لقبت بـ "أيقونة الثورة السورية".. عامان على استباحة جحافل الأسد وروسيا مدينة كفرنبل
يصادف اليوم 25/ شباط/ 2022، الذكرى السنوية الثانية لسيطرة قوات الأسد والميليشيات الإيرانية والروسية، على مدينة كفرنبل أحد أبرز المدن السورية المعروفة بـ "أيقونة الثورة السورية" بعد سنوات من الصمود ومواجهة النظام بلافتاتها ومظاهراتها وعزيمة شبابها، التي حاربها بكل الوسائل حتى نال منها مدمرة خالية على عروشها.
وفي مثل هذا اليوم قبل عامين، استطاعت قوات النظام وميليشيات روسية وإيرانية من إحراز تقدم على حساب فصائل الثوار بريف إدلب الجنوبي، والوصول لمدينة كفرنبل الاستراتيجية، بعد السيطرة على عدة قرى وبلدات بريفها الجنوبي.
ومنذ بدايات الحراك الشعبي السلمي ضد نظام الأسد في سوريا، لجأ النظام إلى قهر المناطق الخارجة عن سيطرته بالحصار والتدمير والقهر لتركيع أهلها الثائرين، مركزاً كل آلة الحرب الفتاكة للنيل من عزيمة هؤلاء وتدمير مدنهم وقتل كل حياة فيها، كسياسية إرضاخ لم تفلح رغم كل ما ارتكبه من فظائع.
مدينة كفرنبل أو كما تعرف بـ "أيقونة الثورة السورية"، نالت نصيبها من غطرسة الأسد وحلفائه، ليحولها لمدينة أشباح، ثم يسرقها من أهلها، بعد سنوات من الحراك المدني المميز والعالمية التي حققتها بلوحاتها وجدارياتها، وبعد أن هجر أهلها وباتوا بعيدين عنها بسبب ماتتعرض له يومياً من قصف جوي وصاروخي.
لم يكن تحويل مدينة كفرنبل إلى ركام وإفراغها من كافة مقومات الحياة على سبيل الصدفة خلال الحملة التي شنها نظام الأسد وروسيا على المناطق المحررة نهاية إبريل من هذا العام، فلهذه المدينة وقع ثقيل على النظام وروسيا كونها من أهم المدن التي تتميز بحراكها المدني، والتي وصلت لافتاتها لمختلف أنحاء العالم عبر نشطاء فضلوا القلم على السلاح وهذا ما لا يحبذه النظام الذي طالما وصف الحراك بالمسلح وصبغه بالإرهاب لكسب التعاطف الدولي.
هذه الأسباب دفعت النظام وروسيا لصب جام غضبهم على المدينة حيث ارتكبوا فيها عدد من المجازر، لكن هذا لم يكن كافياً فكانت حصة الطائرات الروسية تدمير البنى التحتية من مشافي وأفران ومدارس وغيرها من مقومات الحياة لدفع أكثر من خمسين ألف نسمة للنزوح بما خف وزنه من متاعهم تاركين خلفهم شقاء السنين ومدينة خالية إلا من تلك اللوحات الجدارية بين الركام.