لجنة التحقيق تكشف عن تقدم جديد في ملف الأطفال المفقودين من أبناء المعتقلين
لجنة التحقيق تكشف عن تقدم جديد في ملف الأطفال المفقودين من أبناء المعتقلين
● أخبار سورية ٢٨ يوليو ٢٠٢٥

لجنة التحقيق تكشف عن تقدم جديد في ملف الأطفال المفقودين من أبناء المعتقلين

كشفت رئيسة لجنة التحقيق في ملف أبناء المعتقلين، رغداء زيدان، عن مستجدات تتعلق بمئات الأطفال الذين فقد أثرهم داخل دور الرعاية خلال فترة حكم نظام الأسد البائد، مشيرة إلى تحقيق تقدم ملموس في الوصول إلى بيانات جديدة تعيد الأمل في كشف مصيرهم.

 توثيق مئات الحالات وضبط ملفات قديمة
وقالت زيدان، في تصريح لـ"الإخبارية السورية"، إن اللجنة تمكنت من توثيق 314 حالة لأطفال فقدوا في دور الرعاية التابعة للنظام السابق، مرجحة أن يرتفع هذا الرقم مع تواصل التحقيقات. وأوضحت أن بعض الملفات التي تم العثور عليها مؤخراً كشفت عن تسليم عدد من الأطفال إلى ذويهم في ظروف غامضة، فيما لا يزال مصير الآخرين مجهولًا.

وأكدت أن اللجنة تتحمل مسؤولية كاملة في مواصلة البحث عن الأطفال المفقودين، ممن وُضعوا في مؤسسات الرعاية المرتبطة بالنظام البائد، مشيرة إلى أن التحقيقات تواجه صعوبات بسبب فقدان أو تلف أجزاء كبيرة من أرشيف تلك الدور.

 مكتب مخصص وخطوط ساخنة لتلقي المعلومات
وأعلنت زيدان عن تخصيص مكتب تابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لدراسة الملفات واستقبال أي معلومات يمكن أن تساعد في كشف مصير الأطفال، مشيرة إلى أن المكتب تم تجهيزه بكامل الوسائل التقنية والكوادر اللازمة لمتابعة العمل.

كما أكدت إطلاق خطين ساخنين لتمكين المواطنين من تقديم شهاداتهم أو المعلومات التي يملكونها حول أماكن فقدان الأطفال أو أي تفاصيل ذات صلة قد تسهم في تسريع عمليات التقصي والتحقق.

وزارة الشؤون الاجتماعية: كتب سرية من الفروع الأمنية
وكانت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل قد دعت، في وقت سابق من العام الجاري، ذوي الأطفال المفقودين والمعتقلين إلى مراجعة مديرياتها في المحافظات وتقديم بيانات دقيقة تسهّل عمليات البحث. 


كما كشف المكتب الإعلامي للوزارة عن العثور على كتب سرية صادرة عن الفروع الأمنية للنظام البائد، تتضمّن أوامر بإحالة أطفال معتقلين إلى جمعيات الأيتام، في خطوة وُصفت بأنها جزء من سياسة ممنهجة لإخفاء آثار الجرائم المرتكبة.

ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن الوزارة، أن هذه الكتب السرية وُثّقت وتمّت إحالتها إلى لجنة التحقيق، مؤكدة استمرار العمل على تتبع كل الخيوط الممكنة في هذا الملف الإنساني الحساس.

ملف مفتوح على وجع مستمر
يُذكر أن سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول 2024 فتح الباب أمام عشرات العائلات السورية للبحث مجددًا عن أبنائهم الذين اختفوا قسرًا خلال سنوات الحرب، ولا سيما الأطفال الذين اعتُقلوا مع أمهاتهم أو نُقلوا إلى دور الرعاية دون سجل واضح.


ورغم مرور سنوات طويلة على اختفائهم، لا تزال العائلات تترقب أي بارقة أمل تقودهم إلى مصير أبنائهم، وسط مطالب متزايدة بتحقيق العدالة وتوثيق الانتهاكات التي طالت الأطفال على يد الأجهزة الأمنية والنظام السابق.

هذا وخلال حكم نظام الأسد البائد، اعتقل عدد غير معروف من الأطفال مع ذويهم، ولا يزال مصير ومكان وُجود غالبيتهم غير معروف حتى اللحظة، وسط تأكيد من معتقلات سابقات أنه تم أخذ أطفالهن منهن بعد الاعتقال إلى دور أيتام حيث يبقى مصير بعضهم مجولا.

وكانت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" قد أصدرت بيانًا في 23 كانون الثاني/يناير الفائت، أكدت فيه امتلاكها قوائم موثقة بأسماء نحو 3700 طفل اختفوا قسرًا خلال السنوات الـ14 الماضية، إبان حكم نظام الأسد، وذكر تقرير الشبكة أن الأطفال كانوا يُفصلون عن ذويهم في مراكز الاحتجاز، أو يُحولون قسرًا إلى دور أيتام ومراكز رعاية، من بينها مراكز تابعة لمنظمة "SOS".

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ