
فيديو مستفز لموالين سابقين للأسد يسيء للساروت وسط الرقص
أثار مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي موجة غضب واسعة، بعد أن ظهر فيه عدد من الشبان والفتيات وهم يرقصون داخل ملهى ليلي على أنغام أغنية تتضمن ذكر اسم الشهيد عبد الباسط الساروت، أحد أبرز رموز الثورة السورية، وذلك بالتزامن مع استمرار المجازر والانتهاكات بحق المدنيين في قطاع غزة.
الفيديو الذي يوثق لحظة الرقص حول طاولات الخمور، تخلله ترديد مقطع من أغنية جاء فيها: “وبعالي الصوت يرحم ترابك ساروت أنا وياك يا أبو شامة”، فيما قام أحد المشاركين في نهاية الفيديو برفع أصابعه على شكل إشارة النصر، في مشهد اعتبره متابعون إهانة صريحة لرمز من رموز الثورة السورية، وتطاولًا على قضيّتها.
وقال ناشطون إن الساروت، الذي قضى نحبه وهو يقاتل من أجل كرامة السوريين، لم يكن ليقبل أن يُذكر اسمه في مثل هذه الأجواء، ولا أن تُستحضر أناشيده الثورية التي خلدها السوريون بدموعهم وتضحياتهم، في سهرات ليلية تنضح بالسطحية وانعدام المسؤولية.
وأبدى كثير من النشطاء استياءهم مما وصفوه بـ”تمادي الموالين السابقين للأسد في محاولة التلصّق بالثورة دون أي إدراك لقيمها”، مشيرين إلى أن بعضهم شارك مؤخرًا في الاحتفالات الشعبية بمناسبة سقوط النظام، ورفعوا العلم الأخضر، لكنهم ما زالوا يتعاملون مع القضية كمن لا مبدأ له، يتقرب من الطرف المنتصر فقط.
الصحفيون والمعلقون عبّروا عن استغرابهم من صمت الجهات المعنية، وطالبوا بمحاسبة من ظهروا في الفيديو. وقال أحد المتابعين: “أين هيبة الدولة؟ لا بد من عقاب حتى لا يتمادى هؤلاء في إساءاتهم”، فيما كتب آخر: “هؤلاء لا يعنونهم لا الثورة ولا بشار، كل ما يهمهم الرقص والتملق للمصالح”.
وأشارت تعليقات أخرى إلى المفارقة المؤلمة في توقيت نشر الفيديو، الذي تزامن مع تصعيد الاحتلال في غزة وسقوط عشرات الشهداء، حيث كتب أحدهم: “أهلنا في غزة يُذبحون، وهؤلاء يتراقصون… أي انحدار أخلاقي هذا؟”.
ولم يكن الفيديو هو الحادثة الوحيدة التي أثارت استياء السوريين مؤخرًا. فقد سبقها تصريح مثير للسخرية من عمر رحمون، أحد أبرز الموالين السابقين للنظام، حين أخطأ في إعادة بيت شعري متداول، فبدل أن يقول: “لقد صمنا عن الأفراح دهرًا”، قال: “لقد صمنا عن الإفطار دهرًا”، في زلة لقيت موجة من التندر والانتقاد.
ويخشى كثير من الثوار من أن يؤدي هذا التسلل المستمر لبعض الشخصيات التي ناصرت النظام سابقًا إلى تشويه صورة الثورة، مطالبين بوضع حد لهذا النفاق السياسي والاجتماعي، وتثبيت معايير واضحة تحمي تضحيات الشهداء ورموز الانتفاضة من الإهانة والاستهانة.