
“حلب” أمام معركة “مصيرية” أكثر من “مفصلية” .. ساعات بانتظار صراع البقاء أمام الفناء
شكل تمكن قوات الأسد وحلفائها من إحكام الحصار على مدينة حلب، بعد سيطرتها على طريق الكاستلو وحي بني زيد ومواقع أخرى، حدثاً خطيراً يواجه الثورة السورية وجميع الفصائل في الشمال السوري، لاسيما بعد أن بدأت قوات الأسد وحليفها الروسي بالترويج لفكرة المعابر الكاذبة، والعمل على تمكين الحصار ومواصلة القصف على المدنيين، بهدف الوصول لمرحلة الاستسلام الكامل للمدنيين والثوار على حد سواء في المدينة التي يقطنها أكثر من 400 ألف شخص باتوا محاصرين بشكل كامل.
وماإن أحكم النظام تطويق المدينة، حتى بدأت المناشدات والصيحات تتعالي لفك الحصار عن المدينة، وعدم تكرار سيناريوا داريا التي باتت وحيدة تقارع قوات الأسد دون معيل او سند لها من الخارج، وسط تقدم يومي لقوات الأسد من عدة محاور وتصدي بطولي يسطره الثوار في المدينة، إلا أن حصار حلب وقد سبقه تطويق الريف الشمالي قد يشكل انتكاسة كبيرة للثورة في الشمالي، ومن شانه أن يغير المادلة العسكرية بشكل كبير على الأرض ويعطي لقوات الأسد تقدماً كبيراً على حساب الثوار قد لايمكن تداركه في حال ماطل الثوار في فك الحصار.
واليوم وبعد إعلانات عديدة على لسان قادة كبرى فصائل الساحة تتحضر فصائل الثوار من مختلف التشكيلات والتكوينات بينها فصائل جيش الفتح والجش الحر وجميع فصائل الساحة لمعركة سميت بـ "معركة حلب الكبرى" لتكون الملحة التي ينوي الثوار خوضها في سبيل فك الحصار عن مدينة حلب وإنقاذ أرواح أكثر من 400 ألف مدني، يترقبون بفارخ الصبر إعلان ساعة الصفر من خارج المدينة وداخلها لفك الحصار عنهم.
هذه الملحة كما وصفها ناشطون ستشكل نقلة كبيرة في حال كتب لها النجاح، إذ أنها ستكسر شوكة قوات الأسد وحلفائها في حلب وربما في الشمال السوري ككل، وتغير المعادلة العسكرية على الأرض، فإما أن يكون الثوار وتنتصر حلب على سجانها، أو أن لاتكون وهذا ماسيكون كارثياً على الثورة السورية بالعموم.
وفي خضم تسارع الأحداث ووسط استمرار القصف والقتل، تتوجه أنظار الملايين في سوريا وبلاد النزوح تترقب اللحظة الحاسمة التي تدق فيها طبول الحرب لأكبر ملحمة في تاريخ الثورة السورية، لبدء معركة فك الحصار عن مدينة حلب، التي عانت ماعانت طوال شهور عديدة من القصف الجوي والصاروخي والمعارك التي استنزفت طاقات الثوار في المدينة، وسط صمود كبير لأهالي المدينة والتي لم تشهد اي حركة نرزوح حتى اليوم على خلاف ماخطط له الأسد وحلفائه.