جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 12-09-2015
• ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في مقال للكاتب روجر كوهين أن سوريا ستظل بقعة سوداء كبيرة في رئاسة أوباما وكارثة بمستويات متعددة، وأشار الكاتب إلى ما وصلت إليه الأوضاع في سوريا بعد أربع سنوات من الحرب من دمار للبلاد وتشريد لأربعة ملايين شخص وظهور تنظيم "الدولة الإسلامية" واستمرار نظام بشار الأسد في القصف بالبراميل المتفجرة والغازات القاتلة، وقال كوهين إن سياسة أوباما التي تقوم على تقليص تدخل أميركا في الحروب الخارجية أثبتت أن لها نتائج كارثية مثلما كانت سياسة سلفه جورج دبليو بوش التي زادت التدخل الأميركي وغزت العراق وأفغانستان، وأوضح أنه لو أن أوباما أوقف القصف بالبراميل المتفجرة وساهم في إقامة منطقة آمنة للنازحين داخل سوريا وقام بتسليح المعارضة بمستويات كبيرة في وقت مبكر، لكان مسار الحرب قد تغيّر، وختم بالقول إن قضية سوريا ستظل تلاحق سياسة أوباما الخارجية لتثبت أنه "فاقدة للمعنى والفائدة.
• قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في مقال لها إن ما يحدث في سوريا سيصل إلى أميركا، وإن حديث أوباما للأميركيين عن أنه لن يتدخل في الحرب السورية لم يمنع الحرب السورية من أن تدخل لأميركا، وأضافت أن الصراع السوري ربما يصبح أسوأ مما عليه حاليا، خاصة إذا تجاهلت روسيا تحذيرات أميركا، كما أن أوباما سيواجه ضغوطا متزايدة من أوروبا المحاصرة للموافقة على استيعاب آلاف اللاجئين السوريين، علما بأن للولايات المتحدة مساحات واسعة من الأرض واقتصادا قويا، وأشارت إلى ما ينطوي عليه القبول بآلاف اللاجئين من مخاطر تسرب مقاتلي تنظيم الدولة إلى داخل أميركا، لتقول إن كل ذلك ثمرة مرة لسياسة أوباما الكارثية تجاه سوريا والوهم بأن أميركا يمكنها النأي بنفسها عن مشاكل العالم دون عواقب، وقالت أيضا إن أوباما قال للأميركيين من قبل إنه يخرج أميركا من مستنقع الشرق الأوسط وكانت النتيجة أن الحرب السورية تزحف حاليا نحو الشواطئ الأميركية.
• نشرت صحيفة التايمز البريطانية تحليلا تحت عنوان "كيف يخطط الكرملين لسياسة فرق تسد في سوريا؟"، وأشار كاتب التحليل، روجر بويز، في مستهل المقال إلى الأنباء التي تتحدث عن وجود جنود روس في سوريا، وحصول دمشق على معدات جديدة من موسكو، وقال إن تسلل روسيا في سوريا بدأ يحاكي المراحل الأولى من عملية ضم منطقة القرم الأوكرانية للاتحاد الروسي العام الماضي، ويرى بويز أن لعبة روسيا في سوريا خلال الأشهر الستة المقبلة تعتمد على مرحلتين، وتتضمن المرحلة الأولى - وفقا لما جاء في المقال - تخفيف وتيرة الخلاف وتبني نهج تصالحي فيما يتعلق بالأزمة في أوكرانيا بغية إقناع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي برفع العقوبات المفروضة على موسكو، وتأمل روسيا الانتقال إلى المرحلة الثانية من خلال إيجاد تعاون بين الشرق والغرب في سوريا، بحسب المقال، وتوقع بويز أن يروج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لموقفه من خلال الربط بين مشكلة اللاجئين وحالة الفوضى في سوريا، ويعتقد الكاتب أن بوتين سيروج لفكرة أن هزيمة الجهاديين في سوريا تتطلب جيشا لديه معدات جيدة وتدعمه قوة جوية، داعما لفكرة أن جيش بشار الأسد يمكنه تحقيق ذلك، ونبه بويز إلى أن هذا الرأي سيقنع البعض في أوروبا، ولكن آخرين سيحذرون، وهم على حق، من أن بوتين يسعى بحيلة جديدة لإنقاذ عميله الديكتاتور الوحيد الموجود في منطقة الشرق الأوسط، واختتم التحليل بالتأكد على أن المتمعن فيما قام به بوتين منذ دخوله الكرملين عام 2000 يرى أن عروضه للسلام لم تتجاوز كونها تكتيكات لبث الفرقة والشقاق.
صحيفة الغارديان البريطانية نشرت مقالا تحت عنوان "الهجرة الجماعية في سوريا ليست مشكلة أوروبية، بل مشكلة العالم بأسره"، وتطالب كاتبة المقال، ناتالي نوغايريد، الأمم المتحدة بلعب دور أكبر والانضمام للاتحاد الأوروبي في مواجهة أزمة اللاجئين السوريين، وترى نوغايريد أن ثمة حاجة لعملية إنقاذ دولية كبرى للمساعدة على إعادة توطين مئات الآلاف من السوريين في دول متقدمة، وأشارت إلى أن انعقاد الجمعية العام للأمم المتحدة في نيويورك في وقت لاحق من الشهر الحالي تأتي في الوقت والمكان المناسبين لبدء هذا الجهد، وقالت إن التاريخ به سابقة توضح ما يتعين القيام به، ففي عام 1979 عُقد مؤتمر دولي في جنيف لبحث أزمة اللاجئين الفيتناميين في منطقة بحر الصين الجنوبي، وحينها تعهدت أكثر من 60 دولة شاركت في المؤتمر بأخذ حصص من اللاجئين أو المساهمة ماليا في تخفيف أزمتهم، وهو ما أسفر عن أكبر برنامج أممي لإعادة توطين، بحسب المقال.
• كشفت صحيفة لابريس الكندية في تقريرٍ نشرته على موقعها الالكتروني عن تورط القنصل الفخري السوري في مونتريال بكندا بجرم تجارة العقاقير المخدرة بالشراكة مع أختها، وذلك بالفترة الواقعة بين عامي 2008 و2011، وفي التقرير الذي أعده فيليب ليزارد وحمل عنوان "تهريب العقاقير مهمة القنصل الفخري في كندا" أكدت تحقيقات الشرطة الكندية بالأدلة تورط المدعوة نيللي كنعو التي تشغل منصب القنصل الفخري السوري في مونتريال في كندا بجرم تهريب وإعادة تصدير العقاقير الطبية المخدرة بشكل غير مشروع ومعارض لكل الأنظمة الدبلوماسية والتجارية، وأوضح التقرير بأن قيمة الصفقات الفاسدة وصلت لنحو مليون ونصف المليون دولار، لافتاً إلى تورط أخت المدعوة نيللي بالجرم وتدعى تانيا كنعو، وبحسب المعلومات التي أوردها التقرير فقد جرى تغريم المدانتان بغرامة 37500 دولار، فضلاً عن إحالة القضية لمجلس تأديبي لكلية الصيادلة والذي قرر سحب شهادة الصيدلة من القنصل نيللي كنعو، وبحسب الصحيفة الكندية فقد ادّعت نيللي كنعو بأنها أرسلت العقاقير لبلدها الأم سوريا، إلا أن معد التقرير سرعان ما كذّب تلك الادعاءات مستنداً بذلك على حقيقة أن الفترة التي تورطت فيها كنعو بالإتجار بتلك العقاقير لم تكن الأحداث الدامية قد بدأت بعد في سوريا، وهو الأمر الذي دعاه إلى تكذيب أية ادعاءات أخرى لكنعو حول شراكتها وتعاونها مع شركة أدوية سورية محلية مونتفارما، ويؤكد مُعد التقرير أنه ومن خلال تورط أخت كنعو معها في عملية الاتجار بشكل واضح فإن القضية تعدت الجانب الفردي وهي بمثابة شبكة من الفساد تديرها امرأة متجردة من كل القيم.
• نشر موقع ديبكا الإسرائيلي تقريرا، قال فيه إن إيران أرسلت هذا الأسبوع قوات برية إلى سوريا مكونة من حوالي ألف من مشاة البحرية وقوات النخبة من الحرس الثوري، ويشير التقرير إلى أن هذه القوات انتقلت مباشرة إلى غورين، وهي قاعدة جوية صغيرة جنوب مرفأ اللاذقية، والتحقوا بمشاة البحرية الروس الذين وصلوا حديثا إلى جبلة، وبحسب مصادر الموقع العسكرية، فإن موسكو على وشك إرسال شحنة من أنظمة الصواريخ المتطورة المضادة للطائرات من نوع "إس-300"؛ لنشرها في جبلة في القاعدة التي بناها الروس في اللاذقية لاستيعاب القوات الروسية، ونظام "إس 300" سيستخدم لحماية القاعدة الإيرانية في غورين، وقد تم تحويل جبلة إلى محطة مزدحمة للجنود الروس الذين يصلون إلى سوريا من كتيبتي 810 و336 البحريتين، ويذكر التقرير أن طائرات "ميغ 31" المعترضة تقف في قاعدة المزة الجوية في دمشق، وهي جاهزة لتقدم الغطاء الجوي للقوات الإيرانية والروسية، ويلفت الموقع إلى أنه في غرب سوريا تشق السفينة النووية الضخمة "دمتري دونسكي تي كي 20" البحر إلى المياه الإقليمية السورية، ما جعل اللاذقية تتحول بسرعة إلى جيب قوي للقوات الروسية والإيرانية، وبإمكانها حماية الأسد والمسؤولين الكبار إن اضطروا لترك دمشق، وينقل التقرير، عن مصادر الموقع العسكرية قولها إنه من المبكر تحديد مهام هذا الجيب، إن كان دفاعيا أو إن كانت القوات الروسية والإيرانية تنوي بعد الاستقرار أن تقاتل من خلاله الثوار السوريين وقوات تنظيم الدولة، التي تحقق مكاسب في الشمال السوري، ويفيد الموقع بأنه ليس هناك دليل يؤيد ما قالته مصادر عسكرية رفيعة المستوى لمراسلي الدفاع الإسرائيليين الخميس بأن القوات الإيرانية القادمة أتت لتدعم "الجيش السوري" ومقاتلي "حزب الله"، الذين قضوا الشهرين الماضيين وهم يقاتلون الثوار في الزبداني، ويختم "ديبكا" تقريره بالإشارة إلى أن مصادره وجدت أن القوات الروسية والإيرانية مشغولة بشكل كامل في توسيع وتجهيز قواعدها في غورين وجبلة.
• نطالع في صحيفة الشرق الأوسط مقالا لفايز سارة بعنوان "إيران وروسيا: وحدة وتناقض الهدف في سوريا"، الكاتب أشار إلى أن نظام الأسد اليوم في أضعف حالاته، مبرزا أنه لولا اعتماده على القوى والدعم الخارجي، ما كان له أن يبقى ويستمر، وبين الكاتب أن التمايز بين دور إيران وروسيا في دعم نظام الأسد، يكمن فيما يشكله كلاهما من حضور في سوريا وحولها من جهة، وفي الأهداف الظاهرة والكامنة لكل منهما في موقفه من الوضع السوري، وأوضح أن الحضور الإيراني في سوريا يقوم على وجود مادي ملموس أساسه ثلاث أذرع؛ أولاها وجود إيراني مباشر عبر أجهزة ومؤسسات الدولة الإيرانية السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية، والذراع الثانية غير المباشرة، تضم ميليشيات تابعة لإيران وفيها ميليشيات "حزب الله" اللبناني والميليشيات العراقية المسلحة، وتضم الذراع الثالثة، مدنيين شيعة من إيرانيين وعراقيين ولبنانيين وأفغان وغيرهم بمن فيهم شيعة سوريون، تم تحشيدهم على أساس طائفي، مرتبط بالمرجعية الدينية في إيران، وأشار الكاتب إلى أن الحضور الروسي في سوريا يختلف عن مثيله الإيراني بصورة جوهرية، والأساس فيه اعتماده على ما تقوم به الدولة الروسية ومؤسساتها وأجهزتها في المجالين السياسي والعسكري، لافتا إلى أن الدور الروسي في المستوى الخارجي يتجسد في ثلاثة أمور؛ أولها تشكيل مظلة دولية لحماية النظام من العقوبات ولا سيما في مجلس الأمن الدولي، والثاني القيام بدور الممانع لأي تدخل عسكري خارجي في سوريا، وثالثها السعي المستمر لإعادة تأهيل نظام الأسد ودمجه عبر بوابة انخراطه في الحرب الدولية على الإرهاب وخاصة تنظيم "داعش"، واعتبر الكاتب أن تطور مستوى الحضور الروسي في سوريا وحولها في الأشهر الأخيرة بما له من خصوصيات سياسية وعسكرية، يجعله القوة الأكثر أهمية وتأثيًرا من الحضور والدور الإيراني، الأمر الذي يخلق تناقضات وتنافًسا بين الطرفين، وصراًعا على الدور والنفوذ رغم وحدة هدف الطرفين في حماية النظام، منوها إلى احتمال تحول نظام الأسد من الحماية الإيرانية المباشرة إلى حماية روسية مباشرة وبديلة.
• في صحيفة النهار اللبنانية نقرأ مقالا لراجح الخوري تحت عنوان "الروس يبنون في الدولة العلوية؟"، الكاتب اعتبر أن الرئيس الروسي سيرغي لافروف يسخر من نده جون كيري في المسألة السورية، عندما يكرر القول إن التعزيزات العسكرية الروسية التي ترسل على شكل جسر جوي وبحري إلى سوريا هي لمحاربة الإرهابيين من خلال دعم "النظام السوري"، وأن موسكو في صدد إرسال المزيد من خبرائها وعسكرييها لدعم بشار الأسد، ولفت الكاتب إلى أن مكمن السخرية أن الحديث الروسي عن محاربة الإرهاب بدأ مع بداية الأزمة وها هو النظام يتراجع ولم يعد يسيطر على ربع مساحة سوريا، على رغم أن الدعم الروسي السياسي والعسكري تضافر مع انخراط إيراني واسع في القتال الميداني إلى جانب النظام، ورأى الكاتب أنه ليس من الغريب سخرية لافروف من كيري، على الأقل لأن سياسة الإدارة الأميركية حيال الأزمة السورية كانت منذ البداية مسخرة المساخر باعتراف عدد كبير من السياسيين في أميركا والعالم، قبل استعمال النظام السلاح الكيميائي وبعد ذلك طبعاً، مبرزا أن قمة المساخر جاءت قبل أشهر قليلة عندما قرر باراك أوباما تلزيم الملف السوري لروسيا على رغم فشلها في "مؤتمر موسكو"، الذي أرادت له أن يرث "مؤتمر جنيف" الذي أحبطته بتمسكها ببقاء الأسد وإجهاضها الحل السلمي بنسف محتوى عملية الانتقال السياسي، وخلص الكاتب إلى أن القلق الأميركي من الانخراط العسكري الروسي المتزايد في سوريا بلا معنى، اولاً لأن من المستحيل أن يتمكن الأسد من استعادة السيطرة على سوريا التي دمّرها وشرّد أهلها في أصقاع الارض، وثانياً لأن الروس يهمهم التمركز في قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة اللاذقية التي يعكفون الآن على انشائها في "الدولة العلوية"، التي تهمّ كثيراً الإيرانيين كمعبر إلى الجنوب اللبناني.
• انتقدت صحيفة الوطن القطرية الدعم العسكري الروسي المتواصل لنظام الأسد، مشيرة إلى أن التعزيزات الحربية الأخيرة لروسيا في اللاذقية، تكشف أن "النظام السوري"، قد بدأ يترنح عسكريا، ويخسر بالتالي الكثير من الأراضي- خاصة تلك المتاخمة للعاصمة دمشق- مما اضطر روسيا للتدخل بقضها وقضيضها، ووصفت الصحيفة، في افتتاحيتها، التدخل الروسي بـ"الخطير"، مؤكدة أنه سيقود إلى تعقيدات خطيرة في الأزمة المعقدة أصلا، ولن يحمي رئيسا يقتل شعبه، وتطارده اتهامات ثقيلة بارتكاب فظائع، وجرائم ضد الإنسانية.
• تطرقت صحيفة الجمهورية المصرية لأزمة المهاجرين السوريين، وقالت، في افتتاحيتها بعنوان "وقف القتال.. إنقاذ للاجئي سوريا"، إن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الأوروبيون يحاولون التنصل من تبعات تدخلاتهم في الشؤون الداخلية للدول العربية، مشيرة إلى أن مساعدة اللاجئين التي تصرح هذه الدول القيام بها أمر واجب على كل إنسان متحضر عبر العالم، واستدركت الصحيفة، في هذا الصدد، بالقول إن واجب الدول خاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تحمل مسؤولياتها والتكفير عن أخطائها في التدخل السافر وإثارة الفتن، مؤكدة على أنه ما من شيء أمام هؤلاء الذين أشعلوا النار في سوريا إلا أن يتوقفوا ويعملوا على إطفائها قبل أن تتطاير ألسنة النيران إلى عواصمهم.
• رأت صحيفة اليوم السعودية إنه ليس أمام معظم السوريين الفارين من البراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية والغارات الجوية التي يمارس استخدامها النظام الأسدي للقضاء على البقية الباقية من أبناء شعبه، إلا الفرار وطلب اللجوء كما هو الحال في الوقت الحاضر، وأكدت الصحيفة أن أزمة اللاجئين مرتبطة جذريا بما يمارسه النظام الأسدي من اعتداءات صارخة ضد أبناء الشعب السوري الفارين من ظلمه وظلم أتباعه من الإيرانيين وعصابات "حزب الله" وبقية الإرهابيين، وأشارت إلى أن أعداد اللاجئين في تزايد مستمر والمعاناة من المتاجرين بهم تتصاعد، والأوضاع المزرية التي يعيشون ويتعايشون معها يندى لها الجبين وتقشعر منها الأبدان وتدفع لمزيد من الرثاء والحزن.