الأخبار أخبار سورية أخبار عربية أخبار دولية
١ سبتمبر ٢٠٢٥
بين نظرة المجتمع ولقمة العيش: نساء يكافحن لأجل أسرهن ويعملن كمستخدمات

اضطرت العديد من النساء في سوريا للعمل كمستخدمات خلال سنوات النزوح الماضية، رغم صعوبة المهنة وما تصاحبها من مشقة جسدية ونفسية نتيجة ضغط العمل وتراكم المسؤوليات. وقد كان ذلك في سبيل تأمين لقمة العيش الكريمة للأسرة والأبناء، بعيداً عن الاعتماد على مساعدة الآخرين.

يتركز عمل المستخدمات في عدد من المؤسسات الحيوية، مثل المدارس، والمستشفيات، ورياض الأطفال، إضافة إلى مكاتب المنظمات المحلية والإنسانية، وغيرها من المرافق التي تعتمد على هذا الدور لضمان النظافة والنظام.

تتعدد الأسباب التي تدفع النساء للعمل في هذه المهنة الشاقة، وتختلف من امرأة لأخرى، إلا أنها جميعاً تندرج ضمن إطار الفقر وإعالة الأسرة. كما تشمل أسباباً أخرى مثل فقدان المعيل، ومواجهة الظروف الاقتصادية القاسية، التي تفاقمت خلال سنوات الثورة.

أم عادل، نازحة من منطقة حلب وتقيم في مخيم للأرامل بقرية كفر لوسين، تروي لشبكة شام قصتها. فقد عملت كمستخدمة في إحدى مدارس القرية، حيث كانت تستيقظ صباحاً من الساعة السابعة ونصف وتظل تعمل حتى الثانية عشرة ظهراً. وكانت مهامها تشمل تنظيف الصفوف وباحة المدرسة والحمامات.

 وتضيف أن المدرسة كانت تتطلب جهداً مضاعفاً، فكانت تحرص دائماً على متابعة أدق التفاصيل، من إزالة الأوساخ هنا أو هناك، لضمان بقاء المدرسة نظيفة وجاهزة لاستقبال الطالبات. أما الظروف التي دفعتها للعمل فكانت صعبة للغاية، إذ فقدت زوجها قبل عدة سنوات خلال القصف، ونزحت من حلب مع أطفالها، وحملت مسؤولية إعالة الأسرة بمفردها.

كما تحدثنا مع أم محمد، وهي سيدة تقيم في مدينة الدانا، اختارت العمل كمستخدمة في إحدى المنظمات الإنسانية لمساندة زوجها في تأمين نفقات الأسرة. كانت تتولى تنظيف المكاتب وتحضير الشاي والقهوة للموظفين، وتمضي ساعات عملها منذ الصباح وحتى ما قبل العصر.

اشتكت العديد من السيدات العاملات كمستخدمات، من التعب والإرهاق الذي يرافقهن خلال ساعات العمل. وأشرن إلى أن الأجور التي يتقاضينها لا تتناسب مع حجم الجهد المبذول، ولا تكفي لتغطية الاحتياجات اليومية ومتطلبات المعيشة، خاصة في ظلّ الظروف الاقتصادية القاسية التي فرضتها سنوات الثورة والنزوح.

في الوقت نفسه، كانت العديد من النساء ترى أن هذا الدخل، رغم قلّته، يبقى أفضل من انعدامه. كما أن العمل منحهن شعوراً بالاستقلال المادي، وحرّرهن من الحاجة إلى مدّ اليد وطلب المساعدة من الآخرين، سواء من الإخوة أو الأقارب أو غيرهم.

وعانت بعض المستخدمات من النظرة الدونية التي يُواجهن بها بسبب عملهن في مجال الخدمات العامة، حيث تعرضت بعضهن لانتقادات وانتقاص من قيمتهن بسبب طبيعة العمل. ومع ذلك، أشارت أخريات إلى وجود أشخاص قدّروا جهودهن وحُظين باحترام الآخرين، خاصة أنهن يعملن على إعالة الأسرة على حساب راحتهن وصحتهن.

اضطرت العديد من النساء للعمل كمستخدمات خلال النزوح، بفعل ما فُرض عليهن وعلى أسرهن من ظروف اقتصادية قاسية. فتحملن أعباء جسدية وضغوطًا نفسية، وتعرضن أحياناً لانتقادات المجتمع، لكنهن واصلن العمل بإصرار من أجل تأمين لقمة عيش كريمة. بهذه الجهود الصامتة، قدّمن نموذجاً حيّاً لصمود المرأة السورية في وجه المصاعب والتحديات.

اقرأ المزيد
١ سبتمبر ٢٠٢٥
مجلس التعاون الخليجي يخطط لمنتدى استثماري مع سوريا ويجدد رفضه الاعتداءات الإسرائيلية

أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم البديوي، أن الأمانة العامة للمجلس تعمل على التحضير لعقد منتدى للتجارة والاستثمار مع سوريا، بالتنسيق مع دول المجلس، في خطوة تهدف إلى دعم التعافي الاقتصادي وتعزيز العلاقات الاستثمارية بين الجانبين. 

وقال البديوي، في تصريحات نقلتها صحيفة "القبس" الكويتية، إن دول الخليج "تؤمن إيماناً راسخاً بأن لبنان وسوريا جزءان أصيلان من نسيج الأمة العربية، بشعبيهما وتاريخهما العريق"، مشيراً إلى أن الدعم الخليجي لسوريا يتجاوز المساعدات الإنسانية ليشمل جهوداً دولية لإرساء السلام والأمن وإعادة الاستقرار.

ولفت الأمين العام إلى مشاركة الأمانة العامة في المؤتمر الوزاري الرفيع المستوى حول سوريا الذي انعقد في فرنسا في 13 شباط الماضي، وكذلك في اجتماع الرياض في 12 كانون الثاني، واللذين ركزا على تنسيق الجهود لرفع العقوبات وتقديم أشكال الدعم المختلفة، بما يتيح عودة اللاجئين وتحريك عجلة الاقتصاد. 

وأضاف أن دول المجلس استضافت خلال الفترة الماضية عدة مؤتمرات اقتصادية واستثمارية لدعم سوريا، مؤكداً أن المنتدى المزمع سيكون خطوة إضافية ضمن مسار دعم التعافي وإعادة دمج الاقتصاد السوري في محيطه الإقليمي.

وفي السياق نفسه، أوضح البديوي أن مجلس التعاون يدين بشكل قاطع جميع الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، بما فيها التوغلات العسكرية داخل المنطقة العازلة في هضبة الجولان، معتبراً أن هذه الانتهاكات تشكل خرقاً لاتفاقيات فك الاشتباك وتهديداً خطيراً للاستقرار الإقليمي. 

وأكد أن دول المجلس ترى أن أي مسار للتطبيع والسلام مع إسرائيل يظل مرهوناً بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مشدداً على التمسك بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وشدد البديوي على رفض دول الخليج لما يسمى "إسرائيل الكبرى"، واصفاً هذا المخطط بالوهم والخطر الجسيم على الأمن القومي العربي والاستخفاف بالقانون الدولي، محذراً من أي أوهام توسعية تمس سيادة الدول العربية وتمثل تهديداً مباشراً للسلم والاستقرار في المنطقة.

اقرأ المزيد
١ سبتمبر ٢٠٢٥
الشعار: كل شيء في سوريا اليوم يحتاج إلى استثمار حقيقي يعيد تحريك عجلة الإنتاج

أكد وزير الاقتصاد والصناعة في الحكومة السورية "محمد نضال الشعار"، أن إعادة بناء الاقتصاد السوري تتطلب تغييراً في العقلية الاقتصادية القائمة، والانتقال نحو استثمار شامل في مختلف القطاعات من أجل تحقيق التنمية المستدامة.

و أوضح أن معدل البطالة مرتفع جداً في البلاد، وأن خفضه يستدعي فتح فرص عمل واسعة عبر دعم المشاريع الاستثمارية وتوسيع النشاط الإنتاجي، مشدداً على أن "كل شيء في سوريا اليوم بحاجة إلى استثمار حقيقي يعيد تحريك عجلة الاقتصاد".

وكشف الوزير عن بدء العمل على إنشاء هيئة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، لافتاً إلى أن الوزارة تعمل على توفير التمويل اللازم وتأهيل الكوادر لدعم هذه المشاريع، باعتبارها رافعة مهمة لتعزيز الإنتاج المحلي وخلق فرص عمل جديدة.

كما أشار إلى أن عدداً من الشركات بدأ بالفعل بالعمل داخل سوريا، معرباً عن أمله في أن يسهم معرض دمشق الدولي في جذب مزيد من المستثمرين وتعزيز الثقة بالبيئة الاقتصادية السورية.

هذا وختم الشعار بالتأكيد على أن الحكومة السورية تشجع عودة جميع المستثمرين على اختلاف مجالاتهم، وتقدم لهم الدعم الكامل لضمان نجاح مشاريعهم واستقرارها، وذلك ضمن رؤية وطنية شاملة لإعادة بناء الاقتصاد.

أعلنت وزارة الاقتصاد والصناعة في الحكومة السورية، على لسان الوزير الدكتور "محمد نضال الشعار"، عن اتخاذ سلسلة من الخطوات الجديدة الهادفة إلى دعم القطاع الصناعي وتعزيز بيئة الإنتاج في مختلف المناطق، تزامناً مع زيارة رسمية يجريها الوزير إلى الجمهورية التركية.

وأوضح الوزير أن الإجراءات، التي جاءت بالتنسيق مع وزارة الطاقة وهيئة المنافذ البرية والبحرية، تشمل تأمين مخصصات الغاز الصناعي بسعر مدعوم لتلبية احتياجات المنشآت الإنتاجية وضمان استمرارية عملها، إلى جانب تخفيض سعر الفيول الصناعي بهدف تخفيف الأعباء التشغيلية على الصناعيين ودعم تنافسية المنتجات المحلية.

وأكد الشعار أن هذه الخطوات تأتي ضمن سياسة اقتصادية واضحة تعتمدها الوزارة، تقوم على دعم الإنتاج الوطني وتحفيز الاستثمار الصناعي وضمان انسيابية المواد عبر المنافذ البرية والبحرية، بما يسهم في خلق بيئة اقتصادية مستقرة وتعزيز فرص العمل والنمو.

إلى ذلك وصل وفد اقتصادي سوري برئاسة وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور محمد نضال الشعار، مساء اليوم، إلى العاصمة التركية أنقرة في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.

وكان في استقبال الوفد وزير التجارة التركي عمر بولات في قاعة الشرف بمطار أنقرة الدولي، حيث جرى استقبال رسمي وبحث مبدئي لأجندة الزيارة، وتأتي هذه الخطوة في إطار بحث آفاق تطوير الشراكة الاستراتيجية بين سوريا وتركيا، وفتح مجالات جديدة للتعاون الاقتصادي بما يخدم المصالح المتبادلة ويعزز فرص التعاون المستقبلي.

وفي تطور لافت يعكس تكثيف الجهود الحكومية لتحفيز الاستثمار والنهوض بالاقتصاد السوري، شهدت الأيام الأخيرة سلسلة من اللقاءات والإعلانات الاستثمارية العربية والدولية، تُنذر بمرحلة جديدة من الانفتاح الاقتصادي المنظّم، تزامناً مع تخفيف العقوبات الدولية على البلاد.

هذا وتشير هذه التحركات إلى دخول سوريا مرحلة جديدة من النشاط الاقتصادي الإقليمي والدولي، وسط مساعٍ حكومية واضحة لجذب المستثمرين وتفعيل بيئة الأعمال، وبينما تتنوع الاستثمارات المعلنة بين صناعية وغذائية وتقنية، يبدو أن الأشهر القادمة قد تحمل تحولات مفصلية في المشهد الاقتصادي السوري، إن ترافقت مع إصلاحات داخلية حقيقية وضمانات للمستثمرين.

اقرأ المزيد
١ سبتمبر ٢٠٢٥
معاناة أهالي مخيمات إدلب والحاجة الملحّة لإعادة تأهيل القرى المتضررة

يواجه آلاف المدنيين في المخيمات شمالي إدلب واقعاً قاسياً نتيجة شح الدعم أو انعدامه، فيما يترقبون لحظة العودة إلى قراهم ومدنهم التي تضررت منازلها وبنيتها الخدمية بشكل كبير، ورغم مضي سنوات على نزوحهم، ما يزال الأهالي عالقين في خيام أو غرف بدائية مسقوفة بعوازل لا توفر الحماية من حرارة الصيف ولا من برد الشتاء، الأمر الذي فاقم معاناتهم النفسية وعمّق شعورهم بعدم الاستقرار وفقدان الأمان.

وتتفاقم الأوضاع في ظل التراجع الكبير في حجم المساعدات خلال السنوات الأخيرة، حيث تقلّصت حصص السلال الغذائية وخدمات الصرف الصحي وجمع النفايات، إضافة إلى صعوبات في تأمين المياه ومواد التدفئة، ورغم اختلاف مستوى الخدمات بين مخيم وآخر، إلا أن معظمها يبقى بعيداً عن الحد الأدنى المطلوب لتأمين حياة كريمة للنازحين.

مدنيون التقتهم الشبكة الحقوقية أكدوا أنهم عاجزون عن إعادة بناء منازلهم المدمرة كلياً أو جزئياً، إذ استنزفت سنوات النزوح كل مدخراتهم، واضطر كثيرون منهم إلى الاستدانة لتأمين احتياجات أسرهم اليومية. ومع ضعف الموارد المالية وتدهور الأوضاع الاقتصادية، بات إصلاح المنازل وإعادة تأهيلها أمراً يتجاوز قدراتهم تماماً.

ولا يقتصر الوضع على المخيمات، إذ لا تزال العديد من قرى ومدن ريف إدلب تعاني من نقص حاد في الخدمات الأساسية، مثل انقطاع الكهرباء، وغياب شبكات المياه ما يضطر السكان إلى شرائها بأسعار مرتفعة، فضلاً عن تردي حالة الطرق المليئة بالحفر والأنقاض، ما يجعل هذه المناطق غير صالحة للعيش دون تدخل عاجل ومشاريع لإعادة التأهيل.

ورغم انطلاق مبادرات أهلية في بعض المناطق، شملت إزالة الأنقاض وإغلاق فتحات الصرف الصحي المكشوفة وترميم المساجد، إلا أن هذه الجهود المتفرقة لا تزال غير كافية أمام حجم الدمار والاحتياجات المتراكمة.

أمام هذا الواقع، يطالب الأهالي والناشطون بإطلاق حملات دعم وتبرع مماثلة لمبادرتي "أبشري حوران" في درعا و"أربعاء حمص"، واللتين حققتا نتائج ملموسة في إعادة تنشيط الحياة في مناطق تضررت بفعل الحرب. ويؤكدون أن مثل هذه المبادرات الشعبية، إذا ما لقيت دعماً حكومياً ومجتمعياً واسعاً، يمكن أن تفتح الباب أمام عودة النازحين إلى قراهم بكرامة وأمان.

اقرأ المزيد
١ سبتمبر ٢٠٢٥
العلاقات العاطفية في العصر الرقمي ومخاطر الوقوع في فخ الاستغلال والابتزاز

مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، والأجهزة الذكية، وتطبيقات المراسلة والتعارف، ظهر ما يُعرف بـ"الحب الإلكتروني"، حيث عاش آلاف الأشخاص علاقات حب من خلال هذه المنصات، تختلف في مدتها ونهاياتها؛ فبعض القصص كانت قصيرة، وأخرى طويلة، منها ما تُوّج بالزواج، ومنها ما انتهى بنهايات صعبة أو مؤلمة إلى حدٍّ ما.

انتشر هذا النوع من العلاقات في معظم المجتمعات، بما في ذلك المجتمع السوري، وقد اختلفت الآراء حوله؛ فبينما رأى البعض فيه سلبيات واضحة، وجد آخرون فيه إيجابيات بناءً على تجاربهم الشخصية. وفي هذا المقال، سنستعرض بعضاً من هذه الإيجابيات والسلبيات، استناداً إلى قصص قمنا برصدها خلال عملنا على هذا الموضوع.

وأكد أشخاص تحدثنا معهم أن الحب الإلكتروني يتمتع بعدة مميزات، أبرزها أنه يمنح الأفراد خصوصية في علاقاتهم، بعيداُ عن أعين الآخرين. وقد وجد الأشخاص الخجولون والانطوائيون في هذا النوع من الحب مساحة آمنة ومريحة، خاصة أولئك الذين يواجهون صعوبة في بدء علاقات في الواقع.

كما رأى البعض أن تطبيقات التواصل والمراسلة توفر سهولة كبيرة في التعارف والتواصل، إذ تتيح الفرصة للتعرف على أشخاص من ثقافات ومناطق مختلفة، بسرعة ودون الحاجة للتواجد الفيزيائي، إلى جانب عدم الشعور بالخجل عند تعرض أحد الطرفين للرفض.

بينما يشدد آخرون أنه، وعلى الرغم من وجود بعض الإيجابيات في الحب الإلكتروني، فإن السلبيات تفوقها، وقد تصل أحياناً إلى درجة الخطورة. فالشكوك حول المصداقية تشكّل أحد أبرز المخاطر، إذ إن الشخص لا يعرف بالضرورة هوية الطرف الآخر الذي يتحدث معه؛ هل هو ذكر أم أنثى؟ من أي خلفية ثقافية أو دينية؟ وغيرها، هذا الغموض يخلق حالة من عدم الأمان، ويجعل العلاقة هشّة وغير مستقرة.

وقد تعرّض بعض الأشخاص بالفعل للاحتيال العاطفي والمادي، حيث خُدعوا من قبل أطراف استغلوا مشاعرهم إما بغرض التسلية أو بهدف الابتزاز المالي والنفسي، وقد سُجّلت مثل هذه القصص بين شباب سوريين، سواء داخل سوريا أو في المهجر، ما يعكس خطورة هذا النوع من العلاقات عندما يُبنى على الثقة العمياء.

إضافة إلى ذلك، تواجه كثير من العلاقات الإلكترونية صعوبة حقيقية عند الانتقال إلى أرض الواقع؛ فليس كل ما يبدو جميلاً في العالم الافتراضي ينجح بالضرورة في الحياة الواقعية، وقد تتضارب الشخصيات عند اللقاء الفعلي، وتظهر اختلافات لم تكن واضحة أثناء التواصل الرقمي. 

كما أن التواصل مع أشخاص من ثقافات مختلفة قد يكشف فجوات كبيرة في طريقة التفكير أو القيم، ما يؤدي إلى صدامات يصعب تجاوزها في بعض الحالات، مما يفرض على الشخص أن يكون حذراً ويفكر ملياً قبل الدخول في علاقة بشكل جدي.

ويحذّر مختصّون اجتماعيّون مستخدمي منصّات التواصل الاجتماعي من مشاركة المعلومات الشخصية الحساسة، مثل العنوان، الوضع المالي، وأي تفاصيل دقيقة عن حياتهم، خاصة في مراحل العلاقة الأولى. كما يشدّدون على ضرورة التحقق تدريجياً من هوية الطرف الآخر قبل الانتقال إلى علاقات أعمق أو لقاءات واقعية.

وينصح المختصّون أيضاً بأهمية التريث وعدم الانجرار بسرعة وراء المشاعر أو الوعد بعلاقة دائمة، مع تخصيص الوقت الكافي للتعرف على الطرف الآخر بشكل آمن. كما أكّدوا على ضرورة الحفاظ على العلاقات الواقعية بعيداً عن الاعتماد الكامل على الحب الإلكتروني، ووضع حدود واضحة للعلاقة، خاصة فيما يتعلّق بالتواصل، وتبادل الصور والمعلومات، لتجنّب الوقوع ضحية الاستغلال.

الحب الإلكتروني، سواء في سوريا أو في أي مجتمع آخر، لم يعد ظاهرة جديدة أو أمراً يمكن للمرء أن يتفاجأ عند حدوثه، بل أصبح نوعاً معتمداً من طرق التعارف وبناء العلاقات. ومع ذلك، يحمل هذا النوع من العلاقات بعض السلبيات التي يجب الحذر منها بشكل جيد تجنباً للتعرض للاستغلال والابتزاز وغيرها من المخاطر.

اقرأ المزيد
١ سبتمبر ٢٠٢٥
الشبكة السورية: توثيق مقتل 91 مدنياً في آب 2025 بينهم 18 طفلاً و5 سيدات و4 تحت التعذيب

أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرها الشهري حول حصيلة الضحايا في سوريا خلال شهر آب/ أغسطس 2025، مؤكدة توثيق مقتل 91 مدنياً، بينهم 18 طفلاً و5 سيدات، إضافة إلى 4 أشخاص قضوا تحت التعذيب. وأوضح التقرير، المؤلف من 13 صفحة، أن الضحايا شملوا أيضاً كوادر طبية وإعلامية، فيما سجلت حوادث اعتداء على مراكز حيوية مدنية، بينها مكان عبادة.

وبيّن التقرير أن التوثيق استند إلى شبكة علاقات واسعة ومصادر متنوعة، مع تحليل الصور والمقاطع المصورة. وأكد أن بعض الوفيات الموثقة قد تعود لوقائع سابقة لكن جرى تثبيتها خلال الشهر الماضي، لافتاً إلى أن مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد في كانون الأول/ ديسمبر 2024 كشفت جانباً إضافياً من حجم الانتهاكات واستمرار آثارها.

وسجّل التقرير مقتل 3 مدنيين على يد قوات الحكومة الانتقالية، و6 مدنيين على يد قوات سوريا الديمقراطية، بينهم 4 تحت التعذيب، بينما قُتل 82 مدنياً على يد جهات لم يُحدد مرتكبوها. وأظهرت البيانات أن محافظة حمص تصدرت قائمة الضحايا بنسبة 29%، تلتها حماة بنسبة 21%، فيما وثقت الشبكة 4 اعتداءات على مراكز مدنية حيوية.

واستخلص التقرير عدة استنتاجات، أبرزها أن الهجمات ما زالت تستهدف المدنيين بشكل مباشر، وأن الألغام ومخلفات الحرب تحصد أرواحاً جديدة، بينما تمثل هجمات قوات سوريا الديمقراطية العشوائية خرقاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني. كما أشار إلى استمرار الانفلات الأمني رغم التغيير السياسي، وظهور أنماط جديدة من الوفيات مثل حوادث الغرق المرتبطة بالهجرة أو العبث بالسلاح.

وقدّم التقرير سلسلة توصيات وُجهت إلى الحكومة السورية الانتقالية والمجتمع الدولي، شملت التعاون مع الآليات الأممية، حماية الأدلة والمقابر الجماعية، التصديق على نظام روما الأساسي، وتعزيز برامج العدالة الانتقالية. 

 

كما دعا إلى حماية المدنيين، إزالة الألغام، إصلاح الأجهزة الأمنية والقضائية، وتعويض المتضررين. أما على المستوى الدولي، فقد طالب التقرير بإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية أو إنشاء محكمة خاصة، تجميد أموال النظام السابق، تكثيف المساعدات الإنسانية، ودعم قضية المفقودين والمصالحة الوطنية.

وختمت الشبكة بالتشديد على أن استمرار سقوط الضحايا في سوريا يعكس الحاجة الملحة لتفعيل المساءلة، وتعزيز حماية المدنيين، وضمان ألا تتكرر الانتهاكات التي طبعَت سنوات الحرب الماضية.

اقرأ المزيد
١ سبتمبر ٢٠٢٥
صالح مسلم يؤكد تمسكه باللامركزية ويشدد : القضية الكردية شأن دولي

أكد صالح مسلم، عضو الهيئة الرئاسية في حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) ، في مقابلة مطوّلة مع صحيفة كوردستاني نوي، أنّ القضية الكردية أصبحت قضية دولية لا يمكن تجاوزها، مشدداً على أنّ الحل في سوريا يمرّ عبر نظام لا مركزي ديمقراطي يضمن حقوق الكرد وبقية المكوّنات، محذّراً في الوقت ذاته من أنّ خطر التنظيمات المتطرفة ما يزال قائماً في شمال وشرق البلاد.

الحرب ضد الإرهاب

أوضح مسلم أنّ قوات روجآفا تخوض منذ عام 2012 حرباً مستمرة ضد الإرهاب، انطلقت بعد انسحاب قوات النظام السابق من مناطق شمال وشرق سوريا. وقال: “واجهنا داعش والنصرة وهيئة تحرير الشام، وتمكّنا من تفكيك معظم المجموعات الإرهابية، لكنها أعادت تجميع نفسها في إدلب بمساندة أطراف دولية وإقليمية، وما زالت تشكّل تهديداً مستمراً”.

الحوار مع دمشق واتفاق مؤجل

وكشف مسلم رئيس حزب PYD الذي يعد العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، أنّ حزبه خاض جولات تفاوضية مع حكومة دمشق، وتم التوصل إلى اتفاق من ثمانية بنود يقضي بإنشاء لجنة مشتركة لتنفيذها، غير أنّ الحكومة تراجعت عنه. وأكد: “نحن مع الحل السلمي والحوار، لكن لا يمكن أن نقبل بسلام بلا عدالة. دمشق تريد استقراراً قسرياً، أما نحن فنطالب باستقرار قائم على العدالة وحقوق الشعوب”. وأضاف أنّ القضية الكردية شأن دولي ينبغي أن يحظى بدعم المجتمع الدولي.

اللامركزية خيار لا رجعة عنه

وشدّد مسلم على أنّ العودة إلى النظام المركزي السابق لم تعد ممكنة، قائلاً: “لن نقبل بعودة سوريا إلى ما قبل 2011. العلويون والدروز والكرد جميعهم يطالبون باللامركزية، سواء كانت في شكل فيدرالية أو حكم ذاتي أو كونفدرالية”. كما رفض أي انسحاب لقوات سوريا الديمقراطية من مناطقها، مؤكداً أنّها تشكّلت لحماية السكان المحليين ويجب إيجاد صيغة خاصة لدمجها في أي تسوية مستقبلية.

الموقف من تركيا

وانتقد مسلم ما وصفه بازدواجية الموقف التركي، مشيراً إلى أنّ أنقرة تتحدث عن السلام داخلياً بينما تشنّ عمليات ضد الكرد في سوريا. وقال: “نحن لم نعادي تركيا يوماً، لكننا نحمل السلاح للدفاع عن حقوقنا في سوريا. إذا أرادت تركيا سلاماً حقيقياً فعليها أن تغيّر سياستها تجاه الكرد جميعاً”.

نفي أي علاقة مع إسرائيل

وردّاً على سؤال حول وجود علاقات مع إسرائيل، نفى مسلم ذلك بشكل قاطع، موضحاً أنّ الكرد لا يعادون أي طرف في المنطقة، ومستعدون للتعاون مع الجميع، لكنهم لم يقيموا أي اتصال مع تل أبيب.

علاقات مع إقليم كردستان

وأكد مسلم أنّ العلاقة بين حزب الاتحاد الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني ذات طابع استراتيجي منذ تأسيس الحزب، مشيراً إلى أنّ قوات البيشمركة التي شاركت في معركة كوباني عام 2014 عززت أواصر الأخوة بين كرد سوريا وكرد العراق. وقال: “الاتحاد الوطني وقف إلى جانبنا بالسلاح والدعم اللوجستي في الحرب ضد داعش، ويمكن توسيع هذه العلاقة أكثر”.

وختم مسلم بالإشادة بالراحل جلال طالباني، معتبراً أنّه ساهم في تدويل القضية الكردية، وأضاف: “ما زرعه جلال أصبح اليوم شجرة مثمرة، ونحن تلاميذ تلك المدرسة التي أسسها مع عبد الله أوجلان. لولاه لما تحولت القضية الكردية إلى قضية دولية”.

اقرأ المزيد
١ سبتمبر ٢٠٢٥
محاولة اغتيال عضو في حملة “أبشري حوران” في مدينة درعا

أعلن ناشطون محليون في محافظة درعا، اليوم الاثنين، عن تعرض منيف القداح الملقب بالزعيم، عضو لجنة العلاقات العامة بمحافظة درعا وفي حملة “أبشري حوران”، لمحاولة اغتيال عبر إطلاق نار مباشر استهدفه في الرأس والعمود الفقري، وذلك في حي شمال الخط بمدينة درعا المحطة.

وأفادت مصادر طبية أن القداح نُقل بداية إلى المشفى الوطني بدرعا، قبل أن يُحوّل إلى مشفى السلام في دمشق، حيث يرقد حالياً في العناية المشددة.

ويعد القداح أحد القياديين السابقين في فصائل الجيش الحر بدرعا، مع سقوط النظام انخرط في العمل المدني بشكل كامل، وانخرط مؤخرا ضمن لجنة العلاقات العامة بحملة أبشري حوران.

وكان القداج قد ظهر مطلع العام الحالي في تسجيل مصوَّر خلال عملية اعتقال وزير داخلية النظام السابق محمد الشعار، حيث تولّى بنفسه تسليمه إلى الجهات الأمنية في شباط/فبراير الماضي.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن محاولة الاغتيال حتى ساعة إعداد الخبر، في وقت تشهد فيه محافظة درعا سلسلة من الحوادث الأمنية المماثلة استهدفت شخصيات عسكرية ومدنية على حد سواء، ما يعكس هشاشة الوضع الأمني واستمرار نشاط المجموعات المسلحة غير المنضبطة في المنطقة.

اقرأ المزيد
١ سبتمبر ٢٠٢٥
الشيباني يتسلم أوراق اعتماد السفير الجزائري.. وسيفر الأردن يباشر أعماله

تسلّم وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، أمس الجمعة، نسخة من أوراق اعتماد سفير جمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية الجديد لدى سوريا عبد القادر قاسمي الحسني.

وبحث الشيباني مع السفير الجزائري خلال اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين، وأهمية تطوير التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، بما يخدم مصالح الشعبين السوري والجزائري.

وأكد الجانبان على متانة العلاقات الأخوية، ودور الجزائر في دعم وحدة سوريا ورفض تعليق عضويتها في جامعة الدول العربية منذ عام 2011.

في السياق نفسه، أعلن السفير الأردني في دمشق، الدكتور سفيان القضاة، عبر تغريدة على حسابه في منصة “إكس”، بدء مهامه الرسمية في سوريا. وأعرب عن امتنانه لحفاوة الاستقبال الرسمي، مؤكداً عزمه على خدمة العلاقات بين الأردن وسوريا بما يعزز الروابط بين البلدين والشعبين الشقيقين.

وتعكس هذه التطورات تزايد الحضور الدبلوماسي العربي في العاصمة دمشق، في وقت تسعى فيه سوريا إلى استعادة دورها الكامل في محيطها العربي، وسط متغيرات إقليمية متسارعة وحاجة متزايدة للتنسيق السياسي والاقتصادي بين الدول العربية.

اقرأ المزيد
١ سبتمبر ٢٠٢٥
معدة للتهريب إلى دولة الإمارات. ضبط شحنة مخـ ـدرات كبيرة بدمشق

كشفت مصادر إعلامية رسمية يوم الاثنين 1 أيلول/ سبتمبر عن تمكن إدارة مكافحة المخدرات بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي في محافظة دمشق من ضبط  شحنة مخدرات مؤلفة من 5 آلاف حبة كبتاغون.

ونقلت عن مصدر في وزارة الداخلية للإخبارية، قوله إن الشحمة كانت مخبأة ضمن قطع صابون ومعدة للتهريب إلى دولة الإمارات وسبق أن أعلنت وزارة الداخلية 29 آب الفائت إيقاف أحد المتورطين بتجارة وترويج المواد المخدرة في منطقة البوكمال شرقي دير الزور.

وشملت الشحنة 130 كفاً من مادة الحشيش المخدر بحوزته، إضافة إلى كمية من الحبوب المخدرة وأسلحة فردية ومبالغ مالية كما تمكنت القوى الأمنية على الحدود السورية اللبنانية من نصب كمين محكم وضبط شحنة مواد مخدرة كانت قادمة من الأراضي اللبنانية وفي طريقها إلى منطقة سرغايا.

وكانت أعلنت الإدارة العامة لحرس الحدود، الأربعاء 20 آب الماضي، ضبط 60 كيلوغراماً من مادة الحشيش المخدر، كانت في طريقها للتهريب إلى الداخل السوري في قرية فليطة بمنطقة النبك على الحدود اللبنانية.

وأصدرت "الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية" في سوريا يوم الجمعة 1 آب/ أغسطس بيانًا أعلنت فيه إحباط محاولة تهريب كمية كبيرة من مادة "الحشيش المخدّر" عبر معبر الراعي الحدودي، ضمن جهودها المتواصلة لمكافحة تهريب المخدّرات وحماية المجتمع من هذه الآفة الخطيرة.

وأوضحت الهيئة أن كوادر قسم الأمن والسلامة في المعبر تمكنت من ضبط الشحنة المخفية داخل شاحنة تجارية يقودها مهرب، بعد الاشتباه بسلوك السائق وإخضاع المركبة لتفتيش دقيق، حيث عُثر على المواد المخدرة مخبأة بطريقة احترافية.

وجرى توقيف السائق وتحويله إلى الجهات المختصة لاستكمال التحقيقات القانونية اللازمة، في إطار الاستراتيجية الوطنية للهيئة التي تهدف إلى إحكام الرقابة على المنافذ الحدودية ومنع مرور المواد المحظورة.

وأعلن فرع مكافحة المخدرات في محافظة دمشق عن إحباط محاولة تهريب كمية كبيرة من حبوب الكبتاغون، قُدّرت بنحو 32 ألف حبة، كانت معدّة للإرسال إلى المملكة العربية السعودية، وذلك ضمن عملية نوعية أسفرت عن كشف طريقة التهريب التي اعتمدت إخفاء المواد المخدرة داخل معدات معدنية مخصصة للمطاعم.

ووفق بيان صادر عن وزارة الداخلية، فقد تم ضبط المواد المخدرة داخل الشحنة قبل خروجها، في حين جرى توقيف المتورطين في العملية وتحويلهم إلى الجهات المختصة لاستكمال التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.

وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة جهود متواصلة تبذلها أجهزة الأمن لمكافحة تهريب المخدرات وتجفيف منابع الاتجار غير المشروع، خصوصاً تلك المرتبطة بمحاولات تمرير الشحنات إلى الخارج بأساليب مموّهة ومتطورة.

وأكد مسؤول في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات أن سوريا لم تعد بلداً منتجاً للكبتاغون، بعدما تم تفكيك المعامل التي كانت تصنع المخدرات "بأريحية" كما لو أنها تنتج أدوية، مشيراً إلى أن نحو 50% من اقتصاد النظام البائد كان قائماً على تجارة المخدرات.

وخلال ندوة توعوية أقامتها وزارة الإعلام في دمشق يوم الاثنين 30 حزيران/ يونيو بعنوان "الاستثمار في الوقاية لمكافحة المخدرات"، أوضح العميد "أنور عبد الحي" أن سوريا أنهت المرحلة الأولى من حملة مكافحة المخدرات عبر ضبط معامل الإنتاج، وتنتقل حالياً إلى مرحلة التنظيف ومنع التهريب، رغم ضخامة الكميات المنتشرة داخل البلاد.

وأكد أن النجاح في مكافحة هذه الآفة يتطلب جهداً مضاعفاً وتعاوناً واسعاً بين مؤسسات الدولة، مشدداً على أن "المعركة" ضد المخدرات ليست مسؤولية وزارة الداخلية وحدها، وكشف عن تنسيق عالي المستوى مع دول الجوار المتضررة من تهريب الكبتاغون، لا سيما السعودية وتركيا.

حيث تم تنفيذ عمليات مشتركة أفضت إلى ضبط 200 ألف حبة كبتاغون بالتعاون مع الرياض، و9 ملايين حبة بالتنسيق مع أنقرة، إلى جانب التعاون المستمر مع الأردن والكويت، وذكر أن هذا التنسيق لاقى ارتياحاً من الدول المعنية، معتبرة أن سوريا باتت شريكاً حقيقياً في مكافحة المخدرات.

أوضح "عبد الحي"، أن الإحصائيات الدولية تشير إلى أن 80% من حبوب الكبتاغون التي كانت تهرب إلى العالم مصدرها سوريا، فيما شكّلت تجارة المخدرات 50% من اقتصاد النظام البائد.

وبيّن أنه منذ بداية الحملة الأمنية، تم استهداف مقرات "الفرقة الرابعة" التي كانت تؤوي معامل تصنيع المخدرات، في إشارة إلى ارتباط مباشر بماهر الأسد، ولفت إلى أن تجارة المخدرات وصلت في وقت سابق إلى حدّ بيع الكبتاغون في البسطات، خاصة بمدينة حلب.

أشار المسؤول الأمني إلى أن عمليات تهريب المخدرات تتنوع بين عبور شحنات من خارج البلاد مروراً بسوريا، وتهريب مباشر من الداخل إلى الخارج بواسطة تجار مرتبطين بالنظام البائد، إضافة إلى فئة ثالثة من التجار الدخلاء الذين استغلوا ظروف الحرب.

ووصف تجارة المخدرات بأنها جريمة اقتصادية لا تقل خطراً عن الجريمة الجنائية، حيث تستنزف الموارد وتبدد فرص التنمية وشدّد على ضرورة التمييز بين المتعاطي والتاجر، مؤكداً أن القانون ينظر إلى المدمن كضحية ويتيح له فرص العلاج في مراكز متخصصة.

وكشف "عبد الحي" عن إحباط 16 عملية تهريب وضبط 16 مستودعاً، احتوت على 320 مليون حبة كبتاغون، و120 طناً من المواد الأولية، و1900 كيلوغرام من المواد المصنعة، خلال الأشهر الستة الماضية.

وأوضح أن أغلب المعامل كانت في ريف دمشق، إضافة إلى مواقع في الساحل وحلب وعلى الحدود السورية اللبنانية في محافظة حمص، ولفت إلى أن العمل التقني في هذا المجال يتطلب كفاءات متقدمة، لذا يتم تنظيم دورات تدريبية في كلية الشرطة.

في سياق متصل، أعلنت وزارة الداخلية عن سلسلة عمليات أمنية نوعية أسفرت عن ضبط كميات ضخمة من المخدرات في مناطق عدة، أبرزها ضبط 1.7 مليون حبة كبتاغون في مستودعات شرق درعا، و500 ألف حبة أخرى و165 كغ من الحشيش على الحدود اللبنانية.

كما نفذ فرع مكافحة المخدرات كميناً محكماً في منطقة الجراجير الحدودية أدى إلى ضبط 3 ملايين حبة كبتاغون و50 كغ من الحشيش بعد فرار أفراد شبكة تهريب كانوا يستقلون سيارة محمّلة بالمخدرات.

وكان أكد مدير إدارة مكافحة المخدرات العميد "خالد عيد" أن الأراضي السورية لن تُستخدم بعد اليوم كمعبر أو ملاذ للمهربين، مشيراً إلى استمرار العمليات الأمنية لملاحقة المتورطين والفارين، وتأتي هذه الجهود بعد أقل من سبعة أشهر على إسقاط النظام البائد في كانون الأول/ديسمبر الماضي.

اقرأ المزيد
١ سبتمبر ٢٠٢٥
نتنياهو يكشف عن عملية عسكرية في سوريا 

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الجيش الإسرائيلي نفذ عملية عسكرية في سوريا قبل أيام، رافضًا الإفصاح عن طبيعتها أو الخوض في تفاصيلها.

وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي: “خلال اليوم الأخير اغتلنا واحدًا من قيادات حماس، وقبل أيام اغتلنا معظم حكومة الحوثيين، وفي لبنان نوجه ضربات لحزب الله، وفي سوريا عملنا عسكريًا قبل أيام، ولن أخوض في التفاصيل”.

ورغم رفض نتنياهو ذكر تفاصيل إضافية، إلا أن مصادر ميدانية وعسكرية أوضحت أن الهجوم الإسرائيلي تضمن إنزالًا جويًا في منطقة الكسوة بريف دمشق مساء الأربعاء 27 آب\أغسطس، سبقه قصف مكثف استهدف موقعًا عسكريًا في جبل المانع القريب، وسط تحليق متواصل لطائرات استطلاع إسرائيلية.

وقالت المصادر إن الإنزال نُفّذ بواسطة أربع مروحيات إسرائيلية واستهدف ثكنة عسكرية، واستمر أكثر من ساعتين، في وقت منعت فيه قوات الاحتلال الوصول إلى الموقع حتى ساعات متأخرة من الليل.

وأضافت أن العملية جاءت بعد ساعات قليلة من غارات إسرائيلية استهدفت تجهيزات مراقبة وتنصّت كان الجيش السوري يحاول تفكيكها في جبل المانع، ما أسفر عن سقوط شهداء في صفوفه وتدمير آليات عسكرية.

وأكدت وكالة الأنباء السورية “سانا” أن عناصر من الجيش السوري تعرضوا لهجوم أثناء تعاملهم مع أجهزة تنصت عُثر عليها في جبل المانع، مشيرة إلى أن الطائرات الإسرائيلية عاودت القصف لاحقًا قبل تنفيذ عملية الإنزال.

كما أفاد مسؤول في وزارة الدفاع السورية لوكالة “فرانس برس” بأن طائرة مسيّرة إسرائيلية قصفت مبنى عسكريًا يتبع للفرقة 44 قرب دمشق، وأدى القصف إلى مقتل عدد من الجنود.

في حين نقلت مصادر عسكرية لتلفزيون سوريا أن وحدات من الجيش كانت تجري تدريبات على الأسلحة المدرعة في موقع قرب قرية دير علي، قبل أن تتعرض هي الأخرى للقصف الإسرائيلي.

من جهته، أوضح الخبير العسكري العقيد المتقاعد نضال أبو زيد لموقع “الجزيرة نت” أن عملية الإنزال هدفت على الأرجح إلى جمع معلومات استخباراتية عن بطاريات دفاع جوي سورية كانت منتشرة في المنطقة قبل سقوط نظام الأسد البائد. 

وأشار إلى أن القصف الذي سبق العملية استهدف مواقع مرتبطة باللواء 76 دفاع جوي الذي كان يتمركز في جبل المانع خلال عهد النظام السابق.

وأضاف أبو زيد أن الاستخبارات الإسرائيلية تراقب عن كثب المثلث الممتد بين الحرجلة – جبل المانع – الكسوة، حيث رُصدت تحركات منصات صواريخ بالتزامن مع نشاط مليشيات شيعية مدعومة من إيران.

واعتبر أن أي إعادة نشر لصواريخ الدفاع الجوي في تلك المنطقة يُعد خطًا أحمر بالنسبة لإسرائيل، يبرر عمليات القصف والإنزال. كما نبه إلى أن “الأعراف العسكرية توحي عادة بوقوع هجمات لاحقة بعد أي إنزال”، متوقعًا أن تشهد المنطقة هجومًا جديدًا خلال يومين يستهدف المواقع التي جرى التعرف عليها.

وأدانت وزارة الخارجية السورية الاعتداءات الإسرائيلية، ووصفتها بأنها “خرق صارخ لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي”، مؤكدة أن التصعيد الأخير يمثل سياسة ممنهجة تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

 

اقرأ المزيد
١ سبتمبر ٢٠٢٥
الكشف عن نتائج أولية حول قضايا فساد تتجاوز قيمتها 30 مليار ليرة سورية 

كشفت "الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش"، في سوريا عن نتائج أولية، حول قضايا فساد وأضرار جسيمة لحقت بالمال العام تتجاوز قيمتها 30 مليار ليرة سورية (ما يعادل 2.7 مليون دولار أمريكي تقريباً)، في عدد من القطاعات الحيوية، مؤكدة إحالة الملفات إلى القضاء المختص.

وبحسب التحقيقات، جاء قطاع الطاقة في صدارة القطاعات المتضررة، حيث بلغت قيمة الأضرار نحو 25 مليار ليرة سورية (2.3 مليون دولار) كما كشفت التحقيقات في قطاع التموين عن تجاوزات في مخبزين سجّل الأول نقصاً في المواد الأساسية بقيمة 1.8 مليار ليرة سورية (165 ألف دولار).

فيما تجاوزت قيمة الأضرار في المخبز الآخر 3.9 مليار ليرة سورية (359 ألف دولار) وأشارت الهيئة إلى وجود مخالفات تعاقدية في قطاع الثروات المعدنية خلّفت خسائر بمليارات الليرات السورية، من دون أن تُفصّل الأرقام الكاملة، لكنها أكدت أن الملفات رُفعت إلى القضاء لمتابعة مساراتها القانونية.

واتخذت الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش جملة من الإجراءات الاحترازية بحق المتورطين، شملت الحجز على الأموال المنقولة وغير المنقولة، وطلب منع السفر إلى حين استكمال المسارات القضائية، وذلك ضماناً لحقوق الخزينة العامة وحماية المال العام من الضياع.

هذا وشددت الهيئة على أن هذه النتائج تؤكد دورها الرقابي في رصد مكامن الخلل ومحاسبة المقصرين، مؤكدة أن الكلمة الفصل تبقى للقضاء في تحديد المسؤوليات. كما أعلنت نيتها نشر تفاصيل بعض القضايا لاحقاً، في إطار تعزيز الشفافية وإطلاع الرأي العام على مسار التحقيقات.

وأكدت الهيئة أن حماية المال العام ومكافحة الفساد تمثل أولوية وطنية لا تحتمل التهاون، معتبرة أن المساءلة والرقابة الصارمة هما السبيل لضمان استعادة الثقة بالمؤسسات العامة وتعزيز الشفافية في القطاعات الحيوية.

وكشف نائب رئيس الجهاز المركزي للرقابة المالية في سوريا، "وسيم المنصور"، أن تحقيقات الجهاز أظهرت وجود فساد ممنهج في قطاعات استراتيجية خلال فترة النظام البائد، تجاوزت أضراره المالية وفق التقديرات الأولية مئات ملايين الدولارات، وانعكست بشكل مباشر على حياة المواطنين ومعيشتهم.

وقال المنصور في تصريحات رسمية يوم الاثنين 25 آب/ أغسطس، إن الجهاز تسلّم مئات ملفات الفساد التي تورط فيها مسؤولون سابقون من حكومات النظام البائد، الأمر الذي استدعى تشكيل أكثر من ثمانين لجنة تحقيق متخصصة لمتابعة هذه القضايا وكشف تفاصيلها.

وأوضح أن طبيعة الفساد كانت منظمة ومترسخة في مؤسسات وقطاعات أساسية، وهو ما وضع على عاتق الجهاز مسؤولية كبيرة في كشف الحقائق ومحاسبة المتورطين وضمان عدم تكرار مثل هذه الممارسات في سوريا الجديدة.

وبيّن أن الجهاز المركزي للرقابة المالية هيئة مستقلة تتبع لرئيس الجمهورية، وتمارس مهامها بموجب القانون رقم 64 لعام 2003 وتعديلاته وتشمل مهامه الرقابة على الوزارات والإدارات العامة والهيئات والشركات ذات الطابع الاقتصادي، إضافة إلى الجهات التي تتلقى إعانات من الدولة أو تسهم الدولة في رأسمالها.

كما يتولى الجهاز تدقيق الإيرادات والنفقات ومراجعة الحساب العام للدولة، إلى جانب متابعة القوائم المالية للمؤسسات العامة، والتأكد من كفاءة استخدام الموارد الوطنية ومنع الهدر أو الفساد.

وشدد "المنصور" على أن أهمية عمل الجهاز تكمن في كونه الأداة الرئيسة لحماية المال العام وترسيخ مبادئ الحوكمة الرشيدة، مؤكداً أن دوره لا يقتصر على اكتشاف الخلل وإنما يمتد إلى رفع مستوى الأداء وتوجيه الموارد بما يخدم الأولويات الوطنية.

وأوضح فيما يتعلق بخطة عمل الجهاز لعام 2025، أنها تتضمن تدقيق حسابات الجهات العامة عن عام 2024 وفق برنامج زمني محدد، واستكمال التحقيق في ملفات الفساد التي تورط فيها مسؤولون من النظام البائد، إلى جانب سد النقص في الكوادر الرقابية والإدارية وتأهيلها من خلال برامج تدريبية ينفذها المعهد الفني للرقابة المالية.

وأشار إلى أن الخطة تشمل كذلك تعزيز التواصل المجتمعي عبر منصات إلكترونية لاستقبال الشكاوى ونشر تقارير دورية عن عمل الجهاز، فضلاً عن اعتماد منهجية التدقيق المبني على المخاطر من خلال مديرية مختصة بالمخاطر وضمان الجودة.

وكشف أيضاً عن لجنة مختصة تعكف حالياً على تحديث القانون الناظم لعمل الجهاز بما يواكب متطلبات سوريا الجديدة ويلتزم بالمعايير الدولية ويعزز استقلاليته وفعاليته في مكافحة الفساد.

أما على صعيد التعاون الدولي، أكد أن الجهاز أولى منذ تسلم الإدارة الجديدة له أهمية كبيرة للانفتاح على الأجهزة الرقابية النظيرة عربياً ودولياً، وحرص على بناء شراكات مهنية وتبادل الخبرات والمشاركة الفاعلة في الندوات والمؤتمرات بما يتيح له الاطلاع على أفضل الممارسات الرقابية والاستفادة من التجارب الناجحة.

هذا وختم بالتأكيد على أن الجهاز يعمل باستقلالية ومهنية كاملة، وهو شريك داعم للجهات الحكومية في تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد وحماية المال العام، مشدداً على التزامه بالمعايير الدولية للشفافية ونشر نتائج أعماله بشكل دوري بما يعزز ثقة المواطنين بمؤسسات الدولة ويكرس مبادئ الحوكمة في سوريا الجديدة.

وكان كشف الجهاز المركزي للرقابة المالية عن تورط عدد من المسؤولين السابقين في قضايا فساد تجاوزت قيمتها نصف مليار دولار، شملت استغلالًا للنفوذ وتلقي رشاوى أضرت بالمال العام، وذلك استنادًا إلى مراجعات واسعة للوثائق وجمع الأدلة، وسط بيئة إدارية وصفها مسؤول في الجهاز بأنها تفتقر للشفافية وتخالف الأنظمة المالية.

هذا وأعلن رئيس الجهاز المركزي للرقابة المالية الأستاذ بوقت سابق أنه خلال الأشهر الثلاثة الماضية جرى تشكيل لجنة مركزية لتقييم واقع الجهاز وتحديد الصعوبات، وانبثقت عنها ثلاث لجان ميدانية.

ويذكر أن الجهاز الرقابي كشف عن إطلاق مشروع لأتمتة العمل في الجهاز كجزء من الرؤية المستقبلية لتحديث وتطوير العمل الرقابي، وتشكيل لجنة تحقيق انبثقت عنها 13 لجنة فرعية، وتم فتح التحقيق في 50 قضية فساد وهدر للمال العام بمبالغ مالية ضخمة، بهدف إعادتها إلى خزينة الدولة.

اقرأ المزيد

مقالات

عرض المزيد >
● مقالات رأي
٦ نوفمبر ٢٠٢٥
"أنا استخبارات ولاك".. حادثة اختبار مبكر لهيبة القانون في مرحلة ما بعد الأسد
أحمد نور الرسلان
● مقالات رأي
٣ نوفمبر ٢٠٢٥
فضل عبد الغني: عزل المتورطين أساس للتحول الديمقراطي في سوريا
فضل عبد الغني
● مقالات رأي
١٨ أكتوبر ٢٠٢٥
"فضل عبد الغني" يكتب: شروط حقوقية أساسية لتطبيع العلاقات السورية - الروسية
فضل عبد الغني
● مقالات رأي
١٦ أكتوبر ٢٠٢٥
زيارة إلى العدو.. لماذا أغضبت زيارة الشرع لموسكو السوريين؟
أحمد ابازيد - رئيس تحرير شبكة شام
● مقالات رأي
١٣ أكتوبر ٢٠٢٥
هل تتعارض العدالة الانتقالية مع السلم الأهلي في سوريا.. ؟
فضل عبد الغني
● مقالات رأي
١٢ أكتوبر ٢٠٢٥
بيان الهجري يكشف الرفض الداخلي له رغم محاولات شرف الدين تحويله لـ "آله" غير قابل للنقد
فريق العمل
● مقالات رأي
٥ أكتوبر ٢٠٢٥
فضل عبد الغني: "العلم" الرمز الوطني الأسمى لتجسيد الهوية الوطنية في البروتوكولات والدبلوماسية
فضل عبد الغني