ملف خاص|| كيف ساهم تدخل "حـ ـزب الله" في سوريا ودعمه لـ "الأسد" باختراقه أمنياً لصالح "إسرائيل"..
"نعم نعم، طريق القدس يمر بالقلمون والزبداني وحمص وحلب والسويداء والحسكة"، بهذه الكلمات برر متزعم ميليشيات حزب الله اللبناني "حسن نصر الله" تدخل الحزب الإرهابي في سوريا، وسبق ذلك قوله إذا احتاجت المعركة سأذهب أنا وكل حزب الله إلى سوريا معتبراً القتال فيها للحفاظ على وجود المقاومة ضد "المشروع التكفيري".
لا شك أن تدخل "حزب الله اللبناني" المبكر إلى جانب نظام الأسد ساهم بشكل كبير في زيادة جرائم القتل والتدمير والتهجير بدوافع طائفية، وكانت البداية الشهيرة من مدينة القصير بريف حمص، وصولاً إلى تمدد جرائم الحزب على الجغرافية السورية، لتمر السنوات ويوضع الحزب بشكل اضطراري في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
ومنذ بداية التصعيد بين ميليشيات حزب الله والاحتلال الإسرائيلي في 8 تشرين الأول/ أكتوبر، الذي بدأ بشكل حذر ومضبوط للغاية من جهة الحزب حيث اقتصر ولا يزال على ضرب أعمدة ومزارع دواجن وأبقار ومناطق مفتوحة ومسطحات مائية، دون أن يحقق أي من الأهداف المزعومة المعلنة رسميا وهي "مساندة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
تساؤلات كبيرة مع حجم الاختراق الكبير.. الأجوبة في انخراط الحزب بسوريا
تؤكد المعطيات والأحداث المتسارعة بأن ميليشيات حزب الله اللبناني تواجه تحدياً هائلاً يتعلق بسد الثغرات التي سمحت لعدوها اللدود إسرائيل بتدمير مواقع الأسلحة وتفخيخ أجهزة اتصالاتها اللاسلكية واغتيال قياداتها وصولاً إلى أمينها العام "حسن نصرالله"، الذي ظل مكان وجوده سراً محفوظاً بعناية لسنوات.
وتشير معلومات بأن توسع حزب الله اللبناني في سوريا، ساهم بشكل كبير في اختراق صفوفه، وفي مقابلة متلفزة قال أحد الإعلاميين اللبنانيين إن منذ تدخل الحزب الإرهابي في سوريا وضع نفسه تحت مجهر دون أن يعلم حجم الاختراق الكبير الذي حصل حتى لأجهزة الاتصالات.
وألمح إلى وجود عملاء وخدمات قدمتها جهات تتبع للمخابرات التابعة للنظام السوري بهذا الخصوص ما عمل حجم الاختراق في صفوف الميليشيات التي تشكل ذراع إيراني في المنطقة مدعوما بشكل مباشر من قبل نظام الأسد الذي قد يكون استغل حجم الثقة مع هذه الميليشيات وكشف معلومات جليلة عنها تحت الطاولة وفق تحليلات.
وقال الباحث السوري في دراسات الحرب، "عامر عبيدة" ضمن حلقة بودكاست إن الحزب اضطر إلى زيادة تواصلاته ضمن آليات كثيرة خلال تدخله لصالح نظام الأسد ما سهل عملية اختراقه، في سوريا التي باتت ساحة سهلة الوصول من أي جهاز استخباراتي بالعالم.
ثمن دعمه للأسد.. حزب الله يدفع فاتورة جرائمه بمقتل وتشريد قادته
في تقرير مطول نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن اختراق إسرائيل لحزب الله، قالت إن الاختراق بدأ بعدما دخل حزب الله سوريا وشارك في قمع الثورة السورية ونقلت عن ضباط مخابرات اسرائيليين معلومات عن وسائل الاختراق التي قاموا بها،كما نقلت عن سياسي لبناني قوله:" إن اختراق حزب الله من قبل المخابرات الإسرائيلية أو الأمريكية كان "ثمن دعمهم للأسد".
وقال: "كان عليهم الكشف عن أنفسهم في سوريا"، حيث اضطرت المجموعة السرية فجأة إلى البقاء على اتصال وتبادل المعلومات مع جهاز المخابرات الأسد الفاسد بشكل سيئ السمعة، أو مع أجهزة المخابرات الروسية، التي كانت تخضع لمراقبة منتظمة من قبل الأميركيين.
ونقلت عن الدكتور يزيد صايغ، زميل بارز في مركز كارنيغي للشرق الأوسط قوله : "لقد تحولوا من كونهم منضبطين للغاية ومتشددين إلى شخص "عندما يدافع عن الأسد" يسمح بدخول عدد أكبر بكثير من الناس مما ينبغي". "كان الرضا عن الذات والغطرسة مصحوبين بتحول في عضويتها - فقد بدأوا في الضعف".
وكان التركيز الإسرائيلي الموسع على حزب الله في المنطقة مصحوبًا بميزة تقنية متنامية، وفي نهاية المطاف لا يمكن التغلب عليها - أقمار التجسس والطائرات بدون طيار المتطورة وقدرات القرصنة الإلكترونية التي تحول الهواتف المحمولة إلى أجهزة تنصت.
مسؤولي الحزب من الظل إلى العلن.. نبع من البيانات المنشورة بحوزة إسرائيل
كشف مسؤولون سابقون وحاليون في الاستخبارات الإسرائيلية، أن انخراط حزب الله في القتال لصالح نظام الأسد، كان بمثابة كعب أخيل، الذي سمح لتل أبيب بتحقيق طفرة في اختراق الحزب، بعدما ظلت بنيته السرية عصية على الاختراق لعقود.
فبعد أقل من عقدين على فشلها ثلاث مرات في اغتيال "نصر الله" خلال حرب عام 2006، تمكنت إسرائيل من تحديد موقعه بدقة يوم الجمعة الماضي، وقتله مع نحو 20 من أبرز قادة الحزب، بعد أسابيع من الاغتيالات والتصفيات والهجمات غير التقليدية.
هذا التغير النوعي استند، إلى الصورة الاستخباراتية الكثيفة التي أتاحها نشر حزب الله عناصره في سوريا في 2012 لقتل وتهجير السوريين وهو ما شكل انكشافاً أظهر من كان مسؤولاً عن عمليات الحزب، ومن كان يحصل على ترقية، ومن كان فاسداً، ومن عاد للتو من رحلة غير مفسرة.
وكانت كشفت مصادر إعلاميّة إيرانية عن هوية أحد المستهدفين بالغارة الإسرائيلية التي استهدفت سيارة على طريق "يعفور- الصبورة"، قرب دمشق حيث تبين أنه كان الحارس الشخصي لأمين عام ميليشيات حزب إيران اللبناني "نصر الله".
ونعى الإعلام التابع لميليشيات حزب الله" 3 أشخاص أحدهم "ياسر نمر قرنبش"، الملقب "الحاج أمين" وينحدر من بلدة زوطر الشرقية في جنوب لبنان، و"مصطفى سلمان وعلي ويزاني" من الجنوب اللبناني وقال الحزب إنهم قتلوا "على طريق القدس".
وتعرضت ميليشيا "حزب الله" لاختراقات كبيرة سابقا، خلال عمليات اغتيال قادة بما فيهم القيادي الثاني في الحزب فؤاد شكر، يضاف إلى ذلك معرفة توقيت رد حزب الله وقصفهم قبل نصف ساعة من الرد، تبع ذلك اختراق أجهزة التواصل وتفجيرها بآلاف العناصر، وصولا إلى استهداف الاجتماع السري الأخير.
هذا ومنذ أكتوبر الماضي وحتى 20 سبتمبر الحالي، أعلن حزب الله اللبناني عن مقتل 482 من ميليشياته، وفق إحصاء قامت به وكالة الأنباء التركية "الأناضول" استناداً إلى البيانات الرسمية الصادرة عن "الإعلام الحربي"، ومع النعوات الأخيرة يتخطى عدد القتلى "رسميا" حاجز 500 قتيل.
وتجدر الإشارة إلى أن حزب الله الإرهابي دعم نظام الأسد وشارك بعدة جرائم ومجازر بحق الشعب السوري ولا يزال يحتل العديد من المناطق السورية أبرزها مدينة القصير بريف حمص التي احتفل بتدميرها وتهجير سكانها، قبل أن يحولها إلى معقل لإنتاج المخدرات، ومقابل الوحشية والإجرام بالقصف على السوريين لم يُشاهد أي فعل مماثل أو رد حقيقي على القصف الإسرائيلي المتكرر الذي فتك و أذل الحزب وأنصاره.