جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 09-01-2016
• سلطت صحيفة التايمز البريطانية الضوء على بلدة مضايا السورية التي تحاصرها قوات الأسد منذ نحو ستة شهور حيث يعاني 42 ألف شخص خطر الموت جوعا، وقالت الصحيفة إن على الأسد أن ينبذ الإستراتيجية الوحشية لتجويع المدنيين السوريين، ونبهت إلى أن دخول الشتاء بهذه البلدة الجبلية سيزيد الأمر سوءا وقسوة على أهلها، ولفتت إلى أن المدافعين عن الدكتاتور بشار الأسد الذين يروجون له بأنه جزء من الحل لهذه الأزمة التي تشكلت ينبغي عليهم أن ينظروا عن كثب إلى ما ألحقته قوات الأسد، بالتعاون مع مليشيات حزب الله اللبناني، بالنساء والأطفال والمسنين، وشككت الصحيفة فيما أعلنته الأمم المتحدة عن استعداد الأسد لرفع هذا الحصار الشديد بأن السماح بدخول قوافل الإغاثة لاسترضاء الرأي الغربي، ولو لفترة قليلة، شيء وإستراتيجيته الشاملة بالتجويع القسري للبلدات التي يستخدمها الثوار شيء آخر تماما، وختمت الصحيفة بأن روسيا تشكل عامل تعقيد في الحرب الحالية، لأنها غير مهتمة بإضعاف دكتاتورها العميل، لكن يجب عليها أن تعي أفضل من أي دولة مقاتلة أنه لا يمكن خوض الحروب الحديثة وكسبها على أساس التجويع، خاصة وأن مواطنيها مروا بهذه التجربة لمدة تسعمئة يوم إبان محاصرة ألمانيا لمدينة ليننغراد، وخلصت إلى القول: إن الأسد مجرم حرب وعائق سياسي.
• نطالع في صحيفة الشرق الأوسط مقالا لفايز سارة تحت عنوان "الموت الأكثر رخًصا وسهولة في العالم!"، الكاتب تطرق إلى الموت الذي يلاحق السوريين في كل مكان داخل سوريا وخارجها، وبين أن أشكال موت السوريين في الداخل متعددة، الأبرز فيها هو موتهم في عمليات عسكرية، تقوم بها الطائرات الروسية وطائرات نظام الأسد، منوها إلى أن الأبرز في تفاصيل هذا الشكل من موت السوريين هو استخدام الروس والنظام أسلحة محرمة دوليًا، من البراميل المتفجرة إلى الغازات السامة والقنابل العنقودية، وتابع الكاتب أن الشكل الثاني الأبرز لموت السوريين، يتم في المناطق المحاصرة، على نحو ما يحدث في غوطة دمشق والقلمون، وفي الزبداني ومضايا، حيث يستمر حصار بعضها منذ أكثر من ثلاث سنوات، وفيها لا يموت السوريون بالقصف والاشتباكات فقط، بل يموتون أيًضا بسبب نقص الغذاء والماء والخدمات الصحية وغياب شروط الحياة، التي غدت مستحيلة، أما الشكل الثالث لقتل السوريين وموتهم يقول الكاتب إنه، يتم في المعتقلات، وهناك لا يموت المعتقلون من تعذيب الجلادين فحسب، وإنما من ظروف الاعتقال أيًضا، وخصوًصا اكتظاظ المعتقلات وغياب العناية الطبية وقلة الدواء، ونقص الغذاء وانتشار الأمراض السارية، والإذلال والقهر الإنساني، وخلص الكاتب إلى أن كل هذه الحالات تؤشر إلى قتل وموت رخيص وسهل للسوريين، لا يمكن أن يوازيه قتل أسهل ولا أرخص في عالم يغمض عينيه، ويصم أذنيه، ويغلق فمه حيال ما يجري.
• صحيفة الغد الأردنية نشرت مقالا لمنار الرشواني بعنوان "مضايا.. ومقاومة ورئيس شرعي"، أشار فيه إلى أنه من غير المستغرب الجريمة الأحدث لـ"حزب الله"؛ بحصاره بلدة مضايا، وتجويع أهلها حد القتل، منذ أكثر من 200 يوم، مبرزا أن المستغرب فعلاً، رغم هذا التاريخ الدموي المديد للحزب، هو ما تضمنه البيان الصادر عن إعلامه "الحربي"، أول من أمس، بأن ما تتناقله وسائل إعلام بشأن مضايا، هو حملة مبرمجة بهدف تشويه صورة المقاومة، ولفت الكاتب إلى أن "حزب الله" ما يزال يظن أن هناك من يصدق أنه "مقاومة" بعد كل الجرائم المرتكبة دفاعاً عن بشار الأسد ونظامه المجمع على استبداده وفساده منذ عقود؛ فلا يستطيع حتى الشبيحة من كل لون الخروج عن هذا الإجماع، وإن برروه بأن الطريق إلى القدس تمر عبر تدمير سورية وتقتيل أهلها أو تهجيرهم كما هو مطلوب في مضايا والزبداني، وقبل ذلك تدمير العراق أيضا، وإبادة أهله على أساس طائفي، دائماً على يد إيران ومليشياتها، مبينا أن هذه الطريق -المضحك المبكي الحديث عنها أصلاً- اختفت مع التدخل العسكري الروسي المباشر في سورية، ضمن تنسيق على أعلى المستويات مع إسرائيل التي تتواصل عملياتها العسكرية في السماء وعلى الأرض السوريتين، واعتبر أنه إذا كان "حزب الله" يصدق ما يقول، فيكون السؤال: ما هو تعريف "المقاومة" اليوم؟ أو بعبارة أدق: مقاومة ضد من، طالما أن إسرائيل مستثناة عملياً؟
• اعتبرت صحيفة الرياض السعودية أن الحصار والجوع حوّل أهالي بلدة مضايا السورية لهياكل عظمية، فالناس هناك لا يعرفون عن مبادرة جنيف ولا مسار فيينا، ولا عن خطة "الفريق السوري" في البيت الأبيض شيئاً، إنما يسألون العالم الذي يكتفي بالشفقة عليهم بأن يرمي لهم بسلة غذاء، كما تُقذف بالقنابل بلدات ومدن سورية، ورأت أن عجز المجتمع الدولي والدول الكبرى مرعب ومقلق، ومجلس الأمن يبعث على الخوف، فلا حل دون تأمين مصالح الدول الكبرى، ولا ضرر إن هلك في سبيل ذلك بضعة ألوف فوق من قضى نحبه خلال السنوات الخمس الماضية في سورية والذين يقدر عددهم ب250 ألف انسان، واعتبرت الصحيفة أن تخاذل الأمم تجاه مضايا إنما يقود الناس إلى سلوك طريق الحقد، ويروج للكراهية، ويدفع باتجاه التطرف، ولن يكون نسيان تلك النظرة في عيون الأطفال الجائعين أو تلك الجثث التي لن يجد الدود فيها ما يقتات عليه، سهلاً في نفوس شرفاء العالم بل صعباً في زمن أصبح الإنسان العربي رقماً في لعبة الأمم.
• شددت صحيفة الراية القطرية في افتتاحيتها على أهمية أن يدرك المجتمع الدولي أن إنقاذ ضحايا الحصار بمدينة (مضايا) السورية ليس مرهونا بموافقة النظام على إدخال المساعدات الإنسانية وإنما في إلزام النظام بعدم اتخاذ الحصار والتجويع كوسائل للعقاب الجماعي للشعب السوري وإبادته وأن ذلك مرهون بموقف دولي صارم يلزم النظام بالسماح بوصول الإغاثة والمساعدات الطبية التي تقدمها المنظمات الدولية لجميع المناطق السورية المحاصرة بدون عراقيل أو شروط مسبقة وهذا لن يتحقق إلا بإقامة مناطق عازلة لحماية المدنيين يمنع فيها الوجود العسكري للنظام، وترى الصحيفة أن الجريمة اللاإنسانية غير المسبوقة التي شهدتها مناطق ريف دمشق وبالأخص (مضايا) تشكل وصمة عار يلطخ ليس جبين النظام السوري وإنما جبين المجتمع الدولي بمؤسساته ومنظماته الحقوقية والإنسانية التي عجزت جميعها في مواجهة النظام وإنقاذ ضحايا التجويع المتعمد باعتبار أن الحصار الذي ظل النظام يمارسه هو حرب تجويع وجريمة بشعة هدفها إبادة مدنيين عزل ، معتبرة أن الصمت الدولي إزاء هذه المأساة يمثل جريمة تضاف إلى سلسلة جرائم النظام ومليشياته والداعمين له.
• كتبت صحيفة الوطن القطرية في افتتاحيتها إن سلاح التجويع، حتى الموت، هو السلاح الذي تستعمله عادة في الحروب، أكثر الأنظمة لؤما وفظاعة، وهو يدخل ضمن الأسلحة المحرمة دوليا، ومن هنا، لئن كان النظام السوري تطارده اتهامات القتل بالسموم، فهو سيبقى أيضا تطارده لعنة القتل بالتجويع، إلى يوم الدين، مبرزة أن ضحايا سياسية التجويع في سوريا يلطم الضمير العالمي الذي ظل يترجى النظام الشرير، كثيرا، للسماح بإدخال المساعدات المنقذة للحياة، وخلصت الصحيفة إلى القول إن خيبة الأمل العالمية، قد اثبتت ليس فقط لامبالاة هذا العالم، إزاء الذين يقتلون بمنتهى الوحشية، وإنما أثبتت خور هذا العالم أمام القتلة المتوحشين، وأثبتت النقص المريع في مروءته بل وفي إنسانيته.
• نددت صحيفة الوطن الإماراتية فنددت في افتتاحيتها باللجوء إلى سلاح التجويع في عدد من المناطق معتبرة أنه يندرج ضمن الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة وجرائم الحرب، وأشارت الصحيفة إلى استخدام ميليشيات الحوثي سلاح التجويع ضد سكان مدينة تعز الرافضين للانقلاب، وحصار قوات الأسد وحزب الله لسكان مضايا في سوريا لإجبارهم على الاستسلام والقبول بشروط النظام لإعادة فرض سيطرته وسطوته على المناطق المحيطة بدمشق، فضلا عن سلطات الاحتلال الاسرائيلي التي اعتمدت الأسلوب ذاته مع سكان غزة البالغ عددهم قرابة مليوني إنسان يعانون منذ سنوات حصار الاحتلال والتضييق على لقمة عيشهم وحظر المواد الغذائية والأدوية اللازمة.