
وزير المالية يشكّل لجنة استشارية لمعالجة ملفات الديون المتعثرة
أصدر وزير المالية في الحكومة السورية "محمد يسر برنية"، القرار رقم (1548) القاضي بتشكيل لجنة استشارية مختصة بدراسة ملفات الديون المتعثرة لدى المصارف الحكومية، في خطوة تستهدف إيجاد آليات متوازنة لمعالجتها بما يضمن حماية المال العام وتحصين حقوق المتعاملين.
وذكرت وزارة المالية في بيان لها أن اللجنة ستتولى النظر في ملفات الديون المتعثرة سواء بالليرة السورية أو بالعملات الأجنبية، لدى المصارف العامة والخاصة، والعمل على البتّ في معالجتها وفق أسس تحقق العدالة وتمنح المتعاملين مزايا تسوية مشجعة، بما يسهم في تسديد المديونيات من جهة، وحماية أموال المصارف من جهة أخرى.
وأضافت الوزارة أن اللجنة ستجتمع بدعوة من وزير المالية خلال مدة أقصاها خمسة عشر يوماً من تاريخ انعقاد اجتماعها الأول، على أن تضع نظام عملها الداخلي بالتنسيق مع مصرف سوريا المركزي، وهيئة الأوراق والأسواق المالية، ومديرية الشؤون القانونية في المصرف.
ويأتي القرار في إطار الجهود الحكومية الرامية إلى إعادة هيكلة ملف الديون المتعثرة الذي يُعد أحد أبرز التحديات التي تواجه المصارف، خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي أدت إلى تضخم حجم هذه الديون وتراجع نسب السداد.
وأعلن وزير المالية في الحكومة السورية، "محمد يسر برنية"، عن تشكيل لجنة وطنية لتطوير تنظيم المهن المالية في سوريا، ضمن مسار إصلاحي يعكس التوجه الحكومي نحو تعزيز الحوكمة ورفع كفاءة القطاع المالي.
وتضم اللجنة الجديدة في عضويتها خبرات من القطاعين العام والخاص، إلى جانب أكاديميين ومهنيين، وستتفرع عنها فرق عمل مختصة تُعنى بوضع ضوابط واضحة وقواعد ناظمة لعدد من المهن المالية، بالإضافة إلى تحديد متطلبات وإجراءات الترخيص اللازمة لمزاولتها.
وتشمل المهن المستهدفة بالتنظيم المقيّم المالي، واستشاري الضرائب، ومدير المخاطر، والمدقق الداخلي، والمحلل المالي، إضافة إلى تطوير إجراءات امتحانات وترخيص المحاسب القانوني، بما يواكب التطورات الحديثة ويعزز من موثوقية الممارسات المهنية في هذا المجال.
و شدد الوزير على أن الارتقاء بالمهن المالية يشكل أحد المرتكزات الأساسية لبناء بنية تحتية قوية للقطاع المالي، تتوافق مع متطلبات المرحلة المقبلة وتدعم جهود الدولة في تعزيز الشفافية والمهنية. كما أشار إلى التزام الوزارة بالتنسيق مع مصرف سوريا المركزي والجهات الرقابية الأخرى لترسيخ مبادئ الحوكمة السليمة والنزاهة في المعاملات، إلى جانب ضمان مصداقية التقارير والبيانات المالية.
وكان الوزير قد أعلن أواخر حزيران الماضي عن إدخال تنظيم جديد لعدد من المهن المالية، في خطوة تمهيدية لتحديث البيئة القانونية والمهنية للقطاع، بما يعزز كفاءته ويستجيب لحاجة السوق المحلية والدولية لممارسات مالية أكثر شفافية واحترافية.
وسبق أن أعلن وزير المالية بتاريخ 30 حزيران/ يونيو الماضي، عن مجموعة من الخطوات والإصلاحات المرتقبة في سوق دمشق للأوراق المالية، تهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في عمل السوق وتحفيز النشاط الاستثماري.
وفي ظل ترسيخ مرحلة جديدة بعد زوال النظام البائد، تؤكد وزارة المالية في الحكومة السورية أن الوضع المالي الحالي هو "إرث ثقيل"، نتيجة خراب المؤسسات وغياب السجلات المالية، إضافة إلى ديون خارجية تتراوح بين 20 و23 مليار دولار، فضلاً عن المديونية الداخلية.
ومع أن الوزارة لا تملك "عصا سحرية" كما عبّرت، إلا أن العمل جارٍ على معالجة الواقع الاقتصادي برؤية متدرجة، تستهدف أولاً استقرار سعر الصرف، وضبط التضخم، ثم دعم الإنتاج الوطني وتحسين الدخل.
ويذكر أن رغم أن تقلبات سعر الصرف لا تزال تؤرق المواطن السوري، فإن الدور الذي يلعبه مصرف سورية المركزي من خلال نشرات الأسعار الرسمية، وتنظيم العلاقة بين المصارف والمستوردين، هو حجر الأساس في استعادة الثقة بالعملة الوطنية وفي ظل الجهود الحكومية المعلنة لإصلاح مؤسسات الدولة، تبقى القدرة على ضبط السوق السوداء وتحقيق العدالة النقدية مرهونة بتكاتف الجهود الرسمية والقطاع الخاص، واستمرار الشفافية في التعامل مع الواقع المالي.