
مصر والسعودية والأردن وتركيا وايران تندد بالهجمات الإسرائيلية على سوريا
أثارت الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على جنوب سوريا وريف دمشق موجة إدانات واسعة من دول عربية وإسلامية، شملت إيران، السعودية، تركيا، مصر، والأردن، إضافة إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وسط مطالبات لمجلس الأمن والمجتمع الدولي باتخاذ موقف حاسم ضد “العدوان الإسرائيلي المتكرر”، ووقف انتهاكاته للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
السعودية: التصرفات الإسرائيلية تزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة
من جانبها، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانتها واستنكارها للغارات الجوية والتوغلات الإسرائيلية في الجنوب السوري، مؤكدة أن هذه العمليات تمثل انتهاكًا صارخًا للاتفاقيات الدولية.
وقالت الخارجية السعودية في بيانها: “تعرب المملكة عن إدانتها لقصف قوات الاحتلال الإسرائيلية عدة مناطق في الجمهورية العربية السورية الشقيقة، ومحاولاتها زعزعة أمنها واستقرارها في انتهاكات متكررة للاتفاقيات والقوانين الدولية ذات الصلة”.
وأكد البيان “تضامن المملكة مع سوريا حكومةً وشعبًا، وضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لوقف التصرفات الإسرائيلية التي تزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة، ومنع اتساع رقعة الصراع، وهو الأمر الذي حذرت منه المملكة مرارًا”.
مصر تدعو إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي السورية المحتلة
بدورها، أدانت جمهورية مصر العربية بأشد العبارات الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي السورية، معتبرةً أنها تصعيدٌ ممنهج وانتهاكٌ صارخٌ للقانون الدولي، مطالبةً مجلس الأمن والمجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوضع حد لهذه الاعتداءات.
وقالت الخارجية المصرية في بيانها: “تطالب جمهورية مصر العربية الأطراف الدولية الفاعلة ومجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياتهم في إلزام إسرائيل بوقف هذه التجاوزات السافرة”، مشددة على “أهمية انسحاب إسرائيل من الأراضي السورية التي احتلتها مؤخرًا، في انتهاك صارخ لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974، توطئة لتحقيق الانسحاب الكامل من الأراضي السورية المحتلة عام 1967، باعتبار أن الجولان أرض سورية محتلة”.
هاكان فيدان : إسرائيل لا تؤيد السلام
أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن سوريا تُظهر بوضوح أن إسرائيل لا تؤيد السلام، مشيرًا إلى أن التوسع الإسرائيلي الإقليمي هو أكبر عقبة أمام الاستقرار في المنطقة، و شدد على أن إسرائيل يجب أن تضع حدًا لتمددها العسكري تحت ذريعة الأمن.
وأضاف فيدان: “يجب اتخاذ موقف واضح ضد ممارسات إسرائيل التي تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة”، معبرًا عن متابعة تركيا عن كثب لتطورات الوضع في سوريا.
الأردن يندد بالغارات الإسرائيلية خلال لقاء الملك عبدالله الثاني بالرئيس السوري
تزامن التصعيد العسكري الإسرائيلي مع زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى عمان، حيث بحث مع الملك عبدالله الثاني التطورات الإقليمية، وأكد العاهل الأردني إدانة الأردن للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا.
وخلال اللقاء، شدد الملك عبدالله الثاني على “ضرورة وقف التصعيد الإسرائيلي في سوريا، وحماية وحدة أراضيها وسيادتها”، مؤكدًا أن “الأردن يدعم عودة سوريا إلى دورها العربي والإقليمي، وضرورة التنسيق لمواجهة التحديات الأمنية، وعلى رأسها تهريب الأسلحة والمخدرات”.
قطر :: اعتداء اسرائيل على سوريا اانتهاك سافر للقانون الدولي
نددت قطر بشدّة قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة مناطق في سوريا، واعتبتره اعتداءً صارخاً على سيادة ووحدة سوريا وانتهاكاً سافراً للقانون الدولي.
وشددت وزارة الخارجية القطرية على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته القانونية والأخلاقية لإلزام الاحتلال الإسرائيلي بالامتثال لقرارات الشرعية الدولية ووقف الاعتداءات المتكررة على الأراضي السورية، بما يحول دون المزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة
وجددت قطر، موقفها الثابت الداعم لسيادة سوريا واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها، كما تعبّر عن مساندتها لكافة الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لإحلال الأمن الاستقرار في سوريا وتحقيق تطلّعات شعبها الشقيق.
إيران تدعو لتحرك دولي ضد “العدوان التوسعي الإسرائيلي”
أدانت وزارة الخارجية الإيرانية الغارات الإسرائيلية والتوغلات العسكرية في الجنوب السوري، مؤكدةً أن هذه الهجمات تشكل انتهاكًا صارخًا للسيادة السورية.
وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن “إيران تُدين هذه الهجمات الجديدة التي تشكل انتهاكًا صارخًا للسيادة السورية”، محذرًا من “استمرار العدوان التوسعي الإسرائيلي”، ومشدّدًا على أن هذه الاعتداءات لا يمكن أن تمر دون ردع.
وأضاف بقائي أن “الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لاتفاقية عام 1974 تمثل خرقًا واضحًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي”، معتبرًا أن الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من الأراضي السورية والاعتداءات المتواصلة عليها تهدد السلم والأمن الدوليين.
وطالب إيران مجلس الأمن بالتحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات، داعيةً الدول الإسلامية والمجتمع الدولي إلى الرد بحزم على التصرفات الإسرائيلية واتخاذ إجراءات فورية لوقفها.
حماس: العربدة الإسرائيلية تستوجب موقفًا حازمًا من الدول العربية والإسلامية
في السياق ذاته، أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشدة التوغل الإسرائيلي البري في ريفي درعا والقنيطرة، إضافة إلى الغارات الجوية التي استهدفت مناطق جنوب دمشق.
وفي بيان رسمي، قالت الحركة: “ندين بأشد العبارات العدوان الصهيوني الإجرامي على أراضي الجمهورية العربية السورية، والتوغل البري لجيش الاحتلال الفاشي في ريفي درعا والقنيطرة، إضافة إلى القصف الجوي الذي استهدف جنوب دمشق”.
وأضافت الحركة أن “هذا العدوان يمثل اعتداءً سافرًا على السيادة السورية، واستمرارًا لسياسة العربدة التي ينتهجها كيان الاحتلال ضد الدول العربية”، داعيةً الدول العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه “الجرائم الصهيونية المتصاعدة”، واتخاذ موقف جاد للجم إسرائيل، والتصدي لاعتداءاتها المتواصلة على دول وشعوب المنطقة.
كما طالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإدانة هذا العدوان، ومحاسبة قادة الاحتلال بوصفهم مجرمي حرب على جرائمهم وانتهاكاتهم المتكررة للقانون الدولي.
الأمم المتحدة تعرب عن قلقها من الانتهاك الإسرائيلي المستمر لسيادة سوريا
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء الانتهاك الإسرائيلي المستمر لسيادة سوريا وسلامة أراضيها، وذلك في أعقاب الغارات الجوية والتوغلات البرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي مؤخرًا داخل الأراضي السورية، خصوصًا في المناطق الجنوبية.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في منشور عبر منصة “إكس”، إن المنظمة الدولية “تشعر بقلق بالغ إزاء الانتهاك المستمر من إسرائيل لسيادة سوريا وسلامة أراضيها، إضافة إلى انتهاك اتفاق فض الاشتباك بين القوات لعام 1974”، مشددًا على أن “جميع الالتزامات بموجب القانون الدولي يجب أن تُحترم”.
مقتدى الصدر يدين القصف الإسرائيلي ويدعو الشرع لترك التصريحات الطائفية
أصدر مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري في العراق، بيانًا استنكر فيه الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، داعيًا الحكومات العربية إلى اتخاذ موقف صارم تجاه التصعيد الإسرائيلي.
وقال الصدر “إننا نتابع بدقة التحركات الصهيونية الاستعمارية واعتداءاتها الإرهابية على الجمهورية السورية الشقيقة. وإننا إذ نشجب ونستنكر القصف الصهيوني"
واستدرك الصدر متمنيا بقوله "على الحكومات العربية عمومًا والحكومة السورية خصوصًا، وبالأخص الرئيس السوري أن يترك التصريحات الطائفية، وأن لا يقف مكتوف اليد إزاء القصف الإسرائيلي وتوغله الاستعماري في الأراضي السورية".
أمين عام "الجامعة العربية" يُدين الغارات الإسرائيلية
أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أمس الأربعاء، بأشد العبارات الغارات والاعتداءات التي شنها الجيش الإسرائيلي على الأراضي السورية في الساعات الأخيرة، معتبرًا أن هذه الاعتداءات تمثل استفزازًا أرعن وتصعيدًا ينتهز فرصة التحول السياسي في سوريا لتثبيت واقع غير قانوني وغير شرعي.
نقل جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام عن أبو الغيط قوله إن الاحتلال الإسرائيلي لأية أراضٍ سورية يعد انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي مطالب باتخاذ مواقف واضحة لإدانة هذا العدوان غير المبرر، والذي يستهدف إشعال فتيل التوتر في المنطقة ووضع العراقيل في طريق الانتقال السياسي في سوريا.
وأكد المتحدث الرسمي تضامن الجامعة العربية مع الجمهورية العربية السورية في مواجهة العدوان الإسرائيلي على أراضيها، مُعربًا عن استنكار الجامعة لمحاولات إسرائيل المكشوفة لزرع بذور الفتنة في المنطقة.
رسائل سياسية في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر
تعكس هذه الموجة من الإدانات إجماعًا عربيًا وإسلاميًا على رفض التصعيد الإسرائيلي في سوريا، وسط دعوات إلى تحرك دولي جاد لمنع استمرار هذه الاعتداءات. كما تبرز هذه المواقف مدى تصاعد الغضب الإقليمي تجاه إسرائيل، خاصة في ظل تزايد مطالبات الانسحاب من الأراضي السورية المحتلة.
وفي ظل هذا المشهد، يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن الدول العربية والإسلامية حقًا من وقف الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، أم ستتمكن سوريا نفسها من وقف هذه الاعتداءات، وذلك في ظل تعنت إسرائيلي واضح، وعدم اهتمام بأي تصريحات وإدانات دولية بخصوص توغله في سوريا، أم أن الضغوط الإقليمية والدولية ستدفع تل أبيب إلى إعادة النظر في سياساتها تجاه سوريا؟