
في مضايا وصل الأمر .. السلاح مقابل بضع علب "بسكويت" و حالات الاغماء تصل لـ ١٥٠ شخصاً
تتسارع الأوضاع في مضايا المحاصرة على يد حزب الله الارهابي ، بالاتجاه نحو الأسوء ، مع دخول الشتاء بشكل عنيف ليصل الصراع مع الموت إلى درجة دفع كثير من شبان المنطقة ، لتسليم سلاحهم للقوات المحاصرة للمدينة مقابل بضع علب بسكويت من الممكن أن تساهم من فك حياة انسان من مخالب الموت .
ووصل عدد الذين بادلوا سلاحهم الفردي ببعض علب البسكويت إلى أكثر من ٢٠ شخصاً ، منهم من حصل على أربعة علب و منهم من كان محظوظاً كان نصيبه علبة "فول" ، أو بعضاً من الرز ، ولم يسلموا سلاحهم خوفاً من المواجهة أو ضعفاً ، و إنما سعياً وراء انقاذ حياة انسان حملوا السلاح لانقاذه من السفاح ، و ها هو اليوم يسلمه انقاذاً أيضاً من السفاح الذي أشهر سيف الحصار ليقضي عليه .
ومن التطورات السوداء داخل مضايا ، فقد تم تسجيل ١٥٠ حالة اغماء يوم أمس ، نتيجة نقص الغذاء ، و ليس باستطاعة المشفى سوى تقديم بعض المكملات الغذائية ، مع كثير من الدعاء بأن تكفي و أن لا يكون الداخل للمشفى بحاجة للمكوث فيه ، و وصل السيروم له ، لتكون الصعوبة أبلغ مع النقص الحاد و الكميات الجد محدودة من هذا العلاج المؤقت ، و الذي يساوي لدى العالم المتحضر و المرفه بـ "اكسير الحياة".
و يحمل الأهالي جميع الأطراف مسؤولية ما يحدث في مضايا ، و طبعاً يركزون على من أشهر السلاح الدفاع عنهم ، فهم لا يستغربون تصرفات النظام و حزب الله الإرهابي الذين عرفوهم جيداً في مواجهات امتدت لاكثر من ٤ سنوات متواصلة ، لكن يحملون الطرف الآخر جزء من المسؤولية ، إما لعجزهم عن اتخاذ خطوات تنقذهم أو افتقادهم للحنكة في مواجهة التكالب الكبير و الشرس ضد هذه المنطقة دون سواها .
اليوم صباحاً قال ناشطون أن أحمد عبد الكريم جواد قد فارق الحياة جوعاً و برداً ، ليضاف إلى القائمة التي لم يعرف تعدادها على وجه اليقين ، و بانتظار الاحصائية الدقيقة ، التي تكشف حجم المآساة التي تعرضت لها بلدة بحجم "مضايا" ، لاذنب لها إلا تأوي و تضم مدنيين هربوا من الموت و نجوا من مختلف أنواعه ، ليجدوا أنفسهم أمام موت من نوع خفي "الجوع" و "البرد" و من الممكن أن يكون مزدوجاً .