
نقابة الفنانين تنهي تكليف "حسين عباس" من رئاسة فرع اللاذقية بعد جدل واسع
أنهت نقابة الفنانين في سوريا تكليف الفنان "حسين عباس"، برئاسة فرع النقابة في محافظة اللاذقية، وذلك بموجب القرار رقم (538/ق) الصادر عن نقيب الفنانين مازن الناطور بتاريخ 24 آب/أغسطس 2025.
ونصّ القرار على إنهاء مهمة "عباس" في رئاسة الفرع، وتكليف الفنان "عبدالله شيخ خميس"، بتسيير شؤون فرع اللاذقية مؤقتاً، ريثما يتم تعيين رئيس جديد للفرع، على أن يُبلّغ القرار لمن يلزم لتنفيذه.
وجاء هذا التطور بعد أقل من أسبوع على القرار السابق رقم (509)، الذي أصدرته النقابة بتاريخ 19 آب/أغسطس، وعيّنت بموجبه "حسين عباس" رئيساً لفرع اللاذقية. إلا أن ذلك التعيين أثار عاصفة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي وبين الأوساط الثقافية والفنية.
حيث أكد ناشطون أن تعيين "عباس" شكّل إساءة لشهداء الثورة السورية، وتجاهلاً لآلام الأهالي، في ضوء مواقف عباس المثيرة للجدل ومشاركته في أعمال تلفزيونية مهينة للذاكرة الوطنية.
وترتبط الانتقادات أساساً بمشاركة "عباس" في مسلسل "كونتاك" الذي عُرض عام 2019 على قناة "لنا"، وفيه لوحة كوميدية ظهر خلالها برفقة أمل عرفة وغادة بشور وآخرين، سخروا فيها من ضحايا الهجمات الكيميائية.
كما قدّم العمل صورة مشوّهة عن متطوعي الدفاع المدني السوري المعروفين بـ"الخوذ البيضاء"، ووصَفهم بأنهم "محتالون يختلقون الوقائع" وأثار المشهد حينها غضباً واسعاً، ووُصف بأنه "استهزاء غير أخلاقي بدماء الشهداء وآلام الأمهات".
كما أكد كثيرون أن العمل يحمل رسائل سياسية وطائفية، ويمثل دعاية فنية منحازة للنظام البائد ومنذ ذلك الحين ارتبط اسم "حسين عباس" بهذه القضية، ما جعل تعيينه في موقع نقابي حساس كفرع اللاذقية مثيراً للجدل من جديد.
وبعد إعلان قرار التعيين السابق، قام نائب نقيب الفنانين صلاح طعمة بزيارة إلى فرع اللاذقية لإتمام مراسم التسليم والاستلام، بحضور عدد من الفنانين منهم: حسين المطلق، نبيل أبو الشامات، عبد الله الشيخ خميس، جاك قزمه، مانيا النبواني، مهند إسماعيل، إلا أن هذه الخطوة لم تُسهم في امتصاص الغضب، بل على العكس، زادت من حدّة الانتقادات ضد النقابة.
ويرى ناشطون أن قرار النقابة الأخير بإنهاء تكليف "عباس" على أنه تراجع أمام موجة الغضب الشعبي والحقوقي، ورسالة بأن المؤسسة النقابية لا تستطيع تجاوز الحساسية المجتمعية المرتبطة بملف الضحايا والذاكرة الوطنية. كما يعكس القرار محاولة لإعادة الاعتبار إلى صورة النقابة.
الجدير بالذكر أن "حسين عباس"، المولود عام 1966 في اللاذقية، برز في أعمال درامية عدة منها "ضيعة ضايعة"، إلى جانب نشاطه المسرحي حيث أسس "مسرح نقابة المعلمين". ورغم مسيرته الفنية، ظلّت مشاركته في "كونتاك" تطارده، وأثرت على سمعته وصورته لدى شريحة واسعة من السوريين.
هذا ويعتبر قرار إنهاء تكليف "عباس" خطوة لتخفيف التوتر حول نقابة الفنانين، لكنه يفتح في الوقت نفسه نقاشاً أوسع حول المسؤولية الأخلاقية للفنانين، ودور المؤسسات الثقافية في تمثيل الذاكرة الجماعية للشعب السوري، بعيداً عن أي إساءة لضحايا الحرب ومآسيها.