
هل يتحول لحقيقة .. محققون بريطانيون يجمعون الأدلة تمهيداً لمحاكمة "بوتين" كـ"مجرم حرب" لجرائمه ضد السوريين
تدأب المخابرات البريطانية على جمع الأدلة و التحقيقات المكثفة بشأن قصف العدو الروسي للمدنيين تمهيداً لمقاضاة الرئيس الروسي بتهمة ارتكاب جرائم حرب ، وفق ما ذكرت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية .
وقالت الصحيفة أن محققي سكوتلانديارد (الشرطة البريطانية) قد سافروا للبنان من أجل مراقبة القصف الجوي الروسي لسوريا وسط ادعاءات باستهداف الطيران الروسي للمدارس والمستشفيات مما أسفر عن سقوط مئات الضحايا.
وقد تؤدي التحقيقات التي تقوم بها الجهات البريطانية بخصوص بعض الاعتداءات المحددة إلى رفع دعاوى على الرئيس الروسي أمام محاكم دولية بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
ويأتي هذا بعد التحذير الذي وجهه وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند لموسكو الشهر الماضي والذي أكد فيه أن الهجوم على المستشفيات يماثل جرائم الحرب، كما أكدت مصادر في وزارة الخارجية أن المملكة المتحدة "تراقب الوضع السوري عن كثب".
ووفقاً لمنظمة العفو الدولية فإن روسيا تقوم باستهداف المستشفيات الواقعة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية بهدف ترويع السكان ودفعهم لمساندة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت احصائيات مستقلة أن العدو الروسي تسبب خلال الشهور الماضية بتدمير ٢٧ مركزاً و مشفى في سوريا فيما اعتبرته غالبية المنظمات و الهيئات الدولية أنه تم نتيجة سياسة ممنهجة و متعمدة ، ترتقي لجرائم حرب ، في حين تصر روسيا على النفي و القول أن أهدافها كلها تابعة "للارهابيين".
وقال وزير الخارجية البريطاني السابق اللورد أوين رفض الادعاءات الروسية قائلاً "إن ادعاء روسيا باستهدافها لجماعات محددة مثل الدولة الإسلامية هي ادعاءات كاذبة، وحان الوقت لكشف هذا النفاق، كما يجب على بريطانيا أن تقوم بهذا الدور".. حسب قوله.
وكانت إحدى اللجان المؤثرة في الكونجرس الأميركي قد قامت بالتصويت لصالح إنشاء محكمة لجرائم الحرب في سوريا. ومن المتوقع أن يتحرك بعض الدبلوماسيين الأميركيين للحصول على دعم الأمم المتحدة بشأن هذه الخطوة، بالإضافة إلى تقديم الأدلة التي جمعها البريطانيون أمام هذه المحكمة، إلا أن الشرطة البريطانية رفضت التعليق على هذا الأمر.
وقال الدكتور عبد العزيز، وهو أحد الجراحين السوريين الباقين في حلب لصحيفة دايلي ميل البريطانية إن الغارات الروسية تستهدف زملاءه ومرضاه حتى بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ.
وأضاف أن الأمر هنا بمثابة كابوس، الأطفال يأتون بلا أطراف، وأنا أحاول التشبث ببقايا الأمل،" ويذكر مثال لأحد المواقف التي تبث بداخله الأمل ويقول "هناك طفل اضطررت لبتر قدميه فوق الركبة العام الماضي، إلا أنه بعث لي بصورته بعد مرور عام، مبتسماً ومستخدماً أطراف صناعية جديدة، وأخبرني ألا أقلق عليه بعد الآن".
من جانبه، قال الجراح البريطاني ديفيد نوت، الذي عمل مع د.عبد العزيز في حلب العام الماضي "نحن أصدقاء، لقد قام د. عبدالعزيز بإنقاذ العديد من الأرواح، ورغم شجاعته، إلا أن عدم قدرته على مغادرة سوريا هو أمرٌ مأساوي للغاية".