابية، وفق هذا الإعلام، قاصدا المعارضة السورية، تأتي متزامنة مع تصاعد هجوم الأردن على "داعش"، واعتبرت أن كون الأردن يتصدر دول التحالف في تصديه لإرهاب "داعش" في الرقة ودير الزور والموصل، يلغي أي دور مزعوم يروج له "النظام السوري" بشأن دوره المحوري في مكافحة الإرهاب أو محاصرته.