جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 12-11-2015
• نطالع في صحيفة الغارديان البريطانية مقالاً لشون وكور بعنوان "تحطم الطائرة الروسية يضع بوتين في مأزق حيال موقفه من الأسد، وقال كاتب المقال إن الغرب يترقب نتائج التحقيقات بشأن الطائرة الروسية المنكوبة لمعرفة إن الموقف الروسي سيتغير من تكتيكاته في حال تبين أن الإرهابيين هم الذين أسقطوها في سيناء، وأضاف الكاتب أنه بعد مرور أكثر من شهر على بدء روسيا شن ضرباتها العسكرية في سوريا، فإن الدول الغربية ما زالت غير متأكدة من كيفية إنهاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تدخله في روسيا، في الوقت الذي ينتظر فيه العالم لمعرفة ما مدى تأثير التفجير المفترض على الطائرة الروسية في مصر الأسبوع الماضي، وأوضح كاتب التقرير أن روسيا لم تعلق رسمياً على مزاعم أن تكون قنبلة مزروعة في قلب الطائرة الروسية وراء سقوطها في سيناء، مضيفاً أن تعليق روسيا لجميع رحلاتها لمصر، وإجلاءها لجميع السياح الروس من مصر، مع الحرص على نقل أمتعتهم على متن طائرات منفصلة، ينظر إليها على أن الروس لديهم وجه نظر مشتركة مع المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين، ونقل كاتب المقال عن مسؤول سياسي أمريكي رفيع المستوى قوله إن واشنطن تعتقد أن بوتين قضم أكثر مما يستطيع مضغه في سوريا، موضحاً أن الولايات المتحدة تريد رؤية بوتين وهو يخفق في سوريا، في محاولة لدفع موسكو للقبول بضرورة تنحي بشار الأسد من منصبه كجزء من أي انتقالي سياسي للسلطة.
• أوردت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية أن قوات الأسد استعادت السيطرة على قاعدة جوية ذات أهمية إستراتيجية في شمال البلاد، رافعة بذلك الحصار الذي ضربته المعارضة المسلحة عليها طوال السنوات الثلاث الماضية، وذكرت الصحيفة أن هذا النبأ إذا تأكدت صحته فإنه يمكن اعتباره "فتحا مهما" تحققه قوات الأسد منذ تدخل روسيا لدعمها قبل شهر من الآن، وأوضحت الصحيفة أن من شأن السيطرة على قاعدة كويرس الجوية الواقعة شرقي مدينة حلب أن تتيح لقوات النظام قطع طريق الإمدادات الجنوبية بين مدينة الرقة -التي تعد عاصمة "الأمر الواقع" لتنظيم الدولة الإسلامية- ومقاتلي الجماعات الإسلامية المسلحة في شمال شرقي حلب، مما يجعل القاعدة بمثابة جائزة ذات مغزى تكتيكي للفصائل المتحاربة، بيد أن الصحيفة نسبت إلى مراقبين القول إن القوات الموالية للأسد لم تحكم سيطرتها بالكامل بعد على قاعدة كويرس، فبينما وصلت وحدات عسكرية خفيفة إلى هناك لا تزال أغلبية الوحدات الحكومية الأخرى بعيدة بعض الشيء، مما يجعل الاحتمالات مفتوحة لهجوم مضاد من قبل مقاتلي تنظيم الدولة، وإذا ما تسنى للقوات الحكومية إحكام قبضتها على القاعدة فإن ذلك يعد نصرا إستراتيجيا ودعائيا لها وينطوي على حافز لروسيا في وقت يضعف فيه التأييد لحملتها العسكرية المفتوحة في سوريا بعد إسقاط الإرهابيين الموالين لتنظيم الدولة في سيناء طائرة ركاب روسية، حسب تعبير فايننشال تايمز.
• أفادت صحيفة يني شفق التركية بأن القوات التركية بدأت بحشد القوات الخاصة على خط قرية "المرعي" الواقعة في الطرف السوري من الحدود بعد قيام تنظيم الدولة "داعش" بحشد مقاتليه على الجانب الآخر من الحدود، وبحسب ما بينت الصحيفة، فإن قيام القوات الروسية باستهداف المعارضة السورية أدى إلى تغيّر الموازين في المنطقة، حيث أدى هذا الأمر إلى زيادة قوات "داعش" في المنطقة، وبالأخص في منطقتي جرابلس وأعزاز، بعد قيام التنظيم بحشد ثلاث وحدات عسكرية خاصة في المنطقة، ما أدى إلى دفع الحكومة التركية للتحرك، فقامت القوات التركية بحشد قوات خاصة على الحدود مع سوريا، وأضافت الصحيفة أن تركيا تسعى جاهدة لإنهاء الأزمة السورية من خلال تشكيل منطقة عازلة تستوعب خمسة ملايين لاجئ، وقد بدأت تركيا بدراسة الإمكانات التكنولوجية لإقامة مثل هذه المنطقة بعد اجتماع قمة العشرين الذي تعتزم تركيا طرح الملف فيه، وبينت الصحيفة أن الحكومة التركية ستحاول إقناع الدول الأخرى بضرورة إيجاد حل عادل خلال ستة أشهر فقط، وأوضحت الصحيفة أنه بعد قيام القوات العراقية وضربات التحالف بالضغط على تنظيم داعش فإنه بدأ بجمع قواته في منطقة جرابلس الحدودية مع تركيا، حيث قام الجيش التركي بحشد قوات خاصة من أجل تنفيذ عملية برية على التنظيم، إلا أن الصحيفة أشارت إلى أن التحرك التركي سيكون هدفه الحفاظ على التركمان ومناطقهم والمدنيين فقط، وليس من أجل تدخل شامل على المنطقة بأكملها، منوهة إلى أن تركيا أرسلت رسالة تنبيه إلى الولايات المتحدة حتى لا تقوم وحدات حماية الشعب الكردية بتجاوز الخط الغربي لنهر الفرات.
• نطالع في صحيفة الحياة اللندنية مقالا لجورج صبرة بعنوان "تدخل روسيا يكمل مهمة النظام السوري"، الكاتب تطرق في مقاله إلى النار التي أشعلها فلاديمير بوتين، معلنا بداية الزمن الروسي في القضية السورية، ورأى أن أخطر ما قام به الطيران الروسي بضرباته الموجهة والمدروسة جيداً، هو رسم معالم الكانتون الطائفي الذي يريد بشار الأسد الدفاع عنه وتحصينه وأخذه رهينة، توضع عند الحاجة في المقايضات والتسويات المحتملة، معتبرا أن القذائف التي أُلقيت على شمالي محافظة اللاذقية وعلى طول سهل الغاب وغربي حمص، أرادت أن تقول في رسالة واضحة: هذه محمية روسية، ممنوع الاقتراب منها، وأوضح الكاتب أن التوجهات الروسية، التي التقطها المبعوث الأممي دي ميستورا ورددها باعتبار بيان فيينا رديفاً لبيان جنيف 1 كمرجعية للعملية السياسية، تبدو في العمق أشد خطراً مما تبدو على السطح، مشيرا إلى أن روسيا تحاول بهذا المسعى حرف العملية السياسية عن مسارها بضرب منطلقها الأساس، وإيجاد مرجعية جديدة تلبي مصالح موسكو، وأكد الكاتب أن مسعى الروس لنقل مرجعية المفاوضات من جنيف إلى فيينا، وادعاء البحث عن معارضة ضائعة من أجل إحياء دور سياسي بعد فشل الجهود العسكرية، سيذهب أدراج الرياح، منوها إلى أن أفعال الغزو الروسي أعظم تأثيراً وأكثر فصاحة وإقناعاً من أقوال السياسة الروسية وادعاءاتها المنخورة.
• تحت عنوان "الإجرام الروسي" كتب سلامة كيلة مقاله في صحيفة العربي الجديد، الكاتب أشار إلى أن الطيران الروسي لم يفلح في تحويل "جيش" النظام وإيران و"حزب الله" وغيرها إلى قوة قادرة على استرداد الأرض التي خسرتها خلال هذه السنة، ولفت إلى أن ما يفلح به هذا الطيران بكل تقدمه التكنولوجي، وقوة صواريخه، هو الإبادة الجماعية، مبرزا أن روسيا بوتين تمارس الآن في سوريا ما مارسته في الشيشان، حيث قاد بوتين حملة شاملة من أجل سحق التمرد، ومارس كل أشكال الوحشية من أجل إخماده، إذ دمّر غروزني العاصمة لكي يحقق ذلك، ورأى الكاتب أن بوتين يستخدم أسلوب "الصدمة والرعب" في سورية، وأوضح أنه يريد الحفاظ على بشار الأسد عبر سياسة وحشية، هي استمرار لسياسة النظام، لكي يبقى مسيطراً من دون أن ينال ذلك، مشددا على أن النتيجة التي سوف تصل إليها روسيا هي الفشل، على الرغم من كل الجرائم التي ترتكبها، وستحاسب من الشعب التي لم ترَ إلى الآن أنه يريد إسقاط النظام.
• تحت عنوان "مهلة جديدة لإنقاذ بشار" كتب خلف الحربي مقاله في صحيفة عكاظ السعودية، الكاتب رأى أنه من الجنون الاعتقاد بأن روسيا يمكن أن تسعى صادقة لإقصاء ديكتاتور دمشق بشار الأسد وهي التي أرسلت طائراتها وجنودها لحماية مسألة بقائه في السلطة، معتبرا أن العقدة الحقيقية في الأزمة السورية اليوم تكمن في نجاح بعض الأطراف في تغيير (ثقافة) المجتمع الدولي تجاه هذه المأساة، فبدلا من أن يعيش بشار الأسد تحت ضغط المحاكمة الدولية لما ارتكبه من مجازر وجرائم حرب طوال السنوات الخمس الماضية، ساد شعور دولي عجيب بأن وجوده هو الضمانة لعدم تمدد تنظيم "داعش"، وختم الكاتب مقاله متسائلا: كيف يظن المجتمع الدولي أنه بالإمكان مساعدة ملايين السوريين الذين تم تشريدهم في مختلف أنحاء العالم وقتل من تبقى منهم داخل بيوتهم في الوقت الذي يتفاوض فيه العالم لمساعدة الرجل الذي تسبب في كل هذا القتل والتهجير كي يبقى في الحكم لستة أشهر أخرى أو عام أو عامين إضافيين، ليقتل المزيد من الأبرياء بمعاونة الروس والإيرانيين؟.
• كتبت صحيفة الوسط البحرينية أنه حتى الآن، لا يعلم أحد كيف ستصبح عليه الأمور في سورية في المستقبل القريب والبعيد، بعد أن توسعت رقعة الحرب وتمددت جوانبها إلى تخوم بعيدة، وشهدت رحى معاركها الفاصلة، تدخلات عسكرية مباشرة وغير مباشرة من قوى متعددة، إقليمية وقارية ودولية، وترى الصحيفة أن السوريين سيطول بحثهم للعثور على حلول ضرورية وملحة، تنقذ بلادهم من المأزق الخطير، الذي تتخبط فيه، حتى لو كان الأمر، يستدعي تقديم بعض التنازلات والتسويات السياسية بين أطراف الصراع في البلاد، مشددة على أنه ليس هناك أفضل من المكاشفة والتفاهم على طاولة حوار وطني مسؤول، يقود إلى إخراج سورية، التي تعبت من مشاهد الموت والدمار العظيم، الذي زلزل كل أركانها، من أتون محنة الحرب القاسية والدامية، وإحلال السلام والوئام والاستقرار، محل الصراع والدمار والاقتتال.