محاكمة متورط في السويد .. تطورات جديدة في قضية الطيار الأردني معاذ الكساسبة
كشف جواد الكساسبة، شقيق الطيار الأردني النقيب معاذ الكساسبة، عن تطورات القضية المنظورة أمام المحاكم السويدية، والتي تتعلق بمحاكمة الإرهابي أسامة كريم، المتهم بالمشاركة في إحراق الكساسبة، والذي تم القبض عليه في فرنسا لضلوعه في أعمال إرهابية.
قال جواد الكساسبة في تصريح خاص لموقع "العربية.نت"، إن المحامي السويدي ميكيل ويسترلند، المكلف من قبل الحكومة السويدية بتمثيل أسرة الكساسبة، قد زار منزل العائلة في محافظة الكرك جنوبي الأردن، برفقة الصحافي السويدي اللبناني قاسم حمادي.
وأضاف أن العائلة قد وكّلته رسميًا لتمثيلها في المحكمة السويدية والمطالبة بمحاكمة عادلة، مع تقديم طلب لجلب المتهم إلى الأردن لكشف ملابسات القضية، وأكد الكساسبة أن العائلة متمسكة بتحقيق العدالة، ومعرفة كافة التفاصيل المتعلقة بالجريمة التي راح ضحيتها نجلهم معاذ.
عائلة الكساسبة ترد
تعقيبًا على هذا الطلب، قال جواد الكساسبة، شقيق معاذ، لـ"العربية.نت" إن "في كل عام يقوّض الله لقضية معاذ من يجدد مطالب أسرته"، وأوضح أنه سيتم التنسيق مع محامي الادعاء السويدي لمعرفة تفاصيل الحادث من المتهم ثم المطالبة بمحاكمته. وأشار إلى أن السويد، بموجب قوانينها، يمكنها محاكمة الأشخاص على جرائم ارتكبت خارج حدود البلاد إذا كانت تنتهك القانون الدولي.
كما تُعد هذه الخطوة السويدية جزءًا من الجهود الدولية لمحاسبة عناصر التنظيم الإرهابي على الجرائم البشعة التي ارتكبوها، والتي تضمنت انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان.
التحقيق في الجرائم المتعلقة بتنظيم الدولة
قالت هيئة الادعاء السويدية في بيان رسمي إن المتهم، أسامة كريم (32 عامًا)، الذي تم التعرف عليه في الوثائق القضائية السويدية، متهم بالمشاركة في قتل الكساسبة مع أفراد آخرين من تنظيم الدولة. وكشفت النيابة أن كريم وآخرين كانوا قد أجبروا الطيار على دخول القفص قبل تنفيذ عملية الإعدام، وهو ما يُعتبر انتهاكًا لقوانين الحرب.
اتهامات بارتكاب جرائم إرهابية
إلى جانب التورط في قتل الطيار، أفادت التقارير بأن كريم أدين سابقًا بالتورط في شن هجمات إرهابية في باريس عام 2015، وفي بروكسل عام 2016. ويواجه الآن اتهامات بارتكاب جرائم إرهابية تتعلق بمقتل الكساسبة، إضافة إلى نشاطات أخرى من التنظيم. ولم يتم حتى الآن محاكمة أي شخص بشأن هذه الجريمة، حيث يرى ممثلو الادعاء السويديون أن ما ارتكبه المتهم يعد من الجرائم التي تقع تحت بند الإرهاب.
المحاكمة في السويد
مؤخرًا، تم القبض على كريم في فرنسا، ويُتوقع أن تطلب السويد من السلطات الفرنسية نقل المتهم إليها لتقديمه للمحاكمة وفقًا للقوانين السويدية. بموجب هذه القوانين، يمكن محاكمة الأشخاص على الجرائم التي ارتكبوها في الخارج إذا كانت تتعارض مع القانون الدولي.
تنظيم الدولة في سوريا والعراق
وكان تنظيم الدولة قد سيطر على مساحات شاسعة من الأراضي في سوريا والعراق خلال السنوات 2014 إلى 2017، قبل أن يُهزم في معاقله الأخيرة في سوريا في عام 2019. وقد أشتهر التنظيم بنشر مقاطع فيديو لعمليات إعدام وحشية لعدد من الجنود الأسرى، في خطوة لاستعراض قوته ونشر الخوف.
وفي هذا السياق، شهدت العديد من الجرائم المرتكبة على يد التنظيم، مثل إعدام الجنود التركيين في عام 2016، مشهدًا مشابهًا لما حدث مع الكساسبة، مما يسلط الضوء على الطبيعة الوحشية لجرائم التنظيم.
الخطوات المقبلة
تستمر التحقيقات في السويد بشأن ملاحقة المتورطين في جرائم الحرب الإرهابية التي ارتكبها تنظيم الدولة. ويُتوقع أن تحظى القضية باهتمام دولي، خصوصًا بالنظر إلى بشاعة الجريمة وارتباطها بعقوبات دولية قد تساهم في محاكمة المشتبه بهم عبر المحاكم الدولية.
إعدام معاذ الكساسبة يثير ردود فعل دولية واسعة
أثار إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة، الذي تم إحراقه حيًا على يد تنظيم الدولة في عام 2015، ردود فعل قوية على الصعيدين الدولي والعربي، حيث أدانت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية وإنسانية الجريمة بأشد العبارات.
وأعلن تنظيم الدولة عبر تسجيل مصور تم تداوله على مواقع الإنترنت المحسوبة عليه، أنه نفذ عملية الإعدام الوحشية للطيار الأسير معاذ الكساسبة.
تفاصيل عملية الإعدام
أظهر الشريط المصور الذي حمل عنوان "شفاء الصدور" عملية إعدام الطيار الأردني الذي كان قد وقع في أسر التنظيم منذ 24 ديسمبر/كانون الأول 2014. في الفيديو الذي استمر لمدة 22 دقيقة، بدا الكساسبة (27 عامًا) وهو محاط بعدد من عناصر تنظيم الدولة الذين كانوا مدججين بالسلاح، بينما كان يرتدي بزة برتقالية اللون. وأظهر الفيديو اللحظات الأخيرة للطيار قبل أن يُدخل إلى قفص حديدي ويُشعل فيه النار، في مشهد مروع أثار صدمة كبيرة في مختلف أنحاء العالم.
الردود الدولية
أدى هذا الحادث إلى إدانات عالمية واسعة من الحكومات والمنظمات الدولية، حيث اعتبرته الأمم المتحدة جريمة ضد الإنسانية، وأكدت منظمات حقوق الإنسان أن هذا الفعل يتناقض تمامًا مع المبادئ الإنسانية، ويعد خرقًا صارخًا لقوانين الحرب، وكانت هذه الجريمة الوحشية واحدة من أبرز الأفعال الوحشية التي ارتكبها تنظيم الدولة، مما أسهم في تعزيز الانطباع العالمي عن وحشية التنظيم ورفض المجتمع الدولي له.