١٩ مارس ٢٠١٨
لا يزال النقاش دائراً في واشنطن إزاء توجيه ضربات صاروخية لمواقع قوات النظام في سوريا، رغم أن اجتماعاً سابقاً ترأسه الرئيس دونالد ترمب لم يقر ضربات كهذه، في وقت تكثفت إجراءات عسكرية وأممية في دمشق، بينها نشر عناصر من الجيش الروسي في مواقع «حساسة» تحسباً لضربة أميركية.
كان الرئيس ترمب طلب آراء المؤسسات الأميركية إزاء احتمال توجيه ضربات مشابهة لتلك التي حصلت على قاعدة الشعيرات في أبريل (نيسان) الماضي، وكان لافتاً، أن وزير الدفاع جيمس ماتيس، تحفظ على توجيه هذه الضربات ما دام أن الهدف ليس «تغيير النظام». كما قال آخرون إنه «ليست هناك مصالح استراتيجية» لأميركا في غوطة دمشق، وإن هدفها فقط البقاء في منطقة شرق نهر الفرات والدفاع عن حلفائها هناك؛ الأمر الذي عبرت عنه بوضوح لدى قتل الجيش الأميركي 195 من «المرتزقة» الروس هاجموا موقعاً أميركياً شرق دير الزور.
وتحدث مسؤولون أميركيون أيضاً بحسب مانقلت "الشرق الأوسط" عن «عدم وجود أدلة» على استخدام دمشق السارين منذ هجوم أبريل الماضي، و«بالتالي، فإن توجيه ضربات رداً على استخدام الكلور يؤدي إلى خفض مستوى الخط الأحمر، ويلزم واشنطن بالرد في مناسبات عدة، إضافة إلى أنه لن يؤدي إلى تغيير استراتيجي في التوازن العسكري، وقد تستخدم دمشق ذلك مبررا لشن مزيد من العمليات ضد المعارضة».
وبحسب المعطيات، استمر النقاش داخل الإدارة ولم يزل «خيار الضربات» من طاولة ترمب، إلى أن دخل عنصر جديد إلى النقاش مفاده بإمكانية أن «بعض الهجمات سجلت وجود خليط من الكلور والسارين»؛ الأمر الذي رد عليه متشككون بضرورة «توفير دليل قاطع على هذا الخليط».
وكانت إدارة ترمب رسمت «خطاً أحمر» هو غاز السارين. وكرر مسؤولون بريطانيون وفرنسيون الموقف ذاته، وسط حديث بعضهم بأن دمشق «لم تستخدم السارين منذ هجوم خان شيخون»، لكن الجانب الفرنسي بدأ في الأيام الأخيرة بتليين موقفه من ضرورة «توفير دليل» قبل توجيه ضربات إلى إمكانية توجيه ضربة في حال «سقط قتلى مدنيون» وصولاً إلى حديث مسؤول عسكري فرنسي قبل يومين عن إمكانية توجيه «ضربات أحادية» ضد مواقع حكومية سورية.
في المقابل، صعّدت موسكو موقفها لـ«ردع النيات الغربية» عبر التلويح بالرد على أي هجوم يستهدف قوات الأسد، خصوصاً إذا استهدفت عناصر من الجيش الروسي. كما أنها شنت حملة دبلوماسية حول «تجهيز» واشنطن لـ«فبركة هجوم كيماوي لتبرير الهجوم الصاروخي على دمشق».، بحسب "الشرق الأوسط".
كما أن خطاب «الاستعراض العسكري» للرئيس فلاديمير بوتين استهدف ردع تلك النيات، خصوصاً إذا حصلت ضربات قبل الانتخابات الرئاسية الروسية التي حصلت أمس. وكررت دمشق وموسكو نفي استخدام الكيماوي واتهام المعارضة بذلك، ثم حذرت من احتمال قصف مواقع للحكومة بـ«صواريخ مجنحة» من البحر المتوسط.
لكن تحضير الأرضية للضربة والضغط بقي مستمراً. في نيويورك، قالت المندوبة الأميركية، نيكي هيلي، المقربة من ترمب قبل أيام، إنه إذا لم يتحرك مجلس الأمن، فإن أميركا قد تتحرك منفردة؛ ما ذكّر بخطابها قبل توجيه ضربات أميركية على قاعدة الشعيرات. كما أن مجموعة القطع البحرية الأميركية وصلت إلى البحر المتوسط للمشاركة في مناورات مع الجيش الإسرائيلي، في وقت رست قطع عسكرية روسية قبالة قاعدتَي طرطوس واللاذقية.
ودخل عنصر جديد في الأيام المقبلة، لدى اتهام لندن موسكو بالوقوف وراء الهجوم الكيماوي ضد جاسوس روسي، ثم اتهام وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الرئيس بوتين شخصياً؛ الأمر الذي ردت عليه موسكو بقوة وتحذير.
وإزاء ذلك، اختلطت أجواء الموالين للنظام في دمشق بين تأييد سيطرة قواتها على غوطة دمشق بعد اتباع سياسة «الأرض المحروقة» وشن غارات مكثفة قتل فيها مئات المدنيين في الغوطة المحاصرة، وبين القلق من احتمال حصول ضربة. وتداول دبلوماسيون غربيون يزورون العاصمة السورية، أمس، معلومات مفادها أن بشار الأسد، الذي زار أمس الغوطة، ترأس السبت اجتماعاً للمجلس الوطني الذي يقوده اللواء علي مملوك بحضور قادة عسكريين وأمنيين، وتقرر اتباع سلسلة من الإجراءات الاحترازية تحسباً لضربة أميركا.
وشملت الإجراءات توجيه رسالة إلى كل من موسكو وطهران لـ«توفير الحماية»، علماً بأن هاتين الدولتين توفران الدعم العسكري والاستخباراتي والاقتصادي للنظام، إضافة إلى التوافق على نشر عناصر وقوات من الجيش الروسي في مفاصل رئيسية للحكومة، سواء السلطة التنفيذية أو الجيش وإخلاء مواقع أخرى، واستنفار في بعض المؤسسات. ولم يتم تأكيد هذه المعطيات من مصادر مستقلة، لكن أفيد باتخاذ الأمم المتحدة في دمشق إجراءات لجهة انتشار موظفيها؛ الأمر الذي انسحب أيضاً على دبلوماسيين غربيين.
وإزاء ذلك، قال مسؤول غربي أمس: «مع الإدارة الأميركية كل شيء ممكن واتخاذ قرار مفاجئ أمر ممكن»، لافتاً إلى أن «أزمة عميقة بين دول غربية وروسيا تذكّر بأزمة الصواريخ الكوبية في الستينات، في قمة الحرب الباردة» السوفياتية - الأميركية.
١٩ مارس ٢٠١٨
استشهد عدد من المدنيين وعناصر الجيش السوري الحر، جراء انفجار ألغام زرعتها الوحدات الشعبية في المباني السكنية بمدينة عفرين قبيل الانسحاب منها أمام تقدم عناصر الجيش الحر والقوات التركية.
وقالت مصادر ميدانية إن 11 شخصاً قضوا بالأمس ليلاً بينهم أربعة من عناصر الجيش السوري الحر جراء انفجار ألغام معدة مسبقاً في مبنى من عدة طوابق داخل مدينة عفرين، خلفت شهداء وجرحى مدنيين ومن عناصر الجيش الحر الذين يعملون على تفكيك الألغام.
يواصل الجيش السوري الحر تمشيط أحياء مدينة عفرين بعد وصول فرق الهندسة والمختصين من الجيش التركي والفصائل التابعة للحر تمهيداً لتفكيك المخلفات المتفجرة من ألغام وغيرها وتهيئة المدينة لعودة المدنيين الذيم خرجوا منها في وقت سابق.
عسكرياً تستمر فصائل الجيش السوري الحر بعملية تحرير القرى والبلدات التي كانت تسيطر عليها الوحدات الشعبية في ريف عفرين وتمشيطها قبيل عودة المدنيين إليها، في حين هاجم الأهالي وعناصر من الحر مواقع الوحدات في القرى الواقعة غربي مدينة الباب وتمكنوا من دخول قريتي خربة شعالة وشعالة، وسط مناشدات لأهالي تل رفعت والمناطق المحيطة فيها للجيش الحر للإسراع في تحرير مناطقهم.
ويواصل الجيش السوري الحر والقوات التركية منذ 20 كانون الثاني، عملية "غصن الزيتون" التي تستهدف المواقع العسكرية لوحدات حماية الشعب YPG، تمكنت في 18 أذار من تحرير مدينة عفرين بشكل كامل، مع استمرار المعارك لتحقيق كامل أهداف العملية.
١٨ مارس ٢٠١٨
دمشق وريفها::
أعلن الثوار في القلمون الشرقي عن تمكنهم من إصابة طائرة حربية من نوع سوخوي، حيث سقطت بالقرب من مطار السين العسكري، فيما استهدف الثوار مطار السين ومعاقل قوات الأسد بالقرب من منطقة المحسا براجمات الصواريخ وقذائف المدفعية، محققين إصابات مباشرة، في حين شن الطيران الحربي غارات جوية على النقاط المحررة في جبال القلمون الشرقي.
أعلن فيلق الرحمن عن هدنة ووقف لإطلاق النار لتأمين دخول المساعدات للمدنيين وإخراج الحالات المرضية والمصابين بضمانة أممية، ويجري الترتيبات لمفاوضات جادة تضمن سلامة المدنيين وحمايتهم، ودخلت الهدنة حيز التنفيذ في الصباح الباكر.
على الرغم من دخول الهدنة حيز التنفيذ إلا أن مدن وبلدات الغوطة الشرقية تعرضت لقصف مدفعي عنيف، حيث تعرضت منازل المدنيين في مدينة عربين لقصف عشوائي أدى لسقوط شهيد، وبعد الساعة الرابعة عصرا تم استهداف مدينة حرستا بـ 30 صاروخ "أرض – أرض" وبعدة غارات جوية، ما أدى لسقوط 4 شهداء "طفلين وسيدتين"، وشن الطيران الحربي والمروحي غارات جوية على مدينة دوما ترافقت مع قصف صاروخي ومدفعي عنيف، ما خلف تسعة شهداء وعددا من الجرحى، كما تعرضت بلدة عين ترما لقصف جوي ومدفعي، أدى لسقوط شهيدين وجرحى.
استهدفت قوات الأسد مدينة دوما بالغازات السامة وعمل فريق الدفاع المدني على تفقد المنطقة، ولم يتم تسجيل أي حالات اختناق.
جرت معارك عنيفة بين الثوار وقوات الأسد منذ المساء وحتى الصباح الباكر في مدينة سقبا وبلدة كفربطنا بالغوطة الشرقية، تمكن فيها الأخير من السيطرة على المنطقتين بعد عمليات قصف جوي ومدفعي وصاروخي عنيف جدا، ما أجبر الثوار على الانسحاب منها، وجرت اشتباكات داخل بلدة مسرابا.
حلب::
تمكن الجيش الحر ضمن معركة غصن الزيتون من السيطرة على مدينة عفرين بالكامل، وعلى قرى كوخي وسيلو وحج حسنلي وقنطرة بمحور عفرين، وسيطروا أيضا على مركز ناحية معبطلي لتكون بهذا كل نواحي عفرين محررة، كما سيطر الجيش الحر أيضا على قريتي ولاد العرب وخليل اوشاغي ومعسكرات داغ اوشاغي في محور معبطلي، كما تمكن الجيش الحر من السيطرة على قرى كمروك في محور شيخ خروز، والطريق الواصل بين راجو وعفرين، وذلك بعد معارك ضد قوات حماية الشعب.
سقط شهداء وجرحى جراء انهيار مبنى في مدينة عفرين إثر انفجار لغم زرعته قوات حماية الشعب قبل انسحابها.
تعرضت بلدة كفرحمرة بالريف الشمالي لقصف مدفعي من قبل قوات الأسد.
إدلب::
شن الطيران الحربي والمروحي غارات جوية بالصواريخ والبراميل المتفجرة على مدينة جسرالشغور وبلدتي البشيرية ومشمشان بالريف الغربي تسببت بسقوط جرحى بين المدنيين، وفي الريف الجنوبي تعرضت بلدة التمانعة وقرية عابدين والأراضي الزراعية لبلدة الهبيط لقصف مدفعي من قبل قوات الأسد، ما أدى لسقوط شهيد.
حماة::
شن الطيران الحربي الروسي غارات جوية على مدينة كفرزيتا وقرية الصخر بالريف الشمالي، في حين ألقت مروحيات الأسد بالبراميل المتفجرة على مدينة اللطامنة، وتعرضت مدينة اللطامنة وقرية الصخر لقصف مدفعي، وفي الريف الغربي شن الطيران غارات على قريتي المنارة والقرقور، أما بالريف الجنوبي فقد تعرضت قرية الجومقلية لقصف مدفعي.
جرت اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات الأسد، حيث حاول عناصر الأخير التقدم على جبهة عيدون بالريف الجنوبي، وتم إجبارهم على الانسحاب بعد قتل عنصر وجرح آخرين، فيما تمكن الثوار من تدمير دبابة لقوات الأسد في حوش القبيبات بجبل تقسيس.
أعلنت سرية أبو عمارة للمهام الخاصة عن تفجير عبوتين ناسفتين في مجموعة من قوات الأسد بالقرب من قرية عقارب الصافية بالريف الشرقي.
حمص::
تعرضت مدينة تلبيسة والجبهات الغربية بمنطقة الحولة بالريف الشمالي لقصف مدفعي من قبل قوات الأسد دون تسجيل أي إصابات بين المدنيين.
أعلن الثوار عن تمكنهم من قتل وجرح عدد من عناصر الأسد بعد تدمير دشمة على جبهة تسنين بالريف الشمالي بعد استهدافها بقذيفة "بي 9".
درعا::
شن الطيران الحربي الأسدي غارات جوية على بلدتي الصورة وبصرالحرير بالريف الشرقي، دون وقوع أي إصابات في صفوف المدنيين، وتعرضت أحياء درعا المحررة وبلدتي مليحة العطش والغارية الغربية لقصف مدفعي.
ديرالزور::
شن عناصر تنظيم الدولة هجوماً عنيفاً على مواقع قوات الأسد والميليشيات المساندة لها في بادية مدينة البوكمال، ما أدى لمقتل وأسر عدد من عناصر حاجز الحمدان من جهة البادية.
الرقة::
قال ناشطون أن عدّة أشخاص كانوا يستقلون دراجات نارية قاموا بإطلاق رصاص كثيف في منطقة الرومانية، تلاه استنفار كبير لحواجز قوات سوريا الديمقراطية المنتشرة على أطراف وداخل مدينة الرقة.
الحسكة::
استهدف الطيران التركي مواقع قوات سوريا الديمقراطية في ناحية تل حميس وفي محطة أم الروس جنوب شرق مدينة القامشلي، حسبما أكد ناشطون.
١٨ مارس ٢٠١٨
استنكرت الهيئة العامة لمدينة تل رفعت والمجلس العسكري والسياسي والمجلس المحلي وكل الفعاليات الأخرى وأهالي مدينة تل رفعت "ما يقوم به بعض ممن يدعون أنفسهم من عناصر الجيش الحر وكذلك من المدنيين القيام بالتجاوز والتعدي على الأموال الخاصة بالمدنيين من أهلنا الأكراد"، في إشارة إلى السرقات التي حصلت في مدينة عفرين اليوم، والتي شارك فيها مدنيين من مدينة ومنطقة عفرين ومن خارجها.
وأشارت الجهات المذكورة إلى أن هؤلاء الأشخاص قاموا بتجاوزات بحجة أنهم ينتمون إلى مدينة تل رفعت وأنه من حقهم أن يأخذوا تلك الممتلكات بحجة سرقة مدينة تل رفعت بكل ما فيها من أموال وممتلكات وأغراض وأشياء، وهو ما رفضته بشكل كامل.
وشددت الجهات المذكورة أيضا على أن هذه التطورات دعت لتشكيل لجنة خاصة بهذا الخصوص، وفي حال تكررت السرقات طالبت جميع الجهات إبلاغ المجلس العسكري أو القبضة الأمنية لمدينة تل رفعت.
ودعت الجهات لمحاولة إلقاء القبض على أي شخص يبيح لنفسه التعدي على أموال المدنيين من أولئك الذين يدعون كذباً أنهم من مدينة تل رفعت لتتم محاسبتهم وإعادة ما تم أخذه لأصحابه الحقيقيين من أخوتنا الأكراد المدنيين.
ولفتت الجهات إلى أن من غدر بالثورة والثوار واحتل الأراضي المحررة وهجر المدنيين وسرق ممتلكاتهم وأموالهم هم عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي وقوات حماية الشعب فقط.
والجدير بالذكر أن الجيش الحر سيطر اليوم على مدينة عفرين وقرى عدة بعد معارك مع قوات حماية الشعب.
١٨ مارس ٢٠١٨
قال نائب رئيس الوزراء التركي، متحدث الحكومة، بكر بوزداغ، إن قوات عملية "غصن الزيتون" دحرت الإرهابيين من مدينة عفرين، لكن المهمة لم تنته بعد، وذلك في تغريدة على "تويتر"، حيث أضاف: "تم إنهاء وجود الإرهاب والإرهابيين في عفرين إلا أن مهمتنا لم تنته بعد، وما يزال أمامنا الكثير لكي نعمله".
وأوضح أنه سيتم تمشيط المدينة لتطهيرها من الألغام والمتفجرات، ومن ثم السيطرة على المناطق المتبقية التابعة لمنطقة عفرين، بحسب "الأناضول".
وأردف :"انتهى الظلم والتسلط الذي كان يمارسه الإرهابيون على سكان عفرين، وشعب المدينة اليوم حر وسيعيش بسلام واستقرار".
ونوه أن تركيا ستقدم على خطوات سريعة من أجل عودة الحياة إلى طبيعتها في المناطق المحررة من الإرهابيين، وصيانة وتطوير البنى التحتية والفوقية، فضلا عن اتخاذ التدابير لعدم حدوث مشاكل فيما يتعلق بتأمين المواد الغذائية والوصول للخدمات الصحية.
وأشار إلى أن السيطرة على عفرين، تعني الهزيمة مجددا لتنظيمات "بي كا كا / ي ب ك/ ب ي د" الإرهابية، وداعميها الذين يلهثون وراء مخططات جديدة في المنطقة عبر استخدام المنظمات الإرهابية.
وأضاف: "لقد تم إحباط مشروع تأسيس ممر إرهابي ودولة إرهابية"، وفي وقت سابق اليوم، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن قوات بلاده لم تتجه إلى عفرين بهدف الاحتلال، "وإنما للقضاء على المجموعات الإرهابية".
بدوره، شدد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، اليوم الأحد، أنّ بلاده لا تطمع باقتطاع أجزاء من أراضي أي دولة، وذلك في تعليقه على النصر بعفرين، ولفت إلى أنه الهدف من عملية غصن الزيتون هو تطهير عفرين، ليعود إليها أهلها في سلام.
ومنذ 20 يناير/كانون الثاني الماضي، يستهدف الجيشان التركي و"السوري الحر"، المواقع العسكرية لتنظيمي "ب ي د/بي كا كا" الإرهابيين في عفرين، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار.
١٨ مارس ٢٠١٨
يواصل نظام الأسد وحليفه الروسي قصف مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحررة بكافة أنواع الأسلحة مخلفة شهداء وجرحى في صفوف المدنيين، بالرغم من الهدنة المتفق عليها في الغوطة.
فقد تعرضت مدينة دوما خلال وقت قصير لقصف بحوالي 25 غارة جوية روسية ترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي، ما أدى لسقوط 4 شهداء والعديد من الجرحى كحصيلة أولية، كما تسبب القصف بحدوث أضرار مادية كبيرة.
واستهدفت قوات الأسد أحياء مدينة دوما بصواريخ تحوي غازات سامة، وعمل فريق الدفاع المدني على تفقد المكان المستهدف دون تسجيل أي إصابات في صفوف المدنيين.
ووثق ناشطون ارتقاء أربعة شهداء "طفلين وسيدتين" جراء قيام قوات الأسد باستهداف منازل المدنيين والأحياء السكنية في مدينة حرستا بـ 30 صاروخ "أرض – أرض" شديد التدمير، في الوقت الذي شنت فيه الطائرات الروسية 5 غارات جوية على المدينة.
وتعمل فرق الدفاع المدني على انتشال الشهداء وإسعاف الجرحى للنقاط الطبية، ويتخوف ناشطون من ارتفاع عدد الشهداء بشكل أكبر نظرا لخطورة إصابات بعض الجرحى، في ظل النقص الحاد في الأدوية والمعدات والكوادر الطبية.
وكان فيلق الرحمن قد أعلن عن هدنة ووقف لإطلاق النار لتأمين المساعدات للمدنيين وإخراج الحالات المرضية والمصابين بضمانة أممية، ويجري الترتيبات لمفاوضات جادة تضمن سلامة المدنيين وحمايتهم، ودخلت الهدنة حيز التنفيذ في الصباح الباكر، ولكن سرعان ما خرقها نظام الأسد وحليفه الروسي.
وتتعرض الغوطة الشرقية منذ أكثر من 3 أسابيع لحملة قصف روسية أسدية همجية خلفت آلاف الشهداء والجرحى والمشردين، ويناشد ناشطون الجهات الدولية والمؤسسات الإنسانية العالمية للتدخل وإنقاذ مئات الآلاف من مصير الموت الأكيد.
وتترافق حملة القصف الهمجية مع هجمات برية من قبل قوات الأسد والميليشيات المساندة لها على جبهات الغوطة، حيث تمكنت من قسم الغوطة الشرقية لثلاثة أقسام.
١٨ مارس ٢٠١٨
تواصل شركة "وتد" للمحروقات التابعة لهيئة تحرير الشام، احتكار مادة الغاز وتجارة المحروقات في ريف إدلب، ومنعها عن المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرة هيئة تحرير الشام، رغم تواصل المجالس الملحية في هذه المناطق مع حكومة الإنقاذ التي وقعت عقد شراكة مع وتد بحجة تنظيم توزيع المحروقات وتسليمه لكامل المناطق.
وأكدت مصادر خاصة لـ شام أن العديد من المجالس المحلية في منطقة معرة النعمان وجبل الزاوية والريف الجنوبي تواصلت مع حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام في إدلب، لتقديم طلبات للحصول على الغاز لمجالسها، إلا أنها صدمت بالشروط التي فرضتها الإنقاذ بهدف التبعية لها، إضافة للتعقيدات التي قدمتها للمجالس الواقعة في مناطق خارج سيطرة هيئة تحرير الشام.
وسربت تسجيلات صوتية حصلت "شام" على نسخة منها لأحد المسؤولين في شركة "وتد" يتحدث فيها أن توزيع الغاز سيقتصر على المناطق الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام في الشمال المحرر، بحجة عدة قدرة "وتد" على ضبط أسعار الغاز في المناطق الخارجة عن سيطرتها.
وإضافة إلى الغاز تقوم وتد للبترول بإدخال كميات من الوقود الأوربي عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، وتتحكم في التوزيع وتحديد الأسعار، كما أنها ترفض وعبر قيادات تحرير الشام السماح بدخول أي محروقات للمناطق المحررة عبر تجار لا بتبعون لـ "وتد".
وأدخلت شركة "وتد" التابعة لهيئة تحرير الشام، كمية من الغاز المنزلي إلى المناطق المحررة في الشمال السوري عبر معبر باب الهوى، بعد انقطاع الغاز لأكثر من عشرين يوماً بعد وقف قوات النظام إمداد المناطق المحررة بالغاز عبر معبر مورك.
تسبب احتكار سوق المحروقات من قبل جهة واحدة وفرض الأسعار التي تحددها أزمة وقود كبيرة في الشمال السوري لاسيما محافظة إدلب، والتي شهدت ارتفاعاً جنونياً في الأسعار الأمر الذي انعكس سلباً على حياة المدنيين وأعمالهم والتي تعتمد بشكل أساسي على المحروقات، إضافة لتأثر المرافق المدنية من مشافي وأفران ومعامل.
زاد احتجار وتد وتحكمها في سوق المحروقات انقطاع طريق عبور الوقود عبر منطقة عفرين بعد بدء معركة "غصن الزيتون"، وكذلك توقف دخوله من معبر مورك بعد خروج هيئة تحرير الشام مباشرة من المعبر وتسلم إدارة مدنية في مورك تسيير شؤونه، ليغدو النفط الأوربي الذي تدخله وتد هو الوحيد الموجود في الأسواق، إضافة للمستودعات التي تملكها بكميات كبيرة وهي من يتحكم في عمليات طرحها في الأسواق.
وكانت أسست هيئة تحرير الشام في بداية عام 2018، شركة "وتد" للبترول بهدف احتكار سوق المحروقات في الشمال السوري بعد أن تمكنت من السيطرة على المعابر الحدودية مع تركيا والمعبر البري مع النظام في مورك، لتتحكم بشكل كامل بكل مايدخل للمحرر من محروقات بأنواعها.
١٨ مارس ٢٠١٨
دمشق وريفها::
أعلن الثوار في القلمون الشرقي عن تمكنهم من إصابة طائرة حربية من نوع سوخوي وسقطت بالقرب من مطار السين العسكري، كما استهدف الثوار مطار السين ومعاقل قوات الأسد بالقرب من منطقة المحسا براجمات الصواريخ وقذائف المدفعية، محققين إصابات مباشرة.
أعلن فيلق الرحمن عن هدنة ووقف لإطلاق النار لتأمين دخول المساعدات للمدنيين وإخراج الحالات المرضية والمصابين بضمانة أممية، ويجري الترتيبات لمفاوضات جادة تضمن سلامة المدنيين وحمايتهم، ودخلت الهدنة حيز التنفيذ في الصباح الباكر.
على الرغم من دخول الهدنة حيز التنفيذ إلا أن مدن وبلدات الغوطة الشرقية تعرضت لقصف مدفعي عنيف، حيث تعرضت منازل المدنيين في مدينة عربين لقصف عشوائي أدى لسقوط شهيد، وبعد الساعة ال4 عصرا تم استهداف مدينة حرستا بـ 30 صاروخ "أرض – أرض"، ما أدى لسقوط 4 شهداء "طفلين وسيدتين"، وشن الطيران الحربي غارات جوية على مدينة دوما ترافقت مع قصف صاروخي ومدفعي عنيف، ما خلف شهيدا وعددا من الجرحى، كما تعرضت بلدة عين ترما لقصف مدفعي مماثل، أدى لسقوط جرحى.
جرت معارك عنيفة بين الثوار وقوات الأسد منذ المساء وحتى الصباح الباكر في مدينة سقبا وبلدة كفربطنا بالغوطة الشرقية، تمكن فيها الأخير من السيطرة على المنطقتين بعد عمليات قصف جوي ومدفعي وصاروخي عنيف جدا ما أجبر الثوار على الانسحاب منها، وتجري اشتباكات داخل بلدة مسرابا، حيث يحاول الثوار استعادة السيطرة عليها.
حلب::
تمكن الجيش الحر ضمن معركة غصن الزيتون من السيطرة على مدينة عفرين بالكامل، وعلى قرى كوخي وسيلو وحج حسنلي وقنطرة بمحور عفرين، وسيطروا أيضا على مركز ناحية معبطلي لتكون بهذا كل نواحي عفرين محررة، كما سيطر الجيش الحر أيضا على قريتي ولاد العرب وخليل اوشاغي ومعسكرات داغ اوشاغي في محور معبطلي، كما تمكن الجيش الحر من السيطرة على قرى كمروك في محور شيخ خروز، والطريق الواصل بين راجو وعفرين، وذلك بعد معارك ضد قوات حماية الشعب.
إدلب::
شن الطيران الحربي والمروحي غارات جوية بالصواريخ والبراميل المتفجرة على مدينة جسرالشغور وبلدتي البشيرية ومشمشان بالريف الغربي تسببت بسقوط جرحى بين المدنيين، وفي الريف الجنوبي تعرضت بلدة التمانعة والأراضي الزراعية لبلدة الهبيط لقصف مدفعي من قبل قوات الأسد.
حماة::
شن الطيران الحربي الروسي غارات جوية على مدينة كفرزيتا وقرية الصخر بالريف الشمالي، وتعرضت مدينة اللطامنة وقرية الصخر لقصف مدفعي، وفي الريف الغربي شن الطيران غارات على قريتي المنارة والقرقور، أما باليف الجنوبي فقد تعرضت قرية الجومقلية لقصف مدفعي.
جرت اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات الأسد، حيث حاول عناصر الأخير التقدم على جبهة عيدون بالريف الجنوبي، وتم إجبارهم على الانسحاب بعد قتل عنصر وجرح آخرين، فيما تمكن الثوار من تدمير دبابة لقوات الأسد في حوش القبيبات بجبل تقسيس.
حمص::
تعرضت مدينة تلبيسة بالريف الشمالي لقصف مدفعي من قبل قوات الأسد دون تسجيل أي إصابات بين المدنيين.
أعلن الثوار عن تمكنهم من قتل وجرح عدد من عناصر الأسد بعد تدمير دشمة على جبهة تسنين بالريف الشمالي بعد استهدافها بقذيفة "بي 9".
درعا::
شن الطيران الحربي الأسدي غارات جوية على بلدتي الصورة وبصرالحرير بالريف الشرقي، دون وقوع أي إصابات في صفوف المدنيين، وتعرضت أحياء درعا المحررة وبلدتي مليحة العطش والغارية الغربية لقصف مدفعي.
١٨ مارس ٢٠١٨
هاجم جيش تحرير الشام صباح اليوم الأحد مواقع تابعة لقوات الأسد والميليشيات المساندة له في محيط منطقة المحسا في القلمون الشرقي، موقعا خسائر في الأرواح والعتاد بين تلك القوات.
وقال جيش تحرير الشام التابع للجيش السوري الحر إنه تمكن من قتل وجرحى العشرات من عناصر قوات الأسد واغتنام دبابة من طراز T72، وإسقاط طائرة سيخوي في محيط مطار السين خلال مهاجمتهم لمواقع الأسد وميليشياته في المحسا.
وتأتي هذه الهجمات نصرة للغوطة الشرقية على حد وصف جيش تحرير الشام، حيث صعد النظام من حملته العسكرية على الغوطة الشرقية، سقط خلالها مئات المدنيين، وأحصت مراصد الطيران تنفيذ عشرات الطائرات للعشرات الغارات بنفس الوقت على الأحياء السكنية في الغوطة الشرقية.
يذكر أن البادية السورية وخاصة ريفي دير الزور الجنوبي الشرقي وريف حمص الشرقي تشهد تحركات كثيفة من قبل قوات الأسد وانسحابات على خلفية تهديدات من قبل التحالف الدولي، وسط أنباء عن قرب توجيه ضربة عسكرية أمريكية لقوات الأسد خلال الأيام القليلة القادمة.
١٨ مارس ٢٠١٨
عقدت عدد من الشخصيات السياسية والأكاديمية والمثقفة وحراك المجتمع المدني من أبناء منطقة عفرين مؤتمر باسم "مؤتمر إنقاذ عفرين"، في مدينة غازي عينتاب التركية، تلبية لنداءات أهالي منطقة عفرين، استجابة للتطورات المتسارعة في منطقة عفرين وقرب تحريرها وتلبية لنداء شعب عفرين.
وأكد المجتمعون أن عفرين جزء من سوريا وستبقي ومن أجل السلم والأمان والاستقرار وتحييد المنطقة عن أهوال الحرب و الدمار و نشر روح التآخي والتعايش المشبك و حسن الجوار مع الدولة الجارة تركيا وأن تكون عفرين عامل استقرار في المنطقة و البحث عن حلول سلمية لملء الفراغ الإداري فيها.
وطالب المجتمعون بضرورة نشر الأمن وحماية السلم الأهلي في مدينة عفرين وريفها، وفتح ممرات آمنة لأهالي مدينة عفرين بالتنسيق مع الجهات المختصة ونزع الألغام للدخول و الخروج بشكل آمن، مع احترام خصوصية كافة المكونات (عرقية – دينية – مذهبية )في منطقة عفرين، والاهتمام بالتعليم والصحة والقضاء وكافة مناخي الحياة الكريمة، مع احترام حقوق المرأة و مساواتها مع الرجل، و إلغاء كافة المظاهر المسلحة داخل منطقة عفرين المأهولة بالسكان، وإطلاق سراح كافة سجناء الرأي و الأحزاب الأخرى من سجون عفرين و الدعوة لمصالحة وطنية.
وطالب المجتمعون أيضاَ بتسليم إدارة المدينة ونواحيها لأبناء منطقة عفرين من جميع الانتماءات و التوجهات من ذوي الكفاءات و الاكاديميين و المختصين، وإنشاء مجلس محلي منتخب من أهالي عفرين بإشراف منظمات حقوقية و مدنية مختصة و مستقلة لإدارة شؤون المدينة و قراها، وتشكيل لجان لتعويض المتضررين جراء الأحداث الأخيرة في المدينة و في القرى التابعة لها، و إعادة إعمار المناطق المتضررة و ضمان عودة أهالي المدينة من النازحين نتيجة ظروف الحرب و غيرها إلى قراهم و مدينتهم و تقديم التسهيلات من أجل ذلك.
إضافة لذلك طالبت بإنشاء قوات شرطة محلية من أبناء منطقة عفرين غير مؤدلجة و لاتتبع لأية جهة حزبية تحمي المدينة و ريفها لحفظ الأمن و الأمان وعدم فرض التجنيد الإجباري و القسري بل تكون حماية المدينة تطوعا مع راتب تؤمنه صندوق الإدارة، بالإضافة للتصالح مع الداخل و المحيط و الخارج و نشر ثقافة التسامح و نبذ مبدأ الثأر و الإقصاء و العنف وطمأنة كافة الجهات بأن منطقة عفرين مصدر أمن و أمان و سلام و خالية من الإرهاب.
ولفتت لضرورة تفعيل دور كافة المؤسسات على أساس النزاهة و التكنوقراط، وحرية الصحافة والإعلام (المقروء – المكتوب – المسموع ) وحرية الرأي وحق التظاهر بشكل سلمي وديمقراطي، وتأمين الخدمات الضرورية من (المياه – الكهرباء – الوقود ....)، وفتح معابر إنسانية بين تركيا وعفرين لسهولة انتقال المواطنين وتسير أمورهم.
١٨ مارس ٢٠١٨
وقعت الفعاليات و المؤسسات المدنية في مدينة معرة النعمان بإدلب، على بيان مشترك تؤكد فيها رفضها للممارسات التي تقوم بها حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام من جمع الأتاوات و فرض للضرائب و عرقلة عمل المنظمات و الجمعيات و غيرها من المؤسسات العاملة في المناطق المحررة.
وذكر بيان الفعاليات أن تدخلاتها الجائرة والغير قانونية تسببت في انقطاع الدعم عن مديرية التربية والتعليم بسبب تدخلاتهم الجائرة.
وأكدت الفعاليات على عدم اعترافنا بحكومة الإنقاذ أو أي حكومة تتبع لجهة عسكرية كما أكدت على استقلالية جميع المؤسسات العاملة في المدينة كمؤسسات مستقلة لا تمت بأي صلة لأي جهة عسكرية.
وأبلغت مديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب، عن توقف الدعم المقدم لها لسير العملية التعليمية من قبل الجهات المانحة، وذلك بسبب تدخلات "حكومة الإنقاذ" التابعة لهيئة تحرير الشام التي ألزمت التربية بالتبعية لها بعد إقصاء وإنهاء مؤسسات الحكومة السورية المؤقتة.
وكانت أشارت "شام" في تقارير سابقة وحذرت لمخاطر التصنيف المدني بعد تشكيل "حكومة الإنقاذ" في إدلب والتي أوجدت صراع سياسي بين حكومتين باتتا تتشاركان على أرض واحدة، لعل الاتهامات التي تواجهها حكومة الإنقاذ في الارتباط بهيئة تحرير الشام وأنها الواجهة المدنية لها يجعلها في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي، وبالتالي تملك هذه الحكومة بكل المؤسسات في المحرر سيجعلها في مواجهة حتمية مع "التصنيف المدني".
ولطالما حذرت الفعاليات المدنية وشخصيات سياسية من "التصنيف المدني" في إدلب من خلال الهيمنة على كامل القطاع المدني لصالح طرف معين مدعوم عسكرياً تمثله هيئة تحرير الشام، وإنهاء مؤسسات الحكومة المؤقتة والمؤسسات المدنية الأخرى العاملة في المحرر، الأمر الذي سينعكس سلباً على الحياة المدنية وعلى حياة أكثر من 4 مليون إنسان باتوا في بقعة جغرافية محدودة في إدلب.
١٨ مارس ٢٠١٨
بددت معركة "غصن الزيتون" أحلام المشروع الانفصالي في بناء دولة انفصالية في الشمال السوري تقودها ميليشيات الوحدات الشعبية على حساب عذابات ومعاناة الشعب السوري وسعياً لتقسيم سوريا وضرب وحدة أراضيها مستغلة الحراك الشعبي في الثورة السورية، والدعم الأمريكي بحجة قتال تنظيم الدولة.
لطالما كانت منطقة عفرين التي تعتبر أهم بقعة بشرية واقتصادية للميليشيات الانفصالية والمقاطعة الثالثة الخاضعة لحكم الإدارة الذاتية في سوريا بعد "الجزيرة وعين العرب"، كانت تبني أمال كبيرة على وصل عفرين بالبر المتوسط بعد نجاحها بدعم التحالف الدولي في السيطرة على الرقة ومنبج وسعيها لربط عفرين بمنبج، حتى جاءت عملية "درع الفرات" وقطعت أول أمل لها، وكانت "غصن الزيتون" بمثابة النهاية للمشروع الانفصالي بخسارتها أكبر تجمع بشري ومنطقة اقتصادية هامة في مشروعها.
ولعل التصريحات التركية عن وجود تفاهمات واجتماعات أمريكية تركية لدراسة وضع منبج وتهديداتها المستمرة بقطع يد الإرهاب على طول هدودها يضع المشروع الانفصالي للدولة "الكردية" في مهب الريح في حال توجهت تركيا بعد عفرين إلى منبح وربما تل أبيض والرقة، لتعيد تحجيم الميليشيات لوضعها الطبيعي قبل أعوام سبع.
تبلغ مساحة منطقة عفرين نحو 3850 كيلومتراً مربعاً، أي ما يعادل 2% من مساحة سوريا، ومنفصلة جغرافياً عن المناطق الأخرى التي يسيطر عليها الأكراد على طول الحدود مع تركيا، كما يبلغ عدد سكان منطقة عفرين 523.258 نسمة حسب إحصائيات عام 2012، لكن العدد ارتفع بسبب حركة النزوح الداخلية من محافظة حلب والمدن والبلدات المجاورة ليصل إلى أكثر من مليون، وتضم نحو 350 قرية وبلدة صغيرة وكبيرة أهمها عفرين المدينة، وبلبلة وشية، وراجو وشران.
كشفت "غصن الزيتون" التي سيطرت على هذه المساحة الكبيرة خلال مدة أقل من شهر حجم الوهن والضعف الذي تعانيه الوحدات الشعبية التي وقفت عاجزة أمام تقدم الجيش الحر والقوات التركية، رغم كل ماتملكه من مقومات جغرافية وبشرية ودعم منقطع النظير بالسلاح والعتاد العسكري، وهذا إن دل على شيء فإنه يشير لأنها اعتمدت على القصف الجوي للتحالف الدولي الذي دمر المناطق التي سيطرت عليها بشكل كامل، وأنها لن تسطيع فعلياً حماية مناطق سيطرتها في حال غياب هذا الدعم وبالتالي باتت مهددة في جميع مناطقها مستقبلاً والتي يتطلع أبناء هذه المناطق المهجرين منها لتحريرها واستعادتها لأهالها.
خسارة عفرين بالنسبة للوحدات الشعبية ضربة قاضية وموجعة لها عسكرياً وجغرافياً وبشرياً، إضافة لأنها كشفت حجم الوهن الذي تعانيه بعيداً عن حلفائها، وعرتها أمام مناصريها في إنها تستطيع الدفاع عن مناطقها التي مارست فيها الاعتقال والتجنيد والتسلط لسنوات طويلة باسم حمايتها وحفظ أمنها، كما أنها كشفت حجم التعاون والتنسيق بينها وبين النظام الذي تظاهرت في عدائه واستغلت حراك الشعب الثائر لتحقيق مشروعها الانفصالي.