"هيومن رايتس ووتش" تتسائل.. ما هو مصير الرقة؟؟
"هيومن رايتس ووتش" تتسائل.. ما هو مصير الرقة؟؟
● أخبار سورية ١٩ أكتوبر ٢٠١٧

"هيومن رايتس ووتش" تتسائل.. ما هو مصير الرقة؟؟

قال نديم حوري مدير برنامج الإرهاب ومكافحة الإرهاب في منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير كتبه متسائلا عن مصير الرقة بعد السيطرة عليها من قبل قوات سوريا الديمقراطية، وقال يبدو أن المعركة العسكرية في مدينة الرقة قد انتهت بسيطرة "قسد" بدعم من التحالف بقيادة الولايات المتحدة، على "مستشفى الرقة الوطني"، آخر معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، مضيفا أن التنظيم ربما تلقى ضربة مدوية، لكن الأمور لم تنته بعد للرقة وسكانها، نظرا لعدم امتلاك قادة التحالف خطة لمرحلة ما بعد داعش.

 

ومع انقشاع دخان المعركة عن مستشفى الرقة الوطني، طرج نديم حوري أسئلة كثيرة : من سيقوم بإدارة المستشفى ثانية؟ من سيقوم بإعادة بنائه والدفع لأطبائه والحفاظ على معداته؟ ماذا عن المدارس والطرق والمخابز المدمرة؟ مقولة "الحرب سهلة لكنّ السلام صعب" صحيحة، خاصة في الحرب ضد تنظيم الدولة حيث لم يفكر أحد في المرحلة التي تليه.

 

وشرح حوري وضع مشفى الرقة عام 2013 عندما كان الجيش الحر وأحرار الشام يسطرون إلى المدينة، وقال أنه زار المشفى عدة أيام في تلك المرحلة وكان يعمل بشكل جيد ولكنه كان يعاني بالفعل حيث توقفت الحكومة عن دفع الرواتب، وكان يفتقر إلى الموظفين الأساسيين لتشغيله وقتها، لم يكن هناك سوى 25 طبيبا، من أصل 112 كانوا يعملون في المستشفى، وكانت 15 من أصل 28 من أجهزة غسيل الكلى معطلة، وقد أدى توقف مولد الكهرباء إلى وفاة 4 اطفال حديثي الولادة، كما ان مسألة تشغيل المشفى كان مسألة خلاف لدى فصائل المعارضة المسلحة، حيث كان بعض الأطباء والإداريين المحليين يقاومون ويدفعون إلى الحفاظ على إدارة مدنية له، وانتقل أحد الأطباء للعيش في المستشفى لخشيته قيام الجماعات المسلحة المعارضة بمنعه من العودة إليه في حال ذهب إلى منزله.

 

وبعد أن مزق تنظيم الدولة على مدى 4 سنوات النسيج الاجتماعي لمدينة الرقة وأفرغها من الأطباء والممرضين والمعلمين، رأى السيد نديم حوري أن تشغيل المدينة مرة أخرى أصبح أكثر صعوبة، حيث زاد التحالف من حجم الكارثة بحملة تفجيرات يبدو أنها فضلت هزيمة تنظيم الدولة على ضرورة توفير الحماية الكافية للسكان أو البنية التحتية للمدينة.

 

وأشار السيد حوري أنه وبعد هزيمة تنظيم الدولة يبدو غياب استراتيجية حقيقية للتحالف وقوات سوريا الديمقراطية واضحا بشكل متزايد، حيث قال بريت ماكغورك المبعوث الرئاسي الأمريكي أن مشكلة إعادة إعمار الرقة هي مشكلة دولية، بينما أكد ماكغروك أن أمريكا وشركائها المحليين "قسد" يعملون على إرساء الأمن، وإعادة تقديم الخدمات الأساسية، وترميم الاقتصاد المحلي لتحقيق الاستقرار وإزالة الأنقاض والألغام وتوفير "الكهرباء الأساسية".

 

وأضاف السيد نديم أنه كان في الرقة في نفس الوقت الذي كان فيه ماكغورك، ولم يكن لجهود "الاستقرار" أي أثر حيث اشتكى السكان المحليون الذين يعيشون في المناطق المحيطة بالرقة التي أصبحت تحت سيطرة قسد من نقص الكهرباء والمياه والعلاج.

 

وروى حوري في زيارته لمدينة الطبقة بعد شهرين من سيطرة قسد عليها ما شاهده بعد لقاءه أب قتلت طفلته "12 عاما" بغارة من طائرات التحالف، حيث كانت جثة ابنته لا تزال تحت الأنقاض، لأن السلطات المحلية أخبرته بأنه لا توجد آليات لإزالة الأنقاض، وقد جرب الأب كل شيء لاستخراج جسدها، بما في ذلك الحفر بيديه. لم يستطع أن يفهم كيف أن التحالف القوي القادر على تتبع أفراد تنظيم الدولة عبر هواتفهم الخلوية، غير قادر على جلب آلة حفر بدائية لاستخراج ابنته وضحايا آخرين من تحت الأنقاض.

 

مرت بعض القوات الأمريكية في نهاية المطاف عبر حيه، وافترض أنهم جاؤوا أخيرا لتقديم المساعدة في إزالة الأنقاض، ولكن اتضح أنهم كانوا هناك لجمع معلومات عن مقاتلي داعش الأجانب ممن عاشوا في حيه، عندما طلب مساعدتهم في سحب جثة ابنته، أجابوا بأدب أنه ليس من مسؤولياتهم.

 

وعندما أثار السيد حوري مسألة إعادة الإعمار والمساعدة مع بعض الدبلوماسيين الأوروبيين من الدول المشاركة في التحالف، كانوا يقابلونه عادة بنظرات خاوية وأجوبة لا معنى لها. أحد المبررات التي قدموها كان عدم سماح تركيا بدخول المعونة عبر حدودها إلى هذه المناطق لأنها تعتبر "قسد" إرهابية، بينما لم يتمكن الدبلوماسيون من شرح الآلية التي يتم فيها نقل المعدات العسكرية إلى تلك القوات، دون أن يجد وسيلة لتوصيل المساعدات اللازمة لتشغيل المستشفيات والمرافق الأساسية الأخرى.

 

وفى النهاية رأى حوري الحقيقة في أن الدول الغربية تريد محاربة تنظيم الدولة، وخاصة المقاتلين الأجانب الذي قد يشكلون خطرا على مجتمعاتهم مستقبلا، لكن ما يحدث للمدنيين الذين سُحقوا في هذه العملية، لا يبدو مسؤولية أحد، يستخدمون نفس المصطلح الذي استخدمه ماكغورك، "مشكلة دولية". يعيدنا هذا إلى السؤال الأول: الآن بعد استرداد مستشفى الرقة الوطني من داعش، من سيكون مسؤولا عن إعادة بنائه؟.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ