جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 03-01-2016
• نشرت مجلة ذي ناشونال إنترست الأميركية مقالا يسأل: لنفرض أننا ألحقنا الهزيمة بتنظيم الدولة.. فماذا بعد؟ وأشار إلى أن إنهاء تنظيم الدولة ليس من شأنه إعادة الأمور إلى نصابها في الشرق الأوسط، وأن القضاء على تنظيم الدولة ينذر بتصاعد صراعات جديدة على السلطة في المنطقة، وأوضح تيد غالين كاربنتر أن تدمير تنظيم الدولة لا يغير من الحقيقة المتمثلة في استحالة عودة كل من العراق وسوريا إلى سابق عهدهما، وذلك لكونهما يضمان مجتمعات مفككة، في ظل الإستراتيجيات التي اتبعتها الولايات المتحدة بالمنطقة، وضرب الكاتب مثالا بالأزمات والتناقضات المتعددة في المنطقة، وهي المتمثلة بالأزمة الكردية، حيث قال إن أكراد العراق يتمتعون بدولة مستقلة بحكم الأمر الواقع منذ أكثر من عشر سنوات، وإن أكراد العراق استحوذوا بالكامل على منطقة كركوك النفطية المتنازع عليها مع بغداد، وأضاف أن أكراد سوريا تمكنوا من السيطرة على رقعة واسعة من الأراضي ذات الأغلبية الكردية في شمال شرق سوريا على الحدود التركية، وذلك برغم محدودية نجاحاتهم. وأشار إلى أن أكراد سوريا لا يعتزمون الانصياع لسلطة الرئيس السوري بشار الأسد ولا الخضوع لأي سلطة سنية تحت هيمنة المعارضة المناوئة للنظام السوري، وأوضح كاربنتر أن أكراد العراق وسوريا يرون الاضطرابات الراهنة بالمنطقة فرصة لتحقيق حلمهم بإقامة دولة كردستان الكبرى، وأضاف أن الصقور بالإدارة الأميركية السابقة حثوا على ضرورة التدخل العسكري بالعراق إلى أن تم لهم ما أرادوا من خلال غزو العراق عام 2003، وإسقاط نظام الرئيس الراحل صدام حسين، وأشار الكاتب إلى أن مشكلة صدام ربما تكون قد حُلت، لكن مشاكل جديدة متنوعة أكثر تعقيدا وسوءا نشأت بالمنطقة في أعقاب ذلك، وأن القضاء على تنظيم الدولة سيولد مشاكل وأزمات أخرى متنوعة.
• نشرت جريدة الإندبندنت البريطانية موضوعا عن حصار السوريين في مدينة مضايا للصحفية لورا بيتل بعنوان "نشطاء يؤكدون :أكثر من 40 ألف مدني يتعرضون للموت جوعا بسبب حصار مضايا"، وتقول الجريدة إنه على بعد أميال من الحدود اللبنانية السورية يقبع سكان مدينة مضايا السورية رهن حصار متواصل لأكثر من ستة أشهر ما سبب نقصا حادا في الطعام والشراب، وتضيف الجريدة أن سكان المدينة الذين يحاصرهم مقاتلو "حزب الله" الشيعي اللبناني مستخدمين الألغام التي زرعوها في محيط المدينة اصبحوا يأكلون الحشرات والقطط والأشجار، وتنقل الجريدة تحذيرات عن نشطاء سوريين من أن أكثر من 40 ألف مدني يخضعون "للحصار العقابي" يموتون تدريجيا في مختلف أنحاء المدينة، كما تنقل عن ناشط آخر يعيش في المدينة ويستخدم اسم ناصر إبراهيم كاسم مستعار قوله إنه نجح في يوم رأس السنة أن يتناول نحو 50 غراما من الأرز، ويضيف إبراهيم للجريدة أن الكثيرون ماتوا جوعا والكثيرون سيلحقون بهم إن لم يتدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل، وتقول الجريدة إن إبراهيم أشار إلى وفاة ما يقرب من 20 شخصا نتيجة الجوع خلال الأيام المنصرمة بينهم جميل علوش المسن الذي توفي قبيل أعياد الميلاد وانتشرت صور جثته على مواقع التواصل الاجتماعي.
• في صحيفة الغد الأردنية نقرأ مقالا لأيمن الصفدي بعنوان "معيار القيم في الثورة السوريّة"، الكاتب أشار إلى أن المعارضة السوريّة نعت زهران علّوش بطلاً وطنيّاً، وشيّعته رمزاً للقيادات التي عُوّل عليها كسر عتمة حقبة البعث الأسديّ، وإطلاق فجرٍ سوريٍّ حضاريٍّ مدنيٍّ جديد، ولفت إلى أن المعارضة بنت تقويمها للرجل وتاريخه وفق معيار الضدّية للأسد دون غيره، معتبرا أنها بذلك أظهرت ابتلاءها بالداء ذاته الذي أتعس التاريخ العربيّ الحديث، وأوضح الكاتب أنّ تعريف الحلفاء انطلاقاً من التلاقي في الضدّية لعدوٍّ مشتركٍ يُلغي الأسس الأخلاقيّة والثقافيّة والسياسيّة التي يجب أن تقوم عليها التحالفات، خصوصاً حين تكون مهمّة الحلفاء إنهاء حقبةٍ وبدء أخرى، مبرزا أنه وفي وقتٍ يواجه الشعب السوري تحديّاً بحجم إعادة بناء وطن، يُمثّل إلغاء شرط الانسجام في المعايير الأخلاقيّة أساساً للتحالفات سقوطاً يُنذر بدمارٍ حتميّ، ورأى الكاتب أن اعتبار التصدّي للأسد معياراً وحيداً لتقويم المعارضة يجعل من كل من حمل السلاح ضدّ النظام حليفاً، وتلك خطيئةٌ لا يجب أن يعاني السوريون تبعاتها، مشددا على أن السوريين لم يثوروا على عتمة الأسد ليُدفنوا في ظلاميّة غيره، فالحرّيّة التي ينشدون غايةٌ لا وسيلة إليها إلا الاستنارة.
• صحيفة الخليج الإماراتية نشرت مقالا لمحمد خليفة تحت عنوان "عام على زلزال اللاجئين"، سلط فيه الضوء على مأساة اللاجئين في العالم وبالأخص اللاجئين السوريين، مبرزا أن القوى العالمية الكبرى تتلاعب بالمأساة السورية من أجل تحقيق مكاسب سياسية واستراتيجية وعسكرية، ولفت الكاتب إلى أن الحرب السورية لم تميز بين السوريين على حسب معتقداتهم وعرقياتهم، بل حصدت تحت سنابكها الجميع رجالاً ونساء، شيباً وشباناً، موضحا أن السوريين الذين وجدوا أنفسهم وسط جحيم ملتهب من حولهم، لم يكن أمامهم سوى الفرار بما تبقى من أسرهم باتجاه الدول المجاورة، كما نزح ملايين من مناطق إلى مناطق أخرى داخل سوريا، أما من عجز عن الخروج وظل قابعاً فيما تبقى من وطنه فهو يعيش على جمرة من نار الغلاء والخوف والقتل المستمر الذي لا يتوقف، وشدد الكاتب على أن قضية اللجوء هي نقطة سوداء في جبين هذه الحضارة المعاصرة، لأن الدول المختلفة لا تزال تتعامل بازدراء مع اللاجئ، وتفرض عليه العيش في مخيمات، وتمنع عليه حتى الاختلاط بمواطنيها، كما أن اللاجئين يتعرضون في بعض الأحيان للقتل والتمييز العنصري، كما يحدث للاجئين العرب في الدول الغربية، مشيرا إلى أنه من العبث أن تفكر دولة واحدة بفرض هيمنتها على كل الدول، والدول الصغيرة تدفع فاتورة الصراع من قوتها ودماء شعوبها كما يحدث في سوريا التي تشهد اليوم تصفية حساب القِوى الكبرى على أرضها.
• كتبت صحيفة الراية القطرية في افتتاحيتها أنه من المهم أن يدرك المجتمع الدولي أن الشعب السوري يتعرض لحرب إبادة وتشريد بتواطؤ الجميع، الأمر الذي يستوجب أن ينهض مجلس الأمن وجميع مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية بمسؤولياتهم بشكل عاجل وحاسم لمواجهة جرائم نظام الأسد والداعمين له، والعمل على وقف الجرائم التي ظلوا يرتكبونها في حق الشعب السوري، وجلبهم للعدالة الدولية كمجرمي حرب، ومن هذا المنطلق، طالبت الصحيفة المجتمع الدولي بالعمل على حماية المدنيين السوريين، وتأمين المساعدات الإنسانية لهم، خاصة أن أرقام القتلى قد تجاوزت الـ 55 ألف قتيل خلال عام 2015، وأن عدد القتلى قد وصل إلى أكثر من 260 ألف قتيل منذ اندلاع الأزمة عام 2011، معتبرة أن السكوت على حرب الإبادة التي يمارسها نظام الأسد، بدعم روسي إيراني، هو في حد ذاته جريمة ووصمة عار في جبين المجتمع الدولي.