مستشار ألماني يُهاجم اليمين المتطرف: اللاجئون السوريون "المندمجون" في ألمانيا "مرحب بهم"
قال المستشار الألماني أولاف شولتس، في رسالة على منصة إكس، إنّ اللاجئين السوريين "المندمجين" في ألمانيا "مرحب بهم"، في رد على المحافظين وقوى اليمين المتطرف بإعادتهم إلى بلدهم بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وأوضح أن "كلّ من يعمل هنا، ومندمج بشكل جيّد، هو موضع ترحيب في ألمانيا وسيظل كذلك. هذا مؤكد"، مشيرا إلى أنّ "بعض التصريحات في الأيام الأخيرة أدّت إلى زعزعة" استقرار "مواطنينا السوريي الأصل".
وعبر المستشار الألماني "أولاف شولتس"، عن تحفظه بشأن النقاشات المتعلقة بعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، مؤكدا ضرورة مراقبة تطورات الأوضاع أولا قبل اتخاذ أي قرارات و الخوض في هذه المسألة.
وقال شولتس في مقابلة مع قناة "ARD"، ردا على سؤال حول إمكانية إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم: "خطتي المحددة تتمثل أولا في دراسة الوضع عن كثب لمعرفة ما يجري"، وتابع شولتس: "ثم سنرى ما ستكون عليه النتائج، ربما، إذا سارت الأمور على ما يرام، سيقرر العديد من الناس طوعا أنهم يرغبون الآن في المشاركة في إعادة إعمار البلاد".
وقال: "يجب أن تكون مهمتنا الآن ضمان أن تتوفر هناك في سوريا من خلال الإمكانيات المتاحة لنا وللعديد من الدول الأخرى، فرصة لحياة آمنة قانونيا، وفرصة لتحقيق الديمقراطية، وإمكانية أن يعيش الناس من ديانات مختلفة معا بشكل جيد"، مشيرا إلى أن هذه المهمة ستتطلب العمل خلال الأيام المقبلة.
وأوضح أنه "سنتمكن من معالجة هذه القضية بطريقة مناسبة وبجدية بالغة مع الجميع"، إلا أنه في الوقت نفسه أوضح أن الوضع في الوقت الحالي في سوريا لا يزال "خطيرا للغاية".
وكانت قالت مجلة "دير شبيغل" إن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في ألمانيا (BAMF) أوقف النظر في طلبات اللجوء المقدمة من السوريين، في وقت النائب عن حزب "الخضر" أنطون هوفريتر إلى عدم تشديد سياسة الهجرة تجاه اللاجئين السوريين بعد رحيل الأسد.
ودعا المتحدث باسم السياسة الخارجية لفصيل المعارضة في حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" و"الاتحاد الاجتماعي المسيحي"، يورغن هاردت، إلى تقييم متجدد لمن يحتاج إلى اللجوء في ألمانيا فيما يتعلق بالوضع السياسي المتغير في سوريا.
ووفق مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني، فإنه في نهاية عام 2023 كان هناك حوالي 970 ألف سوري يعيشون في البلاد. وفي النصف الأول من عام 2024، قدم السوريون أكثر من 37 ألف طلب لجوء (31% من الإجمالي)، وفي عام 2023، تم تقديم أكثر من 100 ألف طلب، بحسب إحصائيات وزارة الهجرة واللاجئين الألمانية.
وكانت أعلنت ألمانيا، على غرار دول أوروبية أخرى كالنمسا والسويد، تعليق البتّ بطلبات اللجوء المقدّمة من سوريين، وكانت قالت مرشحة حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف لمنصب المستشارة، أليس فايدل، في منشور على منصة إكس "لن نقبل أحدا بعد اليوم!".
ولاتقتصر الأصوات المطالبة بترحيل اللاجئين السوريين على اليمين المتطرف بل تتعداه إلى قسم من أنصار المحافظين الذين يقودون المعارضة حاليا ويتوقع أن يفوزوا بالانتخابات، ومن بين هؤلاء ينس سبان، أحد قادة الكتلة البرلمانية المحافظة في مجلس النواب الألماني، والذي اقترح "استئجار طائرات" وتخصيص مكافأة قدرها ألف يورو "لكل من يريد العودة إلى سوريا".
وكانت أظهرت دراسة، نشرت الجمعة، أنّ العودة المحتملة لسوريين مقيمين في ألمانيا إلى بلدهم يمكن أن تؤدي إلى تفاقم نقص العمالة في مستشفيات البلاد، وكذلك في قطاعات أخرى مثل النقل والخدمات اللوجستية، وفي رسالته، قال شولتس إنّ "نحو 5 آلاف طبيب سوري يعملون حاليا في المستشفيات الألمانية".
ويقيم في ألمانيا حوالى مليون سوري وصل معظمهم بعد اندلاع الحرب الأهلية في بلدهم في 2011 ولا سيما خلال "أزمة الهجرة" في 2015، وفي حين حصل قسم من هؤلاء على الجنسية الألمانية فإن كثرا منهم لم يحصلوا عليها بعد، مما يجعلهم عرضة لترحيلهم من هذا البلد.