
معارك مستمرة غير متكافئة القوة شمال سوريا ... فصائل الثوار بمواجهة جيوش دول عظمى
تتواصل المعارك بين فصائل الثوار وقوات النظام المدعومة من روسيا وإيران بشكل عنيف، مع استمرار التصعيد الجوي والقصف على مناطق التماس والمناطق المدنية المأهولة بالسكان، في ظل حرب إبادة معلنة وصمت دولي مطبق إلا من التصريحات.
وتواجه فصائل الثوار من مختلف التشكيلات جيوش دول عظمى أبرزها روسيا وميليشيات أكبر دولة إرهابية في الشرق الأوسط ممثلة بإيران تقاتل بصبغة طائفية حاقدة على الشعب السوري، إضافة لعصابات النظام وميليشياته.
ووفق متابعين بإن الحملة الجارية هي الأعنف منذ سنوات عديدة، مقارنة بحجم التصعيد الجاري والقصف والترسانة العسكرية المكرسة للمعركة، علاوة عن حجم الحشود التي تشارك في العمليات العسكرية.
ورغم كل هذه الحشود إلا أنها تعتمد بالدرجة الأولى على التمهيد الناري وسياسية التدمير وحرق المنطقة المراد التقدم إليها، وتتبع تلك القوات تفادي المواجهة المباشرة مع الفصائل، كونها تتكبد خسائر كبيرة في العتاد والأليات.
وخلال أكثر من شهر، أحرزت القوات المهاجمة قدماً كبيراً على حساب سيطرة فصائل الثوار، ووصلت لمناطق لم تكن تستطيع الوصول إليها طيلة السنوات الماضية، بعد تكثيف القصف والرصد للمنطقة واستهداف أي حركة واتباع سياسيات وأسلحة نوعية وفتاكة للمعركة الغير متكافئة.
وترسم التطورات الحاصلة شمال سوريا معالم خارطة عسكرية جديدة في المنطقة، تقلص المناطق المحررة بشكل كبير، وتكسب النظام مناطق استراتيجية كبيرة، إلا أن هناك خبراء يتوقعون أن يكون هذا التمدد وبالاً على النظام مع اتساع جبهته مستقبلاً، ويتوقعون لجوء الفصائل لحرب الكمائن والعصابات بمجرد هدوء المعركة وإعادة ترتيب صفوفهم.
ورغم الاستنزاف الحاصل لدى فصائل الثوار جراء الرصد الجوي لألياتها ومقراتها وتحركاتها، إلا أنها لاتزال تقاتل على الجبهات بكل شراسة وتحقق خسائر كبيرة في صفوف العدو، على صعيد الناصر أو الأليات، وهذا بحد ذاته وفق محللين عسكريين قوة كبيرة لاتزال تشكل عثرة أمام المشروع الروسي في المنطقة.