جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 13-11-2015
• أشارت مجلة ذي أتلانتك الأميركية إلى أن جهات متعددة تطالب بإقامة منطقة عازلة آمنة في سوريا، ولكن هذه الخطوة تنم عن مخاطر كبيرة، وأوضحت أن الذين سيلجؤون إلى هذه المنطقة المفترضة قد يتعرضون لهجمات دامية ما لم يقم المجتمع الدولي بحمايتهم بالشكل المطلوب، وأضافت أن دولا مثل تركيا سبق أن دعت إلى فرض حظر للطيران، وإقامة منطقة عازلة في شمالي سوريا، لحماية المدنيين من هجمات طيران نظام الأسد، وأشارت إلى أن فرنسا أيضا دعت إلى إقامة مناطق لإقامة للاجئين فيها، وأن عددا من أعضاء الكونغرس الأميركي أبدوا دعوات مماثلة، ومن بينهم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس لنواب جون ماكين والسيناتور الديمقراطي تيم كاين، وأوضحت ذي أتلانتك أن أي منطقة عازلة مفترضة بسوريا قد تكون عرضة لهجمات من قوات النظام السوري أو من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أو فصائل جهادية أخرى، وذلك ما لم تتعهد الولايات المتحدة وغيرها من الدول المعنية بحمايتها ومواجهة أي تبعات محتملة، وأشارت المجلة إلى المذبحة الجماعية التي تعرض لها قرابة ثمانية آلاف من المسلمين في مدينة سربرنيتشا إبان حرب البوسنة عام 1995، والذين استجاروا بموقع يفترض أنه تحت حماية الأمم المتحدة، وأوضحت أنه ينبغي لتركيا ودول الجوار السوري الأخرى استقبال اللاجئين السوريين من أجل حمايتهم والحفاظ على سلامتهم حتى يصار إلى إلحاق الهزيمة بالفصائل المسلحة والمتطرفين في سوريا ودحرهم.
• قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان "سلام على ورق"، إن خطة روسيا المسربة بشأن سوريا تبدي بعض المرونة، ولكنه طالما بقي بشار الأسد في السلطة لن تنتهي الحرب الأهلية، وتقول الصحيفة إن الجولة الثانية من المحادثات بشأن سوريا تبدأ في نهاية الأسبوع الحالي، ولكن القليلين يحدوهم الأمل، مضيفة أن القوى الدولية المجتمعة في فيينا تنقسم إلى ثلاثة معسكرات واضحة: الداعمون للأسد وهم روسيا وإيران، الذين يعتقدون أن الأسد يجب ألا يكون له دور في مستقبل سوريا وهم بزعامة تركيا والسعودية، والعالقون بين الجانبين وعلى رأسهم الولايات المتحدة وبريطانيا، وترى الصحيفة أن الأمر يتطلب الكثير من الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى خطة للسلام ترضي جميع الأطراف، وأوضحت أنه نظرا لأن روسيا وإيران هما الدولتان اللتان توجد لهما قوات في سوريا، فهما الدولتان اللتان لهما اليد العليا في المفاوضات، وتشير الصحيفة إلى أن السؤال الآن هو ما إذا كان الرئيس الروسي فلادمير بوتين على استعداد للتقارب مع شركائه في التفاوض من أجل التوصل لتسوية يمكن أن تدوم، ولفتت إلى أن وثيقة مسربة في الأمم المتحدة تعطي بعض المؤشرات على المرونة، وتدعو الوثيقة الروسية المسربة إلى وضع دستور جديد في سوريا في غضون 18 شهرا يتم الاستفتاء عليه شعبيا ويعقب ذلك انتخابات رئاسية، ولا تشير الوثيقة إلى تنحي الأسد عن الحكم في تلك الآونة، وهو مطلب رئيسي من مطالب المعارضة المسلحة، وتقول الصحيفة إن اجراء انتخابات في سوريا سيكون صعبا وسط الدمار والحرب اللذين تشهدهما البلاد، كما أنه ليس من المرجح أن يقبل الأسد، الذي تقول الصحيفة إنه ملأ أروقة السلطة بأقربائه والمقربين منه، تخفيف قبضته على السلطة، إذا لم تفرض عليه روسيا ذلك، وتخلص الصحيفة إلى أنه إذا بقي الأسد لن تنتهي الحرب في سوريا.
• قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن الغارات الروسية التي تشنها روسيا ضد المعارضة السورية لم تحقق النتائج المرجوة على أرض المعركة، وأضافت الصحيفة أنه بعد شهر ونصف من بدأ الضربات الروسية بسوريا، حققت قوات بشار الأسد إنجازا جزئيا، يتمثل في فك الحصار عن مطار كويرس الذي كان تحت سيطرة تنظيم الدولة، منذ كانون الثاني/ يناير سنة 2014، وأوضحت أن هذا الانتصار الرمزي، الذي وظفته روسيا في إطار حربها الإعلامية ضد المعارضة السورية، لم يخفي حقيقة عجز بوتين وبشار الأسد عن تحقيقه انتصارات ملموسة، خاصة مع القصف المكثف لمواقع المعارضة المعتدلة والذي فاق الألفي غارة جوية حتى الآن، وذكرت الصحيفة أن بوتين يراهن بقوة على بقاء بشار الأسد في السلطة، إذ صرّح في لوسائل الإعلام الروسية بأن التدخل العسكري يهدف إلى تدعيم "السلطة الشرعية"، وخلق ظروف مناسبة للتوصل لحل سياسي، واعتبرت الصحيفة أن الانتصار الرمزي الذي حققه النظام بمطار كويرس لا يكفي ليمحو قناعة المعارضة المعتدلة بأن النظام ينهار، حيث أن الجيش الحر أظهر مقاومة شرسة وصمودا ضد موسكو وبشار الأسد وحلفائه، لم يخطر لهم على بال، وأفادت أيضا بأن الجيش الحر، بعد أربع سنوات من الحرب، أصبحت لديه الحنكة والخبرة التي تؤهله ليصمد أمام أقوى الجيوش، بالإضافة للدعم الذي يتلقاه من أمريكا وتركيا وبعض دول الخليج، الذين يزودونه بأسلحة نوعية، خاصة صواريخ "تاو" المتطورة والمضادة للدبابات، وفي الختام، قالت الصحيفة إن الجيش الحر سيواصل حربه الوجودية إلى نهايتها، وأما خوض روسيا حربها في سوريا تحت راية الصليب، فلن يزيد إلا من تعاطف شعوب القوقاز وآسيا الوسطى مع تنظيم الدولة، خاصة وأنه حتى الآن، التحق قرابة السبعة ألاف مقاتل من تلك المناطق بهذا التنظيم.
• نطالع في صحيفة الحياة اللندنية مقالا لوليد شقير تحت عنوان "فيينا وإدارة الحرب بدل الحل"، الكاتب تطرق إلى اجتماع فيينا الثاني الذي يعقد غدا السبت، مبرزا أن هذا الاجتماع سيعقد في ظل غلبة التوجه نحو الاستمرار في إدارة الحرب الدائرة في الملعب السوري، بدلاً من الاتفاق على قيام مظلة دولية لإدارة المرحلة الانتقالية التي ما زال الوصول إليها بعيداً، وفق المقدمات التي يشهدها الميدان، والمواقف السياسية والديبلوماسية حيال دور بشار الأسد في التسوية، وأشار الكاتب إلى أن هذا الاجتماع يُعقد في ظل تراجع روسي عن إمكان البحث في مصير الأسد الذي كانت موسكو قدمت إغراءات عن إمكان عدم ترشحه للرئاسة في انتخابات مفترضة تجرى أثناء المرحلة الانتقالية، وأضاف أن هذا الاجتماع سيعقد أيضا في ظل مراجعة إيران حساباتها بعد مشاركتها في الاجتماع الأول الذي حضرته من دون أن تتمكن من الحؤول دون تبني سائر الدول المشاركة في فيينا - 1 لبيان جنيف عام 2012 الذي ينص على المرحلة الانتقالية والقرار الدولي 2118 (في شأن تجريد سورية من الأسلحة الكيماوية) والذي نص على اعتماد بيان جنيف أساساً للحل، ولفت الكاتب إلى أن طهران قد تتجه إلى الانسحاب من عملية فيينا، بعد اجتماع غد، طالما يتعذر عليها سحب صيغة جنيف للحل التي تكرّست في بيان المجموعة الدولية من التداول، وطالما تمعن في تعزيز وجودها العسكري على الأراضي السورية،
• تحت عنوان "فيينا السوري بلا أفق" كتب بشير البكر مقاله في صحيفة العربي الجديد، الكاتب اعتبر أن لا أفق واضح أمام مسار فيينا السوري الذي ينعقد غدا السبت في دورته الثالثة، بحضور نحو 20 دولة، تمثل الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة، مبرزا أن غياب الأطراف السورية المعنية ليس دليل حكمة، ولا تحكمه رجاحة عقل وحسابات مدروسة، بقدر ما يعبر عن عدم نضج اللحظة السورية الراهنة التي لا تزال متشظيةً في اتجاهات مختلفة، ومسارات متباعدة، وأوضح الكاتب أن لا أحد، من الأطراف الدولية المقرّرة، على استعداد ليخبر السوريين أن لقاءات فيينا ليست مكرسة لإيجاد حل لقضيتهم، وإنما هي لا تعدو أن تكون محاولة ملتبسة لتلفيق فرصة حل، ورأى أنه، بناء على ذلك، ليس من الغرابة أن تطغى على الاجتماعات أجواء الشد والجذب، وتبدو المسافة بين الأطراف حول الطاولة شاسعة جداً، وهي أقرب إلى الحرب أكثر بكثير منها إلى السلم، ولفت الكاتب إلى أن هناك خلاف على تحديد ماهية المعارضة السورية، في حين أن النظام واضح للأطراف كافة، مبينا أنه، من هذا المنطلق، يجري الضغط من جانب إيران وروسيا لجر الآخرين في هذا الاتجاه، من أجل حرف مسار القضية بالكامل، وكسب الوقت بهدف إعادة إنتاج الأسد، وبعد أن أشار إلى أن بعض العرب المشاركين في مسار فيينا من يتبنى هذا المنطق، إلى حد أنه يعتبر كل الفصائل المسلحة التي تقاتل الأسد إرهابية، ويطالب بتوجيه الضربات العسكرية لها، أكد الكاتب أن هذا المنطق يحمل مخاطر كثيرة، ولا يقترب من الحل، ذلك أن الفصائل السورية التي تحارب النظام متفقة على أن إرهاب الأسد و"داعش" وجهان لعملة واحدة، وخلص إلى أنه ما لم تتفق الأطراف على هذه القضية، لن يكون هناك حل، لأن فصائل المعارضة السورية أبلغت جميع الأطراف أنها لن تقبل بأقل من جنيف1.
• في مقاله بصحيفة المستقبل اللبنانية والذي جاء تحت عنوان "إسرائيل و «كويرس»"، اعتبر علي نون أن الأهداف المتوخاة من التضخيم الافتعالي لخبرية فك الحصار عن مطار كويرس العسكري في ريف حلب من قبل حلف "الممانعة"، يتعلق بإثارة ما يكفي من غبار للتغطية على الغارة الإسرائيلية الجديدة على أهداف في محيط مطار دمشق، وغياب أي إشارة محتملة (ومألوفة) إلى التوعّد بالرد على العدوان في الوقت المناسب، وبين الكاتب أن هذه الغارة هي الثانية التي تشنها طائرات إسرائيلية على أهداف ومواقع قريبة من دمشق وريفها في غضون أسبوعين، وأعرب عن استغرابه من أن الصمت إزاء الغارتين لم يقتصر فقط على كلاميات وتخرّصات السلطة الأسدية، وإنما وصل أيضاً إلى "حزب الله"، موضحا أن حسن نصرالله لم يتجاهل في خطابه الأخير (أول من أمس) الأمر نهائياً فحسب، وإنما أرفق ذلك التجاهل بقراءة ذهبت باتجاه آخر، أي إلى حدّ استبعاد قيام حرب جديدة مع إسرائيل قريباً، ولفت الكاتب إلى أن "حزب الله" الذي هو في قمة استنزافه وحرجه في سوريا، وصل بعد "عاصفة السوخوي" المجهضة إلى حدّ السكوت، حتى على استهدافه من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي، متسائلا: ماذا تراه يقول طالما أنه يعرف يقيناً، أن الطيران الإسرائيلي يستهدفه هذه المرة، في ظل تنسيق أكيد مع الطيران الروسي، وخلص الكاتب إلى أن "الانتصار الأسطوري" الخاص بفكّ الحصار عن مطار كويرس،يؤكد أن "عاصفة السوخوي" التي لم تستهدف "داعش" لم تتمكن من إعطاء الأسد وبقاياه ومؤيديه سوى ذلك (الانتصار) على "داعش"، عدا عن تعميم الخرس والصمت إزاء الغارات الإسرائيلية والتي يبدو أنها ستستمر على وتيرتها.. وفي ظل "السوخوي" ما غيرها!
• كشفت صحيفة القدس العربي عن مصادر لها، أن الحصة الكبرى من البحث في لقاء القمة بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تركزت حول مستقبل سوريا، وتقول الصحيفة إنه في اللقاء الذي استمر لساعتين ونصف بين الرئيس الأمريكي ورئيس وزراء الكيان الإسرائيلي، طلب نتنياهو من الجانب الأمريكي، ضمان تمثيل النظام السوري الحالي في أي اتفاق لأي حل سياسي محتمل حول سوريا، وذكرت أيضا أن الجانب الإسرائيلي عبر للرئيس أوباما عن اشتراطه التنسيق الرسمي الأمريكي-الإيراني-الروسي، لضمان تحديد أنواع وكميات أي أسلحة إيرانية قد ترد إلى سوريا قبيل أو أثناء أي مرحلة انتقالية يمكن التوصل إليها حول سوريا.