ناشطون يتساءلون: هل ما يحدث في سوريا يُدار من غرفة عمليات واحدة أم هو تلاقي مصالح؟
ناشطون يتساءلون: هل ما يحدث في سوريا يُدار من غرفة عمليات واحدة أم هو تلاقي مصالح؟
● أخبار سورية ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٥

ناشطون يتساءلون: هل ما يحدث في سوريا يُدار من غرفة عمليات واحدة أم هو تلاقي مصالح؟

شهدت الساحة السورية خلال الأيام الماضية سلسلة تطورات أمنية متسارعة أعادت إلى الواجهة تساؤلات واسعة حول طبيعة ما يجري، ولا سيما في ظل تكرار مشاهد العنف والتحريض في أكثر من منطقة، ما دفع ناشطين إلى التساؤل عمّا إذا كانت هذه الأحداث تُدار من غرفة عمليات واحدة، أم أنها نتيجة تلاقي مصالح متقاطعة.

في هذا السياق، شهدت مدينة اللاذقية يومًا دامياً عقب احتجاجات جاءت استجابة لدعوات أطلقها رجال دين محسوبون على نظام بشار الأسد، طالبوا خلالها بالفيدرالية. وأسفرت الاعتداءات التي نفذتها فلول النظام البائد عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة نحو 60 آخرين، بينهم مدنيون وعناصر من قوى الأمن، وفق مصادر رسمية.

وجاءت هذه الأحداث بعد دعوة أطلقها رجل الدين العلوي غزال غزال إلى التظاهر، احتجاجًا على ما وصفه بـ“انتهاكات الدولة السورية بحق أبناء الطائفة العلوية”، الأمر الذي أثار جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي.

 واعتبر ناشطون أن هذه الدعوة لا يمكن فصلها عن السياق العام، خاصة أنها جاءت في وقت حساس تشهد فيه البلاد تحركات أمنية مكثفة.

وتزامنت هذه الدعوات  مع إلقاء السلطات السورية القبض على ضباط وعناصر سابقين في قوات نظام بشار الأسد على الحدود السورية–اللبنانية، إضافة إلى تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز تحدث عن تخطيط جنرالات من النظام المخلوع لتمرد مسلح يضم عشرات الآلاف من المقاتلين، ما عزز الشكوك حول وجود تنسيق خفي بين عدة أطراف.


وكان وزير الإعلام حمزة المصطفى، أكد أن التفجير الذي استهدف مسجدًا في مدينة حمص والذي راح ضحيته ٨ قتلى وعدد من الاصابات يكشف بوضوح تلاقي فلول النظام وتنظيم داعش وعملاء آخرين في مسعى مشترك لزعزعة الاستقرار وضرب السلم الأهلي، مؤكدًا أن هذه المحاولات تهدف إلى إفشال مسار الدولة الجديدة وتقويض العيش المشترك بين السوريين.


من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية السورية مواصلة عملياتها الأمنية ضد الخلايا الإرهابية، حيث كشفت عن إلقاء القبض على أحد عناصر خلية “سرايا الجواد” التابعة لسهيل الحسن في ريف جبلة، ضمن حملة تهدف إلى ملاحقة فلول النظام السابق ومنع أي محاولات لإعادة إنتاج الفوضى.

وفي موازاة ذلك، شهدت مدينة حلب في 22 كانون الأول تصعيدًا دمويًا، تمثل بقصف نفذته ميليشيا “قسد” على منزل سكني في حي الجميلية، ما أدى إلى استشهاد طفل وامرأة وإصابة طفلة بجروح. وأكد الدفاع المدني السوري إخماد الحريق الناتج عن القصف وانتشال الضحايا، فيما أعلنت وزارة الداخلية أن “قسد” استهدفت أيضًا نقاطًا للأمن الداخلي والجيش في محيط حي الأشرفية، ما أسفر عن إصابات في صفوف العناصر.


وربط ناشطون بين هذه التطورات المتلاحقة، معتبرين أن تزامنها لا يمكن أن يكون صدفة، بل يعكس محاولات ممنهجة لدفع البلاد نحو الفوضى والانقسام، من خلال إثارة النعرات الطائفية وضرب الاستقرار الأمني.


وفي هذا الإطار، دعا ناشطون قوات الأمن العام إلى التعامل مع أي تحركات احتجاجية بأسلوب منضبط وحذر، شبيه بالتعامل مع المظاهرات السابقة، مع التشديد على ضرورة تجنب الاحتكاك المباشر لتفويت الفرصة على الجهات الساعية إلى التصعيد.


في المقابل، عبّر آخرون عن أسفهم لاستجابة بعض الأشخاص المغرر بهم — بحسب وصفهم — لدعوات تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار، معتبرين أن هذه التحركات تُدار بدوافع ومصالح شخصية ضيقة، ولا تخدم مصلحة البلاد ولا السلم الأهلي. 

وبين هذا وذاك، يبقى السؤال الذي يطرحه ناشطون بقوة: هل ما تشهده سوريا مجرد تلاقي مصالح متقاطعة، أم أنه يُدار من غرفة عمليات واحدة تسعى لإعادة البلاد إلى مربع الفوضى؟

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ