مفتي الجمهورية "الرفاعي" يوجّه نداءً لحقن الدماء: لا تتركوا الفتنة تحرق ما تبقّى من الوطن
مفتي الجمهورية "الرفاعي" يوجّه نداءً لحقن الدماء: لا تتركوا الفتنة تحرق ما تبقّى من الوطن
● أخبار سورية ٣٠ أبريل ٢٠٢٥

مفتي الجمهورية "الرفاعي" يوجّه نداءً لحقن الدماء: لا تتركوا الفتنة تحرق ما تبقّى من الوطن

وجّه مفتي الجمهورية، الشيخ أسامة الرفاعي، نداءً وطنيًا شاملاً دعا فيه أبناء الشعب السوري بمختلف أطيافهم ومشاربهم إلى الوقوف صفاً واحداً في وجه دعوات الفتنة والاقتتال، مشددًا على أن "كل دم سوري محرم"، وأن "قطرة دم واحدة من أي فرد من أبناء هذا الوطن غالية، لا يجوز التفريط بها أو هدرها تحت أي ذريعة".

وجاءت رسالة المفتي في بيان مصوّر صدر مساء الثلاثاء، تعليقًا على الأحداث الدامية التي شهدتها مدينتا أشرفية صحنايا وجرمانا بريف دمشق، والتي خلفت قتلى وجرحى في صفوف المدنيين والأمن على حد سواء. وقال الرفاعي إن "الفتن إذا اشتعلت لا تُعرف لها نهاية، وكل من فيها خاسر، وليس فيها غالب أو منتصر"، محذرًا من "أصوات الشيطان" التي تروّج للثأر والانتقام تحت غطاء طائفي أو مناطقي.

ودعا المفتي إلى التمسك بنعمة الوطن، وعدم التفريط بما تبقى من استقراره، وقال: "لقد أنعم الله علينا بهذا الوطن، نأكل من خيراته ونستظل بأمنه، فلا تضيّعوا هذه النعمة بإشعال نار الفتنة. من يشعلها لا يريد خيراً لأحد، بل يسعى إلى تدمير البلد على رؤوس الجميع".

وأكد أن سوريا عاشت على مدى عقود في كنف التآلف والمحبة بين مكوناتها، وأنه "لا يجوز أن نسمح لشياطين الإنس والجن باختراق هذا النسيج". وختم الرفاعي بيانه بالدعوة إلى "إطفاء الفتنة، والاحتكام للعقل والضمير والعودة إلى الله"، مضيفًا: "دعوا الثأر جانبًا، واصبروا حتى تأخذ العدالة مجراها، فالثأر لا يُقيم عدلاً، بل يزيد الظلم ظُلمًا".

وفد رفيع من السويداء في داريا للتهدئة
في إطار جهود التهدئة، وصل وفد من وجهاء ومشايخ محافظة السويداء إلى مدينة داريا في ريف دمشق عصر الأربعاء، في زيارة تهدف إلى نزع فتيل التوتر المتصاعد في صحنايا وأشرفية صحنايا، بعد أيام من التصعيد الدموي.

وضم الوفد كلاً من محافظ السويداء مصطفى البكور، وشيخي عقل الطائفة الدرزية الشيخ حمود الحناوي والشيخ يوسف جربوع، إلى جانب الشيخ يحيى الحجار، قائد "حركة رجال الكرامة"، والشيخ ليث البلعوس، حيث أجروا اجتماعًا مع مسؤولين في الإدارة السورية في محاولة لاحتواء الأزمة.

وفي السياق ذاته، أعلن مدير أمن ريف دمشق، المقدم حسام الطحان، أن قوات الأمن العام دخلت جميع أحياء أشرفية صحنايا، وبدأت تنفيذ عمليات تمشيط لضمان استقرار المنطقة، مشيرًا إلى أن الوضع بات تحت السيطرة مع استمرار العمليات ضد المجموعات المسلحة.

اتهامات بضلوع جهات متطرفة في التصعيد الأمني
من جانبه، حمّل الشيخ سليمان عبد الباقي، قائد فصيل "تجمع أحرار جبل العرب"، مسؤولية التصعيد الأخير في جرمانا وصحنايا إلى ما وصفها بـ"جهات متطرفة تسلّلت مؤخراً إلى مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية". وحذّر عبد الباقي، في بيان رسمي، من أن هذه العناصر تسعى لإشعال الفتنة في الجنوب السوري، في وقت تبذل فيه الحكومة جهودًا لاحتواء التصعيد وتفادي انفجار الوضع.

وأكد عبد الباقي أن هناك تواصلاً مستمرًا مع القيادات الرسمية التي أبدت حرصًا على التهدئة، لكنه شدد في المقابل على أن "كرامة الأهالي خط أحمر"، وأن "التجمع لن يتوانى عن حماية المدنيين في وجه أي اعتداء من أي جهة كانت".

وأشار إلى أن السويداء كانت ملاذًا آمنًا لأكثر من خمسة ملايين سوري خلال فترة حكم نظام الأسد المخلوع، ولم تُسجَّل فيها أي حالات اعتداء على الدين أو المعتقد، مؤكدًا أن التجمع شارك في جهود المصالحة بعد سقوط النظام، وأسهم في الإفراج عن أكثر من ألف معتقل في السويداء وجرمانا وجبل الشيخ.

وشدد عبد الباقي على ضرورة الحفاظ على السلم الأهلي، والعمل مع مختلف الفصائل، وفي مقدمتها "حركة رجال الكرامة" و"مضافة الكرامة"، من أجل توحيد الصف والانخراط في مؤسسات الدولة لبناء سوريا الجديدة.

ليلة دامية تهز جرمانا وصحنايا
وكانت مدينتا جرمانا وأشرفية صحنايا قد شهدتا فجر الثلاثاء واحدة من أعنف الاشتباكات المسلحة، التي اندلعت بعد هجوم شنّته مجموعة مسلّحة مجهولة على حواجز أمنية وعناصر من قوات الأمن العام. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 13 شخصًا، بينهم اثنان من عناصر الأمن.

وامتدت المواجهات لاحقًا إلى مناطق واسعة في ريف دمشق الجنوبي، تحديدًا إلى صحنايا وأشرفية صحنايا، حيث شنّت نفس المجموعة المسلحة هجمات متفرقة على نقاط أمنية، ما أدى إلى مقتل 11 عنصرًا أمنيًا إضافيًا.

وفي ظل هذه التطورات، دعا ممثل المجتمع المحلي في أشرفية صحنايا، تامر رفاعة، في حديث لتلفزيون سوريا، إلى تدخل سريع من الحكومة لوقف الاشتباكات وحماية المدنيين، مؤكدًا أن هوية المهاجمين لا تزال غير معروفة حتى الآن، ما يزيد من حالة الغموض والقلق في أوساط السكان.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ