
"مجلس الأمن" يُدين الاعتداءات الإسرائيـ ـلية على سوريا ودعوات دولية لاحترام سيادتها
أدان مجلس الأمن الدولي، خلال جلسة طارئة عقدت يوم الخميس، الغارات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، مؤكدًا أن هذه الاعتداءات تمثل انتهاكاً صريحاً للاتفاقيات الدولية ولسيادة سوريا، وسط مطالبات دولية بوقف التصعيد واحترام اتفاق فض الاشتباك في الجولان.
الأمم المتحدة: الغارات تهدد الاستقرار وتتعارض مع القانون الدولي
أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيير لاكروا، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي شنت هجمات جوية متعددة استهدفت دمشق وحماة وحمص، بالإضافة إلى هجمات برية أدت إلى مقتل تسعة مدنيين.
وحذر من أن "الوجود العسكري الإسرائيلي داخل المنطقة العازلة يهدد الاستقرار في المنطقة". كما أشار إلى أن قوات "أندوف" الدولية تواصل مراقبة الحدود وتجري اجتماعات مع السلطات السورية الجديدة وإسرائيل لضمان الالتزام باتفاق فض الاشتباك.
وشدد لاكروا على أن "التحركات الإسرائيلية داخل المنطقة العازلة مرفوضة وتخالف الاتفاقيات الدولية"، مطالبًا بضرورة تعزيز الرقابة الدولية ومنع أي وجود عسكري في تلك المناطق.
مواقف الدول الأعضاء في مجلس الأمن
الجزائر: عبر مندوب الجزائر عن رفض بلاده للغارات الإسرائيلية، معتبرًا أنها تمثل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي، وتسببت بسقوط ضحايا مدنيين، داعيًا إلى الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي السورية، واحترام سيادتها وسلامتها الإقليمية.
الصين: شددت على أن "إسرائيل تجاهلت اعتراض المجتمع الدولي"، مطالبة بإنهاء الهجمات والانسحاب الفوري من الأراضي المحتلة.
باكستان: وصفت الاعتداءات بأنها "انتهاك فاضح للقانون الدولي"، وقال مندوبها إنها "تقوّض جهود السلام وتمس بسيادة سوريا ووحدتها".
الولايات المتحدة: أعربت عن قلقها من أن تتحول سوريا إلى "قاعدة للإرهاب"، لكنها رحبت بالتنسيق التركي الإسرائيلي لتجنب التصعيد، وأكدت أن "واشنطن ستحكم على النظام السوري من خلال أفعاله لا أقواله".
روسيا: كشف مندوبها أن إسرائيل نفذت أكثر من 700 هجوم على سوريا منذ سقوط النظام السابق، داعياً إلى دعم المرحلة الانتقالية في البلاد، ورفض التدخلات الخارجية التي تهدف إلى فرض حلول لا تتماشى مع إرادة السوريين.
فرنسا: اعتبرت أن سوريا بدأت عملية انتقال تاريخية، مشددة على أن استمرار الضربات الإسرائيلية يهدد فرص تحقيق الاستقرار، كما دعت إلى احترام وحدة الأراضي السورية ووقف أي محاولات لتجزئتها.
بريطانيا: رحّبت بتشكيل الحكومة السورية الجديدة، لكنها أعربت عن قلقها من استمرار التصعيد الإسرائيلي، مؤكدة أنه يعيق فرص الاستقرار.
اليونان: أكد مندوبها أن "سيادة سوريا انتُهكت مراراً"، داعياً إلى تنفيذ اتفاق فض الاشتباك والوقوف إلى جانب الشعب السوري.
الدنمارك: أعربت عن قلقها من استهداف البنية التحتية السورية، وأكدت دعمها الكامل لاستقلال سوريا.
الوفد السوري: الاحتلال يقوض جهود السلام
من جانبه، شكر مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، قصي الضحاك، الدول الأعضاء على الاستجابة السريعة لعقد الجلسة، قائلاً إن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعمدت تقويض جهود الحكومة السورية من أجل إحلال السلام".
وأشار الضحاك إلى أن "قوات الاحتلال شنت مئات الاعتداءات الجوية على الأراضي السورية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، كما توغلت في الأراضي السورية ودمرت الطرق وعطلت خدمات المياه والاتصالات في الجولان، واحتلت مباني في محافظة القنيطرة".
وشدد على أن المجتمع الدولي مطالب بدعم جهود إنهاء معاناة الشعب السوري، مؤكداً أن أمن سوريا ينعكس إيجاباً على استقرار المنطقة بأكملها.
رسالة أممية: سوريا تستحق فرصة جديدة
وفي ختام الجلسة، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط إن سوريا بعد 14 عامًا من الصراع، تحتاج إلى دعم دولي حقيقي لاستعادة الاستقرار، مؤكدًا أن استمرار التصعيد الإسرائيلي يقوض فرص بناء سوريا جديدة أكثر استقراراً وعدلاً.