تقرير شام الاقتصادي 08-10-2022
جددت الليرة السورية اليوم السبت 8 تشرين الأول/ أكتوبر، تراجعها بشكل كبير خلال تداولات سوق الصرف والعملات الرئيسية وفقا لما رصدته شبكة شام الإخبارية نقلا عن مواقع ومصادر اقتصادية متطابقة.
وبحسب موقع "الليرة اليوم"، الاقتصادي سجلت الليرة السورية اليوم مقابل الدولار في دمشق سعر للشراء 4850 وسعر 4820 للمبيع، وسجلت مقابل اليورو سعر 4724 للشراء، 4690 للمبيع، بتراجع يقدر بنسبة 0.90 بالمئة.
ووصل في محافظة حلب، سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، سعر 4690 للشراء، و 4680 للمبيع، وسجلت أمام اليورو 4710 للشراء ،و 4650 للمبيع حيث شهدت الليرة اليوم انخفاضا في قيمتها أمام سلة العملات الأجنبية الرئيسية.
وأكد موقع "اقتصاد" المحلي ارتفاع الدولار في مناطق سيطرة النظام، بصورة ملحوظة، خلال تعاملات افتتاح وظهيرة اليوم السبت فيما بقي مستقراً في معظم المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.
وبلغ الدولار في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، ما بين 4950 ليرة شراءً، و5000 ليرة مبيعاً، وسجل الدولار في الحسكة ودير الزور والرقة ومنبج والباب، نفس أسعار الدولار في إدلب، حسب الموقع الاقتصادي ذاته.
وكان تدهور سعر صرف الليرة السورية، مقابل الدولار، بصورة كبيرة، في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، خلال تعاملات الخميس الماضي أما في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، فكان تراجع الليرة محدوداً.
وسجلت التركية في دمشق، ما بين 251 ليرة سورية للشراء، و261 ليرة سورية للمبيع، فيما ارتفعت في إدلب، إلى ما بين 261 ليرة سورية للشراء، و271 ليرة سورية للمبيع خلال إغلاق الأسبوع.
وتراوح سعر صرف التركية مقابل الدولار في إدلب، ما بين 18.48 ليرة تركية للشراء، و18.58 ليرة تركية للمبيع، والعملة التركية متداولة في المناطق المحررة شمال سوريا وينعكس تراجعها أو تحسنها على الأوضاع المعيشية بشكل مباشر.
بالمقابل برر "غسان جزماتي" رئيس جمعية الصاغة والمجوهرات لدى نظام الأسد بأن أسباب ارتفاع أسعار الذهب يعود لقرار الجمعية بأن تكون الأسعار المحلية قريبة من أسعار الأسواق المجاورة لمنع تهريبه للخارج، إذ إن الذهب السوري يباع بضعف السعر خارجاً لجودته العالية.
وتحدث "جزماتي" عن تأثر سوق الذهب بسعر الصرف المتوتر، إذ إن المشكلة قائمة بسعر صرف الدولار فهو يؤدي إلى ارتفاع سعر الأونصة ذاتها، كون سعر الدولار يرتبط طرداً مع أسعار الذهـب إذ يؤثر تأثيراً كاملاً في مراحل إنتاج الذهب وتسويقه كافة.
واعتبر أن غالبية المواطنين يلجؤون إلى شراء الذهب بوصفه نوعاً من الاستثمار، فهو ضمان أكثر من أي نوع استثمار آخر، إذ إن نسبة المشترين نحو 60% على حين البيع 40%، وعادة عند ارتفاع سعر الذهب يقوم المواطنون بشراء الذهب على شكل ليرات أو أونصات بغرض الاستثمار.
أضاف، وعند انخفاضه ولو ألف ليرة يقومون بالبيع، أما الذهب الذي يشترى لزينة العروس لا يتعدى 10%، وكان قفز سعر الذهب عيار 21 قيراطاً إلى 225 ألف ليرة سورية للمبيع، و224500 ليرة سورية للشراء، على حين تم تحديد سعر مبيع الغرام عيار 18 قيراطاً بـ 192857 وشراء بـ192357 ليرة سورية.
بالمقابل صرح وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية لدى نظام الأسد "محمد سامر الخليل"، على هامش المنتدى الاقتصادي الأردني السوري، بقوله "لدينا عجز في الميزان التجاري يقدر بنحو 3 مليارات يورو" حسب تقديرات نقلتها وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد.
وقالت مصادر إعلامية موالية إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والتموينية في سوريا، هذا الموسم أدى إلى عزوف شريحة واسعة من السوريين عن تحضير مونة الشتاء وابتعادهم عن اعتماد المكدوس كوجبة فطور رئيسية، وخاصة بالنسبة لمادتي الجوز وزيت الزيتون الذي وصل سعر الكيلو منه إلى 22 ألف ليرة.
وذكرت صحيفة موالية أن سعر ليتر الزيت النباتي وصل إلى 14 ألفاً و800 ليرة، وسعر التنكة بـ 236 ألف ليرة، علماً أن "وزارة التجارة الداخلية" سعرت الليتر بـ 12 ألفاً و600 ليرة، في حين وصل سعر كيلو زيت الزيتون إلى 22 ألفاً، أما سعر كيلو الجوز فتراوح بين 50 و60 ألف ليرة.
وانتقدت الصحيفة، الحلول التي قدمتها حكومة النظام لتجاوز أزمة الغلاء والسيطرة على الأسواق، مشيرة إلى أنها "لم تجد نفعاً، ووصفت حلول حكومة النظام بأنها مجرد "كلمات ووعود"، ما يعني أن هناك "خللاً واضحاً" لا يمكن التغاضي عنه، لأنه حالة يومية يعيشها المواطن السوري.
وكشف عضو لجنة تجار ومصدري سوق الهال "محمد العقاد" بأن سعر كيلو الباذنجان وصل إلى 1000 ليرة، أما الفليفلة فبلغ سعرها 800 ليرة، مبيناً أن ارتفاع سعر مادتي الجوز والزيت بشكل كبير أدى إلى عزوف المواطنين عن عمل المكدوس بسبب ضعف القوة الشرائية للمواطنين.
وأشار مسؤول جمعية التموين لدى النظام "عبد الرزاق حبزه"، إلى أن ارتفاع أسعار هذه المواد هو حادثة ستتكرر بشكل دائم في مواسم المونة وذلك لقلة انسيابية المادة وانخفاض توريدها من التجار تحضيراً لرفع أسعارها، مستغرباً من ارتفاع سعر الجوز غير المسبوق على الرغم من وجود تصريحات حكومية سابقة تفيد بأن كميات الجوز المخزنة في المستودعات كبيرة وتكفي حاجة السوق.
فيما اعتبر رئيس اتحاد غرف الزراعة لدى نظام الأسد "محمد كشتو" أن أسعار البندورة منطقية اليوم، وأن المشكلة لأي تفاوت بأسعار الأسواق حسب رأيه يرجع إلى وجود حلقات البيع بالمفرق التي تأخذ أسعاراً منخفضة بالجملة في سوق الهال وتبيعها في أماكن أخرى بأسعار مرتفعة.
كما شهدت أسعار الألبان والأجبان في أسواق العاصمة دمشق ارتفاعاً ملحوظاً وقال موقع موالي إن سعر كيلو الجبن البلدي وصل إلى حوالي 30 ألف ليرة سورية، في حين تراوح سعر كيلو اللبنة بين 12-14 ألف ليرة سورية، ولامس كيلو الحليب 3000 ليرة سورية.
هذا وشهدت الليرة السورية هبوطاً متسارعاً بقيمتها وسعر صرفها أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات العربية والأجنبية خلال تعاملات الأيام والأسابيع القليلة الماضية، الأمر الذي طرح العديد من إشارات الاستفهام حول أسباب ذلك ومدى قدرة مصرف النظام المركزي على التدخل وفقاً للتقارير وحسب العديد من المحللين والخبراء الاقتصاديين.