من "القرداحة".. تصفية متزعم ميليشيا بدمشق ومخابرات الأسد تشن اعتقالات عقب اغتياله
قُتل متزعم ميليشيات لدى نظام الأسد بظروف غامضة وسط معلومات عن اغتياله على يد مسلحين مجهولين يوم الخميس 7 تشرين الثاني/ نوفمبر، ودفن في مسقط رأسه قرية "يتغرامو" (مزرعة استيلو) التابعة لمدينة القرداحة بريف اللاذقية يوم السبت الماضي.
وأفاد ناشطون في ريف دمشق بأن منطقة عدرا بريف دمشق شهدت استنفاراً أمنياً وحملات اعتقال نفذتها ميليشيات الأسد، عقب اغتيال صف ضابط "مساعد" في قوات النظام يُدعى "أسامة فايز يزبك" (49 عاماً) إثر هجوم شنه مجهولون يستقلون دراجة نارية، مع تضارب معلومات حول مقتله على يد أحد عناصره.
وأكدت مصادر متطابقة من العاصمة دمشق، بأن ميليشيات الأسد اعتقلت يوم السبت 9 تشرين الثاني عدد من الشباب عرف منهم "محمد عبدالقادر حمزة"، المنحدر من بلدة حفير الفوقا بمنطقة القلمون بريف دمشق، أثناء تواجده في مكان عمله بمنطقة عدرا الصناعية.
ويقود "يزبك" مجموعة في المخابرات الجوية يطلق عليها اسم "القيصر"، عُرفت الميليشيا بإجرامها وتشبيحها ومشاركتها بحملات النظام السوري في ريف دمشق ومحافظة درعا عام 2018، الأمر الذي أكده موقع "تجمع أحرار حوران" المحلي.
وذكر أن المساعد لقي مصرعه برصاص مباشر أطلقه أحد عناصر مجموعته داخل بناية المرسيدس في عدرا بريف دمشق، التي يتخذها "يزبك" مقراً لمجموعته منذ عام 2022، عقب انسحابه من مفرزة المخابرات الجوية القريبة من بلدة بصر الحرير شرقي درعا.
ونوه الموقع أنه سبق للمساعد أن شارك في معارك الغوطة الشرقية مطلع عام 2018، لاسيما تورّط مجموعته في عمليات تعفيش ونهب لمحتويات المنازل في مدن وبلدات الغوطة.
وبعد معارك الغوطة، انتقلت مجموعة يزبك إلى بلدة خربة غزالة شرقي درعا، واتخذت منها مقراً خلال حملة النظام العسكرية على المحافظة منتصف 2018، وأفاد أن المجموعة شاركت في تعفيش ونهب المدن والقرى التي كانت تحتلها ميليشيات النظام في ريف درعا الشرقي خلال الحملة العسكرية.
وفي أعقاب سيطرة النظام على درعا، أنشأت المجموعة حاجزًا عسكريًا على دوار بلدة الغارية الغربية، اشتُهر بتشبيحه على المدنيين وفرضه للإتاوات بحق السيارات المارّة خلاله، وعقب ذلك انتقلت إلى بلدة خربة غزالة لتنشأ حاجز عسكرياً في محيط البلدة، وتتخذ من مبنى البريد مقراً لها لمدة عام ونصف.
في حين انتقلت المجموعة إلى محيط بلدة بصر الحرير لتتمركز هناك ضمن مفرزة تابعة للمخابرات الجوية، وأقامت حاجزاً عسكرياً بين بلدتي بصر الحرير ومليحة العطش، ارتكب الحاجز انتهاكات واسعة بحق المدنيين، بما في ذلك فرض الإتاوات والاعتداء على المارة.
ويعرف "يزبك"، بتبعيته المباشرة لإدارة المخابرات الجوية في مدينة حرستا، تحت إشراف العميد “حبيب” التابع لفرع المخابرات الجوية، وكان قُتل 3 عناصر من مجموعته بعمليات اغتيال خلال تمركزهم على الحاجز العسكري قرب بلدة بصر الحرير، الأمر الذي دفعهم للانتقال إلى عدرا في ريف دمشق عام 2022.
وأكدت مصادر إعلامية محلية إغلاق الطرقات المؤدية إلى بلدة زاكية بريف دمشق ومنع الدخول والخروج منها إثر استهداف قائد مجموعة في الفرقة الرابعة في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الفائت.
يذكر أن مناطق ريف دمشق تشهد عمليات اغتيال متكررة بحق عناصر من قوات الأسد، ويقول ناشطون إن بعضها عبارة عن عمليات تصفية داخلية بين قوات الأسد والمليشيات التابعة لها بسبب الخلافات فيما بينها على التهريب وموارد المخدرات.