جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 13-09-2015
• وصفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في افتتاحيتها التحركات العسكرية الروسية في سوريا بأنها "محفوفة بالمخاطر" وتسعى لتكريس نفوذ وتواجد روسيا في الشرق الأوسط، وقالت الصحيفة إن التحركات الروسية الأخيرة قد نسفت شهورا من الجهود الدبلوماسية في واشنطن، وموسكو رفعت الأمل بالتوصل إلى تسوية للنزاع في سوريا والمستمر منذ أربع سنوات وذهب ضحيته أكثر من ربع مليون شخص، ووصفت التحركات بأنها مسعى لتعزيز القدرات العسكرية لدكتاتور سوريا المتحجر القلب بشار الأسد الذي بدأت قبضته على البلاد تضعف شيئا فشيئا، ووصفت الصحيفة ردود المسؤولين الروس على التخوفات الأميركية وغير الأميركية بأنها مثيرة للشك، حيث قللوا من شأن الشكوك وادعوا أن ليس هناك شيء جديد غير تنفيذ اتفاقيات تعاون عسكري قديمة بين بلادهم ونظام الأسد، إلا أن الصحيفة ذكّرت بأن ذلك هو نفس التكتيك الذي استخدمه الروس في أوكرانيا، واعتبرت الافتتاحية أن الوضع على الأرض جعل الكرملين يخشى عدم قدرة نظام الأسد على الصمود ولديه رغبة قوية في إنقاذه لأسباب عديدة، منها أن علاقة روسيا بهذا النظام قديمة وتعود إلى الحقبة السوفياتية، بالإضافة إلى أن سوريا هي آخر معقل لروسيا في الشرق الأوسط بعد إزاحة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
• في صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية نقرأ مقالا بعنوان "موسكو تدعو الولايات المتحدة للتعاون بينما تسعى لانتزاع مبادرة بشأن سوريا"، وتقول الصحيفة إن روسيا دعت الولايات المتحدة للتعاون مع قواتها في سوريا للحيلولة دون وقوع "حوادث غير مقصودة" بينما تسعى موسكو لزيادة قواتها في البلد الذي مزقته الحروب في محاولة وصفتها الخارجية الروسية بأنها مسعى لقيادة الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، وتقول الصحيفة إن المسؤولين الأمريكيين يقولون إنهم لا يعلمون ما إذا كانت زيادة القوات الروسية في سوريا تهدف إلى دعم الرئيس السوري بشار الأسد، في محاولة لخلق منطقة مؤيدة للأسد أو مسعى لإرساء دعائم انتقال سياسي في سوريا، ولكن مستشاري السياسة الروسية يقولون إن زيادة أعداد القوات الروسية محاولة من الرئيس الروسي فلادمير بوتين أن يجد لنفسه دورا رئيسيا في حل الأزمة الروسية وأن يخلص نفسه من العزلة الدولية بشأن أوكرانيا، وقال مسؤول يختص بالسياسة الخارجية الروسية للصحيفة إننا نأخذ بزمام المبادرة في هذا الصراع، الذي لم يعد بشأن من يتولى الحكم في دمشق، ولكن التصدي لأخطر تهديد، وهو تهديد الإرهاب، وتقول الصحيفة إن المراقبين في لبنان وإسرائيل يصفون تحرك موسكو بأنه تطوير لدعمه للنظام السوري، ولكن الكرملين يصف الأمر بأنه "زيادة للخيارات" الروسية في سوريا.
• في صحيفة الشرق الأوسط يتساءل طارق الحميد: "أين الأسد في المعادلة الآن؟"، ورأى أن الأزمة السورية دخلت منعطًفا جديًدا بعد التدخل الروسي العسكري في سوريا، وهو ما سيكون له تبعات سورية، وإقليمية، ودولية، سورًيا، واعتبر الكاتب أن الأسد بعد التدخل الروسي العسكري أصبح أضعف من خالد مشعل، وحسن نصر الله، وعلي عبد الله صالح، وحتى أكثر ضعًفا من صدام حسين في آخر أسبوع له قبل الغزو الأميركي، مبينا أن الأسد اليوم بات مجرد بيدق في لوحة شطرنج يلعب بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأًيا كانت نتائج التدخل الروسي فإنها لا تعني أن بمقدور الأسد الحفاظ على حكمه، وسلط الكاتب الضوء على ما نشرته صحيفة "الفايننشيال تايمز" البريطانية التي نقلت آراء لافتة لمستشارين روس، واثنين من قيادات حزب الله العسكرية، ملخصها وجود قناعة بانتهاء الأسد، وإن استخدمه لبعض الوقت، وأبرز الكاتب ما نقلته الصحيفة عن قائدين عسكريين بـ"حزب الله" قولهم إنهم يعتقدون أن الروس مقتنعون بأنه من المحتمل أن تنقسم سوريا إلى جزأين، وأن الروس يفضلون السيطرة على أكبر جزء، على أن يكون تحت حكم الأسد على الأقل في المرحلة الأولى، وأشار إلى أن ذلك يعني أن "حزب الله" أيًضا بات مقتنًعا بأن التدخل الروسي يعني نهاية الأسد لا محالة، عاجلاً أو آجلاً، وأن هذا التدخل أضعف من قيمة الأسد الذي بات طرًفا لا قيمة أساسية له بالمعادلة، وقد يكون هذا هو الرأي الإيراني اليوم أيًضا، خصوًصا أن الأسد بات تحت وصاية روسية كاملة، بحالة غير مسبوقة في منطقتنا، مما قد يعيد تجربة أفغانستان بكل مرارتها.
• خالد الدخيل في صحيفة الحياة اللندنية يتساءل في مقاله عن سر توقيت التصعيد الروسي في سوريا، واعتبر أن هذا التصعيد جاء نتيجة ثلاثة عوامل، أولها: إدراك القيادة الروسية أن موقف حليفها بشار الأسد، يزداد حرجاً مع الوقت، ورأى أن العامل الثاني يتمثل في أن مرور الاتفاق النووي مع إيران في الكونغرس الأميركي قد يغري الرئيس باراك أوباما، بحصاد ثمنه السياسي على الأرض السورية، وهو أمر سيكون على حساب موسكو بقدر ما أنه على حساب طهران، مبينا أن تصعيد الكرملين في هذه الحالة خطوة استباقية لتعزيز قدرات الأسد، وتعزيز الموقف الروسي استعداداً لمثل هذا الاحتمال، وبالنسبة لثالث هذه العوامل، أوضح الكاتب أن خطوة التصعيد جاءت بعد اجتماع الدوحة الثلاثي بين وزراء خارجية السعودية وأميركا وروسيا، لمناقشة الحل في سورية تحديداً، وجاء بعد زيارة وزير الخارجية السعودي لموسكو بعد ذلك، ثم جاء ثالثاً بعد وصول الوساطة الروسية بين الرياض ودمشق إلى طريق مسدود، وذلك كله يشير إلى أن روسيا لم تغير موقفها من الأسد، ليس بالضرورة تمسكاً بالشخص، وإنما تعبيراً عن أن مأزق الموقف الروسي في الأزمة امتداد لمأزق الرئيس السوري نفسه الذي تتحالف معه، وبناء على ذلك أشار الكاتب إلى أن التصعيد العسكري الروسي جاء بعدما فشلت موسكو في تغيير الموقفين السعودي والأميركي من بقاء الأسد، أي أنها اختارت ممارسة الضغط على السعوديين والأميركيين من على الأرض السورية، بدلاً من كواليس المفاوضات الديبلوماسية.
• توقعت جريدة الدستور الأردنية، في مقال بعنوان "سورية بلا سوريين"، أن يهاجر ملايين السوريين الآخرين تدريجيا، خصوصا، مع كثرة الضخ الإعلامي حول الموقف الأوروبي الذي يستقطب السوريين والضغوطات لاستيعاب أعداد إضافية، وقالت الجريدة إننا سنصحو ذات يوم على سورية بلا سوريين، أو قل سورية بربع السوريين الذين كانوا فيها، مؤكدة أن المستفيد الوحيد من ذلك هو إسرائيل، التي استطاعت تدمير كل البنى التحتية الاجتماعية في جوار فلسطين المحتلة، ومعها معسكر إيران، ولعلها مفارقة هنا أن يعمل الجميع لذات الهدف، والغاية، وإن تعددت الأسباب والوسائل.
• اعتبرت صحيفة اليوم السعودية إنه من الطبيعي، أن يتحول الوضع في بلاد الشام وجوارها إلى بؤرة مثالية لكافة ألوان الإرهاب، إرهاب الدولة المتمثل في ممارسات النظام ضد شعبه الأعزل وتفريغ البراميل المتفجرة فوق رؤوسهم، وأكدت أن العالم -كل العالم- يعرف منذ زمن بعيد أن "النظام السوري" يؤوي الإرهابيين، ويحتفظ ببعضهم كأوراق ضغط لاستخدامها في مناوراته مع المجتمع الدولي، كان يعرف هذا وأكثر منذ قانون محاسبة سوريا، وحصار النظام دوليا لبضع سنوات قبل قيام الثورة، وأشارت الصحيفة إلى أن القوى الكبرى للأسف تعاملت مع القضية السورية بذاكرة قصيرة وانتقائية، فقد بدا واضحا أن موسكو الحليف الأقرب للنظام إلى جانب طهران، تريد إعادة إنتاج "النظام السوري"، وتقديمه كقوة ضرورية لمواجهة الإرهاب في المنطقة، أيضا الدول الغربية بدأت تفصح عن تخليها تماما عن بحث مشروعية الأسد الساقطة.
• في صحيفة الجزيرة السعودية، يتساءل أحمد الفراج عن السبب وراء هجرة السوريين بأعداد كبيرة وعن التوقيت وهوية ممولي الهجرة وسبب تركيز الإعلام الغربي على القضية وهو الذي تجاهل أحداثاً جساماً ليس أقلها ضرب بشار الأسد لشعبه بالبراميل المتفجرة، واستخدامه للأسلحة المحرمة دولياً؟، وتساءل الكاتب كذلك عما إذا كان هناك توجه عالمي لتغيير التركيبة السكانية لسوريا، قبل أن يتم طرح حل سياسي تقبل به روسيا والصين؟، أم أنّ هذه الهجرة، وتحويلها إلى حدث عالمي مأساوي، هي للضغط على روسيا والصين لتقبل مرغمة بحل وسط يرضي جميع الأطراف، معتبرا أن التركيز فجأة على هذه القضية أمر يثير الريبة والشك.