الداخلية: اعتداءات طالت عناصر الأمن خلال تأمين الاحتجاجات في اللاذقية وريف طرطوس
أعلنت وزارة الداخلية السورية أن عناصر الأمن المكلّفة بتأمين الاحتجاجات في مدينة اللاذقية، تعرضت اليوم لاعتداءات مباشرة، إلى جانب حوادث استهداف في ريف طرطوس نفذتها مجموعات مرتبطة بفلول النظام السابق، أثناء أداء واجبها في حماية المتظاهرين وضمان النظام العام.
وأكدت الوزارة، في بيان، أن حرية التعبير مكفولة لكل السوريين ضمن الأطر السلمية، مشيرة إلى أن التعليمات وُجهت بوضوح لعناصر الأمن لتأمين سلامة الاحتجاجات والمشاركين فيها. إلا أن بعض التحركات، بحسب البيان، خرجت عن سلميتها، وتسببت في إصابات لعناصر الأمن واعتداءات على ممتلكات عامة.
وشددت الداخلية على أن استهداف رجال الأمن يُعد جريمة يُعاقب عليها القانون، وأن الجهات المختصة باشرت التحقيقات وستلاحق جميع المتورطين لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
واختتمت الوزارة بيانها بالتأكيد على استمرارها في أداء مهامها لحماية المواطنين، وتأمين حق التعبير السلمي، والحفاظ على الأمن والاستقرار في جميع المحافظات.
حصيلة دامية: 3 وفيات و60 إصابة عقب هجمات فلول الأسد في اللاذقية
شهدت مدينة اللاذقية يومًا دامياً إثر احتجاجات أعقبت دعوات أطلقها رجال دين محسوبون على نظام بشار الأسد للمطالبة بالفيدرالية، حيث أسفرت الاعتداءات التي نفذتها فلول النظام البائد عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 60 آخرين، بينهم مدنيون وعناصر أمن.
وأفادت مديرية صحة اللاذقية أن الإصابات التي استقبلتها المشافي تنوعت بين طعنات بأدوات حادة، ورضوض نتيجة الرشق بالحجارة، بالإضافة إلى إصابات بالرصاص الحي، مؤكدة أن الاعتداءات طالت كوادر الأمن والمواطنين على حد سواء.
كما أشارت المديرية إلى خروج سيارتي إسعاف عن الخدمة، بعد تعرضهما للتخريب من قبل المحتجين أثناء محاولتهما إسعاف الجرحى. ورغم هذه التحديات، أكدت المديرية استمرار الطواقم الطبية في تقديم الإسعافات الأولية والتعامل مع الحالات الطارئة، وسط ظروف أمنية متوترة.
أعلن قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، العميد "عبد العزيز الأحمد"، يوم الأحد 28 كانون الأول/ ديسمبر، عن وقوع اعتداء من بعض العناصر الإرهابية التابعة لفلول النظام البائد ضمن المظاهرات التي دعا لها المدعو غزال غزال، على عناصر الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية في مدينتي اللاذقية وجبلة.
وأكد العميد إصابة بعض عناصر الأمن الداخلي، وتكسير سيارات تتبع للمهام الخاصة والشرطة، فيما كشفت مصادر إعلامية عن إصابة عنصرين من قوى الأمن الداخلي في طرطوس إثر إلقاء قنبلة يدوية من قبل مجهولين على قسم العنازة بريف بانياس في الساحل السوري.
وفي سياق متصل ألقى الأمن الداخلي القبض على المدعو "زكريا حيدر الشبقي" من في مدينة بانياس، أثناء تفتيش أحد الحواجز الطيارة، بعد أن ضبط بحوزته قنابل يدوية ومحادثات تحريضية استهدفت عناصر الأمن، ما شكّل تهديداً مباشراً للأمن والاستقرار.
إلى ذلك اعتدى محتجون على عناصر قوى الأمن الداخلي وارتكبوا أعمال تخريب وحرق آليات في دوار الأزهري في اللاذقية، في حين سجلت حشود داعمة للدولة السورية في دوار الزراعة في اللاذقية بدورها قامت قوات الأمن الداخلي بتأمين تجمّع في ضاحية المستشفى في جبلة باللاذقية
وجاء ذلك تزامنا مع تسجيل نحو 10 إصابات نتيجة فوضى الاحتجاجات الحاصلة في دوار الزراعة بمدينة اللاذقية فيما عملت قوى الأمن الداخلي في اللاذقية على نقل المصابين إلى المشافي الميدانية القريبة.
وكان أصدر رئيس المجلس الديني العلوي "غزال غزال"، بيان مصور دعا فيه أبناء الطائفة العلوية إلى التظاهر ابيوم الأحد تحت شعارات انفصالية وتحريضية تحت عنوان ما أسماه تقرير المصير في سوريا، مع مطالبة بالفدرالية في خطاب موجّه للطائفة.
وتزامن انتشار هذه الدعوة مع تصعيد خطابي وسياسي ملحوظ عبر منصات التواصل الاجتماعي، كما جرى رصد تداول لمقاطع تحريضية لاستقطاب أبناء الطائفة للمشاركة في التظاهرات، وسط تحذيرات من أن هذه الدعوات قد تعمق الانقسامات الطائفية.
في حين أبلغ مواطنون عن تلقيهم رسائل تهديد لحرق الممتلكات والاعتداء عليهم بحال عدم الإستجابة لدعوات التظاهر، وفي سياق متصل، تم تداول تسجيل صوتي نُسب إلى عمر رحمون، عن خطة لاستغلال الطابع السلمي للتظاهرات عبر إدخال مجموعات مسلحة لإطلاق النار على المحتجين بهدف إشعال الفتنة.
وأفاد ناشطون بانتشار كتابات وعبارات طائفية على جدران مدارس بمدينة جبلة، بينها مدرسة الصحابي سعد بن أبي وقاص ومدرسة التطبيقات في حي العمارة، ونسبوا هذه الأفعال لميليشيات درع الساحل/سرايا الجواد، معتبرين أنها تأتي في إطار التحريض المرتبط بدعوات غزال غزال.
في المقابل، وجّه مواطنون من أبناء الطائفة العلوية رسائل علنية لأهالي المناطق الأخرى قالوا فيها إن المشاركين من أبناء الطائفة لا يمثلون أكثر من 2%، وإن غالبية أبناء الطائفة مع المطالب المحقة لكنهم يرون أن توقيت الدعوة غير مناسب، مع مطالبة أجهزة الأمن بالحفاظ على سلمية أي تجمعات، والدعوة إلى عدم التصعيد أو ردود الفعل.
وتساءل ناشطون عن تزامن هذه الدعوات مع مفاوضات تُوصف بالحاسمة بين الحكومة السورية وقسد في دمشق، معتبرين أن هذه التحركات قد تُستخدم بحسب وصفهم كورقة ضغط سياسية تحت غطاء المطالب الشعبية.
كما حذّر آخرون من الدعوة لتنظيم مظاهرات مضادة، معتبرين أنها قد تُرهق الأجهزة الأمنية وتمنح الفرصة وفق قولهم لجهات تبحث عن الفوضى لإفشال أي اتفاقات قائمة.
وتؤشر التطورات وتساعد التحريض إلى حالة توتر متزايدة على خلفية دعوات للتظاهر وخطاب ذي طابع تحريضي، بالتزامن مع تداول تسجيلات وتسريبات تعزز المخاوف من محاولات استثمار الشارع لإشعال الفتنة ويؤكد ناشطون ومواطنون على ضرورة ضبط النفس ومنع أي انزلاق نحو العنف، مع الدعوة لاتخاذ إجراءات قانونية لحماية المدنيين والحفاظ على السلم الاجتماعي.