
كيف نجح "الشرع" في إعادة رسم معادلات التوازن الإقليمي والدولي: خبير يُجيب
أكد الخبير في المهارات الإعلامية والبروتوكول، الدكتور محمد عصام محو، أن لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمثل نقطة فارقة في السياسة السورية، ويعتبر انتصارًا دبلوماسيًا كبيرًا.
واعتبر محو أن الرئيس الشرع لا يُعتبر فقط قائدًا عسكريًا ناجحًا، بل شخصية سياسية بارعة استطاعت تغيير المعادلات الإقليمية والدولية بنجاح، وبأسلوب يتسم بالذكاء العالي.
وفي تحليله، أشار محو إلى أن الشرع نجح في إقناع الرئيس ترامب بلقائه، رغم سنوات من العقوبات التي كانت قد عززت عزلة سوريا، ليُظهر بذلك قدرة استثنائية على المناورة السياسية. وأضاف محو أن هذه الخطوة تعكس تحولًا في السياسة السورية، حيث نجح الشرع في تحقيق توازن فريد بين مختلف القوى الإقليمية والدولية.
وتابع محو: "الشرع لم ينخرط في المحاور الإقليمية بشكل تقليدي، بل سعى لجعل سوريا محورا جديدًا. فهو يتمتع بعلاقات طيبة مع تركيا، والإمارات، وقطر، بينما يحافظ على توازن جيد مع السعودية، وروسيا، دون الاصطدام بإيران".
وأوضح محو أن هذا التقارب مع الولايات المتحدة يعتبر انتصارًا دبلوماسيًا في حد ذاته، ويعكس قدرة دمشق على التفاوض مع القوى الكبرى، مستفيدة من التناقضات الإقليمية والدولية لصالحها.
وشدد محو في مقالته على أن هذا النجاح في استعادة سوريا لمكانتها الدولية من خلال الذكاء السياسي والقدرة على المناورة ليس مجرد رد فعل على الأحداث، بل هو خطوة استباقية تُظهر استعداد القيادة السورية لتغيير استراتيجياتها بما يتماشى مع المتغيرات الدولية والإقليمية.
وأشار إلى أن هذه المناورات السياسية الذكية تمنح سوريا فرصة لإعادة ترتيب أوراقها على الساحة الدولية، وتفتح أمامها آفاقًا جديدة في مفاوضاتها مع القوى الكبرى، واختتم محو مقاله بالإشارة إلى أن تباعد ترامب ونتنياهو قد يمنح سوريا فرصة استراتيجية لتقوية علاقاتها مع الولايات المتحدة، ما يجعل تجربة الرئيس الشرع في الساحة السياسية دروسًا يُحتذى بها في المناورة السياسية.