
من قتل وأمعن في الإرهاب أكثر "البغدادي" أم "الأسد" في سوريا ...!؟
يحتفل العالم منذ إعلان مقتل أمير تنظيم داعش الإرهابي، "أبو بكر البغدادي" في سوريا، وإنهاء شخصية إجرامية كبيرة روعت العالم بما ارتكبته من جرائم بحق الإنسانية، في وقت يغيب عن المشهد المجرم الآخر الموجود في سوريا والذي ارتكب مجازر وأنتهك الحقوق وقتل ونكل بحق الشعب السوري أكثر مما فعله البغدادي وهو الإرهابي الآخر "بشار الأسد".
ومارس رأس النظام السوري منذ عام 2011، أي قبل ظهور تنظيم داعش في سوريا بأربع سنوات، إرهاباً لم يسبق إليه إلا والده بقتل المدنيين السوريين المطالبين بالحرية والخلاص، وارتكب ومازال المجازر مستخدماً شتى أنواع الأسلحة والذخائر، ليتفوق على الإرهابي الآخر "أبو بكر البغدادي" في التدمير والتهجير والأسلحة التي استخدمها في قتل الكبار والصغار دون تمييز.
وكان للأسد شركاء دوليين ساهموا ولا يزالون في قتل الشعب السوري، وإمداد الأسد بالأسلحة والمال ليواصل القتل، ويرتكب الإرهاب المنظم المُشرعن دولياً، بعد أن عجز كل العالم بما فيها الولايات المتحدة عن ردع إجرام وإرهاب الأسد، وصمتوا كل هذه المدة، ليحتفوا اليوم بمقتل "البغدادي" الأقل إرهاباً من الأسد وحلفائه، ويبقى الأسد حراً طليقاً يواصل الإرهاب والقتل.
وفي الصدد، قدمت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" مقارنة بين حصيلة الضحايا المدنيين الذين قتلوا على يد قوات النظام السوري وتنظيم داعش منذ آذار 2011 حتى تشرين الأول 2019، وحيث قتل تنظيم داعش "5004 مدنياً، بينهم 952 طفلاً، و 584 سيدة"، في حين أن بشار الأسد ونظامه قتلوا " 199455 مدنياً، بينهم 22737 طفلاً، و11875 سيدة"، لتؤكد الإحصائيات على وجود فرق شاسع بين إجرام الإرهابيين، فيما تؤكد الإحصائيات للضحايا الغير مدنيين تفوقاً للأسد في القتل أيضاَ.
كما قدمت "الشبكة السورية" مقارنة بين حصيلة الضحايا المدنيين الذين قتلوا على يد تنظيم داعش والقوات الروسية منذ الإعلان عن تأسيس التنظيم في سوريا وبدء التدخل العسكري للقوات الروسية حتى تشرين الأول 2019، حيث قتلت داعش "5004 مدنياً، بينهم 952 طفلاً، و 584 سيدة"، بينما قتلت القوات الروسية "6686 مدنياً، بينهم 1928 طفلاً، و908 سيدات" أي تفوقاً أيضاَ لإرهاب القوات الروسية على إرهاب داعش في قتل السوريين.
وإضافة لروسيا والأسد، هناك إرهاب الميليشيات الإيرانية التي مارست عبر أذرعها العسكرية ممثلة بميليشيات شيعية عدة أبرزها "الحرس الثوري، حزب الله، لواء القدس، فاطميون" وعشرات الميليشيات الأخرى ضروباً عديدة من الإرهاب المنظم بحق الشعب السوري، والذي لايزال مستمراً بصمت دولي.
وعدى القتل والتنكيل بالمدنيين، عبر القتل المنظم والقصف والإرهاب، يتفوق الإرهابي "الأسد"، بأشواط كبيرة على الإرهابي "البغدادي"، بعمليات الاعتقال والتصفية في السجون، وممارسة صنوف عديدة من التعذيب والموت البطئ، والتي لاتزال ممارسة وتتكشف يومياً صنوف من العذاب والإرهاب الممارس بحق الشعب السوري، هذا عدا عن عمليات التهجير والتغيير الديموغرافي التي مارسها الأسد وقصف المدن وتدميرها.
ورغم تفوق "بشار الأسد" في الإرهاب وحجم القتل والإجرام على "البغدادي" إلا أن الأسد لايزال حتى اليوم قابعاً في قصره بدمشق يدير جرائم الحرب المنظمة ضد السوريين بمباركة دولية، لم تنفع خطوط واشنطن الحمراء والدول الحليفة الأخرى على ردع وإنهاء إرهابه المنظم، لتحتفل بقتل الوجه الآخر من الإرهاب ممثلاً بـ "البغدادي"، في دليل واضح على استهانة الدول الغربية بدماء الشعب السوري على حساب مصالحها.