
لا مجال إلا لـ”المقاومة” حتى الرمق الأخير .. روسيا ترفض مبادرة الخروج الآمن من حلب و تطلب خروجاً “مذلاً” للثوار والمدنيين
رفض الاحتلال الروسي، أحدث المبادرات التي تقدمت بها الولايات المتدحة الأمريكية لاخراج ما يقارب ١٥٠ ألف مدني من الأحياء المتبقية من مدينة حلب ، مطالبة بالغاء الشروط المقدمة من الجانب الأمريكي ، ومشتطة أن مام الثوار و المدنين على حد سواء في الرقعة الجغرافية الضيقة إلا المقاومة حتى الرمق الأخير.
و أعلن يوم أمس عدد من قيادي المعارضة السورية أنهم يتدارسون العرض الأمريكي لخروج ١٥٠ ألف مدني اضافة للثوار من أحياء حلب المحاصرة، برفقة سلاحهم الخفيف، عبر معابر آمنة باتجاه ريف حلب و ادلب ، سرعان ما نفى الاحتلال الروسي هذا العرض ، مؤكداً أنه لم يتوصل إلى اتفاق مع الجانب الأمريكي خلال اجتماعات جنيف التي عقدت أمس اأول، بين خبراء من الجانبين.
و نص العرض الأمريكي ، وفق ما تداولته مواقع عدة ، على أن يتم التنسيق بين الاحتلال الروسي و أمريكيا و النظام و المعارضة على تأمين الخروج الآمن و “المشرف” من الأحياء المتبقية من حلب ، على يضمن كل من الاحتلال الروسي و قوات الأسد الأمان لكل من يود الخروج أو البقاء بأن لا يحتجزوا أو يؤذوا.
كما نص المقترح ، وفق ما تم تداوله،أنه يمكن للمدنيين مغادرة الأحياء المحاصرة و التي تتعرض للابادة في مدينة حلب ،والذهاب الى أي مكان كما يشاؤون؛ وكما يمكن للثوار ان يخرجوا من المدينة مع اسلحتهم الخفيفة فقط عن طريق احدى الأماكن المحددة (بما فيها محافظة ادلب و منطقة الحدود السورية-التركية شمال شرق حلب). اما عناصر جبهة فتح الشام فسيخرجون مع سلاحهم الخفيف الى ادلب.
و يستتبع ذلك (بعد الانتهاء من الاخلاء) ، الاتفاق على وقف الأعمال العداية و اعادة اتخاذ الخطوات باستئناف المفاوضات السياسية.
و لكن هذا المقترح الذي جوبه بالرفض من قبل الاحتلال الروسي ، اذا اشترط الاحتلال على أن يكون الخروج سيراً على الأقدام، وبدون أي سلاح و للجميع، أي بقصارى القول “الخروج المذل”، الأمر الذي دفع الثوار وفق لما قاله رئيس المكتب السياسي في جيش الاسلام محمد علوش ، في تغريدة على توتير، أن “لاخيار في حلب سوى المقاومة حتى النصر و الله معنا”.
في الوقت الذي تواصل قوات الأسد والميليشيات الشيعية المساندة لها، عمليات التوغل ضمن مابقي من الأحياء المحررة في حلب الشرقية، وسط قصف جوي ومدفعي عنيف يمهد أمام القوات المتقدمة من عدة محاور، فيما يعمل الثوار المحاصرين في عدة أحياء بالتصدي لجميع المحاولات بما يملكون من أسلحة وذخائر.
وتمكنت قوات الأسد وحلفائها وبعد أشهر من المعارك المستمرة من التقدم على محور حي الشيخ سعيد في الأجزاء الجنوبية من الأحياء المحاصرة، ليضيق الخناق أكثر على آلاف المدنيين في الأحياء المحاصرة، وتبدأ مرحلة نزوح داخلية جديدة في الاحياء المحررة، بعد تكثيف قوات الأسد من قصفها المدفعي.
وقال ناشطون في مدينة حلب المحاصرة إن أحياء السكري والفردوس شهدت حركة نزوح كبيرة لمئات العائلات القاطنة في تلك الأحياء، إضافة للعائلات التي نزحت من الأحياء التي تقدمت إليها قوات الأسد، لتتفاقم المعاناة وسط الحصار بشكل كبير، بينما فضلت عشرات العائلات المخاطرة بحياتها والتوجه باتجاه الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات الأسد، بعد أن ضاقت بها مناطق نزوحها المتكررة.
وتعمل قوات الأسد والميليشيات المساندة لها على التوغل بشكل يومي من عدة محاور ضمن الأحياء التي تخضع لسيطرة الثوار، والتي يضيق الخناق عليها يوماً بعد يوم، وسط قصف مدفعي وجوي عنيف يستهدف هذه الأحياء، في إصرار لقوات الأسد وروسيا على الحسم العسكري، رافضين أي هدنة أو حل لوقف العمليات على ماتبقى من حلب.