صناعة الأطراف الصناعية تعيد الأمل لفاقدي الأطراف في ريف حماة الشمالي
صناعة الأطراف الصناعية تعيد الأمل لفاقدي الأطراف في ريف حماة الشمالي
● أخبار سورية ٣١ ديسمبر ٢٠١٥

صناعة الأطراف الصناعية تعيد الأمل لفاقدي الأطراف في ريف حماة الشمالي

خلفت أعمال القصف العشوائي بالطيران الحربي والمروحي وكافة أنواع الأسلحة على ريف حماة الشمالي عدداً كبيراً من المدنيين فاقدي الأطراف,مما خلق حاجة ملحةً لإنشاء مركز مختص بصناعة الأطراف الصناعية يعيد الأمل للمتضررين ويحاول دمجهم في المجتمع من جديد.

مجرد أن تقطن ريف حماة الشمالي فهذا يعني أنه قد تتغير حياتك من حال الى حال فقد تنام معافً ثم تستيقظ وقد فقدت أحد أطرافك هذا ان لم تفقد حياتك,فلا أمان في مكان يحلق فوقه الطيران وتصله صواريخ النظام.

فلدى زيارتنا لمركز الشام للأطراف الصناعية في ريف حماة الشمالي التقينا الأخصائي ماهر زعتور مدير المركز الوحيد في المنطقة والذي أخبرنا أنه جاءت فكرة تأسيس المركز بسبب كثرة حالات بتر الأطراف بالأضافة للمعاناة التي يعانيها المرضى فاقدي الأطراف بسبب القصف العشوائي الذي تتعرض له قرى وبلدات ريف حماة الشمالي,فقد كان المريض يضطر للسفر الى تركيا وتحمل تكلفة السفر ومشقته لتركيب الطرف الصناعي.

أضاف أنه يتم من خلال المركز تقديم أطراف صناعية سفلية تحت الركبة وفوق الركبة ومستوى الركبة,حيث يهدف هذا المركز لإعادة ولو جزء بسيط من الحياة الطبيعية لفاقد الطرف من خلال تركيب الطرف وتأهيله وتدريبه.

أكدّ الأخصائي ماهر زعتور أنه تم افتتاح المركز بتاريح 1/4/2015 حيث يتم تقديم ثمانية أطراف صناعية شهرياً وهناك 72 حالة مرضية مسجلة لغاية الشهر السادس لعام 2016، وأن صناعة الطرف الصناعي تمر بعدة مراحل فبعد قدوم المريض للمركز يتم تنظيم اضبارة خاصة به ثم يتم أخد القياسات بعدها يتم انشاء قالب الجبس ثم يتم صبه وحقنه ليكون الطرف جاهزاً، ثم يتم تلبيسه وعياره بعدها يتم تدريب المريض على الطرف الصناعي في قسم التدريب لمدة ثلاثة أيام.

شددّ زعتور أن 95% من حالات بتر الأطراف كانت بسبب القصف العشوائي للقرى والبلدات المحررة بالأضافة لبعص حالات الأطفال بسبب مخلفات الحرب.

الأخصائي ماهر زعتور:"بالنهاية هي حرب يقوم بها نظام مجرم ضد شعبه ونحن نتأثرعندما نشاهد أطفال  لديهم حالات بتر أطراف وبالتالي نحن نحاول اعادة البسمة والفرحة للأطفال واعادة شيء من حياتهم الطبيعية ليتم دمجهم في المجتمع من جديد".

أثناء تواجدنا في المركز قدم الطفل عبد المجيد اسماعيل عمره 9 أعوام برفقة والده حيث فقد طرفه العلوي والسفلي بسبب مخلفات الحرب عندما كان يلعب بالقرب من منزله فتم اسعافه الى مستشفى باب الهوا، واليوم سيتم تركب الطرف الصناعي له ليعود للعب مع أصدقائه من جديد,أثناء تركيب الطرف الصناعي بدأ يقرأ القرآن الكريم وما ان تم الانتهاء من تركيب الطرف وبدأ بالمشي حتى شعر بالفرح فهو الآن يستطيع المشي دون مساعدة أحد.

في قاعة التدريب التقينا الشاب محمد أبو يونس وهو أحد عناصر الجيش الحر والذي يبلغ من العمر 25 عام,فقد أحد أطرافه السفلية بسبب انفجار لغم بالقرب من حاجز تل ملح في ريف حماة الشمالي أثناء قيامهم باستهداف الحاجز، وهو اليوم يتدرب على المشي بالطرف الصناعي الجديد مؤكداً أنه في حال الأنتهاء سيشارك من جديد في تحرير الحاجز الذي أصيب بالقرب منه.

بالرغم من الامكانيات المتواضعة للمركز الا أنه استطاع مساعدة الكثير من المرضى وهناك الكثير في طابور الأنتظار على أمل أن يأتي دورهم ويحصلوا على طرف صناعي يشبه طرفاً كان جزءً من جسدهم.

يذكر أن معظم قرى وبلدات ريف حماة الشمالي (اللطامنة,كفرزيتا,كفرنبودة,...)تتعرض للقصف من قبل الطيران الروسي وطيران النظام بالأضافة لكافة أنواع الأسلحة مما خلف الكثير من فاقدي الأطراف جُلهم من المدنيين .

المصدر: شبكة شام الكاتب: مراسل شام - مهند المحمد
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ