من الباصات الخضر إلى منصة التكريم.. حلب تحتفي بعودة أهل القرآن
من الباصات الخضر إلى منصة التكريم.. حلب تحتفي بعودة أهل القرآن
● أخبار سورية ١٦ مايو ٢٠٢٥

من الباصات الخضر إلى منصة التكريم.. حلب تحتفي بعودة أهل القرآن

شهدت مدينة حلب فعالية قرآنية مميزة تمثّلت في حفل تكريم 520 حافظاً وحافظةً لكتاب الله تعالى، بينهم 137 مجازاً بالسند المتصل إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك ضمن حفل "قوافل النصر والبناء" الذي أُقيم في جامع عبد الله بن عباس في المدينة.

الحفل الذي نظمته مؤسسة جيل القرآن الكريم، بإدارة محمد معاذ أبو صالح، والذي ذكر من خلال لقاءات إعلامية، أنه يُعد الأول من نوعه في حلب بعد تحريرها، وقد شاركت فيه مختلف الفعاليات والجهات الرسمية وغير الرسمية، ما يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها المدينة لكتاب الله وأهله. وقال أبو صالح: "خرجنا في عام 2016 بالباصات الخضر، وعدنا اليوم إلى حلب مع قوافل حفظة القرآن"، في إشارة مؤثرة إلى رحلة النزوح والعودة التي عاشها الأهالي، والتي تكللت اليوم بتخريج مئات الحفظة.

بدأ الحفل بدخول الحفظة إلى المسجد وهم يكبّرون، في مشهد مهيب عبّر عن بهجة الإيمان وعظمة المناسبة. وتضمّن برنامج الحفل فقرات متنوعة، من أبرزها: تكريم المجازين والحفظة، فقرة إنشاد قدمها المنشد منذر سرميني، بالإضافة إلى كلمة ألقاها عدد من المميزين من الحفّاظ.

وقد أُقيمت هذه الفعالية للتأكيد على مكانة القرآن الكريم وأهله، وإبراز القيم والأخلاق التي يرسّخها، وتجديد الارتباط العميق بين الشعب والأمة بكتاب الله. كما تنوعت الفئات العمرية للحفاظ المشاركين، ما يعكس اتساع قاعدة حفظ القرآن في المجتمع السوري.

ويحمل هذا الحفل رسالة واضحة بأن القرآن باقٍ في الصدور، وأن حلب، رغم ما مرت به، ما زالت تُخرّج الأجيال الحافظة للقرآن، وتحتفي بالنور الذي لا ينطفئ.

إدلب تحتفي بإنجاز قرآني غير مسبوق.. 1493 حافظاً يتوجون مسيرتهم بالتكريم
وقبل أسابيع قليلة احتفلت إدلب بفعالية مشابهة، فأقامتْ حفل تكريم 1493 حافظاً وحافظة لكتاب الله ضمن مدارس دار الوحي الشريف، وذلك يوم السبت 26 نيسان/أبريل 2025. الحدث، الذي أقيم في الملعب البلدي، جمع بين مشهد إيماني مؤثر وفرحة مجتمعية واسعة، حيث توج الأطفال والفتيات حفظهم الكامل للقرآن وسط حضور جماهيري وإعلامي لافت.

مدارس دار الوحي الشريف، المنتشرة في أكثر من 74 فرعاً و28 روضة قرآنية، تجمع بين التعليم الشرعي والدنيوي، وتسهم في بناء جيل متكامل العلم والقيم. ووفقًا للمشرف العام الدكتور أحمد زيدان، فإن 84 حافظاً من المكرّمين نالوا إجازة قرآنية رسمية، تخولهم تعليم القرآن للآخرين وفق أحكام التجويد.

تقدّم الحفاظ نحو ساحة التكريم بخطى ثابتة، يحملون مصاحفهم وقلوبهم عامرة بالفخر، وسط دموع الفرح التي غمرت أهاليهم الجالسين في المدرجات، والذين لم يتمالك بعضهم أنفسهم عن إهداء الورود لأبنائهم. خلف هذا المشهد المهيب، تتجلى صورة مشرقة من صور العطاء التربوي والنهضة القرآنية في سوريا، تؤكد أن طريق النور يبدأ من آيات تتلى من صدورٍ صغار ولكن عظيمة بالمعنى.

دار المتقين في إدلب تكرّم 49 يتيماً من حفظة القرآن وسط إشادة مجتمعية واسعة
وقبل تلك الفعالية بأيام قليلة، احتضنت دار المتقين لرعاية وتأهيل الأيتام في إدلب فعالية تكريمية لـ 49 طالباً من حفظة أجزاء من القرآن الكريم، بحضور وفد من مديرية الرعاية في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وعدد من الشخصيات والمشرفين على الدار.

الحفل الذي جسّد البعد التربوي والاجتماعي للمؤسسات الراعية للأيتام، لاقى تفاعلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تداوَل الناشطون صور الطلاب المكرمين، معتبرين المناسبة رسالة أمل وإيجابية تعزز السلوك القيمي وتحث على التمسك بالدين والأخلاق، لا سيما في أوساط الأطفال اليتامى.

الإشادات انهالت على دار المتقين، إذ عبّر كثيرون عن تقديرهم للدور التربوي والديني الذي تقوم به المؤسسة، في رعاية اليتامى وتعليمهم في بيئة آمنة ومحفّزة. أحد المتابعين كتب: "دار المتقين من الدور التي ترعى الأيتام بكل احتياجاتهم... بارك الله فيهم"، في حين علّق آخر: "الله يحفظهم ويبارك في جهودهم".

يؤكد هذا التكريم أن رعاية الأيتام لا تقتصر على توفير المأوى، بل تمتد لتشمل تنمية الروح والعقل، عبر تعليم القرآن وغرس القيم التي تُسهم في بناء مستقبل أفضل لهم ولمجتمعهم.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ