دعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، اليوم الجمعة، إلى عدم الثقة بتصريحات مسؤولي الولايات المتحدة حول سحب القوات الأمريكية من سوريا، معتبرة أنه "لا جدوى من الثقة بهذه التصريحات أيا كان مصدرها، لأنها تصريحات سيتم تفنيدها لليوم التالي من قبل قوى سياسية أخرى".
وقالت "ماريا زاخاروفا: "لا تزال السلطات الأمريكية تفتقر إلى تصور حقيقي لاستراتيجيتها في المنطقة، ولم تقدّم حتى الآن رؤية واضحة (لهذه الاستراتيجية) ذات معايير زمنية ونوعية دقيقة وأهداف ومهمات".
وأضافت: "نحن نعرف تمام المعرفة أنه حتى القضايا البسيطة جدا تُناقش في الولايات المتحدة على مدار شهور، وماذا عن المواطنين الأمريكيين، والعسكريين الذين لا تكمن مهمتهم على الإطلاق في ضمان أمن الولايات المتحدة، بل ينفذون مهمات مختلفة تماما تطرح أمامهم، وإذا كانوا يُسحبون بعد نشرهم، فذلك يعني أن هذه القضايا تتطلب هي الأخرى مناقشة على المستوى الوطني".
وأمس الخميس، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، إن الولايات المتحدة تعتزم إبقاء فريق لحفظ السلام في سوريا، قوامه 200 عسكري تقريبا، بعد انسحاب نحو ألفي جندي أمريكي من هناك.
قالت مديرية الدفاع المدني اللبناني في بيان نشرته، أمس الخميس، إن ما يزيد على 40 خيمة احترقت بالكامل نتيجة الحريق الذي وقع مساء أمس في مخيم بمنطقة ضهور المنية في قضاء عكار، مشيرة إلى أن الأضرار اقتصرت على الماديات فقط.
وأضافت المديرية أن عناصر الدفاع المدني تمكنوا من السيطرة على الحريق قبل وقوع ضحايا بين اللاجئين، في وقت لم تتحدث المديرية عن مصير اللاجئين الذين كانوا يقطنون في الخيم الـ 40 خيمة.
وفي كانون الأول، اندلع حريق هائل في أحد مخيمات اللاجئين السوريين في منطقة بعلبك بلبنان، أسفر عن وفاة لاجئين سوريين وحرق العشرات من الخيم، في تكرار لذات المشهد الذي يطال مخيمات السوريين بحوادث عرضية باتت مصدر شك.
وتتكرر حوادث اشتعال الحرائق في المخيمات السورية، والتي باتت مصدر شك لدى اللاجئين أن تكون هذه الحرائق مفتعلة في سياق التضييق على اللاجئين لدفعهم للعودة لمناطق سيطرة النظام في سوريا.
رحبت "قوات سوريا الديمقراطية" اليوم الجمعة، بقرار الولايات المتحدة إبقاء 200 جندي في سوريا بعد سحب قواتها، معتبرة أن ذلك سيحمي منطقتهم وقد يشجع دولا أوروبية على أن تبقي قواتها أيضا.
وقال مسؤول العلاقات الخارجية ففي الإدارة الذاتية عبد الكريم عمر: "نقَيّم قرار البيت الأبيض بالاحتفاظ بمئتي جندي لحفظ السلام في المنطقة... إيجابيا، ويمكن لهذا القرار أن يشجع الدول الأوروبية الأخرى، وخاصة بالنسبة لشركائنا في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، أيضا على الاحتفاظ بقوات في المنطقة".
واعتبر أن بقاء هذه القوات في هذه المنطقة، إلى حين أن تحل أزمة البلد، "سيكون حافزا وداعما ووسيلة ضغط أيضا على دمشق لكي تحاول جديا أن يكون هناك حوار لحل الأزمة السورية".
وكانت أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، أمس الخميس، أن الولايات المتحدة ستترك "مجموعة صغيرة لحفظ السلام" تضم 200 جندي في سوريا لفترة ما بعد انسحاب القوات الأمريكية من هناك.
وفي وقت سباق، قال قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال جوزيف فوتيل، الإثنين، إن قوات الحماية الشعبية "واي بي جي" وحزب العمال الكردستاني "بي كي كي" طلبت منهم عدم الانسحاب من سوريا، إلا أنه أكد أن هذا ليس خيارا قائما بالنسبة لواشنطن حاليا.
ودعا مظلوم كوباني القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية يوم الاثنين إلى بقاء ما يتراوح بين 1000 و1500 من القوات الدولية في سوريا للمساعدة في محاربة تنظيم الدولة، وعبر عن أمله في أن توقف الولايات المتحدة على وجه الخصوص خطط سحب قواتها بالكامل.
وصف وزراء "القوات اللبنانية" في حكومة لبنان التي يرأسها سعد الحريري، زيارة زملاء لهم في الحكومة الجديدة لنظام الأسد في سوريا، ونشاط الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري بـ"العمل الشيطاني".
ووصف الوزير، ريشار قيومجيان، متحدثا باسم وزراء "القوات اللبنانية" في أول جلسة للحكومة الجديدة عقدت أمس الخميس برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، بالٰـ"العمل الشيطاني" قيام الوزير صالح الغريب بزيارة سوريا متخطيا مجلس الوزراء وبيانه الوزاري، وما شهده من نصري خوري الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري على الشاشات.
واعتبر الوزير قيومجيان منظر الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني - السوري خلال لقائه بوزير شؤون النازحين اللبناني صالح الغريب في دمشق "بالمقزز" و"الشيطاني"
وقال: "دخلنا إلى الحكومة بذهنية التعاون والتضامن بين أعضائها، واتفقنا على النأي بالنفس عن الصراعات الخارجية، ونفاجأ قبل الجلسة بتحركات بعض الوزراء باتجاه سوريا.
وأضاف: "ونحن نقول وبشكل منطقي إن أي خطوة من هذا القبيل يجب أن تبحث في مجلس الوزراء، سواء ذهب الوزير إلى سوريا أو إلى أي مؤتمرات خارجية". وأيد قيومجيان عودة النازحين السوريين، ولكن ضمن آلية محددة وواضحة".
وهنا تدخل رئيس الجمهورية محتجاً، داعياً إلى التمييز بين النأي بالنفس عما يجري في سوريا وعن وجود مليون ونصف مليون نازح سوري على ارضنا، وعلم من مصادر وزارية أن الوزيرة مي شدياق عن القوات اللبنانية، تدخلت وسألت: "ولكن هل النظام السوري يريد العودة فعلاً؟ هذا النظام أدرج رئيس حكومتنا وقادة لبنانيين على لائحة الإرهاب"، كما سألت: "اين التضامن الحكومي واحترام مجلس الوزراء بأخذ الأذونات بالسفر؟".
ورد الوزير الغريب قائلا إنه "يرفض حملة التهويل. فإعادة النازحين لا تتعارض مع النأي بالنفس، وهو لم يذهب لفرض أمر واقع بل لوضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار".
التوصيف الشيطاني ،احتج عليه الوزير علي حسن خليل (حركة أمل) الذي رفض العودة إلى لغة السنوات الماضية وقال: "موقفنا هو بضرورة توسيع العلاقات مع سوريا إلى أقصى الدرجات لمصلحة لبنان أولاً".
وتدخل وزير الشباب والرياضة، ممثل حزب الله في الحكومة، محمد فنيش، قائلاً: من حقنا أن نذهب إلى سوريا، ولا احد يمكنه أن يمنعنا من ذلك ومن غير المسموح العودة إلى لغة الشياطين.
تسارع وشنطن الخطى بشكل كبير للضغط على الدول التي تملك مواطنيين محتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية في سوريا من منتسبي داعش، وسط سجال دولي كبير بشأن مصير هؤلاء بين من قبل إساعادتهم ومن يرفض، في وقت يغيب عن المشهد مصير المتشددين الأمريكان الموجودين في سوريا والتي لم تتخذ واشنطن نفسها بشأنهم أي قرار نهائي؟
وكان أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّه أمر بمنع عودة المتشددة هدى المثنى من سوريا إلى الولايات المتحدة، في حين أكد محاميها أنها مواطنة أميركية ومن حقها العودة.
والمثنى ليست الأميركية الوحيدة التي غادرت الولايات المتحدة للانضمام إلى تنظيم داعش، فعلى على خطاها، ذهبت 10 "عرائس ومقاتلات" أخريات، جميعهن يحملن الجنسية الأميركية، بحسب موقع بيزنس إنسايدر، نقل عنه موقع "سكاي نيوز" بالتفاصيل.
ولدت المثنى في الولايات المتحدة لأبوين من اليمن أصبحا مواطنين، وفقا لمشروع مكافحة التطرف في جامعة جورج واشنطن، وفي أواخر عام 2014، بعد انتقالها إلى سوريا بوقت قصير، نشرت المثنى على تويتر صورة لأربع نساء يضرمن النيران في جوازات سفرهم الغربية، وبينها جواز سفر أميركي.
وكانت الشابة ناشطة في الدعوة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لقتل الأميركيين وتمجيد تنظيم داعش، لكن مع اقتراب نهاية التنظيم المتطرف، قالت المثنى في مقابلة نشرتها الأحد صحيفة "الغارديان" إنها تنبذ التطرف، وتريد العودة إلى ديارها. وأضافت أنها تعرضت لعملية غسل دماغ على الإنترنت، مؤكدة خجلها من دعمها السابق للمتشددين، وكانت تزوّجت المثنى في سوريا من ثلاثة متشددين قتلوا جميعا، ولديها طفل.
وإضافة للمثنى هناك "سمانثا الحسني" وهي متهمة بدعم مقاتلي داعش، ومساعدة أفراد التنظيم ماديا، واستغلال طفلها، تزوجت في يوليو 2012، من شخص يدعى موسى الحسني، مغربي المولد. وقاما معا بتربية ابن سمانثا (4 سنوات) من علاقة سابقة، وابنتهما.
في نوفمبر 2014، أخبرها زوجها بأنه وشقيقه يريدان الانضمام لداعش. ومن هنا بدأ الزوجان يستعدان ماديا ولوجستيا للرحيل من ولاية إنديانا إلى سوريا، وفقا لسجلات محكمة نشرتها صحيفة ذا تريبيون.
وفي 2015، سافرت سمانثا مع زوجها وشقيقه، وبصحبة الطفلين، إلى المناطق التي يسيطر عليها داعش في سوريا، بعدما تمكنوا من عبور الحدود مع تركيا، وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) قال إن سمانثا استغلت طفلها في عمل مقاطع دعاية مصورة للتنظيم الإرهابي، ظهر في مقطع منها وهو يرتدي حزاما ناسفا.
في 2017، قالت سمانثا لموقع فرونتلاين إن زوجها قتل، وإنها حاولت الهرب من التنظيم الإرهابي، وبالفعل تمكنت سمانثا من العودة إلى الولايات المتحدة بطفليها، وتقبع حاليا في سجن بولاية إنديانا حيث تنتظر محاكمتها في 2020.
"نيكول لين"
نشأت نيكول لين مانسفيلد في ولاية ميشيغان، وتحولت للإسلام بعد وقت قصير من وفاة جدها في أكتوبر 2007، وفقا لما قاله والدها لصحيفة "يو إس إيه توداي" في عام 2013، بينما قال آخرون من أفراد أسرة مانسفيلد إنها أسلمت بعدما تزوجت من رجل مسلم، وكانت نيكول الأميركية الأولى التي قتلت في الحرب الأهلية السورية عام 2013.
أرئيل برادلي
سافرت ارييل برادلي من تشاتانوغا في ولاية تينيسي إلى المنطقة التي يسيطر عليها داعش مع زوجها عراقي المولد، ياسين محمد، في عام 2014، وفقا لتقرير "الجهاديات في أميركا".
وتحولت برادلي إلى الإسلام في عام 2011، بعدما وقعت في حب طالب سوري يعمل معها في محل للبيتزا، وذلك حسبما قال أصدقائها لموقع بازفيد، تزوجت برادلي من شاب مسلم، تعرفت عليه عبر أحد تطبيقات المواعدة، وذهبا معا إلى سوريا بصحبة طفليهما. وأكدت الفتاة أن زوجها مقاتل داعشي، ولم يعرف حتى الآن مكان برادلي أو زوجها.
زاكية ناسرين
سافرت زاكية ناسرين إلى سوريا مع شقيقها الأصغر راسيل ريهان وزوجها جفري خان في عام 2014، وفقا لشبكة إن بي سي نيوز، وكانت عائلة ناسرين انتقلت من بنغلادش إلى أوهايو في عام 2000، وفي مقابلة مع شبكة إن بي سي نيوز قال والد خان إنه ابنه وزوجته يعملان في مستشفى تخضع لسيطرة داعش في الرقة، معقل التنظيم القديم، ولا يعرف حتى الآن مكان ناسرين أو زوجها وشقيقها.
يسرى إسماعيل
كانت يسرى إسماعيل المولودة في الصومال في التاسعة عشرة من عمرها عندما غادرت منزلها في سانت بول، بولاية مينيسوتا، إلى سوريا في أغسطس 2014.
وأخبرت الفتاة عائلتها بأنها ذاهبة إلى حفلة استقبال مولود إحدى صديقاتها، لكنها بدلا من ذلك سرقت جواز سفر صديقتها وتوجهت به إلى أمستردام. ومن هناك واصلت رحلتها المباشرة إلى سوريا، وفقت لمكتب النائب العام في مينيسوتا.
تقول بيزنس إنسايدر إن تحركات يسرى أصبحت مجهولة تماما، بعد أن أخبرت عائلتها إنها وصلت "الشام" حيث يستعد أعضاء تنظيم داعش لإقامة "الخلافة" في سوريا والعراق.
مراهقات كولورادو
في 2014، اعتقلت السلطات الألمانية بمطار فرانكفورت الدولي ثلاثة مراهقات أميركيات (15، و16، و17 عاما) هاربات من ولاية كولورادو، حيث كانت الفتيات يحاولن الوصول إلى سوريا، عبر تركيا.
وعثر المسؤولون على أكثر من 900 رسالة بين الفتيات ومقاتلين من داعش أخبروهن بكيفية السفر إلى سوريا بأمان، ولم توجه السلطات اتهامات إلى الفتيات بعد اعتقالهن وعودتهن إلى الولايات المتحدة.
شانون كونلي
حكم على شانون كونلي بالسجن أربع سنوات في يناير 2015 لمحاولتها الانضمام إلى داعش، وتمكنت السلطات الأميركية من القبض على المراهقة في الثامن من أبريل 2014، بينما كانت تحاول الصعود على متن طائرة إلى ألمانيا، حيث كانت تخطط لاستكمال رحلتها إلى تركيا ومنها لسوريا.
وقال والد الفتاة للمحققين إن ابنته تعرفت عبر الإنترنت على شاب تونسي زعم أنه من مقاتلي داعش في سوريا، وإنها خططت للسفر إليه للزواج منه.
أعلنت مصادر أمنية عراقية أن التحالف الدولي يعمل على نقل 20 ألف شخص عراقي خلال الأيام المقبلة من داخل الأراضي السورية، أغلبهم من الذين خرجوا من باغوز ودير الزور، إلى الأراضي العراقية، إلا أن قيادة العمليات المشتركة العراقية نفت الأمر.
وأكدت القيادة في بيان مساء الخميس، أن عودة النازحين العراقيين من الأراضي السورية تتم بإشرافها وبالتنسيق مع وزارة الهجرة والمهجرين ومفوضية حقوق الإنسان والجهات الأمنية والحكومية الأخرى.
كما نفت وجود عودة جماعية لسكان مخيم الهول والأراضي السورية، مؤكدة أن ما يشاع عن ذلك عار من الصحة ولا مصداقية له إطلاقا.
وأوضحت أن البت بموضوع عودة النازحين العراقيين من مخيم الهول يخضع للدراسة والتمحيص لاتخاذ القرار المناسب أمنياً وإنسانياً، مشددة على أنها تتابع تطور الأحداث في المنطقة الحدودية العراقية - السورية وتداعياتها الأمنية المحتملة على الوضع الأمني الداخلي للعراق.
وأكدت القيادة استنفار كواردها العسكرية كافة في هذه المنطقة من خلال الرصد والمراقبة لمواجهة كل التداعيات المحتملة لمنع تسلل العناصر الإرهابية بشكل منفرد وصد أي تعرض للقوات المرابطة.
وكانت قالت مصادر إعلامية أن السلطات الأمنية العراقية تسلمت 150 مسلحا من تنظيم داعش، كانوا معتقلين في سوريا، بعد أيام على معلومات أفادت بأن رتلا من الشاحنات على متنه قرابة 240 مسلحا من داعش خرج بحماية مركبة هامر أميركية وسيارة دفع رباعي على متنها رشاشات ثقيلة من آخر جيوب داعش في سوريا.
عبر زعيم حزب العمال البريطاني، جيريمي كوربين، رفضه قرار وزارة الداخلية تجريد الداعشية "بيغوم" من جنسيتها، معتبراً أنها مواطنة بريطانية، وكان ينبغي أن تعطى "الدعم الذي تحتاجه"، وأن يسمح لها بالعودة إلى بريطانيا.
وقال كوربين لـITV: "لقد ولدت في بريطانيا، ولديها الحق في البقاء في بريطانيا. من الواضح أن هناك الكثير من الأسئلة التي يجب أن تجيب عنها، ولكن تحتاج بعض الدعم أيضا"، معتبراً أن لها الحق بالعودة إلى بريطانيا.
وأضاف: "في تلك العودة، يجب أن يوجه لها الكثير من الأسئلة حول كل ما فعلته. وعند هذه النقطة، قد يتم أو لا يتم اتخاذ أي إجراء"، وتابع "أعتقد أن فكرة تجريد شخص ولد في بريطانيا من جنسيته هي مناورة شديدة للغاية"، وقال "في الواقع، أنا أشكك في حق وزير الداخلية في الحصول على هذه الصلاحيات".
وبيغوم، البالغة من العمر الآن 19 عاما، أنجبت طفلا في مخيم الهول في شمال سوريا، بعد فرارها وزوجها الهولندي من آخر معقل للتنظيم في شرق سوريا، طلبت من الناس التعاطف معها، والسماح لها بالعودة إلى بريطانيا، والعيش مع ابنها.
وتريد الفتاة البريطانية العودة إلى المملكة المتحدة؛ من أجل طفلها المولود حديثا، لكن كلا من بريطانيا ودولة والدتها بنغلادش رفضتا ذلك، إلا أنها قوبلت برفض وسحب للجنسية منها.
كشفت تسريبات، نشرتها وسائل إعلام أميركية عدة، عن نقاشات «متوترة» دارت بين وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان، والسيناتور ليندسي غراهام، خلال جلسة استماع لمناقشة نتائج اجتماعات وزراء دفاع حلف الناتو، وتحديداً خلال مناقشة ملف سوريا.
وانتقد السيناتور الجمهوري البارز، والداعم الكبير للرئيس دونالد ترمب، غراهام، أجوبة شاناهان، قائلاً إنها ليست كافية لشرح كيفية وفاء الولايات المتحدة بوعودها والتزاماتها.
وقال غراهام إن العرض الذي قدّمه شاناهان «غير معقول»، ولا يشرح كيفية تنفيذ الانسحاب الأميركي من سوريا، من دون ضمان عدم اندلاع الحرب بين تركيا والأكراد، ومن عودة تنظيم داعش للتمدد، في ظل الأنباء التي تتحدث عن وجود ما بين 20 إلى 30 ألف مقاتل ينتشرون بشكل سري في كل من سوريا والعراق، ومنع النظام السوري وروسيا وإيران من ملء الفراغ.
وأضافت تلك الأوساط أن غراهام اتهم شاناهان بتنفيذ سياسات الرئيس بشكل أعمى، فيما قال مشرّعون آخرون إن شاناهان لا يرغب في إغضاب الرئيس حفاظاً على حظوظه في الترشح لمنصب وزير الدفاع.
غير أن تلك الأوساط قالت إن أعضاء مجلس الشيوخ أصيبوا بخيبة أمل من أجوبة شاناهان، قائلين إنه لا يصلح لتولي هذا المنصب، في الوقت الذي تطرح فيه أسماء أخرى، من بينها مايك بومبيو وزير الخارجية.
يأتي ذلك في وقت تتعرض فيه إدارة الرئيس ترمب لضغوط سياسية داخلية وخارجية لتحديد موقف من كيفية التعامل مع الوضع الذي سينشأ إثر اكتمال سحب القوات الأميركية من شمال سوريا، المتوقع نهاية شهر أبريل (نيسان) المقبل.
ومع إصرار بريطانيا وفرنسا على رفض الإبقاء على قوات عسكرية، ولو بصيغة مراقبين في تلك المناطق، بعد انسحاب القوات الأميركية، صار عامل الوقت يضغط على واشنطن لحسم خياراتها للخروج من مأزق الانسحاب وضمان عدم تنفيذ تركيا لتهديداتها باجتياح مناطق حلفاء واشنطن، الأكراد.
ويؤكد البنتاغون أنه لم يتلق حتى الآن أي توجيهات رئاسية تخالف قرار سحب القوات من سوريا، وهو ما سبق وأكده كل من قائد القوات الأميركية الوسطى الجنرال جوزف فوتيل، خلال زيارته الأخيرة لمناطق الأكراد شمال سوريا، وكذلك رئيس هيئة الأركان جوزف دانفورد.
وكان مستشار الأمن القومي جون بولتون والسيناتور غراهام، قد أعلنا مراراً أن القوات الأميركية ستحتفظ بالقاعدة، وببعض الجنود في شمال سوريا، من دون تقديم دلائل تؤكد فرضيتهما.
وأكد بولتون في السابق أن الاحتفاظ بقاعدة التنف هو لمنع إيران من تنفيذ مشروعها لربط طهران ببغداد ودمشق وبيروت، ويتوافق مع سياسات ترمب الهادفة للضغط عليها لتغيير سياساتها في المنطقة.
لكن أوساطاً سياسية في واشنطن اعتبرت أن تضارب التصريحات يعكس ارتباكاً في كيفية تنفيذ قرار الرئيس بالانسحاب، في ظل فشل الجهود لترتيب اتفاق سياسي، على الأقل بين الحلفاء ومعهم.
أكدت مصادر دبلوماسية تركية توجه وفد تركي برئاسة وزير الدفاع خلوصي أكار إلى واشنطن أمس لإجراء مباحثات حول الملف السوري والتطورات الإقليمية، يضم الوفد رئيس الأركان التركي يشار جولار، مع وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان، وعدد آخر من المسؤولين، الانسحاب الأميركي من سوريا والمنطقة الآمنة المقترحة في شمال شرقي سوريا، وتنفيذ خريطة الطريق في منبج.
وقال أكار، في تصريحات قبل توجهه إلى واشنطن، إن وجود تركيا في شمال سوريا موجه لضمان عودة السوريين إلى ديارهم بشكل آمن، وطي ما سماه بـ«صفحة إرهاب وحدات حماية الشعب الكردية».
وأشار أكار إلى أن بلاده تستضيف 3.5 مليون سوري على أراضيها، عاد منهم 311 ألف سوري إلى بلادهم، قائلا إن هدفنا المقبل هو ضمان عودة باقي السوريين إلى مدنهم وقراهم بشكل آمن: «ولهذا السبب نحن موجودون اليوم في عفرين وجرابلس والباب، ولهذا السبب أيضا نعمل على وضع حد لوجود وحدات حماية الشعب الكردية في شرق الفرات».
في السياق ذاته، كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن أن بلاده تنسق مع الولايات المتحدة وروسيا وإيران بشأن انسحاب القوات الأميركية من سوريا.
وأشار إلى أن بلاده لن تسمح بأن توفر عملية الانسحاب الأميركي مساحة لوحدات الحماية الشعبية وحزب العمال الكردستاني أو تكون لحمايتهما، مشيرا إلى أن تركيا ستقوم بما يجب من أجل تطهير منطقة شرق نهر الفرات شمال سوريا من هذين التنظيمين، معتبرا أن المسألة تعد أمرا مهما لأمن وبقاء بلاده.
قالت مصادر إعلام تركية رسمية، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، اتفقا مساء الخميس، في اتصال هاتفي بينهما، على تنفيذ قرار واشنطن الانسحاب من سوريا بما يتماشى مع المصالح المشتركة.
وذكرت وكالة "الأناضول" التركية الرسمية، نقلا عن مصادر لها في الرئاسة التركية، أن الرئيسين أردوغان وترامب بحثا المستجدات الأخيرة في سوريا، وأكدا أهمية دعم العملية السياسية فيها.
وأضافت "الأناضول" أن الرئيسين أكدا عزم البلدين المشترك على مكافحة كافة أشكال الإرهاب، لافتة إلى أن أردوغان وترامب اتفقا أيضا على تعزيز العلاقات الاقتصادية، ورفع حجم التجارة البينية إلى 75 مليار دولار سنويا.
وكان مسؤول في المكتب الإعلامي للخارجية الأمريكية، روبرت بالادينو، أعلن، الثلاثاء الماضي، أن الولايات المتحدة تفاوض تركيا حول إقامة منطقة "عازلة" في شمال شرق سوريا بعد انسحاب القوات الأمريكية من هناك.
ويوم 19 ديسمبر، أعلن ترامب عن قراره البدء بسحب نحو ألفي عسكري أمريكي من سوريا، مبررا هذه الخطوة بتحقيق هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي في هذا البلد، وكان ذلك الهدف الوحيد لتواجد القوات الأمريكية هناك، بحسب ترامب.
وأعلن البيت الأبيض مساء أمس الخميس، أنه سيتم إبقاء قوة أمريكية صغيرة "لحفظ السلام" قوامها 200 جندي تقريبا لفترة من الوقت في سوريا عقب الانسحاب منها.
وسعت قوات الأسد والميليشيات المساندة لها، من دائرة القصف المدفعي والصاروخي لتصل إلى مدينة سراقب بريف إدلب الشمالي الشرقي، بعد أن تسببت بالعديد من المجازر ونزوح الآلاف من المدنين من معرة النعمان وخان شيخون.
وقال مراسل شبكة "شام" إن قوات الأسد الإرهابية المتمركزة في منطقة أبو الظهور استهدفت ليلاً بالصواريخ مدينة سراقب، طال القصف الحي الشرقي من المدينة، وتسبب بسقوط شهيد نازح.
وأضاف المراسل أن قوات الأسد كررت القصف على أطراف المدينة صباح اليوم الجمعة، لتكون مدينة سراقب هي الهدف لمدفعية الأسد وراجماته، بعد أكثر من أسبوع على تركيز القصف على مدينتي معرة النعمان وخان شيخون.
وتواصل قوات الأسد الإرهابية خروقاتها المستمرة لاتفاق خفض التصعيد في الشمال السوري بدعم وتغطية روسية مباشرة، حيث تتعمد استهداف التجمعات السكانية المكتظة بالمدنيين لاسيما المدن الرئيسية، الأمر الذي تسبب بمجازر عديدة وتهجير الألاف من العائلات من منازلها.
أعلن البيت الأبيض مساء أمس الخميس، أنه سيتم إبقاء قوة أمريكية صغيرة "لحفظ السلام" قوامها 200 جندي تقريبا لفترة من الوقت في سوريا عقب الانسحاب منها.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز في بيان مقتضب، مساء الخميس، إن مجموعة صغيرة مؤلفة من نحو 200 جندي أمريكي مكلفين بمهمة "حفظ السلام" ستبقى في سوريا لفترة أخرى، ولم توضح ساندرز أي تفاصيل أخرى حول الموضوع.
وكان قرر ترامب في 19 كانون الأول الماضي، سحب قوات بلاده من سوريا بدعوى تحقيق الانتصار على تنظيم "داعش"، لكن دون تحديد جدول زمني، في وقت قدر مسؤولون أمريكيون أن عملية الانسحاب من سوريا قد تتواصل حتى مارس/آذار أو أبريل/نيسان المقبلين.