لمناهضة "قسد" ومشاريع الفدرلة.. الإعلان عن تأسيس مجلس التعاون في الجزيرة والفرات 
لمناهضة "قسد" ومشاريع الفدرلة.. الإعلان عن تأسيس مجلس التعاون في الجزيرة والفرات 
● أخبار سورية ١٦ أبريل ٢٠٢٥

لمناهضة "قسد" ومشاريع الفدرلة.. الإعلان عن تأسيس مجلس التعاون في الجزيرة والفرات 

أعلنت فعاليات مدنية وشعبية من مناطق الجزيرة السورية والفرات عن تشكيل "مجلس التعاون والتنسيق"، في خطوة تهدف إلى توحيد الجهود السياسية والإعلامية والمدنية لمواجهة سلطات "قسد" ومشاريع التقسيم، وعلى رأسها طرح الفيدرالية، الذي يُعتبر تهديداً مباشراً لوحدة سوريا أرضاً وشعباً.

وأوضح القائمون على المجلس أن هذه المبادرة جاءت كرد فعل مباشر على ما وصفوه بـ"السلطة المفروضة بقوة الأمر الواقع"، مؤكدين أن "قسد" لا تمثل المكون العربي الذي يشكل الأغلبية السكانية في المنطقة، وأن وجود بعض العرب في صفوفها لا يُضفي عليها أي شرعية أو تمثيل حقيقي.

وشدد المجلس على رفض أي محاولة لاعتبار "قسد" طرفاً مفاوضاً باسم عرب الجزيرة والفرات، سواء في أي حوار داخلي أو لقاء سياسي دولي، معتبرين أن الهدف الرئيس للمجلس هو دعم صمود الأهالي، والتأكيد على الانتماء الوطني لسوريا الواحدة، وإيصال صوت سكان المنطقة إلى الحكومة السورية والمنظمات الدولية.

وأكد البيان أن التغيير المنشود في المنطقة لا يمكن أن يتم إلا من خلال العمل المدني المشترك، وتوحيد الصفوف في وجه مشاريع العزل والتقسيم، التي لطالما كانت وسيلة لتمزيق الهوية الوطنية الجامعة.

إطلاق "تجمع أبناء الجزيرة – تاج": منصة وطنية جديدة تمثل صوت المنطقة
وفي تطور متزامن، سبق أن أعلنت مجموعة من الشخصيات المدنية والثورية المنحدرة من الجزيرة السورية عن تأسيس "تجمع أبناء الجزيرة – تاج"، في 20 كانون الثاني/يناير 2025، ليكون منبراً سياسياً ومدنياً مستقلاً يُعنى بالدفاع عن حقوق أبناء المنطقة، وتمثيل تطلعاتهم ضمن إطار وطني جامع.

وأوضح القائمون على التجمع أن "تاج" كيان غير ربحي وغير حزبي، يُعنى بتعزيز الوعي الاجتماعي والسياسي، وترسيخ مفاهيم المواطنة والعدالة الاجتماعية والعيش المشترك، والعمل على تحقيق التنمية المستدامة.

وتضمنت "أهداف التجمع" في تمثيل قضايا ومصالح أبناء الجزيرة على المستويين السياسي والمدني، وتعزيز الهوية الثقافية والتاريخية للمنطقة، والدفاع عن الحقوق المشروعة للمجتمعات المحلية، ودعم الحكم الرشيد والمشاركة السياسية الفاعلة، والمساهمة في بناء اقتصاد تنموي عادل ومستدام.

وأكد التجمع أنه لا يدّعي احتكار التمثيل، بل يسعى إلى خلق مساحة وطنية تعبّر عن طيف واسع من أبناء المنطقة، وتؤمن بضرورة تحرير كامل الأراضي السورية من الميليشيات الأجنبية والانفصالية، وإعادة بسط سيادة الدولة على جميع المناطق.

موقف "تاج" من قسد: لا شرعية ولا تمثيل وطني
وفي بيان واضح، أكد التجمع أن "قسد" لا تعبر عن أي خيارات وطنية، بل تُعتبر فرعاً من حزب العمال الكردستاني، وهي مسؤولة عن تعميق الانقسام وإلحاق الأذى بمصالح السوريين. وأضاف أن التجمع يدعم خيار الدولة في مواجهة هذا الواقع المفروض بقوة السلاح، بما يضمن وحدة البلاد وإنهاء الهيمنة العسكرية والانفصال السياسي.

قوى كردية تطرح الفيدرالية كحلّ سوري مشترك
في المقابل، ما تزال قوى كردية رئيسية – أبرزها المجلس الوطني الكردي (ENKS) وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) – متمسكة بطرح **النظام الفيدرالي** كصيغة دستورية لحل القضية الكردية داخل إطار الدولة السورية.

وترى هذه الأطراف أن الفيدرالية لا تعني الانفصال، بل تهدف إلى ضمان الحقوق الثقافية والإدارية والدستورية للكرد، ضمن دولة موحدة. وأكدت مصادر أن مسودة مقترح للفيدرالية يجري العمل عليها حالياً، وسيتم عرضها قريباً في اجتماع موسع يضم أطرافاً سياسية ومنظمات مجتمع مدني وتنظيمات نسوية، في محاولة لإيجاد توافق داخل المكون الكردي وخارجه.

تجاذب سياسي في شمال شرق سوريا وسط غياب إطار وطني جامع
تتزامن هذه التحركات مع حالة من الفراغ السياسي والإداري في شمال شرق سوريا بعد سقوط النظام السابق، وظهور أصوات محلية تسعى لإعادة صياغة العلاقة بين الدولة المركزية وسكان المنطقة. وفي ظل هذه التطورات، تتصاعد المخاوف من تفكك النسيج الوطني ما لم يتم التوصل إلى صيغة جامعة تحفظ وحدة سوريا وتضمن الحقوق المتساوية لجميع مكوناتها.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ