ميس حرب: حين تتحوّل رسالة الفن إلى دعوة للعنف والطائفية
ميس حرب: حين تتحوّل رسالة الفن إلى دعوة للعنف والطائفية
● أخبار سورية ١٩ يوليو ٢٠٢٥

ميس حرب: حين تتحوّل رسالة الفن إلى دعوة للعنف والطائفية

في مشهد يناقض تمامًا جوهر الفن ورسالته الإنسانية، اختارت المغنية السورية ميس حرب أن تنحاز إلى خطاب الكراهية والتحريض الطائفي، بدلًا من استخدام منصتها للدعوة إلى التعايش وحقن الدماء، في خضم التصعيد الدموي الذي تشهده محافظة السويداء.

تحريض علني وسط أحداث دامية
وسط الانتهاكات الخطيرة التي تمارسها ميليشيات تابعة للشيخ الهجري بحق عشائر البدو، من قتل وتهجير وحرق منازل، نشرت ميس حرب منشورًا عبر صفحتها الرسمية في "فيسبوك" تدعو فيه أبناء السويداء إلى مساندة المسلحين في القتال، ووصفتهم بـ"الإخوة" الذين يقاتلون من أجل المدينة، متجاهلة ما ارتكبته هذه المجموعات من جرائم بحق المدنيين.

خطاب يحرض على القتل
في لهجة لا تمتّ بصلة إلى رسائل الفن، طالبت حرب أبناء المدينة بحمل السلاح، والوقوف على النوافذ لصيد من وصفتهم بـ"الخصوم"، كما حرّضت على استخدام وسائل مؤذية كالماء والزيت المغلي والعصي، في مشهد يعيد إلى الأذهان دعوات سابقة أطلقها فنانون موالون لنظام الأسد إبّان حملاته العسكرية على إدلب ومناطق المعارضة.

إنكار للمجازر وتكذيب للإعلام
لم تكتفِ المطربة المعروفة بأدائها للأغاني الفلكلورية بإطلاق التحريض، بل عمدت إلى تكذيب وسائل الإعلام التي غطّت الانتهاكات بحق عشائر البدو، بما في ذلك تقارير "تلفزيون سوريا" و"الجزيرة"، متجاهلة صور الجثث والدمار وشهادات الضحايا، التي أثبتت ما جرى من تنكيل بحق مدنيين.

هجوم على الصحفيين والمدافعين عن الحقيقة
في فيديو سابق، هاجمت ميس حرب الإعلامي جميل الحسن بعد ظهوره في تسجيل مصوّر أكد فيه أن أبناء السويداء يلاحقون فلول النظام والخارجين عن القانون، فاعتبرت أن هؤلاء هم "رجال المدينة" الذين دافعوا عنها وحموا ساحة الكرامة التي واجهت إرهاب بشار الأسد في وقت مبكر من عمر الثورة السورية.

سقوط أخلاقي أمام امتحان الدم السوري
بهذا الموقف، تكون ميس حرب قد تخلّت عن أي دور إنساني يمكن للفن أن يؤديه في الأزمات، واختارت الاصطفاف الطائفي الصريح، متجاهلة عمق الجرح السوري ومعاناة الضحايا، لتتحوّل من صوت غنائي ارتبط بالفلكلور إلى صوت يُغذّي الانقسام والدم.

سلوكها، الذي وصفه كثيرون بالخيانة لرسالة الفن، لا يعكس إلا تحريضًا خطيرًا على مزيد من العنف الأهلي، في وقت أحوج ما يكون فيه السوريون إلى خطاب يوحّد لا يفرّق، ويضمّد الجراح لا يفتحها من جديد.

الكاتب: فريق العمل - سيرين المصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ