جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 13-03-2015
• نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالا تناولت فيه الوضع في سوريا، وتقول إن انقسام المجتمع الدولي إزاء الأزمة السورية هو الذي أطال عمر الحرب وزاد من ضراوتها، وترى الصحيفة أن تحليل تطورات الأزمة السورية يبين أن حلفاء الأسد كانوا أكثر تصميما على بقائه في السلطة من أعدائه الذين يريدون إزاحته منها، فقد كان أصدقاء الأسد يدعمونه بالنفط والمال والسلاح والمقاتلين، وبالمواقف السياسية، ولم تشرع الدول الغربية في تشديد مواقفها إلا بعد فوات الأوان، ونقلت الغارديان عن مسؤولين غربيين تصريحات تكشف كيف أن حلفاء الأسد، روسيا وإيران و"حزب الله"، تصرفوا مع الأزمة السورية بكل حزم، وأن إيران اعتبرت الهجوم على الأسد هجوما على حدودها، فقدمت كل ما تستطيع لبقاء الأسد في الحكم، أما الدول الغربية والخليجية فلم تتفق على طبيعة وحجم المساعدة التي تقدمها للمعارضة السورية، وتضيف الصحيفة على لسان محللين أن إحجام الولايات المتحدة والدول الغربية عن مساعدة المعارضة السورية المسلحة، هو الذي صعد نجم المتشددين الإسلاميين، الذين يقولون إن الغرب لا يهتم لموت المسلمين، وأصبح الوضع في سوريا أكثر تعقيدا بالنسبة للغرب، يواجه صعوبة التخلص من تنظيم "الدولة الإسلامية" وإرغام الأسد على الحوار.
• قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن بريطانيا تقوم بشكل هادئ، بطرد اللاجئين السوريين إلى أول بلد أوروبي وصلوا إليه عندما غادروا بلادهم، ما يجعل من الصعوبة أمامهم تقديم طلب لجوء سياسي في بريطانيا، وتنقل الصحيفة عن محامين شكواهم من السياسة البريطانية، وقولهم إنها تجعل من خطط الأمم المتحدة لنقل اللاجئين الذين يصلون إلى الشواطئ الجنوبية لأوروبا إلى دول ذات قوة وازدهار أكبر، مستحيلة، حيث تظهر الأرقام أن بريطانيا قامت بطرد 30 سوريا خلال 12 شهرا، حتى منتصف عام 2014، وفي العام ذاته تراجعت نسبة منح التأشيرات للسوريين من 70% إلى 40%، وينقل التقرير عن المحامي في شؤون الهجرة غريغ أوشيليا قوله: إن لديّ الكثير من الموكلين الذين تحاول الدولة طردهم إلى بلدان أخرى، وترغب وزارة الداخلية بإرسالهم إلى أول بلد أوروبي وصلوا إليه، مثل بلغاريا أو إيطاليا حتى يقدموا طلب اللجوء إلى بريطانيا منه، وذلك بناء على قانون يعرف بـ"تنظيمات دبلن"، ويضيف أن أسوأ الحالات عندما حاولت الوزارة إرسال نساء عرضة للخطر، مع أطفال حديثي الولادة، إلى بلغاريا، وهي تعلم أن الوضع هناك سيئ، ويشير التقرير إلى أنه يتم التصدي لقرارات الطرد بناء على الظروف الصعبة التي سيواجهها اللاجئ في اليونان وإيطاليا وبلغاريا، بشكل يعرض حياته للخطر، وهو ما يشكل خرقا للمبدأ الثالث من الميثاق الأوروبي لحقوق الإنسان، ويلفت التقرير إلى أن السوريين يحتاجون إلى تأشيرة كي يدخلوا بريطانيا، وظل عدد التأشيرات الممنوح حوالي ثمانية آلاف تأشيرة، وفي الوقت الذي بلغت فيه نسبة التأشيرات 70% عام 2010، فقد تراجعت بنسبة 50% عام 2012، وإلى 39% العام الماضي، وتختم الغارديان تقريرها بالإشارة إلى أن متحدثا باسم وزارة الداخلية نفى أن تكون الوزارة قد فتحت بابا قانونيا للتخلص من اللاجئين عبر اليونان وإيطاليا، مذكرا بأن بريطانيا كانت في مقدمة الدول التي ردت على الكارثة الإنسانية السورية، وقدمت مساعدات بقيمة 800 مليون دولار. وقدمت بريطانيا ملجأ لحوالي أربعة آلاف مواطن سوري.
• روى الصحفي كمال أوزتورك في مقال له بصحيفة يني شفق التركية ما شاهده في مخيم "أطمة" للاجئين الذي يقع مباشرة بجانب الحدود السورية، التي عبرها بشكل غير رسمي، وقال أوزتورك إنه كان يعيش هناك آلاف النساء والأطفال والشيوخ تحت حر الصحراء، فوق الأرض المشتعلة، في خيام من قماش، لقد كان منظرًا مخيفًا لدرجة أن الموت كان يبدو أهون عليهم أحيانًا، وأضاف أوزتورك أنه حين دخلت حلب قهرني الوضع الذي وصلت إليه هذه الحضارة العريقة، فقد تهدمت قلعتها التي بنتها الدولة العثمانية بكل عناية، وتهدمت أسواقها وجوامعها، وقال إن الشوارع خالية والموت في كل مكان! هذه المدينة التي كانت جوهرة بلاد الشام والدولة العثمانية ومهد الحضارات، تحولت إلى موطن الجرائم والقتل الموحش، ولفت أوزتورك إلى أن جماعات من المعارضة في سوريا كانت تقاتل بعضها أمامنا، وقد كان القاتل والمقتول يُكبِّران، واسترسل بالقول: إنني لن أتحدث مرة أخرى عن الدول الغربية، فيكفي العالم العربي أنه سيحمل عار سوريا معه لأجيال طويلة قادمة، فقد صمتوا عن قتل الأخ أخيه لمصالح رخيصة، بل وحثوهم على هذا، وعن الدور التركي في سوريا، قال إن تركيا سعت كثيرًا لإيقاف هذه الحرب الأهلية، وقد ذهب أحمد داود أوغلو -الذي كان وزيرًا للخارجية حينها- وحاول مرارًا إقناعهم، ولكنه لم يتمكن، ولم تكف قوتنا لإقناعهم، وتحولت سوريا إلى مشرحة يقتل فيها الأخ أخاه.
• تحت عنوان "«الحل» في سورية" اعتبر حسام عيتاني في صحيفة الشرق الأوسط أنه غالباً ما تُقدم مقاربة مقلوبة لتصورات الحل في سورية، موضحا أنه يجري الآن تداول خطط وتصورات مرحلية وموضعية من نوع خطة المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا لوقف القتال في حلب، ويذكّر كتاب وسياسيون بأهمية "الحفاظ على الدولة" في سورية والفصل بينها وبين نظام بشار الأسد، فيما لا يمانع معارضون بقاء الرئيس الحالي في منصبه إذا أوقف التدمير وسمح بعودة اللاجئين ما يتيح الانطلاق إلى مرحلة جديدة من عملية التغيير الطويلة في البلاد، ورأى الكاتب أنه مع اقتراب إيران، الراعي الأكبر والأشرس لبشار الأسد، من تحقيق انتصار تاريخي بتوقيعها الاتفاق النووي مع الغرب، يبدو شديد الاغتراب عن الواقع وعن فهم ألف باء السياسة في هذا الجزء من العالم، من يتصور للحظة أن الأسد سيقبل بأقل من رؤية رؤوس أعدائه مرفوعة على الحراب، مؤكدا أنه واهم بالقدر ذاته من يظن أن النظام الذي كرس جزءاً مهماً من حربه على السوريين لفرض تغيير ديموغرافي في المناطق التي يعتبرها مفيدة له، سيقبل بعودة اللاجئين إلى بيوتهم، ولفت الكاتب إلى أنه أمام الطريق المسدود الذي بلغته الثورة، قد تلاقي محاولات ترميم صورة "النظام السوري" بعض النجاح عن طريق ربط مصيره بالصفقة الكبرى الأميركية – الإيرانية، منوها إلى أن ذلك سيعيد التأكيد على ما يتجاهله دعاة "الحفاظ على الدولة ومؤسساتها" من أن النظام هو الدولة والدولة هي النظام ولا يمكن التفريق بينهما إلا في افتراضات ذهنية لا مكان لها في الواقع.
• نطالع في صحيفة العرب الصادرة من لندن مقالا لعمار ديوب بعنوان "إيران ليست دولة إقليمية"، تطرق فيه إلى ثرثرة بعض القادة الإيرانيين مرددين بين فترة وأخرى، أن البحرين محافظة إيرانية، وتارة أن اليمن تحت الوصاية الإيرانية، والكلام نفسه يقال أيضا عن سوريا وعن لبنان، وأخيرا أن العراق سيكون عاصمة لإيران، ورأى الكاتب أن هذا الكلام يوضح طبيعة العلاقة بين النظام الإيراني وبين المنظمات الطائفية الشيعية في كل من لبنان والعراق واليمن وسواها، موضحا أنها مجرد أدوات سياسية وعليها تنفيذ الأوامر القادمة من ولي الفقيه هناك ومن قادة الحرس الثوري، ولفت الكاتب إلى أن هذه السياسة الإيرانية تخلق تمايزا طائفيا داخل الدول العربية، وتمنع أي تمازج وتعايش وتوافق مع بقية أفراد الشعب، مبينا أن إيران عملت على تطييف عدد كبير من الشيعة العرب لصالحها؛ وشدد الكاتب على أن اعتماد إيران على البعد الأيديولوجي والقومي، ورفضها رؤية الحساسية الدينية والقومية العربية، بل وحتى الصراع مع أنظمة المنطقة رغم ضعفها ومشكلاتها، كل ذلك سينهي أوهامها عن دورها الإقليمي، مؤكدا أنها ستعود، بسبب غباء استراتيجيتها هذه إلى حجمها الطبيعي كدولة في الإقليم، وربما لن تكون بقوة تركيا ولا إسرائيل ولا السعودية.
• قال طه خليفة في صحيفة الراية القطرية إن إيران تسيطر عمليا اليوم على أربع عواصم عربية وتشارك في صناعة القرار فيها إن لم تكن هي من تصنعه ومن تجلس على عروش تلك العواصم، موضحا أنه في بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء تتواجد إيران بلا مواربة وتفعل ما تشاء وتبسط نفوذها عبر أذرعها وميليشياتها وورجالها وعملائها، ورأى الكاتب أن العرب يعيشون واحدة من أسوأ مراحلهم في العصر الحديث بينما إيران تعيش واحدة من أزهى مراحلها وهي تخطط وتعمل وتتحرك لتحقيق هدفها الاستراتيجي وهو التهام المنطقة العربية وتطلق الحلم التوسعي الامبراطوري الفارسي، غير أنه أشار إلى الخلافات الخليجية-الخليجية بشأن قيام تركيا السنية بدور مناوئ لإيران الشيعية في المنطقة، مستغربا انتقاد قناة العربية لتركيا رغم أنه لا خطر من تركيا على الخليج والعرب، ودافع عن التقارب العربي التركي الذي سيبعث رسالة إلى واشنطن ألا يكون الاتفاق النووي مع إيران على حساب العرب.
• أشارت صحيفة الشرق السعودية تحت عنوان "إمبراطورية إيران على رمال متحركة"، إلى التصريحات الإيرانية حول المنجزات المفترضة لطموحاتها الإمبراطورية، فمن تصريح علي يونسي مستشار الرئيس (الإصلاحي) حسن روحاني، الذي قال فيه إن إيران أصبحت إمبراطورية وعاصمتها بغداد، إلى الجنرال علي شمخاني الذي قال إن إيران باتت على ضفاف المتوسط وباب المندب، ولفتت الصحيفة إلى أن توقيت التصريحات والشخصيات التي أطلقتها يحمل أكثر من رسالة، في ظل الظروف التي تمر بها إيران داخليا وخارجيا، موضحة أن الداخل يمر بمرحلة جد عصيبة، فالاستحقاقات الداخلية المتمثلة في الانتقال من مرحلة الثورة إلى الدولة، وانعكاسات الأزمة الاقتصادية، إضافة إلى خلافة خامنئي التي بدأت مع انتخاب محمد يزدي رئيسا للهيئة الدينية العليا المكلفة بتعيين المرشد الأعلى، التي جاءت بالتزامن مع هذه التصريحات، وخارجيا، مفاوضات الملف النووي باتت قاب قوسين أو أدنى من التوقيع على اتفاق بين إيران والقوى العالمية، تتنازل فيه طهران عن طموحاتها النووية في المجال العسكري، إضافة إلى وجود مقاتلي الحرس الثوري في جبهات القتال في العراق وسوريا، وتورطها في مواجهات عسكرية باليمن وأماكن أخرى، ورأت الصحيفة أن المسؤولان الإيرانيان أرادا مخاطبة الشعب الإيراني الذي يعيش حالة من القلق في وضع مأزوم ومتوتر ويخشى من تطورات غير محسوبة لعملية انتقال السلطة.