قوافل عودة النازحين تنطلق نحو ريفي إدلب وحماة وعائلات تمتنع عن الفكرة.. ما السبب..؟
قوافل عودة النازحين تنطلق نحو ريفي إدلب وحماة وعائلات تمتنع عن الفكرة.. ما السبب..؟
● أخبار سورية ٩ أبريل ٢٠٢٥

قوافل عودة النازحين تنطلق نحو ريفي إدلب وحماة وعائلات تمتنع عن الفكرة.. ما السبب..؟

افتُتح الباب أمام النازحين للعودة إلى أراضيهم بعد تحريرها من قوات ما يسمى نظام الأسد السابق، الذين هُزموا في معركة ردع العدوان التي انطلقت في 27 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2024، والتي تكللت بفرار الأسد إلى موسكو مع عائلته في 8 كانون الأول/ديسمبر. وسارعَ أشخاص بالعودة إلى بيوتهم وديارهم. ونرى الٱن قوافل العودة إلى عدة قرى في ريفي إدلب وحماة، لكن ما يزال هناك عقبات تعرقل عودة الأهالي، سوف نستعرض البعض منها ضمن تقريرنا بناءً على أشخاص نازحين قابلناهم.

المخلفات الحربية في مقدمة العقبات 
تُشكل الألغام ومخلفات الحرب واحدة من أكبر العقبات التي تمنع عودة النازحين، وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فإن 700 شخص سقطوا بين قتيل وجريح في سوريا، وحتى الٱن لم يتم تنظيف تلك القرى بالكامل منها، ليعزفَ الناس عن الرجوع حفاظاً على حياتهم ولحماية أطفالهم من الخطر. لاسيما أن تلك القرى لا يوجد فيها خدمات طبية مؤهلة لعلاج الحالات الإسعافية الضرورية، ومنها التي تسببها الألغام.

لا يوجد خدمات في قرى النازحين
كما أن غالبية القرى في ريف حماة وإدلب في حالة مزرية من ناحية الصرف الصحي والكهرباء وموضوع الحصول على المياه والأمور الخدمية الأخرى. فلا يمكن لعائلة أن تعيش في مكان لا تتوافر فيه تلك الخدمات.


 وفي الوقت ذاته حبذت عائلات تأجيل العودة إلى بيوتها ريثما ينتهي فصل الشتاء البارد، خاصة أن التحرير حصل في منتصفه، فنقل الأغراض وإعادة ترتيبها أمر مربك خلال هذا فصل، عدا عن إمكانية إصابة العائلة وأفرادها بالمرض. لذلك فضلت العائلات الانتظار حتى حلول فصل الصيف. 

الانتقال من مكان لمكان سوف يؤثرُ على دراسة الأولاد
كما أنهم ينتظرون أن ينتهي العام الدراسي، فلا يريدون أن يتأثر أولادهم بالانتقال من مكان إلى ٱخر، أو يتعبون بنقل الأثاث والفرش ما يحتويه مسكن النزوح من أغراض، علاوة على ذلك لا يوجد مدارس أو تعليم في غالبية تلك القرى، كما أنها تحتاج صيانة. 


فالأولى بالنسبة للٱباء هو أن يتابع الأبناء دراستهم، ثم يخضعون للفحص، وبعد الانتهاء من جميع المهام الدراسية، والحصول على "الجلاء" يعودون. ويشدد أهالي ذوي شهادات التاسع والبكالوريا على موضوع البقاء في أماكن النزوح، لمدى أهمية هذه المرحلة وتطلبها اهتماماً وعناية أكثر من بقية الصفوف الانتقالية.

البناء يتطلب مالاً.. والأخير غير موجود
بينما يحولُ المال بين النازحين وبين رجوعهم إلى الموطن، وخاصة الذين تهدمت بيوتهم بالكامل بفعل قوات الأسد، ويحتاجون لبنائها من الأساس أي سيبدأون من نقطة الصفر، والأمر مكلف جداً خاصة في الوقت الراهن بسبب غلاء مواد البناء وأجرة اليد العاملة، وتركيب أبواب ونوافذ، ليستبعدوا فكرة العودة في الوقت الحالي ريثما تتوفر لهم الفرصة.

عائلات نشأت خلال النزوح
علاوة على ذلك هناك عائلات نشأت خلال مرحلة النزوح، عن طريق زواج شباب وفتيات خلال سنوات الحرب التي امتدت لـ 14 عاماً. وبنتْ هذه الأسر منازلها في مناطق اللجوء، وافتتحت عملها الخاص ومصدر رزقها الثابت، أي بدأوا حياتهم من الصفر. كما أنجبوا خلال هذه الفترة أطفالاً،  ليتأقلموا على الوضع ويعيشون بشكل طبيعي، ويصبح المكان المضيف بمثابة مكان الاستقرار. ففضلوا الحفاظ على روتين حياتهم وقصد قراهم فقط بالزيارات والمناسبات العائلية والاجتماعية.

الكثير من النوايا الجميلة والٱمال السعيدة يخططُ لها أهالي قرى ريفي إدلب وحماة بعد تحرير مناطقهم، وسوف يعودون لبنائها من جديد فتصبح أفضل من السابق وتتحول أيام النزوح وما حملتها من مصاعب إلى مجرد ذكريات.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ