
مشاريع بمليارات الدولارات خلال المؤتمر التحضيري لمعرض "إعمار"
شهدت العاصمة السورية دمشق انطلاق أعمال المؤتمر التحضيري للمعرض الدولي لإعادة إعمار سوريا، وسط مشاركة لافتة من شركات استثمارية عربية وسعودية كبرى أبدت رغبتها الجادة في دخول السوق السورية والعمل في مشاريع استراتيجية ضمن قطاعات حيوية مثل العقارات والطاقة والمياه والمطارات.
وعقد المؤتر في فندق البوابات السبع في دمشق بمشاركة وزراء الاقتصاد والصناعة والطاقة والأشغال العامة والإسكان وتضمن عرضاً بصرياً عن مرحلة إعادة الإعمار وفرص الاستثمار في سوريا وأهم الاحتياجات في القطاعات المختلفة
وأوضح وزير الاقتصاد والصناعة "محمد نضال الشعار"، خلال المؤتمر أن سوريا تعمل على بناء الدولة على أسس حديثة قائمة على السيادة والكفاءة والشفافية، وأكد وزير الطاقة "محمد البشير" خلال المؤتمر أنه ورغم 14 عاماً من الحرب والدمار تعود سوريا اليوم لترسم ملامح مستقبل مشرق لأبنائها.
ولفت وزير الأشغال العامة والإسكان "مصطفى عبد الرزاق"، إلى استمرار العمل على معالجة المشاريع المتعثرة التي أوقفتها حرب النظام البائد مع التوجه نحو إشراك القطاع الخاص والاستثمار في مجال العمران وضمن مسارات مدروسة.
وعلى هامش المؤتمر، أدلى رجل الأعمال السوري وليد الزعبي، مالك شركة "تايغر" للإنشاءات العقارية، بتصريح قال فيه إن أكبر تحدٍّ يواجه المطورين العقاريين الراغبين في الاستثمار داخل المناطق المدمرة مثل جوبر هو غياب سجل المالكين والمخططات التنظيمية. وأوضح الزعبي أن فريق شركته يعمل بالفعل على الأرض في تلك المنطقة، لكن دون توفر الوثائق الأساسية التي تسمح بإطلاق مشاريع إعادة الإعمار بشكل قانوني وآمن، مؤكداً أن "سجل المالكين هو الأهم، وهو غير موجود".
في المقابل، أعلنت شركتا "المهيدب القابضة" و"فيجن للاستثمار" السعوديتان خلال المؤتمر عن نيتهما الدخول إلى السوق السورية للعمل في مجالات تشمل إنشاء وتشغيل المطارات، وتطوير المشاريع العقارية، والاستثمار في القطاع السياحي. وذكرت صفحة "إعمار سورية"، التي تابعت الحدث، أن الإعلان عن هذه الخطط جاء بعد سلسلة لقاءات واجتماعات عقدتها الشركات مع مسؤولين حكوميين سوريين، تخللتها مناقشات موسعة حول فرص التعاون وآليات التنفيذ.
وفي السياق ذاته، كشفت شركة "أكوا باور" السعودية، المتخصصة بتحلية مياه البحر والطاقة البديلة، أنها ستباشر أعمالها في سوريا من خلال تنفيذ مشروع لتحلية المياه، إلى جانب خطة لإنشاء مشروع ضخم في مجال الطاقة المتجددة. وأشارت المعلومات المتداولة إلى أن "أكوا باور"، التي تعمل حالياً على إنشاء محطة تحلية كبيرة في أوزبكستان، ترى في السوق السورية فرصاً حقيقية للنمو، خصوصاً مع الحاجة الملحة لإصلاح البنية التحتية المائية والكهربائية.
وبحسب موقع "إعمار سورية"، فإن الشركات السعودية الثلاث – "المهيدب القابضة"، "فيجن للاستثمار"، و"أكوا باور" – أنهت جولة من الاجتماعات رفيعة المستوى مع الجهات الحكومية السورية، وأعلنت بعدها رسمياً عن نيتها تنفيذ مشاريع ضخمة بمليارات الدولارات، من دون الكشف عن تفاصيل إضافية تتعلق بالاتفاقيات أو المدد الزمنية.
من جانبه أكد مدير عام شركة “إيفكت بلس” المنظمة للمعرض، "باسل السيد"، أن المعرض سيركز على قطاعات الطاقة، الصناعة، الإنشاءات، والبنى التحتية، داعياً الشركات الدولية للمشاركة باعتباره منصة لإعادة إعمار سوريا، و تتولى الشركة تنظيم المعرض الدولي لإعادة إعمار سوريا “إعمار”، كونها شركة سورية متخصصة في إدارة وتنظيم المعارض والمؤتمرات والفعاليات المتخصصة.
وتأتي هذه التطورات في ظل حراك استثماري متصاعد في سوريا بعد رفع العقوبات الأميركية مؤخرًا، حيث تسعى الحكومة إلى جذب مستثمرين من الخارج لإعادة تأهيل القطاعات الأكثر تضررًا ويُتوقّع أن يشهد معرض "إعمار سوريا" المرتقب توقيع مذكرات تفاهم إضافية مع شركات عربية وأجنبية، في خطوة تعكس بداية مرحلة جديدة من الانفتاح الاقتصادي وإعادة التأسيس بعد أكثر من عقد من الحرب.