
من المطبخ إلى السياسة..!! : "الطباخ عمر" يفتح سجالاً بمقارنته بين الدولة الجديدة ونظام الأسد
أثار مقطع فيديو متداول للطباخ السوري "عمر أبو لبدة" المعروف باسم "الشيف عمر"، جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، بعدما أجرى مقارنة بين الدولة السورية الحالية وبين نظام الأسد البائد من حيث قمع الحريات، مدعياً أن "لا أحد يجرؤ على الحديث حالياً"، الأمر الذي فتح باباً واسعاً للنقاش والانتقاد.
واعتبر "الطباخ عمر"، خلال المقارنة أن الوضع الحالي لا يختلف عن عهد الأسد البائد، حيث يسود الخوف وتغيب حرية التعبير، هذه المقارنة اعتبرها كثيرون "انزلاقاً" نحو خطاب يلمع صورة النظام، خاصة أنه صادر من شخص تجاهل الحديث سابقا الحديث عن جرائم النظام وملفات المعتقلين، وغيرها من الانتهاكات.
في حين تساءل عدد من المعلقين: "إذا كان الكلام ممنوعاً كما تقول يا عمر، فمن أين استمددت الجرأة لتتحدث اليوم؟ وكيف لم تهزك المجازر والانتهاكات خلال 14 عاماً، بينما تتحرك الآن فقط للمقارنة بين الطرفين؟"، وفق تعبيرهم.
ورد آخرون بالإشارة إلى أن الساحة السورية اليوم تشهد مشاهد مغايرة تماماً، حيث يظهر معارضون على شاشات الإعلام الرسمي لينتقدوا الأداء الحكومي، كما أن ناشطين من مختلف الأطراف يتنقلون داخل سوريا، وهو ما اعتبر دليلاً على وجود مساحة للتعبير، وتنسف مقولة "الجميع صامت خوفاً".
وليست هذه المرة الأولى التي يثير فيها الشيف عمر موجة استياء ففي شباط/فبراير 2023، ظهر في مقطع مصوّر عبر خاصية "القصص" على منصات التواصل، متحدثاً عن المساعدات التي وزعها على المتضررين من الزلزال في الشمال السوري.
وقال حينها إن "الكيس الذي يوزعه هو الأكبر منذ خمس سنوات" ويزن 10 كيلوغرامات، مشيراً إلى أنه يحتوي على 30 علبة من المعلبات، إضافة إلى الزيت والزعتر والحلويات واعتبر أن "الكيس يملأ العين"، ما أثار استهجاناً واسعاً، واعتبره ناشطون "استغلالاً للكارثة الإنسانية وترويجاً شخصياً".
وكانت وُجهت له حينها اتهامات بـ"التشبيح والمتاجرة بالمنكوبين"، فيما تساءل آخرون عن كيفية دخوله إلى مناطق الشمال السوري رغم ظهوره سابقاً في قنوات مقربة من النظام البائد الأمر الذي زاد من الشكوك حول دوره وخلفياته.
ويرى مراقبون أن الشيف عمر يحافظ على مواقف رمادية، يتجنب فيها إظهار أي دعم واضح للثورة السورية، بينما تلقّت وسائل إعلام موالية للنظام ظهوره الأول عبر برامج محلية باحتفاء لافت هذه الصورة الرمادية جعلته عرضة لانتقادات متكررة، خاصة مع محاولاته الجمع بين العمل الإغاثي والعمل الإعلامي، بطريقة يعتبرها كثيرون أقرب إلى التسويق الشخصي منها إلى الموقف الوطني الواضح.
ويذكر أن بين المقارنة الأخيرة التي عقدها وبين المواقف السابقة المثيرة للجدل، يبقى الشيف عمر شخصية جدلية في المشهد السوري، حيث يرى البعض أن تصريحاته تعكس ارتباكاً بين الاصطفاف والحياد، فيما يذهب آخرون إلى حدّ وصفه بأنه يحاول "تلميع صورة النظام البائد".