
محللون: لا مقومات لانفصال الدروز والأكراد.. والحوار هو الحل
أعادت مظاهرة شعبية في ساحة الكرامة بالسويداء رفع شعار "حق تقرير المصير" مع رفع علم إسرائيل، لتثير جدلاً واسعاً حول مستقبل المحافظة، ويرى محللون أن هذه المطالب لا تستند إلى مقومات فعلية، وأن الخيار الأمثل يكمن في الحوار الوطني واعتماد صيغة إدارة لامركزية بدل الذهاب نحو التقسيم.
وأوضح الباحث لقاء مكي من مركز الجزيرة للدراسات، أن فكرة الانفصال غير واقعية، سواء لدى الدروز في السويداء أو الأكراد في الشمال الشرقي، مرجعاً ذلك إلى غياب المقومات السياسية والجغرافية والديموغرافية.
وأكد في برنامج "ماوراء الخبر" أن الحكومة السورية بقيادة الرئيس أحمد الشرع تبدو في موقع قوي، باستثناء محاولات إسرائيل التدخل والتأثير، مشيراً إلى أن أي حالة انفصال لن تتم من دون توافقات إقليمية ودولية، وهو ما لا يبدو متاحاً.
وبيّن مكي أن تل أبيب خفّضت سقف مطالبها من إنشاء كيان درزي منفصل إلى المطالبة بحكم ذاتي محدود، بعدما استُخدمت قضية دروز سوريا كورقة ضغط للحصول على مكاسب سياسية مرتبطة بالتطبيع.
وفي مداخلة أخرى، رأى محمد العبد الله، مدير المركز السوري للعدالة والمساءلة في واشنطن، أن استمرار أزمة السويداء يعود إلى غياب حل سياسي جامع، محذراً من مخاطر اتساعها في ظل ترقّب قوى أخرى مثل "قسد".
وأشار إلى أن الخلافات الداخلية في المحافظة حول "حق تقرير المصير" والحصار المفروض عليها يسهلان التدخل الخارجي، داعياً السلطات في دمشق إلى الإسراع في عقد مؤتمر حوار وطني يضم مختلف الفرقاء.
وأكد العبد الله أن تبنّي اللامركزية الإدارية، إلى جانب تعديل الصيغة الدستورية التي ركزت الصلاحيات بيد الرئيس، يشكلان مخرجاً من الأزمة ويقطعان الطريق أمام تدخلات خارجية أوسع.
من جانبه، حذر الباحث السياسي أحمد قاسم من الأجندات التي تسعى إسرائيل إلى فرضها عبر دعم الشيخ حكمت الهجري، الذي طالب علناً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتدخل. واعتبر أن تحركات قوات الهجري تهدف إلى "اختطاف" قرار السويداء وتوجيهها نحو مسار يخدم مشاريع انفصالية، واصفاً ما جرى من اعتداءات على مشايخ عقل آخرين في المحافظة بالخيانة العظمى.
ويشير مراقبون إلى أن ما يحدث في السويداء يعكس جزءاً من صراع جيوسياسي أوسع لإعادة ترتيب المنطقة، ومحاولة لاستفزاز دمشق ودفعها للتدخل عسكرياً، بما يرفع منسوب المطالب لدى جماعة الهجري. ويرون أن المخرج الوحيد يكمن في حوار وطني يجمع الحكومة السورية مع القوى والشخصيات الوطنية في المحافظة، بما يحصّن وحدة البلاد ويغلق الباب أمام أي محاولات تقسيم أو تدخل خارجي.