
لإعادة إنتاج مؤسسات النظام "الهلال الإنساني السوري" يستأنف نشاطه في الشمال المحرر
ظهرت مؤسسة جديدة في الشمال السوري في بداية شهر أيار المنصرم، انتشرت مكاتب لها في ريفي إدلب وحماة، عرفت نفسها باسم "الهلال الأحمر الإنساني السوري" تحمل شعار منظمة الهلال الأحمر الدولية، أبدى ناشطون في المحافظتين تخوفهم من تنامي هذه المؤسسة في المحرر، وسط انقسامات داخل بنيتها، وسوء سمعة إدارتها.
وعرفت المنظمة نفسها في النظام الداخلي بأنها " منظمة إنسانية طوعية حيادية مستقلة سورية حرة تعنى بالنواحي الإنسانية في المناطق المحررة"، وأنها تسعى لان تكون بديل عن الهلال السوري في مناطق النظام، جندت عشرات الشباب تطوعاً، مع وعود لهم بتقديم رواتب، وتقديم مساعدات للمدنيين في المحرر.
وعرف من مؤسسي المنظمة "محمد عناد العوض" وهو فني مخبري منشق عن الهلال الأحمر السوري، يقدم نفسه على أنه طبيب، ويطلب ان ينادى باسم "الحكيم"، عمل على التواصل مع المنظمات الداعمة كطبيب، وقام في 2013 بتأسيس بنك الدم الحر في قلعة المضيق بريف حماة، وكان يستهلك شهرياً أكثر من 500 كغ دم لمرضى التلاسيميا في سهل الغاب، قبل أن يتبين أن عدد حالات التلاسيميا لاتتجاوز 13 حالة، إضافة للعديد من التجاوزات والاعمال المشبوهة التي يعرفها العوام، وعملية استغلال بنك الدم لصالحه الخاص ولمخبره في قلعة المضيق.
وسبق أن كشفت شبكة "شام" عن مجموعة تسجيلات صوتية بين مؤسسي "منظمة الهلال الإنساني السوري" سربت بعد خلاف دار بينهما تتحدث التسجيلات على نيتهم تقاسم الدعم المالي والذي يصل لعشرات آلاف الدولارات، ما أدى لانقسام المؤسسة لقسمين تم الإعلان عنهما الأولى باسم "الهلال السوري الإنساني الحر - سوريا الحرة" بإدارة أبو الجود الحموي المعروف باسم عماد سليمان تركاوي، والثانية باسم " الهلال الأحمر الإنساني السوري" بإدارة "محمد عناد العوض"، وسط تسابق بين الطرفين لتطويع الشباب وفتح المكاتب في المناطق المحررة، ساهمت في وقف عمل "الهلال الإنساني السوري الحر" والذي أعلن وقفه رسمياً في العاشر من شهر تموز، بعد متابعة النشطاء وفصائل عدة على الأرض لعمله وتوقيف نشاطه.
بعد ثلاث أشهر على توقف كامل نشاط الهلال بقسميه، عادة "محمد عناد العوض" لاستئناف النشاط في "الهلال الإنساني السوري" وعمل على تأسيس العديد من المكاتب في الشمال المحرر، لاسيما منطقة سلقين وكفرتخاريم، واستغل بعض الأشخاص للترويج له، سرعان ماكشفوا زيف ادعاءاته وانشقوا عنه، كما هدد نشطاء في ريفي إدلب وحماة بكشف المزيد من عمليات النص والاحتيال لمؤسس الهلال وعمله على إعادة إنتاج مؤسسات النظام في المحرر وفق ارتباطات مشبوهة، وادعاءات مسجلة أن له مكاتب في الداخل والخارج لم يفصح عن ارتباطاته أبداً.
يحاول القائمون على ما سمي بــ "الهلال الأحمر الإنساني السوري الحر" الذي ظهر في المناطق المحررة بريفي إدلب وحماة، إضفاء الشرعية على مؤسستهم التي يشوبها الكثير من الشكوك والاتهامات بالفساد والارتباطات المشبوهة مع نظام الأسد، وجمعيات تعمل في مناطقه، وعن اسم الهلال والشعار الذي رفعه، والذي نظر إليه البعض على أنه محاولة لإعادة أنتاج مؤسسات نظام الأسد في المحرر.
ويسعى نظام الأسد من خلال وجود بعض المؤسسات الطبية والتعليمية المرتبطة فيه بأي شكل والموجودة في المناطق المحررة، لكسب وجودها أمام منظمة الأمم المتحدة والحصول على الدعم المقدم منها في شتى المجالات، على اعتبار انه سيقوم بتقديم هذه المساعدات حتى للمناطق الخارجة عن سيطرته حيث تتواجد مؤسسات تابعة له، والحقيقة هي محاولة التلاعب وسرقة كل ما يصل باسم الشعب السوري وتكريسه في حربه ضد هذا الشعب